أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ياسين النصير - كيف ينتفض أهلنا في الجنوب















المزيد.....

كيف ينتفض أهلنا في الجنوب


ياسين النصير

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 11:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كان تساؤل صديقنا الكاتب عبد العالي الحراك حافزا للعودة للموضوع ثانية، فانتفاضة الجنوب لا تعني رفع السلاح واهدار الدماء، وزيادة محن العراقيين محنا جديدة، بعد انهار الدماء التي مر جريانها على بيوت ومدن العراقيين.بل التساؤل موجه للقوى الوطنية كي تأخذ زمام المبادرة بفعاليات سلمية منظمة وستجد الشارع معها بعدما ملّ سياسات احزاب الإسلام السياسي وعفونة مليشياتها والطريقة التي يديرون البلاد بها. ما حدث في البصرة والناصرية ومدن عراقية اخرى- وسيحدث قريبا في مدن وقصبات عراقية كلما قربت مناسبة دينية- فاحزاب الإسلام السياسي تدير لعبة جهنمية ضد العراقيين فهي كي تحشد مليون زائر للعتبات المقدسة تلجأ إلى فبركة مواجهات مع جهات دينية نائمة في احضانها كي تبين للناس انها تحميهم من غضب هذه الفئات وقد شهدنا مثل هذا اللعب في أحداث جسر الأئمة وفي كربلاء قبل اشهر وفي احداث الزركة وفي كل المناسبات الدينية، هذه الطريقة البائسة هي من العاب صبيان السياسة الإسلاميين، لشد الناس إلى تنظيماتهم وجعلهم تحت الحقة كما يقولون،فصناعة الخوف سياسة تمارسها هذه الأحزاب وفي جعبتها الكثير من المفردات القادمة. لتخرج علينا اليوم المقالات ان قوى جيش المهدي مثلا هي التي قضت على المهدوية وجند الإسلام في البصرة والناصرية!!، وان قوى الامن عاجزة ..الخ من آلاعيب الساسة وظروفها والطرق البائسة التي تسلكلها لتخويف الشعب. فليس لحركة المهدوية او جند السماء، من وجود ما قبل ان تأتي توقيتات المناسبات الدينية إنما هي طريقة استفزازية للشعب لان يكون تحت هيمنة السلاح، وأن امن الناس وحياتها ومعاشها تقيده هذه الفئات بها فزراعة الخوف والتخويف لا تتم بارتباط الناس بالقوى الغيبية فقط، بل بقوة غاشمة تمارس ما كان صدام حسين يمارسه على الشعب، تخويف وتجويع واتهامات باطلة وتهديد ومنع الحريات ومصادرة حقوق الناس وتحريم ما احل للناس، هذه السياسة التي ثبت فشلها تاريخيا تدل على عجز القائمين بها من معالجة اوضاع العراق بطرق علمية، وتدل على تخبط مناهجهم الفكرية وطروحاتهم ومشروعاتهم العشوائية ،أنها فرصة تاريخية لهم لان ينهبوا العراق قدر ما يستطيعون فالتاريخ لا يمنح المفسدين فرصتين ، وها هم يستغلون الحكم كما استغله صدام حسين لاخريوم في حياته، وبعدها ليأتي الطوفان. من هنا تتوجه دعوتنا لقوى اليسار العراقي ان تبادر بمهمتها الوطنية وتجتمع على حماية العراق من مليشيات مجرمة ومن نهب منظم باسم الدولة والمشروعات الكاذبة.فدلالة التوقيت الذي صادف استشهاد الأمام الحسين"ع" وهو توقيت له أكثر من معنى،وفي المكان الذي جرت فيه الأحداث وهي مدن الجنوب الزاخرة بالخيرات والقريبة من إيران والمستعدة ان تفتح حدودها لجنود ومرتزقة ومخربين له اكثر من تكتيك، ولذا فالدعوة للإنتفاضة ضد هؤلاء هي دعوة لإعادة الكرامة التي اهدرتها أحزاب الإسلام السياسي للعراقيين، من هنا لا تخص دعوتنا للإنتفاضة مدينة دون أخرى أو فئة دون مجموع الشعب، وإنما تخص العراقيين جميعهم.علينا أن نشدد القول ونباشر بالتحريض، وعلى المثقفين يقع العبء الأكبر في ذلك، فهم المسؤولون عن كشف المآسي،وهم الأقدر على فضح ممارسات النهب والتزوير والكذب، وهم الذين كانوا صوتا عاليا على أقل مما يحدث الآن. علينا أن ندفع الناس كي يعوا دورهم الوطني، وان يبادروا بطريق سلمية وحضارية للرفض، ليس لهذه المليشيات التافهة فقط، بل لكل مليشيات الأحزاب التي امتهنت كرامة العراقيين، وأهانت دور عبادتهم وقللت من وطنيتهم وشجعت على السرقة والنهب، على المثقفين ان يتنادوا لسيطرة روح وقوة القانون على الجميع وان يكشفوا زيف الفئات التي نصبت من نفسها قيمةً على مقدرات الشعب، وحياته وتصرفاته، وأمواله. الدعوة لا نوجهها لحزب أو لجماعة وطنية دون أخرى،بل لعموم الناس بما فيهم فئات كثيرة من الإسلاميين، الذي وجدوا أنفسهم في ورطة تاريخية، من ان أحزاب الإسلام السياسي قد همشتهم وأغلقت عليهم النوافذ وهددتهم واسرهم، فضُيّع صوتها وغُلب على امرها. نتوجه لاؤلئك الذين انتخبوا احزابا كانت قبل 9 نيسان 2003 وطنية، فأصبحت بعد أن مسكت السلطات حاضنة للإرهاب، وممولة له ، ولاعبة على نغمة تخويف الشعب بوجود مليشيات مغايرة لمليشاتهم، على قوى اليسار أن تضع سقفا زمنيا محددا باشهر لاصلاح العملية السياسية والقضاء على المليشيات وإلا فالشارع سيكون مجالا للتنافس الديمقراطي والثورة البيضاء، أن ما ندعو له كي ينتفض أهلنا في الجنوب يتلخص بالنقاط التالية:
1- على الجنوبيين أن يقرأوا جيداً، نداء القوى الوطنية الأخير، والأسس التي سيبنى عليها العراق، والكيفية التي يمكننا بها بناء مجتمع مدني ديمقراطي حر، ففي هذا النداء المفصلي أكثر من نقاط إلتقاء للقوى الوطنية التي تحدد كيفية التحرك مستقبلا، ونأمل أن لا يتباطأوا في الحركة، فالوقت مهيأ لأن تأخذ القوى الوطنية زمام المبادرة وبالطرق السلمية والديمقراطية لتغيير مسار الشارع العراقي لصالح العراق.
2- ان يكونوا على بينة من أن المرشحين القادمين لانتخابات المحافظات والبلديات هم من الطينية المليشياوية نفسها، الطينة التي تحتضن الإرهاب والتي تتقاسم نهب ثروات العراق، وتمهد لأن تلحق الجنوب بإيران. فهؤلاء الذين سيترشحون عن الأحزاب الدينية سيلجأؤون إلى أساليب حقيرة في حشد الناس لهم، وأولها الإدعاء الكاذب بأن المرجعية تؤيدهم، حتى لو أعلنت المرجعية حيادها، وستبنون مليشيات صغيرة ويسلحونها لتحدث اضطرابات في المدن العراقية قبيل الانتخابات وأثناءها ثم يعلنون منع التجول للقضاء عليها كي يقولوا للناس انهم وحدهم حماة العراق ، مثل هذا اللعب اصبح مكشوفا ومعروفا للجميع. كماسيقولون القول المكرر ان الله لهم وحدهم وليس مع الشعب العراقي،وأن مفاتيح الجنة بأيديهم..الخ من أساليب التعمية والتخريف والتسفيه السياسي.وسيتبنون ما تريده إيران من صعود لهذا الحزب وقمع لذاك ، وسيلجأون لممارسة القتل كما فعلوا مع القوى الوطنية في الانتخابات السابقة، وسيرفعون صور الأئمة الأطهار والمرجعبات لتغطية مشروعهم النهبوي. لقد دأب البعض على احتقار المواطنة والديمقراطية والحرية على حساب الطائفة والمذهب والإنتماء الأسري.على الناخبين أن ينتبهوا أن مثل هذه الألعاب كانت من ثقافة نظام صدام حسين. وها هي تتكرر ثانية بأسم الطائفة والقومية والجنوب.
3- وللجماهير الغفيرة تجربة سياسية مع النواب الذين انتخبوهم، وهاهم يتخلون عنهم ،ويتبرأون منهم ومن حقوقهم. ويسعون لزيادة رواتبهم وسلفهم وأموالهم الخاصة، ثم يشرعنون ذلك قانونيا،- كل حواراتهم نقاشا بين نواب هذا الحزب وذاك على توزيع المناصب وتخصيص الارباح لجماعاتهم - فأين هي البصرة من نوابها الإسلاميين؟ اين هي مدن الجنوب من خيراتها؟ غير أن تقاسمت الأحزاب البصرة: مليشيات بدر على موانئ خور الزبير وغيرها، ومليشيات الصدرعلى المخافرالحدودية، ومليشيات الفضيلة على مصادر الاستيرات والتصدير في ميناء البصرة وميناء الفاو، ومليشيات المجلس الأعلى على مقدرات الناس في الأقضية والمركز، وإذا ما فرغت جهة من مورد تبادلوا المواقع واتفقوا على تقاسم النهب وأنشأوا الموانئ الصغيرة واستأجروا الزوارق وسلكوا الطرق الملتوية لمياه الخليج، بينما تقوم قوى الأمن والجيش بحماية هذه المحاصصة وتؤكدها. فاين هي البصرة والعمارة والناصرية والديوانية والسماوة من التعمير والأمن والرفاه والملايين المخصصة لها؟ واين هي من التأثير المباشر للمخابرات الإيرانية ؟.على الشعب العراقي ان يدرك تماما أن احزاب الإسلام السياسي قد خذلته بنوابها ،وخانته وتخلت عن قيمه، وحقوقه ومطاليبه، وانها مهتمة فقط بما يرد لها وما تختزنه من أموال وما تهربه من ثروات. وانها ستبيع العراق حصصاً ومقاطعات لإيران ولغير إيران، ممهدة بتصرفاتها الهوجاء على تفتيت المركز.
4- ما يجري الآن في البرلمان العراقي من مهازل، لا توصف بالكلمات، ميزانية السنتين الماضيتين لم تعلن!! لماذا؟ لا احد يدري لماذا، بينما وزير المالية لافض فوه يتهم من يطالب بالشفافية في هذا المجال بأنه يسعى لمنصب!! تصوروا ذلك،وكأن منصب وزير المالية مفصل عليه ولا يجوز ان يحتله آخر؟؟ لا بل أن الوزير نفسه قد قرر أن مؤسسة النزاهة غير مهمة وغير فعالة ويطالب بإلغائها.لماذا لانها امسكت بخيوط التهريب والسرقات في وزارته، وبالرغم من ان العملية كسابقاتها ستغطى وبموافقة رئاسة الوزراء والجمهورية والاحزاب الناهبة معها، شأنها شأن كل القضايا التي شكلت لها لجان تحقيقية ولم يعرف الشعب نتائجها. تصوروا أن نواباً يحضرون للجلسة ثم يتغيبون في الكافتريا كي لا يصوتوا على قانون ماترفضه احزابهم بينما الشعب بحاجة إليه، ويحضرون بكثافة عندما يريدون تمرير قوانينهم الحاصة حتى لو كان ضد إرادة الشعب، كل هذا اللعب الصبياني يجري بأسمكم.
5- كفانا دماء يا احزاب الإسلام السياسي، لقد اغرقتم العراق بدماء ابنائه، فكفوا عن اللعب بالناس وبمستقبلهم، اتخذتم من المقابر الجماعية حجة – وهي حق- وها انتم تنشئون الف مقبرة جماعية،وعلى المسؤولين أن يعوا انهم ليسو بمنجى من غضب الناس،فالشعب يعرف كيف تلعبون به وبمقدراته وبأمواله وبمصائره وبوطنه،ويعرف أن تحالفكم مع الامريكان ضد القوى الوطنية قد اصبح مكشوفاً، وما الكلمات الفارغة التي تخرجون بها على الناس يوميا من زيادة حصة البطاقة التموينية أو ساعات الكهرباء أو توزيع النفط إلا كذب في كذب، ولعب في لعب، أن ابسط مواطن عربي بدأ يسخر منا نحن العراقيين،ومن ثروتنا، ومن نظامنا، ومن مستقبلنا،ومن برلماننا، فلم نعد نحن العراقيين بسببكم جديرون بالعراق، فاتركوا العراق لمن تأتي به الديمقراطية، واذهبوا لمرائبكم في دول الجوار.
وثمة نقاط اخرى سنعود إليها لاحقا لتبيان الكيفية التي على القوى الوطنية سلوكها قبل ان تستفحل قوى المليشيات ويضيع العراق.



#ياسين_النصير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا والثقافة العراقية
- سيناريوهات العيد السياسية في العراق
- شاعر الأحاسيس
- موت شاعر
- إدانة تقسيم العراق واجب وطني، ولكن أدينوا قبل ذلك...
- التكنوقراطي، التكنو طائفي، التكنو رادن في رؤية الرجل الصغير
- قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821:::القس ...
- قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821
- البحث عن منطق صائب خليل المشوه
- إيران ظهيرالقاعدة في العراق
- اسئلة الحداثة في تجربة الدكتور عوني كرومي الفنية
- تسليح الخرافة
- المبحرون حول بيوتهم
- الأ يخجلون 200 ألف دولار لاتحاد الأدباء العراقيين؟
- على الساسة العراقيين أن يعقلوا رباط خيلهم على أرض العراق
- جنوب لبنان /غزة/جنوب العراق
- نازك الملائكة ضمير اليقظة ونشيد الحداثة
- العراق ومؤتمر شرم الشيخ
- القراءة وعلاقات الدائرة
- منحوتات محمد غني حكمت


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ياسين النصير - كيف ينتفض أهلنا في الجنوب