أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - بلد يعوم على بحر من النفط وشعب يفتقر لقطرة منه تقيه برد الشتاء وحر الصيف وظلمات الاعوام















المزيد.....

بلد يعوم على بحر من النفط وشعب يفتقر لقطرة منه تقيه برد الشتاء وحر الصيف وظلمات الاعوام


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمتليء التقارير الاقتصادية العالمية والمنابر العالمية لبحوث الطاقة والنفط، باحصاءات عن احتياطي النفط والغازفي العراق وعن تعداد مكامنها ومواقعها حتى لم يعد هناك شبر من اراضيه لايعوم على هذا البحر من النفط والغاز. ويسيل لعاب شركات النفط الاحتكارية العالمية الكبرى وفي مقدمتها شركات النفط الامريكية ليتحول الى مخططات جهنمية تضمن هيمنتها التامة والدائمة على هذه الثروات. وحمايتها ليس من منافسيها من الشركات الكبرى كما كانت تواجه في القرن الماضي وانما لقتل أي طموح للشعب العراقي للتمتع ولو بجزء ضئيل من هذه الثروة. بل واصبح النفط منذ بدء الاحتلال واحدا من اكثر اسلحة الاحتلال فعالية في تبديد طاقات الجماهير واشغالها عن مقاومتة . فقد ادى الحرمان منه الى الحرمان من الطاقة الكهربائية وبالتالي من الدفء شتاء والحر صيفا، وتبديد طاقاته الفكرية والابداعية من خلال سيادة الظلام الدامس لمعظم ساعات الليل، وتعطيل جميع وسائل الاتصال الداخلية والعالمية وحرمان الاطفال من النور ومن كل وسائل التسلية بما فيها افلام الكارتون والعاب الكومبيوتر. فضلا عما يعرضهم البرد الشديد والحر من امراض تتعاظم مخاطرها بضعف الرعاية الصحية والافتقار الى الادوية المحمية من التلف بسبب فقدان الكهرباء . وتبديد وقت الجماهير بالانتظار ساعات للحصول على ما تسمح به امكاناتهم الاقتصادية من جهة وما تقننه قوات الاحتلال من حصص للمواطنين.
و يستأثر المحتلون به وينعم ادواتهم في المنطقة الخضراء بالنور والدفئ شتاء والتبريد صيفا . فمنذ ما يقرب من خمس سنوات والنفط يتدفق الى خارج الوطن عبر الناقلات العملاقة بدون عدادات ليبقى حساب المعدل ثابتا على مليون وسبعمائة برميل يوميا كما سجل في بداية الاحتلال، رغم كل المليارات التي ارصدت لتطوير الانتاج . ويجري اقتسام ارباح هذا المعدل مع الحكومة العراقية التي تضمن حصتها من النهب بتقدير سعر البرميل في الميزانية بنصف سعره العالمي. وتحول قوات الاحتلال بعض ارباحها الطائلة الى اسلحة لقمع مقاومة شعبنا وتحطيم طاقاته ومعنوياته، والى ارصدة لشراء العملاء والادوات من ارهابيين ومليشيات وفرق موت ، ومن سياسيين واعلاميين يضللون الجماهير ويحبطون آمالها وثقتها بقدراتها على تحرير بلدها وثرواتها ويمررون مخططاتهامن قوانين ومعاهدات تشرع الهيمنة الامريكية على ثروات بلادنا لعشرات السنين وادامة الاحتلال. فقد وقعت حكومة المالكي على قانون النفط الذي اعلن الشعب وطلائعه الفكرية والسياسية عن رفضه واعتبرت الموقف منه المحك الوطني لكل عراقي ولاسيما لاعضاء البرلمان . وبارك الطالباني القانون وانطلقت حكومة الاقليم في تطبيقه وعقد الاتفاقيات مع شركات النفط الكبرى وفقه، رغم عدم اقراره من قبل البرلمان . وباركه ودعى لتمريره عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف الاسلامي لانه يخدم مخططات الائتلاف في تقسيم العراق واقامة الدولة الاسلامية الموالية لايران والمالكة لاكثر منابع النفط ثراء.
ووقع المالكي على وثيقة العهد كمقدمة لعقد معاهدة دائمة مع امريكا تشرع دوام احتلالها لعشرات السنين لحراسة منابع النفط التي ستصبح شريكة في ملكيتها وفقا لقانون النفط، وضمان تدفقه لمصلحة شركاتها . واخذ العملاء التباري في تقدير حاجة العراق لبقاء قوات الاحتلال لحماية حدوده !!ولكن من من؟؟ اليست الامبريالية الامريكية وحليفتها اسرائيل العدو الرئيس لشعبنا وللشعوب العربية، بل ولجميع شعوب العالم!! وبدأ المزايدة وزير الدفاع في واشنطن قائلا ستبقى البلاد بحاجة الى مساعدة عسكرية اجنبية للدفاع عن حدودها لعشر سنوات . وانبرى مستشار الامن القومي الربيعي من واشنطن يدعو لتلبية اهداف قوات التحالف سواء في مجال النفط اوادامته ودعى الى تقسيم العراق متجاوزا احلام اكثر الجمهوريين يمينية، في تقسيم العراق الى خمس اقاليم بدل ثلاث ..
لقد نست الادارة الامريكية قبر شعبنا لمعاهدة بورتسموث في وثبة كانون 1948 التي عقدتها حكومة صالح جبر مع بريطانيا لادامة تبعية بلادنا لها وحماية هيمنتها على ثرواتنا النفطية ، ونست ثورة 14/تموز/ 1958 والغاء شعبنا لحلف بغداد وجميع قواعده العسكرية، والمباشرة بتأميم الثروة الوطنية واقامة الشركة الوطنية للنفط، عام 1962 ونسي كل هؤلاء العملاء مصير كل ما مر على العراق من عملاء بدءا بنوري السعيد وشلته ومرورا بصدام وعصابته . فقد اثملتهم الاموال التي اباح الاحتلال لهم نهبها لقاء بيعهم الضمير والوطن ودغدغت مشاعرهم بالرضى عن النفس الكراسي التي يشغلونها والالقاب التي يحملونها، واستمرأوا انشغال الشعب بالكوارث التي تنزلها قوات الاحتلال وادواتها دون ان يحركوا ساكنا بل وليساهموا في تعميقها . ونسي كل هؤلاء وثبات شعبنا وثوراته ، وان لصبره حدود ولكن ليس لطاقاته ولا لاجيال من طلائعه حدود وتنوع . فمن خلال كل هذه الصعوبات والمحن وكل تجارب النضال واشكال المقاومة يبرز القادة السياسيين والابطال المقاومين والشعراء والادباء والفنانيين الذين يستثيرون همم الجماهير ويلخصون تجاربها ويعممون مبادراتها وينظمون نضالاتها ويربطون النضال من اجل ابسط مطالبها بالنضال ضد الاحتلال. فشعبنا يزخر بالطاقات والامكانيات وبالشخصيات الوطنية الصاقة ولاسيما من الشيوعيين المسترشدين حقا بالماركسية واسترتيجيتها الثابتة حتى تتحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية، التي تحدد الامبريالية هي العدو الرئيس لشعبنا ولشعوب العالم وتدين كل مساومة ومهادنة، معها ومع كل ادواتها ولاسيما قوات احتلالها وتؤمن بان الجماهير هي صانعة التاريخ وبدون توعيتها وتعبئتها في نضالات يومية تبقى الاحزاب السياسية فقاعات فارغة . وشعبنا يزخر بالطاقات الفنية والادبية والشعرية التي تستطيع ان تحرك مشاعر الجماهير وتطلق طاقاتها فالى جميع ادبائنا وشعرائنا بل ومغنينا وفنانينا ندائي الحار لتحرير كل طاقاتهم المبدعة من اسار اليأس والاحباط والانتظار السلبي لالهاب مشاعر الجماهير القادرة بنضالاتها تحرير الوطن وثرواته ولتنعم بالنور والعلم والتواصل مع العالم .
سعاد خيري في 24/1/2008





