الاعلام الفلسطيني بامريكا اللاتينية - الواقع والافاق

جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 06:38
المحور: الصحافة والاعلام
    

ان ادراكنا لاهمية الاعلام في بلورة راي عام عالمي على اختلاف وجوهه، هو اداة اساسية في المواجهة بين القوى المتصارعة، فالاعلام هو اداة ذات حدين في فضح وتعرية اهداف القوى المعتدية، وفي الدفاع عن الحق وكشف الحقيقة للجماهير، فاعتماد قوى وحركات ودول ذات نفوذ كالحركة الصهيونية واسرائيل والادارة الامريكية بالسيطرة على وسائل الاعلام الاساسية، تسعى جاهدة من اجل حرف الراي العام العالمي عن القضايا الاساسية التي تهمه، ومحاولة تزوير الواقع من خلال نشر الاكاذيب والاخبار الملفقة التي تخدم اهداف الادارة الامريكية والحركة الصهيونية واسرائيل، ففي هذه الحالة تكرس الحركة الصهيونية اعلاما قويا لتشويه صورة النضال الفلسطيني في القارة اللاتينية من خلال وصف النضال الفلسطيني "بالارهاب" وتبرير الجرائم الاسرائيلية بالدفاع عن النفس لبلورة راي عام في القارة اللاتينية معادي للحق الفلسطيني.

رغم وجود خمسة سفارات فلسطينية بامريكا اللاتينية، وكونفدرالية فلسطينية على مستوى القارة، والعديد من الفيدراليات الفلسطينية المتواجدة بالبرازيل وتشيلي والارجنتين والبيرو اضافة الى الجمعيات والمؤسسات والاندية واللجان الفلسطينية، وثلاثة عشر عضو مجلس وطني، وعضو مجلس مركزي فلسطيني، ووجود جاليوي فلسطيني قوي ببعض دول امريكا اللاتينية كالبرازيل وتشيلي وكولومبيا والبيرو وفنزويلا، كل هذا الحجم الهائل الفلسطيني تجد الاعلام الفلسطيني ضعيفا جدا، ولا يعود سبب الضعف الاعلامي الفلسطيني بالقارة الى القدرات المادية للجالية الفلسطينية، وانما الى عدم توفر سياسة اعلامية فلسطينية، كذلك يعود الى اهتراء المؤسسات الفلسطينية وطبيعة القائمين عليها، فجاليتنا الفلسطينية لديها من القدرات المالية والطاقات البشرية الهائلة التي يمكنها من بناء وسائل اعلام عديدة لطرح وشرح القضية الفلسطينية وتعرية الكيان الصهيوني وجرائم اسرائيل ضد الانسانية التي تمارسها على الارض الفلسطينية المحتلة.

رغم عدم وجود محطات تلفزة واذاعية وصحف تعود ملكيتها الى فلسطينيين تعتني بالشأن الفلسطيني والقضية الفلسطينية والثوابت والحقوق الغير قابلة للتصرف، الا انه يتواجد بعض المواقع على الانترنت التي يطرح من خلالها الموضوع الفلسطيني، فاهم هذه المواقع على مستوى القارة :
1. http://www.palestina.int.ar/ موقع باللغة الاسبانية تم تاسيسه بتاريخ 26/10/2000 وتشرف عليه السفارة الفلسطينية بالارجنتين. وتعتبر سياسة هذا الموقع هي السياسة الرسمية للسلطة الفلسطينية بحكم طبيعة المشرفين عليه، وهو موقع متجدد دائما وباستمرار ويقوم بنقل الاخبار اليومية الخاصة بالموضوع الفلسطيني اول باول
2. www.ugep.clموقع موقع باللغة الاسبانية تاسس بتاريخ 29/08/2006 ويشرف عليه الاتحاد العام لطلبة فلسطين بتشيلي، وهو موقع متجدد ينقل الاخبار الفلسطينية اول باول للناطقين باللغة الاسبانية فيه العديد من الابواب المهمة التي تتابع الحدث الفلسطيني كبناء الجدار والاعتداءات المتواصلة على قطاع غزة
3. www.palestinos.com تم تاسيسه 23/10/2000 وتشرف عليه مؤسسة بيت لحم 2000 بتشيلي، تاسس هذا الموقع تم بنائه بمناسبة الالفين على ميلاد المسيح، يقتصر الموقع على التعريف على المؤسسة ونبذه عن تاريخ فلسطين ويقوم بعملية تسجيل لابناء الجالية الفلسطينية.
4. www.palestinalibre.org موقع باللغة الاسبانية تاسس بتاريخ 10/12/2002 وتشرف عليه اللجنة الديمقراطية الفلسطينية في تشيلي، وهو موقع ينقل الاخبار الفلسطينية والصراع مع الكيان الصهيوني يوميا وبطريقة متواصله ومستمرة.
5. www.handala.org.br موقع باللغة البرتغالية مسجل بتاريخ 10/09/2004 ويشرف عليه معهد حنظلة بالبرازيل، والموقع هو موقع شبه مجمد، والتجديد بمواضيعه ومقالاته ونشر الخبر تقريبا معدومة، وقد تحصل مرة كل شهرين.
6. www.vivapalestina.com موقع باللغة البرتغالية تاسس بتاريخ 02/09/2006 بمبادرة من بعض افراد ذات توجه يساري بالبرازيل. موقع توقف عن التجديد والتفاعل رغم اهمية الابواب التي يحتوي عليها الموقع.
7. www.fepal.org.br وهو موقع سجل بتاريخ 21/02/2007 وهو تابع للفيدرالية الفلسطينية بالبرازيل، موقع غير متواجد رسميا ولم يرى النور حتى الان
8. www.palestina.com.mx موقع باللغة الاسبانية تم تاسيسه 25/01/1999 وتشرف عليه السفارة الفلسطينية بالمكسيك، وهو موقع لا يتجدد رغم اهمية الابواب الذي بداخله والمعلومات المهمة التي يحتويها.

كذلك لا يمكننا ان ننسى اهتمام العديد من القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية بامريكا اللاتينية بالقضية الفلسطينية والتي تنظر الى اهمية هذا النضال بمواجهة الامبريالية الامريكية واداتها اسرائيل والصهيونية، فتقوم العديد من هذه الاحزاب من خلال مواقعها بنشر اخبار فلسطينية ومقالات واراء حول عملية الصراع مناصرة ومؤيدة للحق الفلسطيني، ولكن رغم كل هذا يبقى الاعلام الفلسطيني اعلاما ضعيفا مقارنة مع الاعلام الصهيوني.

كما نلاحظ من ما سبق ان الاعلام الفلسطيني على الانترنت تشرف عليه مؤسسات فلسطينية بتشيلي، اضافة الى موقعين تحت اشراف السفارة الفلسطينية بالارجنتين واخر بالمكسيك، والمواقع الثلاثة التي يشرف عليها افراد مقيمين بالبرازيل فكما نلاحظ انها مواقع غير متحركة وغير متجددة وغير فاعلة بنقل الحدث والخبر، ويهمني ان اقف امام الاسباب لحاله كهذه:

• السبب الاول يعود بالاساس الى الخلافات الداخلية كما هو الحال بالفيدرالية الفلسطينية والاستفراد بالعمل وعدم وجود برنامج خاص بهذا الجانب رغم اقرار المؤتمرالعام التاسع للجالية بفتح موقع على الانترنت.
• السبب الثاني عدم المبالاة والاهتمام من قبل القائمين والمشرفين على الموقع والتي تعود الى حسابات ذاتية وانانية، وعلى افلاس فكري وايديولوجي وسياسي كما هو الحال مع الافراد ذات التوجه اليساري.
• السبب الثالث عدم توفر برنامج اعلامي من اجل تطوير الموقع وزج طاقات بشرية للعمل به كما هو الحال بموقع معهد حنظلة.

ففي ظل غياب سياسة اعلامية تتعاطى مع الواقع الفلسطيني من اجل النهوض بالدور الفلسطيني وتكريس الامكانيات والطاقات البشرية والمادية عند الجالية الفلسطينية، فان هذا الغياب يترك اثارا سلبية على الوضع العام للجالية الفلسطينية ويعكس صورة سلبية عن القضية الفلسطينية امام الرأي العام بامريكا اللاتينية، فالاعلام الصهيوني اعلام لا يمكن وصف حجمه وقدراته وطاقاته من خلال هذا المقال، ولكن يكرس كل امكانياته وطاقاته لتشوية صور ة الانسان الفلسطيني والعربي، والاساءة الى النضال الفلسطيني ومقاومته من خلال تكريس كل وسائله الاعلامية بنقل الاخبار المفبركة والمزورة عن الصراع العربي الاسرائيلي.

وفي الختام لا بد من البحث عن مخارج لازمة الاعلام الفلسطيني بامريكا اللاتينية، رغم معرفتنا وادراكنا بحجم المؤسسات التمثيلية كالكونفدرالية الفلسطينية والفيدراليات التي تدرك حقيقة الطاقات والامكانيات الكبيرة المتواجدة عند الجالية الفلسطينية بالقارة، ولكن سياسة الهيمنة والسيطرة والتعطيل المتعمد لهذه المؤسسات التمثيلية وعدم توفر سياسة اعلامية تترك بصمات سلبية على الاداء الفلسطيني بشكل عام، وهنا يجب تشجيع المبادرات الفردية والمحاولات التي تبادر لها مجموعات من اجل الخروج من الوضع السيء والرديء الذي نمر به.

جادالله صفا
كاتب فلسطيني مقيم بالبرازيل
20/01/2008

#جادالله_صفا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات