أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فؤاد خليل - الله أعلم















المزيد.....

الله أعلم


فؤاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بين أهل القرآن وأهل السنة تشرذمت وانقسمت الأمة, وبين حماس وفتح ضاعت فلسطين وبين حزب سوريا وإيران وفريق الرابع عشره من آذار احتضر لبنان وبين صفير والوطن تمزق الموارنة إلى أشلاء سياسية ممزقة تلهث الأنفاس.
هذا غيض من فيض مما يحدث في البلاد العربية الإ سلاموية القومية التي تريد أن تضحك علينا أكثر فأكثر ببناء أمجاد ونصر وتقدم وازدهار على أشلاء شعب يحلم بالحد الأدنى من الكرامة والعيش بإنسانية حتى لو كانت ناقصة نقص الحديد أو المغنيزيوم في جسد إنسان يلهث الليل والنهار خلف لقمة عيش سرقها لصوص الغدر والخيانة باسم الحكم والمقاومة والمواجهة.
كل يوم نصحو على أخبار القهر والفرار والمرض والجوع والقتل والسحن والجلد باسم الشعب والدين والأخلاق وحب الوطن والذود عنه. محطاتنا مليئة بشيوخ السلاطين أصحاب الفتاوى الجاهزة على قياس الرئيس أو الشيخ أو الملك أو حتى الشويخ. لم يعد في التاريخ أي وقع كبير لكربلاء ولا لمقتل الحسين بل كل يوم عندنا كربلاء وكل يوم يقتل أبرياء وأطفال ونساء وشيوخ باسم الدين وباسم القرآن وباسم السنة وحتى باسم الفقهاء.
الغرب وصل بالعلم والمعرفة والإنسانية إلى السموات السبع الطباقا وشيوخ الجمال يركبون على ظهر أطفال أبرياء قبل أن يجلسونهم على ظهر الخيل والجمال للتمتع بآلامهم وصرخاتهم بكل سادية هذا كله طبعا بعد صلاة واستغفار وقراءة في القرآن والسنة وبعد وضوء واستحمام بدماء الشرفاء وعرق العاملين وعطورات وسوائل الحسان الذين يملئون الفنادق والشقق المفروشة بأجسادهم العارية وأنفاسهم التي ولاحور العين.
الغرب وصل إلى الديمقراطية واحترام الإنسان والمواطنة ومازال حكامنا يتربعون على العروش منذ الإستقلالات الوهمية بعد الأتراك وبعد سايكس بيكو, يبنون قصورا على حساب لقمة عيش شعوبهم ومازالوا يجهزون نتائج الإنتخابات في مكاتب وزارات الداخلية قبل أن يسوقوا الماشية العربية إلى صناديق الإقتراع أيام الإستفتاء.
حتى آلة الحرب العسكرية الغربية التي تبتعد كثيرا عن الحضارة والإنسانية وصلت إلى عقر دار بلادنا وجلست في الصدر وعلى الصدور جثمت ومع ذلك يفكر أرباب نعمتنا عما إذا كان هناك مجال لإنقاذ عروشهم بتقديم تنازلات وتنازلات حتى لم يعد لديهم ما يقدمونه.
الغرب يبحث عن حلول للوضع البيئي الكارثي وماذا سيحصل في المئة سنة القادمة إذا لم يتحرك الإنسان ليحافظ على بيئته وشبابنا وشيوخنا يتبادلون الإتهامات والسباب والشتائم باسم الدفاع عن الدين ويصدرون الفتاوى تلوى الفتاوى حتى بات إرضاع الكبير من القضايا العاجلة الموضوعة على طاولة النقاشات في الأزهر الشريف.
سوريا بلدي الحبيب يرسل المعونات إلى الدول المجاورة وغيرالمجاورة والشعب يعيش تحت حزام الفقر وكما قال السارق الناهب عديم الأخلاق والضمير ولأول مرة في حياته كلمة صدق بأن الشعب بات يأكل من الحاويات وحتى بات ينام ويموت في الحاويات. سورية التي خدرت شعبها وأذاقته المر منذ عشرات السنين, سوريا التي وضعت الأبرياء الشرفاء في السجون شبابا وأطلقت سراح بعضهم كهولا, سوريا التي نست وتناست لواء اسكندرون وأنطاكيه ووو, سوريا التي ساهمت بتمزيق أشلاء لبنان وفساده و سوريا التي قدمت الجولان على طبق من ذهب إلى الإحتلال تدعم حزب الله (سوريا وإيران) للمقاومة في جنوب لبنان وتعرض شعب سوريا وشعب لبنان إلى المآسي والدمار وسوريا التي لاتعرف ما هي المقاومة ولاأخلاقيات المقاومة أنشأت هيئات لدعم المقاومه في لبنان.
