أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها














المزيد.....

فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 02:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العمل في السياسة يعني العمل في الشأن العام , الا في العراق . فقد حولته الطبقة السياسية المتنفذة , وبمساعدة الاحتلال الامريكي , الى مشروع استثماري يدر ارباحاً اضعاف ما تدره تجارة المخدرات وحانات القمار , ودع عنك التجارة المشروعة . ولو تيّسر للعالم الروسي بافلوف صاحب نظرية الانعكاسات الشرطية , واستمر بحياته لحد الآن , لما كان عليه استخدام الكثير من الفئران والجريذية لأثبات صحة نظريته , وما عليه الا ان يراقب اداء الطبقة السياسية العراقية . وبدلاً من صوت الجرس الذي ينبه غريزة هذه الحيوانات للاكل , تترك هذه الطبقة السياسية كل ما يشغلها (بالوطن , والدين , , والقومية , والقوائم السياسية , والاحزاب , والرفقة , والجورة , والضمير , وكل الانشغالات الانسانية السخيفة الاخرى) عندما تسمع بالدولار , فهو المعادل لكل شئ عندها , والوقت يجري سريعاً , ولا يعرف ما يخبئه المستقبل .

امام هذه اللوحة التي لم يكتمل رسمها بعد , نرى الرسام نوري المالكي متحير في طريقة اكمالها , لكونه لم يمضي عليه فترة طويلة في ممارسة الرسم , ومستشاروه الذين اختارهم من قيادة حزبه لا يفقهون في الرسم اي شئ , ولا يملكون الخبرة في الالوان ولا بطريقة مزجها , ولا بطبيعة الحركة في داخل اللوحة . فأحدهم يقترح عليه : ان يرسم قافلة اباعر تحمل عفش الهاربين الاكراد من دموية النظام السابق , تنزل الجبل وتعود بهم لقراهم الآمنة , وبهذا يمكن ان نبلف الاكراد . والآخر يصحح للأول : ان يلبس الشخص الكردي في اللوحة, بالاضافة للشروال عقال وجفية بيضاء , مثل التي يلبسها السيد هادي العامري ليلعب بها السنة . وآخر يسأله : لماذا لا ترسم وزير النفط السيد حسين الشهرستاني يجلس على سفح الجبل وبيده ربابة ويغني (هربجي كرد وعرب رمز النضال ..) وتنتهي المشكلة . والسؤال الكبير للمالكي : كيف سينهي رسم اللوحة ؟ وماذا سيفعل حزب الدعوة في حالة اخراج المالكي من رئاسة الوزراء ؟

من المعروف ان حزب الدعوة هو اقدم حزب سياسي شيعي في العراق , ونشأ عراقياً (بدون مساعدة ايران), وخاض مقاومة باسلة ضد النظام الصدامي , مما اضطر النظام المقبور ان يصدر قراره الشهير : الحكم بالاعدام على كل من انتمى لحزب الدعوة , وبأثر رجعي . ومنح العراق الكثير من الشهداء , وعلى رأسهم الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى رحمهم الله ورحم الشهداء اجمعين . وحزب الدعوة هو الاعرق في امتلاك التراث السياسي الشيعي العراقي , ويمتلك النخبة المثقفة الواعية , وربما لهذا السبب اختلفت الاجتهادات بتوجهات الحزب , وانقسم الى عدة مجاميع سياسية – احدها جماعة المالكي – وآخرين مستقلين .
ويعتقد الكثيرون ان قوة حزب الدعوة الآن هو في حصوله على منصب رئيس الوزراء , بعد ان تم استغلال الساحة الشيعية وفرض النفوذ فيها من قبل المجلس الاعلى , وبصورة اقل - نتيجة التحجيم الاخير - التيار الصدري , اللذين يمتلكان اكبر المليشيات المسلحة , وتوسعهما جاء على حساب مصالح الاطراف السياسية الشيعية الاخرى , وبالذات حزب الدعوة الذي كان الوحيد يمتلك القاعدة الشعبية الشيعية . وما من شك ان التصريحات الاخيرة للسيد عمار الحكيم , ونائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي , وهما من قيادات المجلس الاعلى الذي يقود قائمة "الائتلاف ", في الانتقاص من عمل الحكومة , وتحميلها المسؤولية لوحدها في التعثر الحاصل في كل الاتجاهات , والفشل في تحقيق اي تقدم , يأتي في اطار السعي لاسقاط حكومة المالكي , واستبداله بعادل عبد المهدي من المجلس الاعلى (الحليف الرئيسي) للدعوة .

