فرات محسن الفراتي
الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:07
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
البداية .. دوماً أمل جديد ، قد يقول اشد المتشائمين في وصف بداية ما على سبيل المثال بأنها متعثرة ، ولكن لن يستطيع القول إنها (نهاية) ﻓ (البداية) هي نقيض ﻟ (النهاية) على الرغم من إن ناموس الحياة يؤكد انه لكل بداية نهاية .
باب آخر يرتبط بهذا المفهوم وهو الطموح .. يسميه البعض ب(الحق المشروع) ويحذر البعض من المبالغة فيه ، وقد يثار الجدل حول من يبرر وسائله لتحقيق غاياته تلبية ﻟ (طموحه) .. بلا شك إن أي بداية تستفز أي طموح وتحرك سواكنه لانطلاقة أو لسعي نحو ما هو أفضل .. فالإنسان السوي باحث عن الكمال بلا شك .. وان كان الوصول للكمال في ابسط مفاهيمه هو نسبي .
في بلادنا هذه الفترة نعيش كما يعيش كل سكان المعمورة بدايتان جديدتان ومن طراز خاص . وهما بداية العامان الميلادي و الهجري ، أو بعبارة أخرى إنها بداية تقويمية ، بلا شك إن العالم بأسره عاش لحظاتها واحتفل بها على طريقته أو ابتهل بها كلاً بمعتقده من اجل يتحقق أمله مع هذه البداية الجديدة ، وان تكون سنته الجديدة أفضل من سابقتها .. ولكن هنا في بلادنا ، البداية و الأمل و الطموح على الرغم من إنهم مجتمعين (ظاهرة إنسانية عالمية) إلا إنهم لدينا بنكهة وطابع خاص لنعنونها بالبداية العراقية و الأمل العراقي و الطموح العراقي .. الجديد في عام ميلادي وعام هجري جديدان .
إن ما دفعه شعبنا من تضحيات ، وما بله من صبر وجلادة ، هو لا يعد تجربة فريدة فحسب .. فهذا الوصف لا يفي القيمة العليا لما يسجله العراقيين .. إنهم يضربون أروع الأمثلة الملموسة عن كفاح من اجل البقاء و الوصول نحو الكمال .. فهم يحمون و يبنون و يتعاونون و و و ... للعيش في عراق سالم مستقر ضمن مجتمع كامل .
البداية للعامان الميلادي و الهجري تجسدت عند العراقيين بطموح مضاعف وأمل كبير للوصول إلى شواطئ الأمان ، في الأعوام الماضية كانت سفينة البلاد تتلاطم بين الأمواج .. أما اليوم وفي مطلع العامان الجديدان بتنا نرى الشواطئ الآمنة عن قرب . فالحياة مستمرة و الابتسامة تعود و اشراقة عراق اليوم لا تحجبها ألان سحب الشتاء قارص البرد .
أملنا واحد وطموحنا واحد ودعوتنا واحدة لبلادنا .. أن نرى العراق في هاتين البدايتين كما نصبوا إليه .
#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