سوريا التي تقف بوجه كل سوري يريد أن يتحرك للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات وسوريا التي لم ترد على أي هجوم شنه عليها الأعداء في عقر دارها وسوريا التي لم ترد على اغتصاب أرضها وجوها ومائها تهيئ المكان لاجتماعات عصابات فتح وحماس وكل ذلك على كاهل ودماء الشعب السوري الصامد المنتظر كبركان خامد ربما هو الخوف والذل والوهن وربما هو التكتيك وانتظار الوقت المناسب حتى يعلم المستبد بأن ساعة الشعب قادمة ولن يستطيع لاهو ولا أي جهة تحاول دعمه أن تقف في وجه تيار سوف يجرفها ويجرف التاريخ معها.
الشعوب الغربية التي عاشت لعشرات السنين في المهجر وبالرغم من شروط حياة جيدة مثل الحياة في بلادهم الأصلية يعودون إلى ترابهم وإلى سهولهم ووديانهم ليكملوا ماتبقى من العمر يعانقون أرضهم وسماءهم وبلادنا, أما حكامنا فيهجروننا فرادى وجماعات إلى بلاد أخرى تحت آلاف المسميات والأسباب. حتى حماس التي ليس لها في القصر إلا من البارحه العصر كما يقول المثل, أدت إلى تهجير شعبها إلى مصر عبر معبر رفح بالرغم من أنها في برنامجها السياسي والإنتخابي تصر على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم والآن لم نعد نعرف أي لاجئين لهم حق العوده أهم من باعوا أرضهم أم من هاجروا وهجروا بقوة الإحتلال أم هم المهاجرون والأنصار الجدد ضحايا عصابات فتح وحماس. إن دخول الفلسطيني إلى مصر لن يزيد أهل مصر إلى ألما وغلاء أسعار وارتفاع آجار البيوت والسلع على الرغم من أن الشعب المصري من أفقر الشعوب في العالم. أما مبارك وحاشيته فلا مشاكل عندهم لأن ميزانيتهم, التي لايعرف إلا الله وملائكته ورسله بمقدارها, لن تزيد ولن تنقص.
كيف لنا أن نلوم أكبر مجرم حرب في التاريخ وأقصد هنا شارون, وليس الحكام العرب المجرمون والقتلة, عندما رفض مبادرة الإستسلام العربيه في قمة لبنان بحجة أن الحكام العرب لايمثلون شعوبهم. إن الحق كل الحق مع هذا الجزار السفاح لأنه وفي مثل هذه القضايا المصيرية لامجال للتفاوض إلا مع شخص يمثل الشعب تمثيلا ديمقراطيا صحيحا صادقا وإلا ماذا ستجنيه إسرائيل من عقود مع شيوخ وملوك ورؤساء لولا القتل والسلاح وسياسات الجوع والقهر والظلم والتخويف والترهيب لما بقوا في عروشهم الخاوية من كل أخلاق وضمير وإنسانية.
إن الغرب والإحتلال مستعد للحل ولتقديم تنازلات من وجهة نظره تبعا لمدى قوة الشعوب العربية واستلامها لزمام أمورها عبر ممثلين شرعيين بانتخابات وأصول ديمقراطية.
كيف نريد من الشعوب أن تحترمنا وأن تتعاطف معنا وتصرفاتنا وتصريحاتنا وأعمالنا جلفاء غير حضارية وغير واعية وغير ناضجة. كيف لنا مجرد التفكير بأن نخرج من المآزق التي نعيش فيها على كافة الأصعدة ودون استثناء والطبقة التي تدعي الثقافة والعلم وحتى التأليف والكتابة تردح في الصحف الليبرالية وغيرها ضد بعضها البعض وشغلها الشاغل هو التهجم على الدين الأخر وعلى الغرب الذي يعيشون فيه وعلى حسابه وحساب شعبه ويشعرون بالديمقراطية والحرية التي ماكانوا ليحلموا بها في بلادهم. كيف لنا أن ننهض ومازالت صحف الإنترنيت مليئة بالسباب والردح والشتم بين مايدعون أنفسهم بأهل القرآن وبأهل السنة إلا إذا كانوا يؤمنون بمقولة: الإسلام هو الحل. عما إذا كان هذا التوجه صحيحا أم لا وعما إذا كان الإسلام هو الحل لانستطيع إلا أن نستخدم أجمل مقولة يمكن الإستناد عليها ألا وهي: الله أعلم!



#فؤاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فؤاد خليل - الله أعلم