أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟















المزيد.....

لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اقسم لكم انه ليس سؤالا استفزازيا، وليس القصد منه اثارة مشاعر بعض المسلمين ممن وهبهم الله قلبا دافئا ولسانا ذربا يعي ما يقول.
اعتقد ان من حقي ان اتساءل عن سبب اختفاء جهابذة شعراء الغزل في المرحلة الاولى والتي تلتها من مراحل الدعوة الاسلامية...واصبحت قصص جميل بثينة وقيس وليلى وغيرها وقصائد الغزل لشعراء امثال امرؤ القيس، السليك بن السلكى، الشنفري، طرفة بن العبد ، عروة بن الورد، تأبط شرا لبيد بن ربيعة، زهير بن ابي سلمى، عنترة بن شداد ،عمرو بن كلثوم ، الاعشى والنابغة الذبياني ، من الطرائف التي لم تتكرر ومادة للحديث في دواوين علية القوم.
ومن الغريب انه لم يظهر خلال العهد الراشدي والاموي الا عدد متواضع من الشعراء بينهم حسان بن ثابت، عمر ابن ابي ربيعة، جميل بن معمر وليلى الاخيلية.
اما في عهد الحوارج فلم يظهر الا شاعرا واحدا فقط هو قطري بن الفجاءة.
لست باحثا في التاريخ ولا اريد ان اكون كذلك ولكنها دعوة مفتوحة لاصحاب هذا المجال ان يتفحصوا بعناية سبب انكفاء شعر الغزل او بمعنى ادق شعر الحب ولم يعد يصول ويجول بين الناس كما كان في عصر الجاهلية.
بعد اكثر من 600 سنة وهي المدة الفاصلة بين تباشير الدعوة المحمدية ومجىء اول خليفة عباسي الى الحكم" ابو العباس السفاح" تتخلص الهة الشعر من قيودها ويظهر الى الهواء الطلق شعراء مازالوا يعيشون بيننا بشعرهم حتى الان ومنهم على الاقل ابو الطيب المتنبي،ابو فراس الحمداني ، ابو تمام، دعبل الخزاعي، ابو العلاء المعري والبحتري وغيرهم.
لماذا حدث كل ذلك...؟
اعتقد جازما ان تلك السنوات العجاف ما زالت تعيش بيننا حتى الان بل مازالت تلعب دورا في تجفيف ينابيع الحب في نفوسنا، كما اعتقد ان تلك السنوات استطاعت ان تلوي عنق الهة الحب في داخلنا لتحل محلها مشاعر الخوف الدينية وعذاب الاخرة وابو نكر ونكير وصرخة النار في يوم الحساب وهي تطالب : هل من مزيد من البشر احرقهم بناري.
ان الاجيال التي تعاقبت حتى جيلنا الحالي كانت مكبلة دون ان تدري بمشاعر دينية طوقت كل المشاعر الاخرى مع خوف غريزي من كتابة او قراءة اشعار الغزل وماكانت حادثة رفض الصلاة على جثمان الشاعر الرائع نزار قباني الذي توفاه الله في لندن من قبل مسلمي بريطانيا الا دليلا على هذا القول.
وياريت ان الامر وقف عند هذا الحد فقد انتشرت مشاعر اخرى في معظم نفوس اهل القوم.. كانوا يريدون التمرد على هذا الوضع فهم بحاجة الى التغزل بحبيبة ما والبدء بعشقها ثم الكتابة عن مفاتنها.. كانوا بحاجة الى اشباع رغبة الحب - حتى وان كان عذريا- في دواخلهم، فبدأوا يقرأون قصائد الغزل سرا وما ان اكتملت الصورة عندهم حتى بدأوا يبحثون عن الحبيبة المعنية ليقولوا لها ما قرأوه ، لتكن من تكن لانها بالاساس هي الصورة المطلوبة وفي هذا الوضع يكون الزواج من الاخر انتحارا للحب وعذريته.ويبدو ان هؤلاء القوم اتفقوا على ان البحث سرا عن - الحبيبة الوهم- هو افضل الوسائل واضمنها نجاحا.
في هذا الجو لم يكن الزوج معنيا بمشاعر زوجته وليس له من دافع قوي ليبث مشاعره اليها.. هذه الزوجة هي في الواقع اناء تفريغ وقت الحاجة وماكنة لتفريخ الاولاد البنات.
من الجيل الذي سبقنا ساختار عينات عشوائية عساها تفي بالغرض.
استطاع والدي - رحمه الله- ان يرث 13 ولدا وبنتا ليحملوا اسمه ..كان رجلا عفيفا ورقيقا في نظرنا ولكننا لم نسمعه يقول لامنا في اي يوم من الايام كلمة رقيقة ولم نره يبتسم لها وحدها واذا اردنا ان نراه مبتسما ضحوكا نسرع الى حمل فناجين القهوة الى صالة البيت حيث هو وضيوفه واحاديثهم التي تتخللها ضحكات تقترب من الهرج احيانا. صحيح ان والدي كان طيبا ورقيقا وحنونا ولكني حين عثرت بالصدفة على دفتر مذكراته وجدت فيها اجمل قصائد الغزل حينذاك ، كانت الكلمات تحمل شحنات قوية من العواطف لايمكن ان يقف في وجهها احد حتى تخيلت ان هذا الكاتب حين ينفرد لدفتر مذكراته فانه يتقمص شخصية اخرى. لقد كتب في هذا الدفتر- وكان عمري آنذاك 17 سنة- كلاما مدهشا لو قاله لامي لظلت تزغرد طول اليوم او لعلها ستتنازل عن كبريائها وترقص في المطبخ الذي قضت فيه جل عمرها.. ولكنه لم يقله بل كان يقوله لحبيبته التي تعيش في خياله ، يناجيها حتى وهو ينام مع امي . وحين كبرنا كان يردد علينا العبارة التالية : ايها الاولاد ايها البنات لاتزنوا واخلصوا لزوجاتكم.
اما جدي لامي فقد كان متزوجا من ثلاث نساء يتركهن كل صيف ليبحر الى الهند وباكستان ليلتقي هناك بفتيات احلامه وفي بعض الاحيان -كما كان يقول في ساعة صفاء- يدفع اكثر للتي تسمعه احلى كلمات الغزل حتى ولو كانت غير صادقة. وحين يتعارك جدي مع احدى نسائه كان يصفها بقالب ثلج ينبطح تحت الشمس وعرفنا بعد ذلك انه كان يقصد علاقته الجنسية معها على فراش الزوجية.
اما خالي فقد كان خبيرا في تعرية نساء الحي رغم انه شارف على الاربعين في ذلك الوقت . في المقهى التي تتوسط سوق الخضارحيث يقضي معظم يومه ينتظر فريسته من الجنس الناعم ، وحين تمر احداهن من جنبه يبدأ العد التنازلي في تلافيف مخه والتي تبدأ بنظرة فاحصة لتفاصيل جسدها لدءا من قمة الرأس وحتى القدمين ثم يبدأ تعريتها قطعة قطعة تماما كما يحدث في بعض النوادي الليلية . كان متزوجا وله ولدان وثلاثة بنات ويعرف ان زوجته تكره رائحة الثوم والتي استغلها احسن استغلال ففي الليالي التي يرغب ان ينام "بدون اداء الواجب الزوجي" يتناول كمية كبيرة من الثوم تصل رائحتها لسابع جار.
لم ار احدا من اعمامي ولكن يقال -والعهدة على القائل- انهم كانوا ثلاثة قريبين عمرا من بعضهم ويتمتعون بصيت الثروة والوسامة وكان صديقهم المفضل شاعر لايكتب الا قصائد الغزل الفاضح احيانا .كانوا بارعين على ما يبدو في اغواء نساء المدينة وكان لكل واحد منهم قائمة باسماء حبيباته وبجانب اسم كل واحدة عنوان القصيدة المطلوبة. كان عمي الاصغر رومانسيا الى حد لايطاق ... هذا الحد هو الذي جعل نساء المدينة لا يقتربن منه كما كان يقول ابي.
وفي لحظة صفاء تغمر ابي حين يجمعنا ليل الصيف فوق سطح البيت يقول وهو يضحك: في يوم من الايام - وكان يوم جمعة- اتصل "محمود" وهذا اسم اخيه الاصغر بحبيبته ليطلب منها موعدا للقاء فحددت له الساعة 12 من ظهر اليوم نفسه فقال لها معاتبا:
- يابنت الناس ان هذا الوقت الذي حددتيه هو وقت صلاة الجمعة فكيف تريديني ان اقابلك ورجال الحي يذهبون جماعات الى المسجد، ثم ماذا ساقول لهم حين يفتقدونني وهم يعرفون اني لايمكن ان اترك او اسهو عن صلاة الجمعة المباركة.
ضحك ابي حين انهى هذه الحادثة وضحكنا معه ولكننا لم نشعر بمرارة ما قاله الا بعد ان كبرنا وعرفنا ماذا كانت تقوله تلك الحكاية.
من المؤسف ان يصل الحال بنا الى هذا المستوى حيث اصبحت الزوجة آلة تفريخ وانجاب يسعى اليها الرجل لكي تحمل ذريته اسمه وياله من اسم.
اما ماذا يقول لزوجته على الفراش وماذا تقول هي له فرب العزة فقط هو الذي يعرف لانهما يمارسان شيئا يجب ان يلتحفا ازاءه بلحاف يغطي كل جسديهما مع عدم نسيان اطفاء ضوء الغرفة ليعم الظلام الذي يكبل شفاههما حيث لايمكن ان يقولا شيئا الا بعد انتهاء "ميكانيكية الاشياء".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة تبحث عن -حوري- في الجنة
- رسالة الى الله.. صداقتي قيد التنفيذ
- ميوشة تعلن الحرب على القاعدة
- الى علاء مهدي ... رد هادىء جدا
- سحقا لكم .. ماذا تفعلون؟
- يامعود يا حكومة
- ميوشة تصحو على - الصحوة-
- ببغاوات في السعودية عمرها قرون
- مشهد سريالي
- الكويت بضاعة فاسدة في مغلف انيق
- ساتوكل على الله واغازلكم , الى كل الذين يعملون بصمت في الحوا ...
- تصريح زوج فتاة-القطيف- كفر والحاد
- خسئتم والله يا اصحاب اللحى
- رسالة اليك ايها -العاهل- السعودي
- اغتصاب فتاة قطيف والصمت الالهي
- اسمعتم ما قالته لي ليلى
- دبجة- عراقية تحدث هزة ارضية في اوكلاند
- لم يبق الا الله ليعتدوا عليه
- واحسرتاه .... مات الكلب -جيمي- ايها السادة
- لو كنت امرأة...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