أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد رجب - لماذا يخافون من الفيدرالية ؟















المزيد.....

لماذا يخافون من الفيدرالية ؟


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 672 - 2003 / 12 / 4 - 04:28
المحور: القضية الكردية
    


 ناضل الشعب الكوردي في جميع أجزاء وطنه الملحقة بالدول الأخرى من أجل الحرية والعيش الكريم مع أخوته من شعوب تلك  البلدان التي ألحقت بها أرض كوردستان وفق المشاريع الإستعمارية والإتفاقيات الدولية المختلفة التي كانت السبب الأساس لحرمان الكورد من تدبير وضعهم والعيش كالآخرين في دولتهم المستقلة، وخلال المسيرة التاريخية الرائعة والمضيئة لنضال الشعب الكوردي قدّم أبناؤه وبناته التضحيات التي لا تعد ولا تحصى.

ففي العراق مثلاً ساهم الكورد في ثورة العشرين ضد الإنكليز، وقام الشيخ الجليل محمود الحفيد بمقاومة المستعمرين ووقعت معارك ضارية بين الكورد وجيش المحتلين، وأصبح الشيخ محمود ملكاً على كوردستان ونظم أمور المملكة وسعى للإتصال بالدول القوية آنذاك لمساعدته ونصرة الشعب الكوردي، إلا ان المستعمرين شددوا من هجومهم الشرس وأستخدموا الطائرات الحربية ضد السكان الآمنين في كوردستان عامة وركّزوا على السليمانية حيث مقر الملك محمود خاصةً. وفي الثلاثينات من القرن الماضي صعّد الشباب الكوردي وبمؤازرة أبناء الشعب جميعاً وتيرة النضال والإنتفاضات التي دوّخت أركان النظام في البلاد، بدءاً بالوقوف بوجه المستعمرين الدخلاء في الحادثة التاريخية التي وقعت في أيلول 1930 أمام السراي ( دار الحكومة ) في السليمانية، وإلى قيام الخالد الذكر مصطفى البارزاني بإعلان حركته الباسلة التي طالبت بتحسين أوضاع الشعب الكوردي المتردية، ومنحه جزءاً من حقوقه القومية العادلة.

وشهد العراق في الأربعينيات والخمسينيات إنتفاضات عديدة ضد السلطات الحكومية التي أهملت مناطق كوردستان، بحرمانها من الأعمار ومن أبسط الحقوق الأخرى كإنتفاضة فلاحي دزه يي في أربيل و وإنتفاضة هورين وشيخان في خانقين وغيرها حتى قيام الثورة الكوردية عام 1961.

لقد ناضل الكورد بكل شجاعة وتفان منذ أيلول 1961 عند إعلان الثورة ضد السلطات الجائرة التي صادرت هي الأخرى حقوق الشعب الكوردي، وقدم الكورد هذه المرة أيضاً الكثير من دماء أبنائه في سبيل نيل حقوقه المشروعة، وبعد سنوات من الحرب التي كانت وراء الكارثة التي حلت بالشعب الكوردي من قتل أبنائه وحرق قراه، جاء البعثيون الأوغاد إلى حكم العراق عام 1963، فحرقوا الأخضر واليابس، ودفنوا الناس وهم أحياء في جرائمهم في 9 حزيران من العام نفسه، إلا أن حكمهم المهزوز لم يدم طويلاً وسقطوا في 18 تشرين الثاني عام 1963، ووقع الحكم هذه المرة بأيدي القوميين العروبيين وأصبح المجرم عبدالسلام عارف رئيساً للجمهورية، وشن هؤلاء القتلة الحرب على الكورد أيضاً، ولمّا كانت أرضيتهم هشّة لم يستطيعوا من الاستمرار، وأذعنوا للمطالب الكوردية ورضخوا تحت الضربات المؤلمة التي لحقت بهم وأعلنوا عن إقرارهم بجزء يسير من حقوق الشعب الكوردي في بيان رئيس الوزراء عبدالرحمن البزاز المعروف ( باللامركزية )، ولكنهم لم ينفذوا وعودهم، وبعد أن جمعوا قواهم، بدأوا الحرب ثانية، إلى أن سقطوا.

وفي تموز 1968 عاد البعثيون المجرمون إلى الحكم ثانية وشنوا حربهم القذرة على الشعب الكوردي، واستقدموا جنوداً من بلدان عربية " شقيقة " وأن دلّ هذا العمل الجبان على شيء ، فإنّما يدل على الغل والحقد.

