أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -














المزيد.....

الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلقت قناة " الجزيرة " مع ظهورها نموذجا ‘علاميا مختلفا ، يعتمد على وضع الحقائق والأنباء أولا بأول تحت عيني المشاهد حتى لو تم تفسيرها بعد ذلك من منظور محدد . وأشاعت برامج" الجزيرة " بطرحها القضايا لحوار من وجهات نظر مختلفة حيوية فكرية لم يعرفها من قبل المناخ الإعلامي . وتراجع ما أطلق عليه طويلا " الدور الريادي " للإعلام المصري في مجال التليفزيون ، بحيث أصبحت الغالبية العظمى تتابع الأخبار فقط عبر " الجزيرة " و" العربية " وغيرهما . وقد أدرك التليفزيون المصري أن سر نجاح تلك القنوات هو في الأساس الحرية المتاحة في تناول مختلف القضايا علاوة على المستوى المهني الرفيع الذي تتم به متابعة الأحداث . ولما كانت " الحرية المتاحة " عندنا قليلة ، ولا تسمح بإعلام حقيقي مؤثر ، فقد اكتفى التليفزيون بشكل الحرية في برامجه مع تغييب مضمونها ، كما يكتفى إنسان برقعة شطرنج مع إصدار تعليمات مشددة للبيادق ألا تتقدم بحركة " كش ملك " . الشكل موجود والوظيفة ممنوعة . هكذا كان الحال في برنامج " حالة حوار " الذي يقدمه عمرو عبد السميع حين استضاف مؤخرا شاعرنا الكبير أحمد حجازي لمحاورة مجموعة من الشباب التليفزيوني المنتخب على الفرازة ! قدم البرنامج ما يبدو أنه " حوار " لكنك حين تدقق النظر تكتشف " استحالة حوار " لا أكثر . الشاعر الكبير يطرق بحرارة مختلف قضايا الثقافة واللغة وأزمات مجتمعنا ويدعو الشباب للقراءة والشعر والتفكير ، وعلى الجانب الآخر شباب يطرح أسئلة مدروسة ومحفوظة ومعدة لاعلاقة لها بهموم الشباب من قريب أو بعيد . معروف بالطبع من الذي يتخير تلك العينة الشبابية التلفزيونية ليصدر لها تصريحات بدخول ما سبيرو ! عرض أحمد حجازي لفكرته التي قدمها من قبل في كتابه " ثقافتنا ليست بخير " قائلا إن الثقافة المصرية تمر بأزمة وأنها لم تعرف شاعرا كبيرا جديدا ولا كاتبا مسرحيا عظيما منذ ربع القرن ، وأن هويتنا الثقافية واللغوية في خطر، فبرز له شاب قدم نفسه باعتباره عضوا في الحزب الوطني ليسأله عما إن كان حجازي يعني بحديثه أن مصر تغرق ولابد من بروز من ينتشلها ؟! . وأجابه أحمد حجازي بقوله : هل تريد أن تحرجني ؟ نعم مصر تمر بأزمة . " الحوار " المفترض تحول في واقع الأمر إلي حديث من طرف واحد ، أما الشباب التليفزيوني فقد اكتفى بطرح قشور القضايا ، دون أن يتطرق أحد إلي مشكلة واحدة حقيقية مثل أسباب انتشار الزواج العرفي بين الشباب الذي بلغت حالاته أكثر من ربع المليون حالة ! لم يتطرق أحد من الشباب التليفزيوني إلي مشكلة البطالة بين الخريجين التي تدفع المئات للهجرة غير الشرعية والموت على شواطئ بلدان أخرى، ولا إلي مشكلة حرية العمل الطلابي في الجامعات ، واللائحة الطلابية سيئة الصيت ، أوالاعتقالات التي تطال الطلاب ، أو آفاق العمل والانتاج وتكوين أسرة المسدودة أمام الشباب . كلا ، فالأسئلة كلها منمقة ، ومهذبة ، وتنزلق على سطح القضايا دون أن تلمس جوهرها . ولهذا بدا حديث الشاعر الكبير أقرب إلي مونولوج طويل حار في قاعة بلا صدى رغم شكل مقاعدها المشغولة ، ومع ذلك فقد وصلت رسالة حجازي إلي المشاهدين بفضل حرارته وصدقه وهو ينقلها بحيث بدا أنه الشاب الوحيد في تلك القاعة الممتلئة برجال معاشات يرتدون سراويل وفانلات الشباب ! أما د . عمرو عبد السميع فقد قدم في المحصلة النهائية برنامج " استحالة حوار " ، ولا ألومه، لأنه ما من حوار بدون حرية ، وما من حوار بدون التطرق للقضايا الجوهرية ، ولا أظن أنه مسئول عن وضع تلك السياسة ، إنه فقط طرف مشارك في تجسيد تلك السياسة التي يستحيل في ظلها أن يقوم التلييفزيون بأي دور ، ناهيك عن الدور المسمى " ريادي " .
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنات علم وكرامة
- البكاء على الأشرطة الأمريكية
- رحيل رمسيس لبيب
- فرصة سعيدة
- تشيخوف والمثقفون .. نص لم ينشر
- الخطر الذي يهدد الصحافة المصرية
- في محبة الوهم
- من أطلق لرصاص على هند علام .. لكي أشكره ؟
- من أطلق الرصاص على هند علام ..لكي أشكره ؟
- من الأردن إلي شيكاغو
- سلاطين المماليك وخيال الظل
- روايات الكاتبة الروسية ناتاليا فيكو
- الدولة والإخوان في مصر
- احتباس حراري واجتماعي
- النقد والمجتمع
- ماتروشكا للاستبداد
- أحمد عبد المعطي حجازي وقضية الحرية
- فن الكذب
- التعذيب للجميع .. مشروع قومي
- معبر إلي وطن


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -