أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هكذا تكرس المواطنة عندنا














المزيد.....

هكذا تكرس المواطنة عندنا


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الإصلاح السياسي.. الإصلاح الدستوري.. من المواضيع التي بدأت تبرز من جديد بعد أن أرجأت عندما اشتد النقاش بخصوصها.
فها هو الحديث حولها يبرز من جديد هنا وهناك، من زاوية اليسار تارة،ومن زاوية الأمازيغ تارة ثانية ثم من زاوية الحقوقيين تارة أخرى.
والحالة هذه، إن الخيار الديمقراطي الذي ظلت القوى الحية للشعب تنادي به، وتعتبره حقا أكيدا للشعب، يجعل كل النصوص والإجراءات التي تناقض الديمقراطية أو تنتقص منها، كلها قابلة للنقاش، والحوار والتداول حاليا. لكن قبل هذا وذاك، لا يجب أن يكون إرجاء الحوار بخصوص هذه الإشكاليات، شماعة يعلق عليها سوء أداء الحكومة وشلل وزاراتها.
ومهما يكن من أمر، إنه مهما بلغ استخدام"ممثلي الشعب" في البرلمان لأدواتهم الدستورية حده الأقصى، يبقى ضمن الحدود التي قررها الدستور، وتبقى مسؤولية التردي الحاصل في الدولة ومؤسساتها، تقع على عاتق السلطة التي تمتلك الإمكانيات والقدرات والصلاحيات كلها لتطوير أجهزتها وآلياتها، أي "السلطة التنفيذية" وبالتالي، فإذا كان لابد من خطوات تدريجية في الإصلاح، باعتبار إجراء الحوار في المسألة الجوهرية، وجب إصلاح "السلطة التنفيذية" وذلك بهدف جعلها تعمل بجدية على تخفيف الإحباط المخيم على الشارع المغربي بفعل فقدان الثقة في أصحاب القرار.
فما زالت تخيم حالة من الإحباط الشديد بين أوسع فئات المجتمع رغم بعض الوعود الوردية من قبل الحكومة والتي سرعان ما ذبلت وزادت من حدة الإحباط، ولم تنجح عمليات تدشين بعض المشاريع هنا وهناك في التخفيف من حدته (الإحباط)، لأنها ببساطة لا تغني ولا تسمن من جوع، إذ رأى فيها الكثيرون أنها محاولة لإشاعة أجواء مؤقتة من الارتياح في نفوس المواطنين، وهذا ما ساهم في تكريس المزيد من انعدام الثقة في صناع القرار، وهكذا زادت حدة درجة الإحباط عوض تخفيفها.
فكيف يمكن تخفيف حدة الإحباط مع تناسل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وانتشار الفقر وعدم الشعور بصفة المواطن تحت شمس الوطن؟
وهنا أتذكر حادثة تبين كيف تكرس المواطنة عندنا وكيف يكرسها القائمون على الأمور بإيطاليا على سبيل المثال، ففي نهايات إحدى السنوات مع اقتراب حلول أعياد آخر السنة، كان الوزير الأول الإيطالي يتجول فلاحظ أن الناس قلقون، تبدو على وجوههم علامات التذمر والسخط، فاستفسر عن الأمر، فقيل له إن الأوضاع المعيشية ليست على ما يرام، وان الكثير من الإيطاليين يعيشون ضائقة اقتصادية، فقرر الوزير صرف أجهزة إضافية " الشهر الثالث عشر" حتى لا يستقبل الإيطاليون أعياد الميلاد وهم متذمرون، هكذا تكرس المواطنة عندهم؟ فكيف تكرس عندنا نحن؟
عندنا لا تجتهد حكومتنا الموقرة إلا في رفع الأسعار والضرائب " من تحتها" دون سابق إنذار، ولم يسبق للتاريخ أن سجل أن إحدى حكوماتنا، منذ 1956، أخذت المبادرة وفكرت، من تلقاء نفسها دون ضغط ولا إضرابات واحتجاجات ومظاهرات، فزادت في الأجور أو اتخذت إجراءا من شأنه تحسين ظروف العيش، فهل حكومتنا ما زالت تعتقد أنها تدبر أمور رعايا وليس مواطنين؟
فأغلب المغاربة الآن لا يتفاءلون بأوضاعهم المعيشية القادمة ويتوقعون أن تزداد أوضاعهم سوءا لأنهم أضحوا على يقين، أنه هكذا تكرس " المواطنة" عندنا.
ومن علامات تكريس المواطنة بالمغرب أن معايير وثوابت منظومتنا الضريبية تفرض على الفقراء على أن ينفقوا على الأغنياء، فهم الذين يؤدون الضرائب أكثر بكثير مما يؤديه الأثرياء رغم استحواذهم على أكثر من 80 بالمائة، من الثورات والخيرات، باعتبار أنهم هم الذين يرسمون السياسات العامة بوحي الحفاظ على مصالحهم واستدامتها، وبالتالي فلا غرابة أن تكرس " المواطنة" عندنا من منظور تدبير أمور رعايا وليس كمواطنين.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازالت أزمتنا أزمة مركبة
- برافو المخزن
- لصوص القصور بالمغرب
- هكذا كون الحسن الثاني الثروة الملكية
- حوار مع محمد الحنفي/ فاعل سياسي وجمعوي
- كان الحسن الثاني ينقل الأموال إلى الخارج
- دردشة مع فاعلين جمعويين حول تكوين ثروة الملك الحسن الثاني
- ليس تشاؤما..وإنما هي مرارة السؤال
- توزيع -تركة الوزير اليازغي
- تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقوى عوده خلال سنة 200 ...
- ملفات غير مكتملة تنتقل إلى عام 2008
- انتشار الجريمة بالمغرب
- مختلف الطرق المؤدية إلى مراكمة ثروات الحسن الثاني
- لصوص الملك و لصوص باسم الملك
- بداية نهاية عهد الامتيازات
- أتهم فؤاد عالي الهمة
- العلاقات التجارية المغربية - الإسرائيلية؟
- حوار مع عبد اللطيف حسني
- أثرياء محمد السادس
- -الفكوسة عوجة من الأصل-


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هكذا تكرس المواطنة عندنا