الا ان الأخطر على احتفاظ حزب الدعوة بمنصب رئيس الوزراء ليس هذا , بل التحرك الذي يقوده الدكتور ابراهيم الجعفري الذي يعمل على ايجاد تنظيم جديد يغيّر فيه المعادلة السياسية الحالية , رغم تأكيد الجعفري المنشور في صحيفة " الحياة " يوم 20080117 الذي يقول فيه : انه لايزال ضمن (خط) الدعوة . والجعفري يشعر بالغبن لاخراجه من رئاسة الحزب في المؤتمر الاخير , وانتخاب المالكي بدله , ويعتقد كون المالكي رئيس وزراء , فضّل (المتزلفون) انتخابه . ويطالب بأجراء مؤتمر موسع واعادة الانتخابات . والاهم, محاولته في العودة لمنصب رئيس الوزراء عن طريق لم بعض الاطراف المتنافرة , التي لا يرجى منها التضامن في مسألة اقل بكثير من الاتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء . ويعتقد ايضاً , انه بدون الامريكان الذين فرضوا عليه الخروج من الترشيح لهذا المنصب – بعد ان استحقه دستورياً - , يستطيع العودة اليه مرة اخرى , وهذا حلم العصافير , فالكل يعرف ان الصوت الاول هو للامريكان .

امام المالكي فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها لانقاذ العراق , وانقاذ الحركة الوطنية , وحزبه , وتاريخه الشخصي فهو امام مسؤولية استثمار النجاحات الامنية , واتفاق كل الاطراف العراقية المتناحرة , وسلطات الاحتلال , على ضرورة استمراره في رئاسة الحكومة , وتقديم كل الدعم له – ولكن لفترة محدودة – كما قالها نغروبونتي مبعوث الادارة الامريكية . ولاشك ان المشروع الوطني الذي تتحدث به كل الاطراف (بعضها حقيقي , والآخر للمتاجرة) هو الوسيلة الوحيدة للخروج من المأزق الذي سقط فيه العراق نتيجة تعمق الصراع الامريكي الايراني , وايقاف تطلعات كل الذين يبغون المتاجرة بالقضية العراقية .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية
- تداعيات الزمن العراقي المنكوب
- العنوان الأوضح للمرحلة الحالية
- العنوان الاوضح للمرحلة الحالية
- لكي لا تختلط الاوراق
- دوائر الوهم
- ورطة المشروع الوطني في متاهة القيادات العراقية
- البناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق
- ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق
- التوالي المر للضياع
- ألاندفاع في مشاريع الفشل
- ماذا ستكون النتيجة ؟
- نغروبونتي وغياب المرجعية العراقية
- الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة
- لاتوجد دواعي للقلق
- لا توجد دواعي للقلق
- كركوك والتحالفات المظللة
- التوجهات المبدئية للأمريكان وبعض الأحزاب العراقية
- مجرد سؤال ؟
- مؤتمر أسطنبول والتوافق الهش


المزيد.....




- السعودية.. فيديو شخص يهاجم قبائل منطقة يشعل تفاعلا والداخلية ...
- غارة جوية إسرائيلية تستهدف مبنى داخل مستشفى المعمداني في غزة ...
- مراكز البيانات تضاعف استهلاكها للكهرباء وتزيد انبعاثاتها
- جوزيف عون: أي سلاح خارج إطار الدولة يعرض لبنان للخطر
- غارات أميركية على مناطق متفرقة من اليمن
- ابن نتنياهو يشن هجوما حادا على ماكرون بعد تصريح -الدولة-
- فيديو.. الطيران الإسرائيلي يقصف مستشفى المعمداني في غزة
- تقرير أميركي: هذا هدف إيران من محادثات -السبت الأول-
- تقديرات إسرائيلية: فرص التوصل إلى اتفاق بشأن غزة -في تزايد- ...
- ترامب: المحادثات مع إيران -تمضي على نحو جيد-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها