عبد العالي الحراك
الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 10:50
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
فلنحول بصيص الامل الى لهب ثم شعلة..رسالة مفتوحة الى الاخ عدنان الطالقاني
شكرا وتهنئة لقيادات وجماهير الاحزاب والتجمعات اليسارية والشخصيات الوطنية المخلصة, التي استجابت لدعوة الاخ رزكار عقراوي ومن معه او سبقه , من اجل العمل المشترك نحو توحيد قوى اليساروالقوى الوطنية الديمقراطية العلمانية في العراق . شكرا لمن يتابع شؤؤن الوطن الجريح بعناية واهتمام , فهذا جانب من الاخلاص وتفائل بالتقدم الى امام.. ومن يصف اصحاب الدعوات الخيرة لوحدة اليسار , بأنهم خيرين وشرفاء , فهو خير وشريف. والخلاف حول المواقف والاختلاف في الرؤى لا يفسد عمل الخيرين الشرفاء.
ادرك جيدا ما تقول يا اخ عدنان الطالقاني , وادرك مواقف جميع الاطراف السياسية التي شاركت في العملية السياسية , ولكل تفسيراته واطروحاته وصوابه واخطائه , ولكن الخير من يدعو الى المراجعة وتغيير المواقف حسب النتائج والمعطيات على ارض الواقع , بعيدا عن التمسك الجامد بالمواقف النظرية فقط . ان اشتراك بعض القوى السياسية الوطنية في العملية السياسية لا يعني بالمرة موقفا سلبيا مطلقا , بعيدا عن النوايا السليمة التي يحملونها , وان كانت مثالية وتجريبية(نشارك في العملية السياسية ولنجرب فقد تخرج منها ديمقراطية؟؟؟؟) قد يكون خطئا اساسيا بالنسبة لأطراف اخرى , ولكنه يبقى عرضة للفحص والتدقيق , خاصةعندما لا يجني ثماره . ولهذا اقول على من شارك ان يراجع نفسه ويتفحص نتائج مشاركته وينشط دوره ويفعله ويصحح الاخطاء وليكن بالخروج من هكذا عملية فاشلة لم تحقق شيئا ايجابيا ومنذ خمس سنوات.
من شارك في العملية السياسية من القوى الوطنية ليس متفقا مع اطروحات وممارسات احزاب الاسلام السياسي , فله نظريته وبرامجه , ولها مذاهبها وبرامجها وعليه الاستفادة من الظروف المتاحة لصالحه , وهذا لم يحصل مع الاسف لحد الآن . الشعب يطالبه بمواقف اكثر جدية وعليه ان يستجيب لنداءات الشعب.
لست وحدي من يدعو لوحدة اليسار العراقي بل جموع الشعب الفلاح والعامل والطالب والمعلم والمرأة التي تقتل في الشوارع , حتى البدوي في الصحراء استوعب الان بان هناك قوى في الشعب يجب ان تمسك بزمام الامور وتغير الاحوال نحو الافضل. لا يمكن ايجاد البديل لان فلان مشارك في العملية السياسية وفلان خارجها.. يجب ان تتغير المواقف لجميع الاطراف من خلال الحوار والنقاش بدون تثبيت مواقف مسبقة او شروط . فمؤتمر حرية العراق قد استجاب للنداء وتبعه اتحاد الشيوعيين في العراق . وهذه مواقف سليمة ومشجعة ودليل عى النضج السياسي والصعود نحو الاماني . والايام ستنبأ بالخير وسيتحول بصيص الامل الى لهب ومن هذا اللهب شعلة تضيء طريق الحرية والديمقراطية .
