أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد الحناكي - لا اكذب ولكن أتجمل














المزيد.....

لا اكذب ولكن أتجمل


احمد الحناكي

الحوار المتمدن-العدد: 672 - 2003 / 12 / 4 - 04:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


طلبت من ابني فارس أن يحضر ملابسه الرياضية لان لديه اليوم حصة رياضة. ولكن ابني الذي يدرس الصف الرابع الابتدائي رفض. سالت فلذة كبدي: لماذا يا فارس؟ فأجاب لا أحب الرياضة. ضربت أخماس وأسداس ووجدت له حلا وقلت له اعتقد أن عليك أن تقول للمدرس انك تشعر بالتعب أو انك نسيت. فقال ابني وأعينه البريئة تنطق بالاستهجان أي تريدني أن اكذب ؟  هاه هاه ؟  لا لا. وبصراحة انتابتني عدة مشاعر مابين الخجل من نفسي والشعور بالفخر من نباهة ابني والتزامه الأخلاقي. إلا أنني مع ذلك شعرت حقا بالقلق العميق والحزن الاعمق. إن ابني يجهل ما اعلمه من هذا العالم السخيف ومن هذا المحيط المتلون بالغش والخداع والزيف والتلاعب والفساد. وحقيقة وقعت في حيرة عميقة عن كيفية التصرف   هل اضغط عليه وليكن ما يكون ؟ هل اسكت وكان شيئا لم يكن ؟ مصدر حيرتي كان لأنني أعيش في عالم كبير تأكل فيه السمكة الكبيرة السمكة الصغيرة, الكذب فيه أصبح شطارة والصدق فيه أصبح سذاجة. التحضر فيه أصبح ضعفا والتأدب فيه أصبح جبنا. إن أنا تركت ابني يلتزم بالمثل الجميلة دونما توجيه أو تحوير فمن سيضمن نوعية البشر الذين سيتعامل معهم ؟ في نفس الوقت أجده صعبا على نفسي أن اغرق ابني في جو من الكذب والنفاق والتزلف وغيرها من السلوكيات التي نمارسها أحيانا وخاصة مع مرور السنين التي تجبر الشخص أحيانا على تقديم التنازلات تباعا. ولكن استمراره كذلك وفي ظل تلك الوحوش الفكرية المتزمتة المتطرفة المستعدة لاحتواء كل من لديه الاستعداد للانقياد, أمرا أصعب أيضا على النفس. لو إن أطفالنا يتلقون تعليمات محددة من المنزل ويتلقون نفس هذه التعليمات في المدرسة وكذلك في المجتمع لما وصلت بنا الأمور إلى هذا الحد. أي انه من المخجل أن أرى نفسي في صراع مع نفسي بكيفية التعامل مع أطفالي. في الغرب المسالة محسومة وهناك قيم معينة لو تجرا المعلم على التدخل فيها بالنسبة لتلاميذه لقاده الآباء إلى المحاكم فليس هناك إلا أب واحد, هل هذا ما يحدث لدينا ؟
طبعا, وضعنا مختلف ويستطيع المعلم أن يصنع أشياء كثيرة بعضها له الحق فيه ومعظمها لا حق له فيه لذا ما العمل ؟ يرى البعض أن العلة في المناهج وهذا صحيح نسبيا ولكن التزام المدرس في المنهج أيضا مهم. أما المجتمع فقد أجد حلا صعبا ولكنه يظل حلا وهو احاطة طفلي بسياج من الرقابة المطلوبة حتى يجتاز منطقة الألغام. لا اعرف لماذا تذكرت الفلم المصري ( أنا لا اكذب ولكن أتجمل).



#احمد_الحناكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد الحناكي - لا اكذب ولكن أتجمل