وأشتدت ضربات الكورد البواسل للعدو المجرم، ممّا أرغم العدو الخسيس على أن يعلن رضوخه لحق الشعب الكوردي في الحكم الذاتي في بيان آذار 1970.

ومن الضروري أن نذكر بأن من النادر جداً أن قدّم أي شعب في العالم الكثير من الضحايا في سبيل الحكم الذاتي، كالشعب الكوردي الذي قدم الآلاف من الشهداء في سبيل الحصول على الحكم الذاتي.

ومع مرور الأيام أخذ البعثيون الفاشيون يحلمون بإبادة الشعب الكوردي، فشنوا حرباً جديدة ضده، وعندما شعروا بأن حكمهم المهزوز مهدد من قبل الأنصار ( البيشمركة )، لجأوا إلى إيجاد طرق مختلفة للتخلص من " البعبع " الكوردي الذي يقضّ مضاجعهم، وتمكّن المجرم صدام حسين الذي كان آنذاك نائباً للمجرم أحمد حسن البكر وبمساعدة الجزائري العروبي هواري بومدين من اللقاء بالشاه المقبور محمد رضا بهلوي، وتقديم تنازلات مشينة بالتخلي عن نصف شط العرب لإيران في إتفاقية الجزائر الجائرة في 6 آذار 1975.

ومع ذلك نهضت الثورة الكوردية من جديد، وأستطاع الكورد وقواتهم الشجاعة البيشمركة وبمساندة الانصار الشيوعيين للحزب الشيوعي العراقي إنزال الضربات الموجعة بقوات " الجيش العراقي " والجحوش المرتزقة. وقد خسر العدو البعثفاشي كثيراً، رغم حيازته على أحدث الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ومن الطائرات والدبابات، وصرف الأموال الطائلة من موارد العراق الكبيرة لتنفيذ حلمهم الأسود، وفكرهم الشوفيني الحاقد لإزالة الشعب الكوردي، إلا أنهم أصيبوا بخيبة الأمل، وعندما يئسوا من ذلك لجأوا إلى إستخدام السلاح الكيمياوي المحرم دولياً في العراق وفي كوردستان، وأن كارثتي حلبجة والأهوار ستلاحقهم على مدى الأجيال.

ولم يكتف نظام الجهلة والشعوذة في بغداد بما أقترفه من جرائم بشعة ضد الكورد، بل وأقدم على شن سلسلة من العمليات الإجرامية القذرة التي سميت بعمليات الأنفال السيئة الصيت، وحرق القرى والقصبات وبعض المدن الكوردية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى الإنتفاضات العديدة التي أشعل الكورد فتيلها ، وآخرها الإنتفاضة المجيدة في عام 1991.

وفي عام 1992 وبعد الهزيمة المنكرة للـ " القائد الضرورة "  تأسس البرلمان الكوردستاني كرد قوي على تخرصات وتبجحات قوى البعث الشريرة و" فكر الحزب الواحد " على القوى والزمر الضالة التي كانت تصر بأن الكورد لا يستطيعون من حكم انفسهم، وقد خيب الكورد أمالهم ومساعيهم المحمومة، ولقنوهم درساً بليغاً، ومن الجدير بالذكر ان البرلمان الكوردستاني أقّر الفيدرالية لكوردستان للعيش ضمن عراق ديموقراطي تعددي.

كما وأقّرت القوى والأحزاب الاسلامية والعلمانية العراقية هي الأخرى وبالإجماع الفيدرالية لكوردستان في العراق الديموقراطي التعددي.

وللفيدرالية أنصار وأعداء، وأنصارها هم من الشخصيات المستقلة والنزيهة ومن الأحزاب الاسلامية والعلمانية ذات الجذور الثابتة في المجتمع العراقي وجمهرة واسعة من قطاعات الشعب العراقي بكل أطيافه، وأمّا أعداؤها فهم من الشاذين ومن عناصر نظام الغدر والجريمة ومن أرامل المجرم صدام حسين وعناصر المخابرات التي باعت " شرفها " لقاء حفنة من الدولارات.

وثمة زمرة منافقة تلبس لبوس " الثورية " وتتبجح بألقاب كـ " الدكتور " و " الاكاديمي " قد وصل الجبن بها حتى إلى عدم القبول بـ " الحكم الذاتي " للكورد، زاعمةً بأن " الحكم الذاتي أو الفيدرالية يمثلان موتاً محقاً للأكراد "!!.

