فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة
الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:15
المحور:
الادب والفن
من يسقط هذا القناع , من يسكت هذا الدمع المسكون في الأجفان , ويخرجه من صقيع الأهذاب , من يلملم هذا الجرح بين الأحداق , توسلت بالليالي , أن ترحم دموعي
التي تنهار بداخلي , توسلت بالقدر أن يرحم ثورتي , غضبي , سكوتي , ولا يجعلني سجينة هذا الدرب المظلم , استعطفت الأحزان , أن تجمع أجزائي , وأن تلم جسدي ا
لمتناثر بين سكون الليالي , لكن القدر دائما يتوعدني , كأني شقي هذا الزمان , ومرسوم لي الحزن والعذاب , وكثرة الأرق , وطول الانتظار , انتظار مجيء الصبح
الذي لطالما ظل أملي في الحياة , استغيث بدموعي أن تنزل من مقلتي , حتى الدمع كان أقسى علي من قسوة الزمان , طرقت باب الغفران , ذهبت إلى كنيسة المهد ,
التقيت بكاهن رسول المحبة , أمطرني كلمات وأجرعني من كأس خمرة لذة العذاب , صلى لي صلاة الهداية , وأرسلني ببطاقة محبة إلى كنيسة القيامة , أخذتها منه
كأني طفل صغير أبحث عن وسادة , أنام وتنام عليها همومي وأحزاني المظلمة الملفوفة بالكآبة , أو كسكران شرب النبيذ حتى وصل الثمالة , بسخطه عن حياته , عن
وجوده إلى يوم القيامة , أخذت الدعوة منه , و لا أدري إلى أين مرساي , وما هي الغاية , دخلت كنيسة القيامة , وجدت صفوف الكهان ينظرون إلي , ويرتلون ما جاء
من عهد رسل السلام والمحبة , أعطيتهم الدعوة , وأنا أنظر إلى ما سأتلقى من رسالة , نظروا إلى ثانية , ولكن بعجالة , أرسلوا لي بعيونهم رسالة , أجبتهم على لمح
بصر الشقاء و التعاسة , أبحث عن من يخرجني من كآبتي , من عزلتي , من عذابي , من صمتي , من سكوني , حتى ولو كان بدموع سيالة , نظروا إلي وقالوا في
صمت ملفوف بسعادة , الأمس قيد راح , واليوم نور كأس الرضى صاح , والغد بارق لاح , والصبح آت لا محالا .
خرجت من كنيسة القيامة , وأنا بفرح كبير تاه , عيوني تقرأ المستحيل , وتقول كلا , ثم كلا , سأرجع طفلة صغيرة إلى أحضان أمها فرحة كسلانة , شقية , مشاكسة ,
طروبة , مرحة , هلكانة , بتعب ومشقة سفر كان , ولن يكون هناك سفر آخر غير سفر العذاب والأحزان , الثورة المتفجرة القوية الهدارة , الهدامة , سيأتي الغد لا
محالا .
--------------------------------------------
ملاحظة :
أتمنى أن تقرأ كلماتي ... ويفهم ما بين سطور حرفي
وانتظر مني يا قارئي ... كلمات أبهم من هاته الكلمات
افهم جيدا رسالتي ...
بقلم : فدوى أحمد التكموتي
#فدوى_أحمد_التكموتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