أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح حسن عبود - نبراس التاريخ .....واليوم الاسود















المزيد.....

نبراس التاريخ .....واليوم الاسود


فلاح حسن عبود
(Falah Hassan Abood)


الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ذلك اليوم حقا هو يوم اسود، الذي ذهبت فيه قيادة الحزب الشيوعي العراقي لمقابلة "بول بريمير" في المنطقة الخضراء ، كونه امبراطور روماني، حول دخول الحزب الشيوعي لمجلس الحكم المؤقت ، بعد ان تمت زيارة السفير البريطاني لمقر الحزب الشيوعي في ساحة الاندلس. تجدر الاشارة هنا ، اني لا اوجه الامر كله لهذه الشخصية او تلك فالمسؤولية تكافلية ،بقدرما اوجهه ضد هذا الاسلوب في ادارة الصراع.

" ان العلم يقر: قد تحقق الانسانية او لا تحقق الاهداف المنشودة ، لكن العلم لا يحدد الاهداف بل تحددها الاخلاق". ان ما يدعو للاسف في تاريخ التحرير،هوخيانة التحريربسبب تبني اهداف قصيرة المدى . اننا ندرك كون النضال يدورحول العدالة والنطق بالحقيقة، فالمقاومة تعني بالاساس ودائما الصمود والقتال.
فما هي المعايير، التي قدمت لبريمير،كي تصبح هذه القيادة ملائمة للمعاييرالامريكية؟ يجب ان نتوجه بالاسئلة كي نعرف الى اين هم ماضون، علينا ان نعرف ما هي هذه الاتفاقات التي تمت بين طرفين غير متكافئين؟ لسنا ضد التفاوض لكنه يجب ان يتم بين طرفين متساوين ،علينا ان نميز بين الوصاية من جهة ، وبين الاستقلال والصمود كشريك متساو مع من نحاور، من جهة اخرى .فباي لغة فاوض وفد الحزب ؟ وهل حضر رفاق متخصصون بعلم النفس او باللغات او بالسياسة؟ ولماذا هذه السرعة المذهلة للانصياع" لم يدم اللقاء الا سويعات"؟ ، لم نعرف ما قدمه بريمير من تنازلات ؟!!!! وما هي مؤهلات وخبرة هذا الوفد؟ فهل هناك مساواة بين الفيل والنملة؟.
لدينا أمل كبير بتحريك الجدل حول القضايا التي تجابهنا ، ان فقدان القدرة على التفكير بشكل مستقل لدى هذه القيادة ، ادى الى بروز فكرة امكانية تحرير العراق من خلال التعاون مع المحتل!!!!! وهذا يحدث في وقت يظهرفيه الوجة القبيح للاحتلال.

ان جل ما فعلته هذه القيادة هو تقديم صك للاستسلام حتى تكون روح الرفض والمقاومة قد تلاشت ، فهذه هي اسوأ فعلة على وجه الاطلاق .فقد حاولوا دمجنا بمشروع المحتلين كي نصبح عاجزين عن فعل اي شئ دون وصايتهم . ان كل هذا المشروع لم يات من مجتمعنا ومن حضارتنا ، لذا فهو مرفوض كونه يخدم اجندة الصهيونية والامبريالية.

ان الحزب الشيوعي العراقي كان يمثل روح النضال الوطني، وقد يتولد لدينا احساس بوجود نوع من العبودية حيث يذهب العبد لسيده، فالمأساة تكمن، في ان نفعية القيادة هي التي دفعتها للانصياع ، وهذه نفعية لحفنة قليلة في نهاية المطاف. واما الان ليس لدى القيادة تلك الشعبية التي تمتعت بها ذات يوم . وهذه القيادة جردت من كل شئ ما عدا اسم الحزب الشيوعي ، اضافة الى سيطرتها على مقدرات الحزب. وهي بالاساس بعيدة كل البعد عن نضال الحزب الحقيقي ، بعد ان حولته الى حزب اشتراكي ديموقراطي. وهنا ممكن تصور الالم والحسرة لدى رفاق الداخل الاوفياء لمبادئ الحزب حين صعقوا بهذا الاتفاق المهين ، فمن البصيرة القلق المسبق.
ان العصبية القبلية هي السائدة الان، وما فكرة : مهما عمل قادة الحزب الشيوعي ، فهم على حق فقط لكونهم قادة ، عملا بالاعتقاد انه توجد فكرتان: الاولى فكرة القيادة والثانية خطأ، لدليل قاطع على الابتعاد الكامل عن الارث النضالي للاحزاب الثورية التي تؤكد مبدأ الطاعة الواعية .


ان اغواءات السلطة ومتعتها، هي التي دفعت لهذا الاتفاق. واما التفاؤل منذ البداية فهو محاولة بائسة، فاتفاقهم مثل كارثة كبرى ليس فقط للحزب وانما للحركة الوطنية قاطبة ، ناهيك عن الشعب العراقي . اما محاولة تصوير الامرعلى انه نجاح باهر، فتنم عن عدم شعور بالمسؤولية ، وهذا ليس تفاؤلا بقدر ما هو تعبير عن تفكير عقيم ، يتحتم على كوادر الحزب ورفاقه القيام بدحضه والعودة الى المسار السليم.

