أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - حصار السلام ..؟!















المزيد.....

حصار السلام ..؟!


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أن الشبكة العنكبوتية تمتد خيوطها في كل مكان من هذا العالم الذي أصبح صغيرا وصغيرا جدا ، إلا أنه تقطعت بي الأوصال كي أدخل كلماتي هذه في أي خيط من خيوط هذه الشبكة الشيطانية ..! بسبب حصار اليهود الصهاينة على شعبي في غزة ، وإن كانت الكهرباء هي السبب الرئيسي إلا أن الحصار طال كل شيء من مستلزمات الحياة الإنسانية في هذا العصر المجنون .. تذكرت السنوات الأولي للاحتلال حيث كانت النساء الغزاويات الماجدات يجبن بيارات البرتقال التي كانت تلف أراضي قطاع غزة ليجلبن أوراق الأشجار المتساقطة وقودا لأفران الخبز المنتشرة أمام البيوت في حارات المدن والمخيمات ، فيخرج الخبز طازجا بنكهة لذيذة تحمل معها كل ما هو لذيذ وجميل في هذه الطبيعة الساحرة ..! أما اليوم فلا يمكن للنساء أن يقمن بهذا العمل لأنه لم يعد في غزة بيارات للبرتقال أو أي بيارات أخرى ، فالاحتلال قد دمر كل أشجار غزة التي أصبحت مثل رأس شاب محلوق على الطريق الأمريكية ..
كيف للأمهات أن يحضرن الخبز لأولادهن ولأسرهن بعدما انقطعت الكهرباء وأنواع المحروقات الأخرى عن غزة الجريحة ..؟ كيف لغزة أن تعيش بدون كهرباء بعدما أصبح كل شيء فيها يسير على هذا التيار العجيب .. المياه المنزلية تصعد بالكهرباء إلى خزانات البيوت المرتفعة ، ومياه الصرف الصحي تضخ إلى البرك البعيدة أيضا بالكهرباء ، كيف ستعمل المستشفيات بغزة بدون كهرباء ؟ كيف لطلبة غزة أن يسهروا للقراءة على نور الشموع الخافتة ؟ كيف للناس أن ينعزلوا عن العالم بدون مشاهدة التلفاز ؟ وكيف للصبايا والفتية أن لا يتابعوا مسلسلاتهم العاطفية والاجتماعية ؟ وكيف للمثقفين أن لا يمسكوا بخيوط العنكبوت في حواسيبهم ؟ وكيف للكتاب أن لا يدسوا ثقافتهم عبر هذه الشبكة ؟ وكيف لهواة الدردشة أن يقضوا أوقاتهم بدون الاتصال بالآخرين ؟؟ وكيف لي أن أكتب بعدما هجرت القلم ليصبح قلمي هو هذه الطابعة المتعددة الأغراض ؟ وكيف لي أن لا أتابع ما هو جديد في الحوار المتمدن أو صحفي الالكترونية المفضلة ؟؟
مع تقديرنا واحترامنا الشديدين لكل من تظاهر ووقف وتضامن مع شعبنا الفلسطيني في غزة التي تئن تحت الحصار .. وكذلك وسائل الإعلام بكل وسائلها التي نقلت حجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني .. هذا الزخم الكبير لماذا سيتوقف بعد قليل ؟ والجميع مقتنع بأن الحصار سيتوقف جزئيا ليعود من جديد بشكل تدريجي .. فالحصار مفروض على شعبنا منذ ما يقرب عن عشرين شهرا متواصلا .. إن كانت الكهرباء قد فضحت كل شيء لكن هناك الكثير من مستلزمات الحياة اليومية والإنسانية مفقودة منذ زمن طويل .. فإسرائيل تمنع دخول كل شيء يمكنه أن يعمل على تشغيل وحدة عمل صغيرة ولو أنها تحتاج إلى عامل واحد ؟ ولو أحصينا قائمة الممنوعات التي لا تدخل غزة ؛ فلا تكفي صفحة المقالات لذكرها فهي تعد بآلاف الأصناف الضرورية للحياة .. وأن الكثير من وسائل الإعلام أو غالبيتها قد نقلت الخبر بدون تفاصيل للمشكلة القائمة منذ زمن ، وكأن المسألة هي مواد إغاثة كمساعدات إنسانية تقدم لشعب مسجون داخل وطنه ؟؟ لم أسمع أو أشاهد في وسائل الإعلام أن شعب غزة هو من يشتري هذه المواد من أسواق إسرائيلية وعالمية لكنها تدخل غزة عبر إسرائيل ، حتى البضائع الواردة عن طريق مصر التي ترتبط حدوديا مع غزة يجب أن تمر عبر إسرائيل ومن ثم إلى غزة ؟؟ كذلك لم يتطرق أحد إلى أن غزة لا تحتاج وقودا لمولدات الكهرباء بها لأن ( حقل غاز ) بحر غزة لم تتمكن الشركة البريطانية من تسويقه ـ بالمناسبة محطة توليد الكهرباء بنيت لتعمل على المازوت أو الغاز الطبيعي ، وحقل الغاز في البحر لا يبعد عن محطة التوليد أكثر من خمسة عشر كيلومترا ، وأن غالبية سكان غزة قد نفذ من بيوتهم غاز الطبخ قبل قرار الإغلاق .. وأن آلاف السيارات التي تعمل على الغاز قد توقفت أيضا قبل الإغلاق الأخير ، وأيضا مئات السيارات قد توقفت عن العمل لعدم وجود دواليب الكاوتشوك أو قطع غيار لسيارات أعطبت أو انتهت صلاحية عملها ..؟
حتى حركة حماس التي تسيطر على غزة لم يخطر ببالها موضوع حقل الغاز الذي هو ملك لغزة ، لم نسمع أحد من وزرائها أو مسئوليها من نواب وغيره ، أن طالب بحل مشكلة وقود غزة من بحرها المملوء بالغاز والذي أكتشف قبل سنوات وقعت السلطة في حينه اتفاق استخراجه مع شركة بريتش غاز التي قالت مؤخرا : إنها جاهزة لإنتاج الغاز لكن هناك صعوبات في تسويق الغاز بكميات تجارية ..؟ وكذلك أعضاء الحكومة الشرعية في رام الله والتي بذلت جهودا كبيرة مع إسرائيل لإعادة إمداد محطة توليد الكهرباء في غزة بالمحروقات ، لم يتطرق أحد من السياسيين في رام الله إلى موضوع حقل الغاز في غزة والذي لا يمكن تسويقه ..؟! أي غباء سياسي هذا في طرفي الحكم الفلسطيني ؟؟ كيف نطالب العالم بأن يقف معنا لحل مشكلة الوقود ونحن نمتلك ما يكفي غزة والضفة ويزيد ..؟ أو كيف يشتري المواطن الفلسطيني ما يلزمه من الغاز بأعلى الأسعار من إسرائيل ؟؟ وهو يمتلك كميات هائلة من الغاز تكفيه لتغطية احتياجاته من المحروقات ؟؟ على شعب غزة أن يعي ما يدور ويحاكم قياداته من الطرفين وأن لا يدفع ثمن الكهرباء التي يستهلكها بأعلى الأسعار ..؟ وقد يكون صحيحا ما حذرنا منه في مقالة سابقة عن صفقة بيع الغاز من حقل غزة لإسرائيل .. من يعرف ما هي بنود الاتفاقية التي وقعت بين السلطة الفلسطينية وشركة بريتش غاز ؟ هل تم الاتفاق مع الشركة بمد السكان الفلسطينيين بما يحتاجونه من الغاز الذي هو ملكهم وبأسعار لا تقل عن أسعار المستهلك العربي في الدول المنتجة للغاز مثلا ؟ هل أطلع أعضاء من المجلس التشريعي بصفتهم ممثلين عن الشعب الفلسطيني والمراقب الأول لعمل السلطة التنفيذية على بنود الاتفاقية ؟ لماذا نسمع أو نقرأ عن أخبار الاتفاقية دون نشر بنودها قبل الاتفاق مثلا ؟ أسئلة كثيرة .. يغفل عنها الجميع ، لكن هل يصحو أعضاء المجلس التشريعي ليوقفوا هذه المهزلة ؟!
لا نعتقد أن ما جرى مؤخرا أو ما يجري في غزة هو حصار وضغط على الشعب الفلسطيني كي يثور ويرفض ما قامت به حماس من انقلاب وتقسيم للشارع الفلسطيني بقدر ما هو حصار لعملية السلام التي لا تريدها إسرائيل لأن ذلك سيدفعها لتقديم تنازلات أولها استقلال الشعب الفلسطيني .. وفي كل مرة يقترب فيها الفلسطينيون من توقيع اتفاق سلام جديد مع إسرائيل تقوم إسرائيل بقواتها العسكرية من تغيير الواقع لتقويض العملية السياسية والتحرش بالفلسطينيين من خلال الاغتيالات و الإجتياحات العسكرية لأراض فلسطينية تعيث فيها دمارا وسفكا لخلق واقع جديد كي يقف الفلسطيني حيرانا وخجولا أمام أي مفاوضات جديدة .. وهذا ما تسعى إليه حركة حماس أيضا إذ أول ما طالبت به هو وقف المفاوضات مع إسرائيل لأن برنامج حماس يرفض الاعتراف بإسرائيل ولا حتى بدولة فلسطينية ..؟!



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب حماس هدفه تدمير الديمقراطية وعدم إقامة دولة فلسطينية
- حركة حماس .. وكهف أفلاطون !؟
- سيمفونية الحج رواية
- ليلة حلم في فضائية ( LBC )
- من عرفات وغزة ..!
- يا شعبي في غزة ..!
- يا حماس ويا فتح ويا كل التنظيمات : ابتعدوا عن أطفالنا ..!
- المهاجرون المصريون والعرب إلى إسرائيل ؟!
- بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟! ( 2 ...
- بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟!
- خطاب السيد هنية سرد صحفي وديماغوجي وتغييب لوعي الجماهير
- عندما يفلت المجرمون من العقاب يصبح كل الوطن مستباحا ؟؟
- للنساء فقط ..!
- إسرائيل ونظرية الزمن ؟؟
- العيد وغزة المسلوبة من فلسطينيتها وعروبتها !؟
- يا فتح أكشفي عن وجهك ..! إما تكوني علمانية أو تكوني أصولية . ...
- احذروا .. غزة في مهب الريح !
- مرثية إلى أبي خالد عبد الشافي
- الصحافة ومفهوم السلطة الرابعة ..؟
- الطحين الفاسد وتورط جامعة مرموقة في غزة ..؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - حصار السلام ..؟!