بدءا أقول : عذرا لأنني أضع اسم الكاتب والقاضي زهير كاظم عبود مع اسم الواهم سمير عبيد عنوانا لمقالتي ، لكن عذري في ذلك هو الفرق بين الثرى والثريا .
هل أدخل في مهاترة جديدة مع الواهم سمير عبيد ؟
كلا ، فقد وصلتني رسائل عديدة من كتاب وقراء أعزاء طلبوا مني التوقف عن الكتابة حول هذا الواهم لأن ذلك يضعني ، كما قالوا لي ، في الكفة نفسها معه وهذا ما يتمناه هذا الواهم وقد عاهدت نفسي أن لا أدخل في مهاترة جديدة معه حتى لا أقلل من قيمة نفسي ثم هناك قضية أكبر من أن ننشغل في تفاهات ما يكتب هذا الواهم وهي قضية العراق والظرف الحالي الذي يعيشه ، لذا علينا أن ننشغل بها دون النظر الى التفاهات الصغيرة ، لكن يبدو أن هناك بعض الاحداث تدفعك الى الانشغال دون أن تدري ، لاسيما بعد أن يطفح الكيل .
كنت أمر مرور الكرام على موقع كتابات لعلني أجد فيه اسما من الأسماء التي أعرفها وأعرف وعيها أو موضوعا يشدني لشخص لا أعرفه ، فربما وجدت فكرة هنا أو فكرة هناك تزيد من ثقافتي وتطلعني على ما لا أعرف .
كالمعتاد كان هناك في هذا الموقع العديد من المقالات الفارغة والتافهة يتزعم خطها الواهم الكبير سمير عبيد . ربما يستغرب البعض حين أقول أنني كنت أقرأ مقالات سمير عبيد كلها ، لكن حين يعرف السبب يبطل العجب فقد كنت أقرأها لكي أسرق ابتسامة صغيرة أرسمها على وجهي الحزين فمقالاته تذكرني بالشيخ الملتحي الدجال البعثي عبد الغفار العباسي مقدم البرنامج الديني الذي كان يعرض من خلال شاشة تلفزيون الشباب ( تلفزين المقبور عدي ) ، ذلك البرنامج الذي يدعو الى السخرية من خلال ما يطرحه من أكاذيب وتلاعب بالفتاوى الدينية كيفما شاء .
أتذكر هنا أن شخصا كان يكره صدام حسين الى حد كبير ، لكنه كان يتابع بشكل لافت للنظر جميع لقاءاته وخطاباته التي يعرضها التلفاز وحين سألناه عن السبب قال : لكي أضحك فشر البلية ما يضحك .
قبل أن تبدأ القضية التي طرحها الكاتب والقاضي الذي أحترمه جدا زهير كاظم عبود ، بعث لي أحد الزملاء من الكتاب الذين أعرفهم قبل سقوط الصنم من خلال كتاباته التي أحترمها أيضا ، بعث لي رسالة قال لي فيها :
أن سمير عبيد يحترمك ودائما يذكرك بخير وأعرف أن سوء فهم حدث بينكما قبل مدة لذا أقترح أن تتبادلا الرسائل ليتم الصلح بينكما .
أجبته شاكرا أخلاقه العالية فمن يتبنى قضايا الصلح يستحق الشكر ، لكن أضفت في رسالتي له :
أنا لا أعرف سمير عبيد شخصيا ولم يسبق لي أن قرأت له مقالا واحدا قبل سقوط النظام وقد عرفت من خلال كتاباته عبر الانترنت أنه كان يكتب في صحف المعارضة ، لكن يبدو أن كتاباته لم تترك أي أثر في عقلي لذا لم أعرفه الا بعد أن كتب قصة مقتل السيد عبد المجيد الخوئي وقد وجدت في هذه القصة الكثير من المغالطات والأكاذيب التي لا تتفق مطلقا مع القصة التي نشرها الصحافي معد فياض وهو الشخص الذي كان شاهد العيان في تلك القصة ، بل كاد أن يكون ضحية من ضحاياها لولا عناية الرب الذي أبقاه حيا ليكشف لنا تفاصيل هذه الجريمة البشعة . بعد ذلك بدأت أقرأ لعبيد وكلما وجدت مقالا له يزداد عدم احترامي له ولكتاباته التي وجدت فيها الكذب والغرور والشتائم والطعن بأعراض الناس وقد أوردت له بعض الجمل التي تؤكد ما ذهبت اليه من مقالاته الفارغة التي لا تعد ولا تحصى . على هذا الأساس أعتذرت للزميل العزيز في هذه الرسالة من أن أبعث رسالة الى عبيد مادام يكتب بهذه الطريقة ورجوته أن يخبره بأن يكف عن الأكاذيب التي ينشرها ويتوقف عن شتيمة الناس واتهامهم دون دليل واضح وأن يكف عن التعرض لأعراض الناس بعدها سيجدني ودون وسيط أكون أول الباعثين له رسالة أرجوه فيها أن يتقبل صداقتي .
لم يمر اسبوع واحد على تلك الرسالة الا وقد بدأت أقرأ لعبيد مقالات يتهجم فيها على الحوزة العلمية متناسيا قول رسول الله : لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى ، وللأسف كنت أنتظر الرد المناسب عليه من أي طرف ، لكن يبدو أن الجميع قد انتفع من نصيحتي التي كتبتها في مقالتي التي كان عنوانها " سمير عبيد واهم فاجتنبوه " . بعدها بدأ بهجوم جديد ، هذه المرة على القضاء العراقي وكان القصد من هذه المقالات هو محاولة الطعن والتشكيك بالكاتب والقاضي المؤدب والواعي جدا زهير كاظم عبود ويبدو أن الكيل قد طفح لدى هذا الكاتب فكتب الدعوة التي نشرها في مواقع عدة وكان الغرض منها وقف نشر المهازل التي يكتبها بعض الطفيلين والمنافقين والكذابين ويقف في مقدمتهم سمير عبيد ، تلك الدعوة التي وقف الى جانبها العديد من الكتاب العراقيين والقراء الأفاضل ، لكن جاءت نتيجتها مخيبة لآمالنا ، إذ أعلن بعدها كاتبنا الكبير زهير كاظم عبود اعتزال الكتابة في المواقع الألكترونية .
أنني هنا أضم صوتي الى صوت العديد من الكتاب والقراء الأفاضل بدعوة الكاتب والقاضي زهير كاظم عبود العدول عن قراره والعودة للكتابة مجددا في المواقع المحترمة ليزيدنا معرفة من خلال مقالاته وأفكاره القيمة التي يطرحها دائما .
نعم ، أنا معه في أن الكيل قد طفح ، أنه يدعو الى الحوار مع المجرمين والقتلة البعثيين في آخر مقالة قرأتها له ، لكن العتب ليس على عبيد ، بل على المواقع التي تنشر تفاهاته وهنا أوجه دعوة الى جميع الكتاب المحترمين أن نتخذ قرارا نبعثه الى جميع المواقع نبلغهم فيها عدم الكتابة في مواقعهم إذا ما نشرت مقالات فيها طعن لأعراض الناس وشتم وأكاذيب وتلفيقات لا دليل لها سواء كانت لعبيد أو لغيره .
مرة أخرى أدعو الكاتب الكبير زهير كاظم عبود العدول عن قراره والعودة الينا ، أرجو أن يتقبل رجائي .
طارق الحارس - كاتب مقيم في استراليا