محسن صياح غزال
الحوار المتمدن-العدد: 672 - 2003 / 12 / 4 - 04:01
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كثير هي الاسئلة التي يطرحها كل انسان نزيه وكل عراقي اكتوى بجحيم البعث العفلقي وتضور تحت وطأة الموت والدم والترويع والرعب , وفقدالعمر والاهل والوطن والكرامة منذ حمّام الدم الاول على
يد الحرس اللاقومي عام 63 وتأسيس أولى المقابر الجماعية في صحراء نقرة السلمان التي لم تنبش بعد .
هل يعني قتل رسل الصليب الاحمر والهلال الاحمر , جهادا" , وهل قتل رسول السلام دي ميلو نصرا للاسلام , وهل قتل أناس مخلصين ومسالمين وجاءوا لمساعدتنا في بناء وتعمير وطننا المخرب على يد البعثيين الاوباش , ولتضميد جراحنا , حماية للدين ؟؟؟
وهل تدمير محطات الماء والكهرباء وأنابيب النفط , وهي عصب حياة العراقيين وأستمرارها , أعمالا" بطولية . وأخيرا" _ وليس آخرا" _ هل قتل النفس البريئة , رجال ونساء وأطفال وشيوخ , وقطع الارزاق وسبل الحياة وتدمير البيوت والمشاريع الاقتصادية والعمرانية , جهادا" من أجل الاسلام . لقد تسلل الارهابيون وأولاد الزنا من الوهابيين واللقطاء والقتلة العروبيين, الى داخل العراق ليقدموا " المساعدة " للعراقيين في شهر رمضان المبارك .. ولكن , على شكل قنابل ومتفجرات وسيارات ملغومة وجثث عفنة موقوتة , بدلا" من الخبز والماء والدواء والكساء !!
جاءوا من بلدانهم الموبوءة بالزنازين والدم والشرطة السرية , ومن عواصم ترفرف على سواريها أعلام " بني صهيون " . وبدلا" من الجهاد ضد وجودها _ ناهيكم عن الجهاد المزعوم ضد العدو الصهيوني الجاثم على الجسد الفلسطيني كله _ ولو بحجارة لا تؤذي حشرة , نراهم يأتون بأطنان من أسلحة القتل والدمار لأبادة العراقيين " الكفره والخارجين عن دين الحجاج ومحمد بن عبد الوهاب " ! بتفجير جثث تعفنت بالجهل والتعصب والحقد والجريمةلنصرة دينهم وتحرير قدسهم الذي يبدأ من الفلوجة وتكريت والعوجه !!!
يتهمون أسيادهم العراقيين بأنهم غير شرعيين ! فأين لأنظمة الأنقلابات الدموية والمؤامرات العائلية والوراثة والمواثيق السرية مع " العدو الصهيوني " وكوميديا ال: 99,99% المثيرة للسخرية والقرف , أين لهؤلاء من الشرعية !! ياالهي ما هذا العهر الرسمي المنفلت بدون حياء !
تخيلوا : لايستطيع جرذ أسود وفي الظلام من اختراق حدود قومياتنا العربية الطويلة العريضة
مع " العدو المحتل " حتى بأتجاه الجولان السورية وشبعا اللبنانية وسينا المصرية والخور الاردنية ,
بل وقومياتنا العروبية جاهزة ومتحفزة في الظلمة والنهار لأسقاط العصافير في السماء والتى قد
تزعج هدوء الجنود الطيبين المسالمين على الجانب ألآخر!! , فهو خط أحمر قاني لاتستطيع أنظمة الذل , والبيعة مدى الحياة , أن تتخطاه.. وألا !! ولكنهم _ كونهم دول فقيرة وظعيفة _ لا يستطيعون _ رغم المليارات التى تبذر على شراء الاسلحة " الخرده " التي صدئت في المشاجب _
لايستطيعون أن يمنعوا مئات وربما الألاف من السيارات المحشوة بمئات الكيلوغرامات من الديناميت
_ تخيلوا _ ومئات من المتسللين " غير الشرعيين " مع صواريخهم ورشاشاتهم وما حملوا !
ولماذا : لقتل شعب الحضارات والعلوم والفنون والقوانين الاول في التأريخ , تاج رؤوسهم جميعا" !
فالديموقراطية في العراق وحريته وأستقلاله وتقدمه هي بالتأكيد بطاقة , وفي الدرجة الثالثة , لسفرة واحدة نحو مزبلة التأريخ , بالنسبة لهؤلاء الحكام .فأذا كان الامريكان والاوروبيون بل وكل أهل الكتاب يرغبون في مد يد العون والمساعدة للشعب العراقي وبناء ما خربته أيدي الفاشيين الجهلة والموتورين واللقطاء , فما العيب في ذلك ؟ بل لهم جزاء وأجر عند الله على مساعدة شعب مقهور ينزف منذ أربعين عاما" والعربان يتفرجون منتشين وشامتين , وجاهزين لمساعدة الجلادين في الذبح !! وبم يجازي الله والشعب العراقي هؤلاء العربان والمتمسلمون ؟ أبقتل شعب جريح ينزف أم بأرسال وحوش متعطشة للدماء ومرتزقة وموتورين محملين بألآت الموت والدمار لتفتيت جسد العراق الجريح _ شرف العرب وموطن الديانات والحضارات ومصدر زهوهم وفخرهم أمام الشعوب .
الاجانب من الاوروبيون والامريكان يبنون المدارس والمستشفيات ويعمرون الطرق والجسورويعيدوا بناء محطات الكهرباء والماء والورش والمعامل , ويمنحون أطفالنا الكتب والقرطاسية والملابس والمناضد المدرسية , ويلقحون أطفالنا ضد الأمراض المعدية , ويمنحون ويرفعون مرتبات الموظفين ويعوضون عائلات شهداء وضحايا المقابر الجماعية والمعوقين والمشوهين جسديا" من ضحايا اجرام وبشاعات عفالقة البعث الفاشيين , ناهيكم عن تقديم عشرات المليارات من الدولارات من شعوبهم , كل هذا لبناء بلد مدمر ومسحوق ومدمى وصلت مقوماته دون درجة الصفر بين شعوب العالم !!!
أمام هذا الكم الهائل من العون " الغربي " أتسائل : ماذا قدم العربان ل" شقيقهم " شعب العراق الذي يتباكون على اهدار كرامته وأستقلاله ! وهم مرعوبون يرتجفون من زلزال التغيرات الديموقراطية
وثبات العراقيين ووحدتهم وتصميمهم على التحدي والاستمرار في بناء عراق ديموقراطي تعددي حر ومستقل ومزدهر , خوفا" ورعبا" من وصول الهزات الى غرف نومهم , وهو ما سيحصل عاجلا" أم آجلا" . أجيب : قدموا اعلاما" أصفرا" موبوءا" مرتزقا" , خسر بابا" كبيرا" للأرتزاق , بسقوط الطغاة,
فأستشاط كالملدوغ بالسب والقذف والتزوير وقلب الحقائق وكذا بالتحريض وزرع الفتن و كذلك
ب"استنهاض "همم القتلة والمبتورين ورفاقهم من المرتزقة _ كتابا" ومحللين " استراتيجيين "من مخابرات الثقافة ومثقفي المخابرات ! ولم يكتفوا بذلك , فكرمهم لايتوقف عن النزيف , فقدموا جثثا" عفنة مفخخة من العروبيين الأفغان والباحثين عن 72 من الحور العين الشاذين , والمطلوبين للعدالة واليائسين وأولاد الزنا من المرتزقة والمنتفعين ! وتحت راية حماية الأسلام والعروبة والسيادة وتحرير ألأرض المغتصبة ! فمن هو أصدق في الدين : هل هو الغربي " الكافر " الذي يساعد شعوبا" مقهورة تنزف من جور وطغيان حكامها _ مع وجود المنفعة والمصلحة _ أم الذي يفجر جثته العفنة بمئات الكيلوات من المتفجرات في سوق شعبي مكتظ بعباد الله ؟ حجة العروبيون في أن للغرب مصلحة فيما يقدموه , وهل يختلف اثنان في ذلك ؟ ولكن , هل تستوي مصلحة من يبني ويعمر وينقذ المرضى ويعيد الحياة لكل مرافق الوطن , مع مصلحة من يدمر الوطن والمواطن ويقتل الزرع والضرع ؟ حاشى لله . في حدود بلاد العربان يقف العراقي كالمنبوذ لا يمنح حتى تأشيرة مرور الى العالم الآخر _ ناهيك عن تعرضه للتنكيل _ ولا ورقة خضراء أو صفراء لعبور مدنهم المتربة الموبوءة بالزنازين وزوار الليل . أما في بلاد " الكفار " فيمنحونك الدفء ومصدر العيش والسكن ... والحرية, ثم حق جمع الشمل للعائلة . وبعد مدة وجيزة حق التصويت والأنتخاب !!
بلاد العربان هذه كريمة حد الأسهال مع القتلة والجواسيس وتجار الموت ومخابرات ومجرمي النظام العفلقي , حفاري القبور الجماعية , وسارقي خيرات الوطن وتعب المواطن , فرق الموت وكواتم الصوت , فهي تقدم لهم كل التسهيلات وتضع تحت تصرفهم كل الأمكانات والحماية وتفتح لهم أرصدة لأموال شعبنا المسروقة , يستقبلونهم بالأحضان وبكل تعظيم سلام , من مسقط حتى تطوان.
وأختم حديثي بقول الأمام علي ( ع ) : ولاتقويّن سلطانك بسفك دم حرام .
وبالتأكيد على أن قافلة الشعب العراقي تسير وتتقدم ولا يضيرها نبح الكلاب الضالة.
_ السويد
#محسن_صياح_غزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