السلفية مرحلة إصلاحية

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

العقلانية تزعزع الإيمان بالعقائد الراسخة , والإيمان بالقلب وحده يثبت العقائد الدينية , والنمو المتزايد لثروة رجال الدين يثير حفيظة العلمانيين ومن خلالها تدخل الشكوك لقلوب المؤمنين السذّج وغير السذج.

لأن السمك الميت وحده يمشي مع التيار أما الأسماك الحية فإنها تعارض التيار .
ويبدأ الإصلاح الديني عادة من المتدينين أنفسهم وليس من العلمانيين ويقف العلمانييون عادة ينتظرون ما سيقوم به المتدينون من إصلاحات ثم يأتي دور السلطات الزمنية فتقوم بإبعاد المصلحين المتدينين لتعمل بعد ذلك على تقريب العلمانيين منها لأن الإصلاح على يد المتدينين أنفسهم يكون بذلك قد فتح الطريق أمام العلمانيين وبهذا ينتهي دور المتدينون المعتدلون والوسطيون والسلفيون .
ويبدأ العلمانيون بنقد نمو الثروات وتراكمها ومحاربة الفساد الكبير وبهذا تدخل المجتمعات مرحلة جديدة من مرحلة المجتمع المدنيوالديمقراطية والتعددية .

ويبدأ المتدينون بإصلاحهم عادة بالرجوع إلى السلفية المعتدلة وبهذا فالسلفية مرحلة مهمة من مراحل العودة للإصلاح .

والسلفية تظهر بسبب دخول العقلانيات على المسائل الدينية التي لا تعارض الإختلاف مع مسألة النقل والعقل , وتكون السلطة الدينية المراد إصلاحها قد أتخمت نفسها بمباهج الترفيه التي لم تكن بمتناول الأنبياء والرسل , بحيث كان رجال الكنيسة في إبان القرن الرابع عشر قد أصابهم الترف وجلسوا بمقاعد لم يكن المسيح نفسه يجلسها وعلو من سلطاتهم الشخصية أكثر من العذراء نفسها وبهذا ظهر مثلا جون ويكلف في إنكلترا ونادى بإصلاحات دينية وبإصلاح الكرادلة أنفسهم قبل ظهور مارتن هانز لوثر بحوالي 150 عام على الأقل في المانيا السكسونية .
وكان في بداية الأمر جون ويكلف سلفيا ثم تطور وأظهر نوايا إشتراكية وكانت هذه الآراء محل إنتقادات حتى من المتدينين أنفسهم فعارضوه ونشبت ثورة فقد من خلاله كرسي الإستاذية في إكسفورد.
والسلفية مرحلة تطهيرية تقوم بتطهير الدين من الشوائب التاريخية التي تتسلق على الدين من خلال العادات والتقاليد وتقليد حياة الصالحين والتابعين التي ليس من الواجب إتخاذها ولكنها تتفشى كعقيدة وكركن ديني ثابت من أركان الدين وتكون الناس قد ظنتها أنها من صلب العقائد الدينية نفسها .
وبالمثال على ذلك :
الخلافة الإسلامية التي إنتقدها واحد من شيوخ الأزهر وهو علي عبد الرازق وبسببها فقد حلقته العلمية في الأزهر وطرد منه.

واليوم في هذه اللحظة ينتشر السلفيون في الوطن العربي ويقدمون نقدهم اللاذع لعادات رجال الدعوة الإسلاميين ويعيبون عليهم :
- خروجهم للدعوة ويقولون هذه لم تكن عادة الصحابة , وفي هذه النقطة هنالك خلاف بين السلفيين أنفسهم .
-الصلاة في المسجد بين السواري حيث كان الرسول قد نهى عنها , أي الصلاة بين الأعمدة الدائرية المنتصبة في المساجد بحيث تقطع الأعمدة الصفوف المتراصة للمصلين .
- فتح بيوت للعزاء من قبل أهل الأموات , ويقولون كان رسول الله يقول : لا تنصب نفسك للعزاء , وهذا مكروه عند السلفيين فالسلفيون لا يدخلون بيوت العزاء وإنما يعزون أهل الميت على حسب ما تسمح به الصدف في الطرق العامة وفي الأسواق وما شابه ذلك .
- يرفضون في المدافن تلقين الأموات وينهون عن إلقاء الدروس الدينية والوعظ الدينية على المقابر لأن الرسول لم يفعلها وإنما كان يسمح لأهل الميت فقط بالجلوس على القبر قدر ذبح جزور وتوزيع لحمه وهي مقدرة عندهم بساعة أي بستين دقيقه .
- يعارضون إطالة اللحى ويقسون الشوارب ويطيلون لحاهم بقدر مقبض اليد فقط لا غير , أما اللحى الطويلة فإنها تقاليد وعادات ليست من العقائد الدينية في شيء.

وغيرها كثير من هذه الأمور والمهم بالموضوع أن السلفية تحاول تطهير ما علق بالدين من طحالب متسلقة من عادات وتقاليد ليست من الدين في شيء ويستندون لقول الرسول : صلوا كما رأيتموني أصلي .

وكذلك العقاد في سلسلته عن العبقريات يعارضونها ويكفرون صاحبها ومن يقول عن نبي أو رسول أنه عبقري لأن الرسالة السماوية إلهام من الله وليست من إجتهاد الأنبياء والرسل .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات