أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فارس الكامل - جيش الخراف ولعبة الانتحار المدورة














المزيد.....

جيش الخراف ولعبة الانتحار المدورة


فارس الكامل

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 01:22
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


جيش الخراف هي الرواية الأولى للكاتب والإعلامي العراقي محمد السيد محسن والصادرة عن دار ميزوبوتاميا في بغداد كتبها كما يقول بأحد سجون المخابرات العربية والرواية أشبه بفلم خيال علمي يذكرنا بأفلام هوليود الرقمية الحديثة التي تحكي عن تمرد الآلة على البشر الذي ابتكرها ولكن ليست الآلة هي مصدر قلق الإنسان وخصمه في هذه الرواية بل الكائنات الحية نفسها التي طورها الإنسان ويمثلها الكاتب بالنعجة دولي التي تم استنساخها سنة 1996 في مؤسسة ادنبره للأبحاث في المملكة المتحدة وهي أول حيوان ثدي يتم استنساخه في العالم من خلية جسمية وعاشت حتى سنة 2003 وحنّطت ووضعت في منصة عرض مركزيه في المنطقة العلمية بالمتحف الملكي بادنبره وأصبحت مزاراً . وتنطلق الرواية من هذه النقطة بعد أن تمادى الإنسان في استنساخ الخراف الحد الذي وصلت به الخراف إلى التمرد والثورة على الإنسان وتنصيب النعجة دولي كإلهه تقدم لها القرابين كعشتار أو افروديت رقمية جديدة مسئولة عن الخصب والنماء في عالم الخراف الجديد الذي نعيشه.
وتبدأ الرواية بما يسميها الكاتب بلعبة الانتحار المدورة وهو مشهد انتحاري بالغ التأثير اتفق عليه جماعة من العلماء الذين تسببوا بخراب البشرية ويحملون سر الأسرار وخوفاً من تمادي الخراف وقائدتهم الجديدة إستونلا قرروا أن يضع كل منهم فوهة مسدسه بفم الآخر وان يطلقوا الرصاص في لحظة واحدة وينتحروا ويدفن السر الأخير معهم بما يمنع أن تتحول الخراف وبشكل نهائي إلى كائنات أشبه بالبشر وتتحول أطرافها التي بقيت إلى أطراف بشرية بدلاً من الحوافر ويحكموا العالم بعد أن جعلتهم التجارب السابقة منتصبي القامة ويتمتعون بقدرات شبيهة بقدرات البشر.
وتعلن الرواية وفي صفحتها الأولى عن نداء إلى المخلص المنتظر الذي سوف يخلص البشرية من جيش الخراف الذي توالد وبسرعة مذهلة نتيجة لأخطاء البشر في ترويض وإباحة دماء الخراف كل هذه السنين منذ أول قربان قدمه إبراهيم عوضاً عن ابنه في إحدى قصص هذا الشرق المسحور والمتخم بالأساطير . وليس المنقذ في هذه الرواية سوى العلم المتمثل بالعالم ديوستاف الذي نجا من لعبة الانتحار المدورة نتيجة تعمد صديقة من تفريغ مسدسه من رصاصة الرحمة لكي يبقى ديوستاف على قيد الحياة ويبقى بما يحمله من أفكار وأسرار أمل البشرية الأخير ومنقذها.
وليست الخراف سوى تلك الأفكار المستنسخة التي تجري ورائها الشعوب من دون تمحيص والتي تتوالد بمباركة الدين في حفلة للبغاء المقدس بين مستهلكي هذه الأفكار ومروجيها والذين من مصلحتهم نشر هذا النوع من الأفكار والتي يعتمد عليها بقائهم وما من مخلص.
وتآمر العلم مع الدين في تبرير تلك الأفكار أو الخراف المؤنسة بخلق فكر توفيقي واهي بين الدين والعلم مما أدى إلى تبادل الأدوار بين العقل والنقل أو بين العلم والخرافة أو بين الأتباع والإبداع والذي أدى بدوره إلى أن يكون الإنسان هو الضحية ويقدم كقربان على مذبح الربة دولي رمز الجهل والزيف والخرافة ويجز شعر الإنسان كما يجز الصوف انتقاماً من منجزات الفكر المنفلت فاقد المنهجية .
الرواية مليئة بالثيمات الدينية والأسطورية وليست سوى إسقاط معاصر جرده الكاتب بإحكام حتى يذوب الحلم بالواقع ويخلق تلك الصورة السحرية الواقعية التي جرت في زمان ما، في شرق ما. انه شرقنا الذي لا فرار لنا منه بأديانه وهلوساته .إن هذه الأفكار الزائفة أرجعت الإنسان إلى زرائبه الأولى نتيجة سقوطه من القمة إلى الوحل ، وحل المعتقدات التي ليست سوى بنات أفكاره بعد أن عجز عن مواكبة الواقع ومن ثم يأسه وبحثه عن المنقذ الذي ليس سوى وهم داخلي بعد أن فقد قدرته على تغيير الواقع ولثوره عليه.
تحول الإنسان في هذه الرواية إلى عقيقه تقدم للربة دولي وبرعاية مباشرة من إستونلا نبية الخراف أو سجاح المعاصرة والمسيطرة على كل مقدرات البشر والخراف معاً بعد أن جردتهم من ملابسهم كما يفعل الإنسان مع الخراف وحجزتهم بمعالف التسمين، وليست تلك الصورة سوى تعريه للفكر البشري في جزئه المتخلف الذي أتخمته الخرافات وحان وقت ذبحه تحت أقدام منجزاته ، وان خلاصه الحقيقي هو بتبنيه المنهج العلمي الحقيقي المبني على التجريب ، لا البحث عن منقذ بين تخوم التاريخ.
إنها رواية مصنوعة بإحكام ومليئة بالاستعارات والإسقاطات التي لا تغفل عن القارىء الحليم ، والحليم دائما تكفيه الإشارة.



#فارس_الكامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الانتحاريين ( عندما يختلط الدين بالسياسة )
- تاكسي خالد الخميسي وتاكسي البصرة


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فارس الكامل - جيش الخراف ولعبة الانتحار المدورة