كتب أدونيس نصا عن بيروت, هو موضوع إنشاء قام على محورين: ملاحظاته العامة والعائمة
حول مظاهر غير محددة لبيروت ومن جهة مقابلة إنفعالاته الشخصية لم تتعمق إلى نص أدبي كذلك.
فهو يفلت(إن لم نقل يهرب) من الموقف النقدي لظاهرة محددة إلى البلاغة المستهلكة, ويرتد منها
إلى الملاحظات العشوائية, التي تخلو من معلومة, تمكن القارئ من بعض الفهم.
بقي النص بمجمله ينوس بين حدي الموقف النقدي أو المقالة وبين الإنفعال الذاتي أو النص الأدبي.
ثلاث أسئلة إستفزازية
1 من هو الكاتب 2 ماهو الموضوع 3 لغة النص (الذهب الخالص)
1 الكاتب اسطورة متعالية, على طبقات بيروت وفئاتها المختلفة
2 في الموضوع يتضح تعالي الكاتب, فالموقع الذي ينظر إلى بيروت من خلاله, والتي تبدو فيه
كوحدة, وليس عناصر ومستويات, هو موقع نبوي, خارج شروط الزمان والمكان.
تصبح المقارنات والمعلومات والمواقف المحددة, تفصيلات تافهة, الكاتب
والقارئ الموازي(الشبيه) في غنى عنها.
3 المجاز لغة العبقري. تتخفف اللغة من المعنى والدلالات, وتتكثف في رموز مقدسة تدرك
بالحدس والرؤيا. وهي وقف على الخاصة من البشر. وفي حالة الوجد تلك يتحد القارئ
بالكاتب بالمقروء باللغة. من داخل الحلقة الخاصة تلك يقرأ بول شاوول , الحقد الباطني, في
خطبة أدونيس, ويقرأ سواه خيبة أدونيس في جائزة نوبل.
وتظهر من جديد عظمة اللغة العربية والناطق بها اليوم في العبارة الكنز( أما بعد...) وبعدها
لا شيء إلا العدم, الذي يوصل دراويش الأمس بدراويش اليوم, وهم يدورون في حلقة مفرغة
تحوي وتحصر خارجها فقط
اللاذقية-