يحاول الكورد الإندماج في المجتمع العراقي والعيش سوية مع أخوانهم من العرب والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن بعيدأ عن سموم الطائفية البغيضة ، وهم يحترمون الجميع من مسلمين ومسيحيين ومن مختلف الأديان والطوائف والقوميات.

ويناضل الكورد لأن يكون العراق وطناً للكل، وهم يقبلون التعايش مع الآخرين على الرغم من الحساسيات التاريخية إزاء الدولة العراقية والحكومات المتعاقبة وجرائمها بحقهم.

لقد ولّى النظام البعثي الأهوج إلى مزبلة التاريخ تاركاً وراءه مشاكل عديدة من الصعب حلها بسهولة، وكان الشعب العراقي عامة والشعب الكوردي خاصة يعاني من القتل والتنكيل والقمع، وقد ملأ المجرمون السفلة أرض العراق من كوردستان إلى البصرة بالمقابر الجماعية.

وتحاول الشراذم الجبانة من القوى الظلامية الضالة ومن المخربين وأيتام البعث المأجورين في العراق وفي الخارج اليوم تعطيل دور الشعب العراقي في البناء والأعمار،عن طريق قيامها بفعاليات ونشاطات إجرامية كتسميم مياه الشرب وقطع خطوط الكهرباء وتفجير خزانات المياه بغية إستعادة " مجدهم " الذي ولّى وإلى غير رجعة، دون أن يتمكنوا من الدفاع عنه، وهم يجرّون الآن أذيال الخيبة تلاحقهم لعنات الشعب العراقي، محاولين العزف أخيراً على أوتار لحن جديد يتمثل بعدم إستقرار البلاد، فأخذوا مروّجين الأكاذيب ضد الطموحات الكوردية وملفّقين الكثير من الدعايات لزعزعة ثقة العراقيين بالكورد، إلا أنّ رهانهم هذا سيفشل هو الآخر ولن يجنوا منه إلا الخيبة والخذلان.

فإن الكورد يناضلون مع جميع الخيرين المخلصين من أبناء الشعب العراقي لبناء عراق جديد مسالم متآخ يضمن للجميع حقوقهم الديموقراطية ، وهذا لن يتحقق دون إقامة نظام دستوري فيدرالي يؤّمن الحقوق العادلة لجميع أبنائه.

                                                                   3/12/2003



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخ العزيز والاستاذ الفاضل زهير كاظم عبود أدعوكم إلى عدم ال ...
- محاولات مرتزقة النظام البعثي المنهار تبوء بالفشل
- حدث هذا قبل أربعين عاماً !
- لماذا تدعو عضو مجلس الحكم سونكول جابوك لنشر قوات تركية في ال ...
- متى تتوقّف الأعمال الإرهابية ؟
- لا تتعّجب : جورج كالاوي يؤسس حزب البعث البريطاني !
- مغالطات هزيلة باسم الدفاع عن الكورد والشيوعيين تهدف عملياً ل ...
- كيف ينظر الآخرون إلى حقوق الكورد ؟
- لماذا ولمصلحة من يجري الهجوم علىالكورد ؟
- المرتزق العروبوي هارون محمد يزعم بأن الكورد أقلية في كفري وخ ...
- هل يحتاج المجرم علي الكيمياوي وأرامل صدام إلى محاكمة عادلة ؟
- في الذكرى العشرين لمعركة سويله ميش البطولية - ملحمة سطرها ال ...
- نعيق البائسين ومطايا الشوفينية يتصاعد دفاعاً عن المجرم صدام ...
- علج من علوج صدام يتطاول على شعبنا ورموزه الوطنية !
- لماذا تلجأ تركيا إلى افتعال الأزمات ؟
- لمصلحة من يتعالى نعيق أيتام الدكتاتورية ؟
- اليتيم باقر إبراهيم الموسوي يدافع عن المجرم صدام حسين وزباني ...
- رغد صدام حسين تقول : والدي لم يكن قاسياً !!
- وأخيراً لم يصبح قصي رئيساً للجمهورية !
- دكاترة متخصصون في النفاق والدجل !


المزيد.....




- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
- مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح ...
- مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة ...
- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد رجب - لماذا يخافون من الفيدرالية ؟