|
حقيقة فتح وحقيقة حماس وحقيقة قيادات الشعب الفلسطيني !!!
عبد الرحمن قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا الكلام لا يقال سوى همساً بين أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. لقد حرمونا من احتلال متطور يحترم حقوق الإنسان وقطعوا العلاقة بيننا وبين الإسرائيليين. لم يحرروا شبراً ولن يفعلوا. شعارات كاذبة ومتاجرة بدماء الناس. الاحتلال كان أفضل من حكم فتح ومن حكم حماس. يا للحقيقة المرة الفظيعة !!! قد يستنكر أحد الإسلامويين أو القومجيين أو الوطنجيين هذه الحقائق ولكن على الأرض هذا ما ثبت قطعاً وبعد تجربة احتلال دام أكثر من ثلاثين سنة وتجربة سلطة دامت نحو 15 سنة. الجمهور العربي لا يعرف شيئاً بفعل حرب التضليل التي يقودها الأفاقون والدجالون والنصابون الذين ينصبون أنفسهم قيادات ومتحدثين باسم الشعب الفلسطيني، بينما الشعب الفلسطيني لم يسأل باستفتاء عام ونزيه أيهما تفضل: عودة الاحتلال المباشر أم قيام كيان مسخ تقوده مجموعة تجار أوساخ قادت الشعب الفلسطيني من هزيمة إلى هزيمة وأغرقته في دمائه وأضاعت أراضيه وحياته وحقوقه الإنسانية بفعل الصدام العبثي مع دولة الاحتلال جيدة التنظيم والتخطيط والتسليح.
قد يعجب القاريء من هذا الكلام، فالحقيقة أن الإسرائيليين بعد السبعينيات قد فتحوا للفلسطينيين مزارعهم وشركاتهم وشوارعهم وبيوتهم، وكانوا يعملون سوياً في شتى المجالات، وكان العامل العربي يتقاضى نفس حقوق العامل الإسرائيلي، وكان سكان غزة والضفة وعرب 48 يتمتعون بحياة إنسانية رغدة، فما الذي جعلهم يثورون ولماذا استمرت الانتفاضة الأولى 5 سنوات ؟؟؟ في الحقيقة هذه شهادة من إنسان عاصر الأحداث يوماً بيوم وساعة بساعة. عانيت الاعتقال والضرب وقنابل الغاز وعشت 5 سنوات في منع التجول. فهل كل ما حدث عبر عن حقيقة موقف الشعب الفلسطيني ؟؟؟ كلا مطلقاً. الانتفاضة الأولى اندلعت كردة فعل على حادث صدام مقطورة إسرائيلية بسيارة عمال من غزة على نقطة عبور إيرز. قام الناس واحتجوا وقذفوا سيارات جيش الاحتلال بالحجارة. انتفض الناس أسبوع أو أسبوعين وبعدها عاد الناس إلى أماكن أعمالهم ولكن منظمة التحرير دخلت على الخط وبدأت برشوة رجالاتها وبلطجيتها فنظموا المجموعات الضاربة التي أخذت تعترض سبيل العمال وتفرض إضرابها عن طريق قذف سيارات العمال العرب بالحجارة !!!!! الناس عبروا عن شعورهم وقاموا بالتنفيس عن مشاعرهم، ولكن منظمة التخريب لم تشأ للأحداث أن تتوقف عند هذا الحد، بل قام مكتب المنظمة في عمان ببعثرة آلاف الدنانير على الناس الذين يحضرون تقارير طبية يثبتون فيها ضربهم من جيش الاحتلال وتحول الموضوع برمته إلى ارتزاق وعاث بلطجية فتح فساداً فقاموا بالقمع والتنكيل بالعمال الذين يبحثون عن قوت يومهم لكي يفرضوا إضرابهم، وكان لدى منظمة التحرير سمعة وطنية قوية. لم يكن فسادها معرفواً لدى سكان غزة والضفة وعرب 48، وكانت تمثل الإرداة الوطنية الساعية إلى التحرر. لم يكن أحد من الناس يتوقع أن تكون المنظمة بهذا الفساد أو أن تقوم بالتوقيع على اتفاق العار في أوسلو. في تلك الأثناء انطلقت حماس الإخوان المسلمين وقامت بمنافسة فتح على فعاليات الانتفاضة. ليس لأجل التحرير بل لمجرد المنافسة وحصد الأصوات لصالحها، وإمعاناًُ في المنافسة غير الشريفة قامت حماس بموجة طعن المدنيين الإسرائيليين بالسكاكين، وبعد يحيى عياش تعلموا تفخيخ الباصات والمطاعم. لم يكن لدى إسرائيل خيار آخر. الفلسطينيون يريدون الانفصال بأي ثمن. يريدون منظمة التحرير ممثلهم الشرعي والوحيد، فقامت إسرائيل بإحضار ممثلهم الوحيد لكي يراه الناس عن كثب، وبعد نشوء السلطة حدث مخاضاً تفاعل كالإعصار. هل هؤلاء هم الزاحفين غداً على قمم الكرمل والجليل ؟؟؟ أتوا لكي يريحوا الاحتلال من مهام الاحتكاك المباشر مع الناس ؟؟ مهام أمنية وقحة مقابل الأموال والمرتبات الضخمة التي أغدقت على فريق أوسلو ؟؟؟ لم يكن خيار لدى الشعب الفلسطيني سوى دعم حماس. خيار خاطيء ومجنون لكن الوعي الشعبي الفلسطيني لم يفكر سوى في كيفية التخلص من حكم وبطش الأجهزة الأمنية التي عاثت في الأرض فساداً لدرجة أن الناس كرهوا اليوم الذي وجدت فيه منظمتهم الممثل الشرعي ( ؟ ) والوحيد ( ؟ ). تخيل الشعب الفلسطيني أن حماس هي الحل، فبدأت حماس بعمليات التفجير ضد المدنيين الإسرئيليين بصورة لم يسبق لها مثيل. الشيوخ والنساء والرجال والأطفال يتفحمون داخل الباصات والمقاهي والمطاعم وفي الشوارع. حاولت إسرائيل تجريب الإغلاق المؤقت على العمال لأن حماس كان تستغل طريق العمال لكي تنفذ عملياتها من دون أي تفكير في مصالح هؤلاء العمال أو عيشهم وهم من يشلكون أغلبية السكان، ولكن للأسف هذه الطبقة العاملة كانت ضعيفة من الناحية الثقافية ولم تعرف كيف تدافع عن مصالحها. لقد دفع العمال وحدهم ثمن الشعارات الفارغة. كل من فتح وحماس تسبب في الإغلاق على العمال. فتح في الاتفاضة الأولى قامت بجمع تصاريح العمال ومنعهم من العمل داخل إسرائيل الأمر الذي دفع إسرائيل إلى اتخاذ تدابير جديدة، فقامت بإحضار العمال من تايلاند ورومانيا وتركيا، وبدأت موجة التطرف اليميني تتصاعد داخل إسرائيل، وبعد أن حصلت حركة السلام الآن على 18 مقعد في الكنيست عام 1994 لم تحصد في انتخابات 2005 سوى مقعدين اثنين فيما تصاعد المجنون ليبرمان. التطرف جر التطرف والقتل غير المبرر للناس في شوارع إسرائيل أدى إلى الإغلاق الكامل على الطبقة العاملة الفلسطينية ( نحو 200 ألف عامل !! ). مزيد من العمليات أدى إلى بناء الجدار ثم أخيراً أدت صواريخ المقاومة إلى الإغلاق الكامل لقطاع غزة !! نتيجة الانتفاضتين معاً لم تحرر شبراً واحداً من أرض الضفة أو غزة التي بقيت محتلة جواً وبراً وبحراً فتحولت إلى أضخم سجن في العالم. لكن ما لا يقال في إعلام فتح أو حماس هو عدد المعوقين الجرحى الذي يبلغ نحو 90 ألفاً ولا يقولون لنا كم العدد الحقيقي للأرامل ومصيرهن الأسود، كم عدد الأيتام ؟؟؟ كم عدد الثكالى ؟؟؟ لا يقولون لنا من أين ولا كيف تعيش الطبقة العاملة ( 140 ألفاً من غزة ) .. مبروك أصبح لنا قيادات أخرى تجعل من الشعب ضحية لأجل مناصبهم وكراسيهم ومنافعهم الخاصة. الكراهية الشديدة التي تصاعدت ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل مبررة. حماس كانت تقود حرباً عقائدية فتزرع الكراهية ضد اليهود إنطلاقاً من بعض نصوص القرآن، فيما حاولت إسرائيل دمج قطاع غزة وضمه إليها عام 1983 حينما رفعت نقطة عبور إيرز وأصبح الناس يدخلون بسيارتهم الخاصة إلى تل أبيب ليلاً ونهاراً دون أن يعارضهم أحد. هل يعرق القاريء العزيز أنه لم يوجد مجال من مجالات العمل إلا ودخله الفلسطينيون مع الإسرائيليين ؟؟؟ لقد أتقن الفلسطينيون الزراعة الحديثة التي لا توجد بأي لد عربي، دخلنا بيوتهم ومحالهم. شوارعهم. ورشاتهم الفنية .. البناء والطوبار الحديث .. تمديد الشبكات الحديثة للمياه والكهرباء .. تجميع الكمبيوتر .. المخابز الراقية .. مصانع النسيج .. مصانع الجلود .. مصانع الألبان والأجبان .. أصبح سائقو غزة يقودون الباصات في شركة إيجد الحكومية الإسرائيلية بنفس أجرة وحقوق السائقين اليهود. مصنع فولجات للنسيج كان يعد بالعمال العرب واليهود. ورشات الحدادة واللحام الفني للنورستا .. مئات من مصانع الحياكة نشأت وتطورت في غزة لكي تستقبل المادة الخام الجاهزة من مصانع إسرائيل. لم يكن فلسطيني واحد في غزة لا يعمل. الاحتلال قدم العمل والتقنية والرخاء والخير فماذا قدمت فتح وماذا قدمت حماس ؟؟؟ لقد قاموا بتدمير كل ذلك وحسب !!! من حق إسرائيل أن تنظر للعرب بصفتهم وحوش لا يقدرون الحياة والمعاملة الإنسانية. هم أخذوا بلادنا وطردونا منها. هذا صحيح ولكنهم امتلكوا قوة الدولة العظمى وساندهم العالم ولكن ينبغي التسليم بالأمر الواقع كما فعلت اليابان. ما يحدث الآن هو انتحار جماعي. حماس تتخذ من شعب غزة رهينة لكي تتصنع الصمود والنية لتحرير فلسطين كما فعل من قبل ياسر عرفات. كان باعتقاد حماس أن العمليات الانتحارية ستجعل اليهود يهرولون هرباً من فلسطين. لا يوجد لدى حماس أي فهم او اعتبار لميزان القوى على الإطلاق. هم من بدأوا بإجراءات الفصل وفك الارتباط وساعدهم في ذلك المتطرفون اليهود. لقد توافقت رغبة فتح وحماس مع رغبة اليمين الإسرائيلي الذي أصبح يفكر في إسرائيل نقية من العرب بعد عشرين عاماً من العلاقات الحميمة. الآن حماس ترتكب حماقة جديدة بكسر عبور رفح. إسرائيل تسعى للتخلص من غزة وقد عرضت على مصر مراراً أن تتسلمها، وهذا قرار عبيط ومجنون. ليست مصر من أخذت أراضينا وليست هي المؤولة عنا. يجب أن ينتهي جنون حماس وفشلها المبين إلى طرح مشروع الدولة الواحدة رغم الصعوبات. يجب إنهاء الحرب فوراً والتحول إلى النضال السياسي لمقاطعة الحكومة العنصرية في إسرائيل لأجل إحياء خيار السلام الحقيقي الذي يتمثل في دولة واحدة علمانية ديمقراطية بحقوق متساوية للجميع. مشكلة الشعب الفلسطيني هي مشلطة حقوق إنسان صرفة. يجب أن نناضل لكي نحصل على حق الاقتراع وحق السفر والتنقل والسكن وحقوق العمل والعلاج مثل الإسرائيليين. كراهية اليهود بسبب نصوص دينية هي خرافة غير واقعية. الانفصال عن إسرائيل هو السبب الحقيقي في كل الكوارث التي تحدث. ينبغي التفكير الجدي في إسقاط خيارات الأمة الإسلاموية والعرباوية التي أصبحت بلا وزن يذكر. الشعوب العربية لا تستطيع تحرير نفسها من أنظمة القمع والكبت. فقط دولة واحدة هي الوحيد لنا ولهم، وهي مصلحة لنا قبل أن تكون لهم، فهم أقوياء يعارضون مشاركتنا الآن. ينظرون إلينا باحتقار شديد. نشاركهم كيف وبماذا ولماذا ؟؟؟ الإجابة لدينا والكرة في ملعبنا. نشاركهم في العمل والبناء والتطوير كما فعلنا ذلك من قبل أن تأتينا عصابات فتح وعصابات حماس التي لم تورثنا سوى الدمار والجوع والهلاك !
#عبد_الرحمن_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطورة سلطة عباس على المشروع الوطني الفلسطيني
-
ألف تحية من غزة المحاصرة للحوار المتمدن !
-
أين اليسار الفلسطيني من مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة ؟!
-
هل تسقط حكومة حماس ؟؟؟
-
احذروا حل الدولتين !!
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|