انا لا ادعوللحوار والنقاش من هو في العملية السياسية فقط , وانما جميع الاطراف اليسارية والوطنية الديمقراطية , من خلال برنامج عام يحتوي جميع المراحل والمستويات. فقد التقي مع فلان في مرحلة ومع الاخر في مرحلتين , وهكذا يتطور العمل ويتطور الجميع . لا يمكن الاعتماد على طرف واحد فقط , كما لا يجب ان نسمح لآمالنا ان تخيب من هذا الموقف او من ذاك , والا انتهت الحياة كما يريدها الطائفيون الظلاميون . يجب ان يكون الامل موجودا ولو على هيئة بصيص. لا يمكن ان نعمم القول ونقول ان من شارك في العملية السياسية فقد شارك في جرائم الاحتلال وهو عميل ومجرم.. انه اخطأ وعليه التصحيح ويتحمل جزءا من المسؤؤلية في ما يعانيه الشعب وما عليه اليسار من تأخر وانشقاق.
لا يمكن فرض شروط مسبقة على الاخرين.. النقاش والحوار هما الوسيلة لتطوير الاخر والجميع لديهم اخطاء . فقوى المقاومة التي تدعيها قوى مشوهة وغير واضحة الاهداف والبرامج , وعليها ان تثبت كثير من الامور. القوى القومية التي تذكرها هي قوى بعثية سابقة وشوفينية متخلفة , تحلم بالماضي العروبي الرديء , وغير قابلة للتطور والتغيير في ظل موازين اطراف ما يسمى بالمقاومة . ناهيك عن سيطرة الاسلاميين السلفيين والتكفيريين امثال حارث الضاري وسمومه القاعدية على مجرى الامور المقاوماتية. فكما يعجب ويستغرب البعض من اشتراك الحزب الشيوعي العراقي في العملية السياسية.. يعجب ويستغرب اخرون من اشتراك اطراف شيوعية اخرى مع بعثيين واسلاميين متطرفين.. المراجعة مطلوبة , والنقد القوى والجريء مطلوب من جميع الاطراف والبديل هو يساري عراقي.. وطني عراقي .. ديمقراطي عراقي ..علماني متنور ومتفتح عراقي.. وليس قاعدي ارهابي شرير.. وليس بعثي دكتاتوري متسلط غدار... وليس اسلامي طائفي سلفي تكفيري رجعي متخلف.
الطريق الصحيح نحو الحرية في العراق هو طريق ثالث يجب ان يبحث ويناقش بأستفاضة في مؤتمر قادم لقوى اليسار والديمقراطية في العراق ارجو ان لا يتأخر تحقيقه.
الاصطفاف مع الشعب هو الذي يفرز القوى الوطنية الحقيقية المقاومة للاحتلال وشرور الطائفية. لا يمكن الائتمان الى مقاومة مشوهة ملوثة , غير واضحة الشخصيات والبرامج والاهداف , وممارساتها تشوبها الشكوك , وبعض الافعال الاجرامية بحق الشعب تغطي الساحة. على اية مقاومة ان تحمي الشعب من القتل اولا وتنظمه , وتميز نفسها عن المجرمين والارهابيين , وان تعلن عن اسماء رموزها الوطنية لا اسماء اسلامية متطرفة تتعاون صراحة مع الارهاب او ذات مصالح شخصية اختلفت مع اسلاميين اخرين على مواقع في الحكم والسلطة , او لديها خلافات سياسية مصلحية مع قياداتها , عندما كانوا في سوريا وايران قبل سقوط النظام .
الذين دعوا الى وحدة اليسار العراقي معظمهم بصفتهم الشخصية , ولا احد من القوى السياسية دعى رسميا وعلنا الى وحدة اليسار. فلا اعتقد انها دعوة ملهاة للوقت او استهلاك اعلامي. الواقع الحالي في العراق يدعونا الى الدعوة المستمرة الى التوحد واليقظة , ومن يرفضها او يضع العراقيل في طريق تحقيقها , فهو في واقع الملهاة والضياع يعيش.
