سلامة كيلة
الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 12:17
المحور:
حقوق الانسان
د. عارف دليلة من أبرز اقتصاديي سورية، يقبع في السجن منذ 9 أيلول 2001. ومحكوم بالسجن عشر سنوات، هي عقاب له على كل انتقاده للنهب والفساد الذي طال الاقتصاد السوري منذ عقود، تابع خلالها الانتقاد والكشف. وهو يعاني اليوم من مرض خطير، حيث يعيش في غرفة/ زنزانة منذ اعتقاله.
هذا ملخص الوضع السوري، حيث يضع النهابون نقادهم في السجن، لكي يستمروا في النهب، ولكي يمرروا سياساتهم الليبرالية الفظة. كما يضع هؤلاء أصحاب الرأي في السجن، لأنه يجب أن تمرر كل السياسات دون انتقاد، ودون إثارة اللغط حولها. لهذا كانت السلطة استبدادية. فكلما سعى بعض الناشطين إلى قول رأي توضع عينة منهم في السجن، هكذا حدث أيضاً مع إعلان دمشق بيروت، الذي أختلف معه، لكن أقول أن فارقاً مهماً يفصل بين الاختلاف وبين وضع هؤلاء في السجن، لأن ذلك يدل على خوف، على رعب من سماع رأي مختلف.
والآن، نعود الكرة، حيث بعد انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق، جرى اعتقال عشرة من قياديي الإعلان، كما جرى التحقيق مع عشرات، والمسألة لما تنتهي بعد.
هل يحل هذا الاعتقال المشكلة؟
المشكلة كانت أصلاً في الاعتقال، وبالتالي لن تحل دون تحقيق الديمقراطية. والمشكلة الآن باتت في أن نقد السياسات الاقتصادية للسلطة يتصاعد، وهو يتوسع شعبياً، لأنها سياسات تدمر حياة قطاع واسع من المواطنين. وبالتالي هل تهدف السلطة إلى التخويف حين تعتقل؟ لم يفد ذلك حينما كانت في أوج قوتها، وهو لن يفيد الآن والوضع لم يعد يترك مجالاً للخوف.
هذه سياسة تخدم المشروع الإمبريالي الأميركي، لأنها تعطي الإمبريالية كل الفرص لكي تتدخل. هل تسعى السلطة إلى ذلك؟ وهو يضعف المقدرة على مقاومة هذا المشروع. أبضاً هل تسعى السلطة إلى ذلك؟
هذا الوضع هو الذي يجعل الديمقراطية ضرورة، وأكثر من ضرورة. لهذا أدعو إلى تفعيل النشاط من أجل إطلاق سراح كل معتقلي الرأي، والى إلغاء الأحكام العرفية التي باتت غطاءً للنهب الاقتصادي، وإطلاق الحريات العامة.
الحرية لعارف وأكرم وجبر وفداء وفايز، لأنور ومحمود وميشيل، وكل معتقلي الرأي.
#سلامة_كيلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