#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقذوا اطفال غزة والعراق، ساهموا في جعل العالم افضل، شاركوا ...
- مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة وم ...
- تبلور الاصطفاف الوطني والطبقي الجماهيري في العراق
- الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية ...
- لتكن وحدة نضال معلمي العراق من اجل حقوقهم منطلقا لتصعيد نضال ...
- ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر ...
- هل يتعظ قادة فصائل العملية السياسية بمصير اقطاب معاهدة بوتسم ...
- الحوار المتمدن في طليعة الكفاح الفكري المعاصر من اجل تحرير ش ...
- لا يخفف انابوليس من ادانة البشرية لجرائم الادارة الامريكية ف ...
- تحرير المرأة من العنف ، رهن بتحرير البشرية من علاقات الانتاج ...
- lمستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم،اسس الكفاح الفكري، ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 3-الكفاح الفكري
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم الجماهير داينموالكفا ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 2- الكفاح الاقتصادي
- مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث بين الامس واليوم
- - مستلزمات كفاحنا الوطني - بين الامس واليوم
- وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده ضد الاحتلال ضرورة قصوى ل ...
- ستبقى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى تهدي البشرية وتعزز ثقتها ...
- سيبقى العراق المحتل ساحة لتصفية خلافات الامبريالية الامريكية ...
- رحلت الدكتورة نزيهة الدليمي وستبقى تحيا بتجاربها الرائدة لقر ...


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - بلد يعوم على بحر من النفط وشعب يفتقر لقطرة منه تقيه برد الشتاء وحر الصيف وظلمات الاعوام