على اية قيادة ميدانية يسارية ان تثبت وجودها من خلال خطواتها الواضحة والشفافة , وان تقنع الشعب بها , وهي القيادة الناجحة عند ذلك , والجميع سيباركها وسيسير خلفها , وعليها واجب توحيد قوى اليسار وقوى الشعب الوطنية الاخرى . انا شخصيا لم ارى قيادة ميدانية لما يسمى بالمقاومة سوى قوى القاعدة الشريرة والبعثيين السابقين والاسلاميين التكفيريين . وعندما تظهر قوة لليسار تقاوم بشكل مؤثريجب عليها ان تسحب البساط من تحت اقدام تلك القوى الشريرة والعبثية , حتى يصبح الكلام عن مقاومة عراقية وطنية حقا وحقيقة . والامور الصحيحة تفرض نفسها . ولما لم يجد المرء امور صحيحة وواضحة لدى جميع الاطراف, لذا توجب الحوار والنقاش والمراجعة والنقد الجريء للذات. والتصحيح لا بد منه ولا احد يمتلك الحقيقة كاملة والتي تحتاج الى بحث وتفتيش في مؤتمر عام لجميع قوى اليسار المخلصة والقوى الوطنية والديمقراطية الشريفة.
احكامك الاخيرة يا اخ عدنان الطالقاني احكام قاتلة وانتحارية . فالامور في تطور نحو الافضل, والمراجعة كما قلت مهمة وضرورية. اما السب والشتم والصاق التهم بالاخرين فهو غير لائق وشكرا .
عبد العالي الحراك
24-1-2008
************************************************
رسالة مفتوحة الى الاستاذ كاظم حبيب مع التحية والاحترام
اتابع بجدية واهتمام ما تكتبون وتحللون وتنتقدون , وجميعه مفيد وعلمي وواقعي.. بالاضافة الى انكم شخص ملتزم بالقضايا الوطنية والانسانية , بحيث لا يصدق احد ان لا تلتزموا بحزب سياسي عراقي الآن , رغم ان الوضع السياسي في العراق خطير جدا ولابد ان يعطي شخص مثلكم دوره ومساهمته الضرورية . انتم تحبون الالتزام وتعشقون العمل السياسي الوطني واليساري على وجه الخصوص , وتحنون الى نضالكم السابق ورفاقكم في الحزب الشيوعي العراقي , فلماذا تتمتعون بهكذا (حرية) التي لا احسدكم عليها.. لا اعتقد ان سببها العمر و دواعي الصحة. فالحيوية والنشاط صفاتكم , واليقظة والمتابعة الجادة لكل صغيرة وكبيرة فيما يخص العراق ديدنكم ..لماذا لا تنتقدوا الحزب الشيوعي العراقي بالطريقة الراقية التي تتبعونها دائما , عندما تحللون وتنتقدون , كي يستفيد الشعب خاصة , بما يتعلق بالحالة الراهنة في العراق ومسيرة العملية السياسية وعواقبها الحالية والمستقبلية ؟ لماذا لا تدعون الى وحدة اليسار العراقي او اتحاد قواه المتشظية؟ لماذا لا تؤسسون حزبا يساريا عراقيا , اذ كنتم لا ترجون من الجميع خيرا او فائدة؟ لا اقول لا تفيد الكتابة ولا تفيد التوعية النظرية , عندما تصدر من شخص بوزنكم وخبرتكم . وانما اريد ان اقول , يفيد العمل واقصد بالعمل توعية الناس من خلال تنظيمهم .. لم شملهم .. تقاربهم.. تحاورهم ..نصحهم . اعداد كبيرة في اوروبا من اليساريين العراقيين بعضهم ترك الحزب الشيوعي العراقي اخيرا وبعضهم منذ عام 1993 لديهم الحنين الى عمل سياسي يساري عراقي جماعي . لا يريدون ان يطعنوا بالحزب الشيوعي العراقي لمواقفه الحالية من القضايا الوطنية ولكن لا يمكنهم السير معه , او في الحقيقة الوقوف معه , لأنه متوقف الآن في محطة العملية السياسية الطائفية ولا يريد السيرالا عندما يسير الشعب ويقول لقيادته نحن سائرون.. ان قدتونا على الطريق الصحيح فأهلا وسهلا , والا فنحن سائرون. الشباب المتحمس للعمل السياسي المخلص من اجل العراق كثيرون و يحتاجون فقط الى تشجيع ورعاية وخبرة تنظيمية فلا تبخلوا على شعب العراق وانتم من ابنائه المخلصين . عبد العالي الحراك 20-1-2008
***********************************
#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