أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد مختار - أمسيات مفخخة من اجلهم؟














المزيد.....


أمسيات مفخخة من اجلهم؟


أحمد مختار

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 11:03
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الموسيقي الحقيقي بعيد كل البعد عن ان يكون مجرد مخلوق أناني يقصر مشاعره على تأمل ذاته ومصالحه باسم الموسيقى والفن. أن العمل بعمق سوف يقود الفنان الحقيقي الى ان يضع بين يدينا نتاجه بعيداً عن الزيف والادعاءات ، فالزيف في الموسيقى كمن يهتم بالمظهر الشكلي دون صدق التعبير، واعني بذلك تلك الأعمال الموسيقية التي تأتي بدون روح ولكن بتكنيك عضلي وصخب.
حين يذكر المنظرون في علم الجمال أن الفن هو القدرة الفعالة على إحالة كل شئ الى التعبير، فأنهم يعنون ان اي موضوع تمتد اليه يد الفنان الحقيقي لا بد أن يتحول الى حالة عامرة بالمشاعر والعواطف والانفعالات الحقيقية عبر الإنتاج الصادق الهادئ.
و هكذا فان محاولة موسيقي ما، تلطيف و تجميل صورته بعد صمت طويل على جرائم الدكتاتور، يُعد من مظاهر الزيف والكذب. لأننا نرى ان قوة التعبير (الروحية) ترتبط ارتباطا و ثيقاً بالصدق الفني و معنى هذا ان الاعمال الموسيقية الأصيلة ليست بحاجة الى التهويل في صناعة المؤثرات الانفعالية، لذا تجد واحدا من الموسيقيين الذين يدّعون الإحساس والتعبير يصف حادثاً إنسانيا بمدينة بغداد ولا يثيره حادثاً آخر لا يقل بشاعة في مدينة أخرى في شمال العراق (مثل حلبجة). و تتفتح قريحته من اجل اللاجئين العراقيين اليوم ولم تتفتح من قبل !! رغم ان أولئك اللاجئين شردتهم حروب الدكتاتور الحمقاء وقد تجاوزوا الأربعة ملايين منذ اكثر من 20 سنة. ورغم ان الشعب العراقي بحاجة الى الامن والاستقرار لكن مثل هؤلاء يعملون على تقويضهما من خلال الصمت على الأعمال المسلحة والعنف أو تأييد المقاومة بالإرهاب والتي بالنتيجة هي التي دفعت مع اسباب أخرى العراقيين الى الهجرة واللجوء . ومما لا شك فيه ان كل الحوادث ( حلبجة - اللاجئين -الفلوجة -الاهوار- المقابر الجماعية) تشكل نفس التأثير العاطفي و الانساني لدى الإنسان السوي لبشاعتها، لكن المشكلة بالذي يوظف الموسيقى و يجعلها موسيقى مفخخة لأغراضه التي يضمن بها مصالحه الآنية أو اللاحقة.
هنا لا يصدق التعبير لدى هؤلاء مهما كثر الضخ الدعائي المدفوع الثمن ارضياً وفضائياً، وبما ان التعبير هو عصارة روح الانسان فلابد ان ينتج انفعالا متساويا لكل الحوادث البشعة و لا يتستر على تلك التي تفضح الدكتاتورية بالأمس او تفضح المقاومة بالإرهاب او الإرهاب المقاوم اليوم. لذا كيف للصدق ان يتجزأ وللعمل الفني ان يعبر عن ظاهرة مأساوية مثل مأساة (ملجأ العامرية) ويموه بالصمت عن مآسٍ مماثلة قبلها وبعدها ؟ ولكن ذلك ممكن أذا استخُدمت الموسيقى كسلعة للبيع مقابل الامتيازات.
وهنا نستطيع ان نفهم مقاصد فنان يطبل لمشروع لطالما تناساه لسنين طويلة، لانه وأمثاله من أيتام النظام السابق، يقتربون ويبتعدون عن الحقيقة على ضوء اقترابها أو ابتعادها عن مصالحهم. وسيكون هذا السبب مؤكداً عندما نرجع الى تاريخه ولا نجد اي فعل سابق له يشير الى وقوفه بالضد من جرائم النظام السابق، لا سيما مأساة تهجير عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين لمجرد كونهم من الأكراد الفيلية، لماذا لم يتحرك أو يتحدث الفنان عن هذه الجريمة العنصرية البشعة التي ارتُكبت بحق هذه الفئة المخلصة من العراقيين المعروفة بوطنيتها وحبها للعراق وقد عوقبت بسبب عدم رضوخها للدكتاتور والصمت عن جرائمه ؟
ولنا أن نطرح الأسئلة التالية :
1 - لماذا يأتي مشروع دعم اللاجئين العراقيين الاعلامي الدعائي في هذا الوقت بعد ان سمحت الظروف نسبياَ بعودتهم الى ديارهم، هل لكي يثنيهم عن ذلك .. ام ان المردود السياسي اليوم اكبر ؟
2 - المهجرون و اللاجئون موجودون منذ اكثر من 20 سنة وقد وصل عددهم الى اكثر من 4 ملايين حسب إحصائية الأمم المتحدة فأين كان أصحاب المشروع من ذلك؟
3 - أين الأموال الكبيرة التي جمعها فنانون جراء مثل هذا المشاريع باسم الشعب العراقي بالأمس القريب و اليوم هل ذهبت الى جيوبهم ام لتغذية الارهاب.
4 - وهل يوجد سبب رئيسي يدعو لهجرة اللاجئين غير الطائفية والارهاب بكل انواعه المحلي و الاحتلالي و المليشياتي ( العلني و المخفي)، و القتل و الاختطاف والمقاومة بالإرهاب الذي تؤيدونه ؟
5 - أين كانت غيرة الإعلام العربي وجامعة الدول العربية التي طالما تغافلت عن مآسي العراقيين وملايين المهجرين الذين عاشوا الأمرين في المنافي قبل سقوط النظام، وهل كانت شهامة البعض نائمة وقتذاك ؟

*موسيقار عراقي مقيم في لندن
www.amukhtar.com




#أحمد_مختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بأمكان أكاذيب سردها منتحل أن تُخفي الحقيقة ؟


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد مختار - أمسيات مفخخة من اجلهم؟