سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:31
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ليس صحيحا أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن عاد من جولته في الشرق الأوسط بخفي حنين، وخالي الوفاض، كما يحلو القول للكثير من المراقبين والمحللين السياسيين.
فحقيقة ما يدور خلف الأبواب المغلقة في مثل هذه الزيارة يظل طي الكتمان سنوات طويلة، وعادة ما تكون البيانات الرسمية الصادرة عن أطرافها مجرد "علاقات عامة" بهدف الاستهلاك المحلي.
بيد أن"بشائر" زيارة الرئيس بوش للمنطقة بدأت في الظهور بسرعة، بل بعد بضعة ساعات وليس أكثر من مغادرته للشرق الأوسط،حيث سارع "البنك الاهلي المتحد"، اكبر بنك في البحرين من حيث القيمة السوقية، بإعلان تعليق أعماله مع إيران. وجاءت خطوة البنك البحريني ـ وفقا لتقرير اخباري نشرته جريدة "الشرق الأوسط" يوم الخميس الماضي ـ في الوقت الذي قال فيه مصرفيون إن بنوكاً بالإمارات العربية المتحدة، أوقفت هي الأخري إصدار خطابات اعتماد للشركات الإيرانية .
أي أن بعض البنوك الخليجية بدأت ـ فور انتهاء زيارة بوش ـ في الاشتراك في الخطة الأمريكية الرامية إلي عزل إيران، ربما تمهيداً لضربها . وهو هدف لم يحاول الرئيس بوش إخفاءه أثناء جولته في الشرق الأوسط، حيث قال ـ بصريح العبارة ـ أثناء زيارته للبحرين إنه "ينبغي علي دول الخليج مواجهة نفوذ إيران قبل فوات الأوان"، وطالب بوش دول الخليج بضرورة انضمامها إلي العقوبات المفروضة علي إيران بسبب الاشتباه في برنامجها النووي.
أما عن الخطوات الإماراتية التي تزامنت مع الخطوة البحرينية، والتي تضمنت إيقاف إصدار خطابات اعتماد للشركات الإيرانية فقد تحدث عنها ناصر هاشمبور، نائب رئيس مجلس الأعمال الإيراني في دبي هذا الأسبوع، قائلاً إن "الإمارات تذعن للضغوط وتعرقل محاولات شركات إيرانية للعمل هناك".
وإذا كان لهذا كله من معني، فإن هذا المعني هو أن الرئيس الامريكي جورج بوش لم يخرج بيد خاوية من الشرق الأوسط. علماً بأن هذه الخطوات المصرفية البحرينية والإماراتية ليست ـ علي الأرجح ـ إلا الجزء البارز من جبل الجليد.
فما خفي كان أعظم.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