استطيع الجزم بان "احتلال" بغداد الحقيقي، يمكن ان يؤرخ بيوم تقديم ولاء الطاعة من قبل قيادة الحزب للمحتل ، فهو انتصار للجبن السياسي على الشجاعة السياسية. ويشكل استهانة بالعقل النير لرفاق حزب عتيد.

فكان الاجدر بقيادة الحزب ان تعمل على مناقشة موضوع مهم،لا يتعلق بتاريخ ومستقبل الحزب وحسب ، بل بتاريخ ومستقبل العراق بشكل عام، بدعوة لاجتماع موسع لرفاق الحزب للخروج بقرار صائب، لا ان يتخذ قرارا" تاريخيا" بشكل شبه انفرادي.وكان الاولى عدم المشاركة بصفقة لخدمة المحتل، فان كل ما تريده الولايات المتحدة وعلى طول الخط هي امور تجميلية لوجه الاحتلال البغيض.

ان الحزب الشيوعي الان هو حزب دون معنويات ، فاليأس واللامبالاة يشملان اقساما واسعة من كوادره. الا انه هناك بشائرعن محاولات للاصلاح . علينا الاقراران الامور سيئة ثم نحللها فكريا، وعلى هذا الاساس نبني حركة نحو الامام، مبنية على التفاؤل والقدرة والرغبة والارادة بالتغيير. فلدى شعبنا صفتان : هما الذاكرة والشك ، فالاولى تعي ما فعلوه بنا ، والثانية شك بما يصرح به ،طبقا للحكمة القائلة : "سوء الظن من حسن الفطن".

ان شعب العراق ورفاق الحزب قد وعوا حقائق الامورمنذ البداية واكتشفوا مكرالمحتل الذي سيستمرببناء القواعد العسكرية وتكبيل شعبنا باتفاقيات مذلة ، وادركوا ان الطريق الوحيده للاستقلال هي المقاومة، بكل اشكالها، لسياسة المحتل. ان المقاومة هي حركة تحرير وطنية، اما الصاق تهمة الارهاب بالمقاومة فهو توصيف مخجل للمقاومة المشروعة.
فلو اتخذت هذه القيادة الطريق السليم بمقارعة المحتل لتبوأت المركز المرموق في الحركة اليسارية خاصة و الوطنية عامة ، ولما برزت التيارات الدينية المتطرفة والتي سيطرت على الساحة السياسية ، وبذلك ابتعدت بشكل كامل عن ساحة النضال الحقيقي وفسحت المجال للاخرين للعمل بدون منازع. فعلينا ان لا نقبل ببساطة الدور،بل نتحدى باستمرار ولا ننسى بان المحتل هو العدو الرئيسي للعراق،فامريكا هي شرطي العالم. فهناك دائما بديل وعلى المرء ان يجبرنفسه على التفكير بالامل وليس بالحالة الراهنة او الاعتقاد بان الحاضر جامد، فلتبقى امامنا الامكانية بالحلم والرؤية البديلة .
ان يوما اسود بتاريخ حزب عريق ، سيتطلب وقتا طويلا لتصحيح المسار. والامل كبيربان شعب العراق سيثبت وفاءه لمبادئ النضال ولتربة وادي الرافدين . فالتناقض هائل بين تلك الصفقة البائسة ، للدخول بمجلس الحكم المؤقت التي عقدت خلف الكواليس، فالسياسة ليست صفقات سرية ،وبين التاريخ الهائل لنضال الشيوعيين،و اما الشهداء فهم عبير الجراح.


علينا ان ننظر الى انفسنا كجزء من تاريخ متواصل للنضال ، ف "بدون نبراس التاريخ- يغدو التكتيك عتمة" على حد تعبير سوفوروف. ففي مرحلة التحرر و بالقياس لاعمار الشعوب، فان عامل الزمن ليس له اهمية ان قصرام طال. انه لمن الشناعة،محاولة البعض بيع تاريخ الحركة الوطنية بقليل من التفاهات ، فهذه الشناعة هي جزء من خيانة التاريخ.

واخيراوليس اخرا، "ان الخيانة هي حليب الام لرجال السياسة"،مع انه لكل قاعدة شواذ،حيث لا عذر للجهل فهو ليس حجة.



#فلاح_حسن_عبود (هاشتاغ)       Falah__Hassan_Abood#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتراكية ديمقرطية ..... ام حزب شيوعي؟
- -الصيت للنورة ... والفعل للزرنيخ-
- يعرف الهر لحمة من اكل..
- سايكولوجيا القطيع.... والحبال
- كلب الملك- ملك الكلاب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح حسن عبود - نبراس التاريخ .....واليوم الاسود