امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 10:33
المحور:
المجتمع المدني
كل مسؤول حزبي في البصرة وغيرها ، و كل مسؤول حكومي ، يحيط به العشرات من عناصر الحماية المدججين بالسلاح ، ناهيك عن قادة الميليشيات واُمراء الحرب الذين تسير امامهم ووراءهم أرتال من سيارات الحماية المصفحة وغير المصفحة ! وذلك نظرا ( للمَهام ) الكبيرة والضخمة الجاثمة على كاهل هؤلاء القادة والامراء !
أما الصحفيين من وِلْد الخايبه ، ممثلي السلطة الرابعة ، المتسلحين بأقلامهم وكاميراتهم ، مُطاردين الخبر والحدث وسط كل انواع المخاطر ، مندفعين بحبهم لمهنة المتاعب ، باحثين عن الحقيقة او جزءٍ من الحقيقة ، لإيصالها الى الآخرين ، فليس لهم حامٍ الا الله !
فأثناء المواجهات التي حدثت في البصرة يوم 18/1/2008 بين قوى الامن والجماعات المسلحة ، وخلال محاولة الصحفي ( علاء موسى ) تغطية الاحداث ، قام بعض المسلحين بخطفه ظهيرة يوم 18/1 ، ونقله الى مكان مجهول حيث تعرض الى الضرب المبرح والشتم والاعتداء الجسدي ، ثم اُطلِق سراحه بعد ساعات !
وفي ليلة 20/1/2008 قامت قوة حماية وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات ، بإعتقال الصحفي ( محمد الفرطوسي ) ، من دون اي سبب وتم إطلاق سراحه بعد ساعة تقريبا !
وفي ليلة 21/1/2008 قامت عناصر من الفوج الاول من اللواء الاول التابع للجيش العراقي ، بإقتحام منزل الصحفي والناشط في مجال حقوق الانسان ورئيس تحرير صحيفة " المربد اليوم " ، السيد ( طالب الحسيني ) ، واقتادوه الى مقر الفوج ! طالب الحسيني عضو نقابة الصحفيين وعضو اتحاد الادباء في البصرة ورئيس التحرير والشخصية الثقافية المعروفة والحائز على عدة جوائز تقديرية ، أخبر ( المقتحمين ) بأن هنالك سهو وانه صحفي وابرز لهم هويته الصحفية !
لكن ابطال الجيش العراقي الباسل ، استقبلوه في مقر الفوج بالضرب والركل والشتم والاهانة ، واتهموه بأنه منتمي او متعاطف مع ( جند السماء ) او ( انصار المهدي ) ! بعد كل هذه الاعتداءات وبعد ساعات وبعد ان تركوا على اجزاء من جسده آثار الضرب والركل والتعذيب أطلقوا سراحه !
إذا تجاوزنا الطريقة ( الحضارية ) التي اقتحموا بها منزل الصحفي طالب الحسيني ، والاسلوب ( الراقي ) في التحقيق معه ، نسأل فقط لماذا أخذوه بهذه الطريقة اذا لم يكونوا متأكدين من معلوماتهم الاستخبارية ؟ وهل ان مقر الفوج العسكري هو مكان ملائم للتحقيق ، وهل هذه هي مهمته ؟ هل بهذه الطريقة نبني قواتنا المسلحة ونمد جسور الثقة نحو المواطنين ؟ متى سيتعلم الجيش الجديد بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة ، وان محاسبة المقصرين والمسيئين واجب ؟!
تحية الى نقابة صحفيي البصرة لإدانتهم لهذه التجاوزات ووقوفهم الشجاع مع منتسبيهم ضد التعسف والاستبداد .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