حقول الأفيون تنتشر في العراق

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:02
المحور: المجتمع المدني
    

زراعة الخشخاش، حيث يُستخرج الأفيون من إنتاجه، تنتشر بسرعة في أنحاء العراق، وفي ظروف يجد الفلاحون أنفسهم غير قادرين على مواجهة متطلبات حياتهم المعيشية من خلال زراعة المحاصيل التقليدية. ويُقدم الأفغان، المعروفون بخبرتهم الطويلة في هذه الزراعة، مساعدتهم للفلاحين العراقيين ممن يتحولون نحو إنتاج الأفيون في المناطق الخصبة من محافظة ديالى- شمال شرق بغداد- المنطقة المشهورة ببساتين البرتقال والرمان. وفي حقول محروسة بكثافة في مدينة بهرز- جنوب بعقوبة عاصمة المحافظة- وتتم زراعة الخشخاش بين أشجار البرتقال لإخفائها، حسب مصدر محلي.
كُشف النقاب عن تحول المزارعين العراقيين نحو إنتاج الأفيون من قبل ألـ Independent في مايس الماضي ويُشكل تطوراً حديثاً جداً. وتم تمويل الحقول الأولى للخشخاش من قبل مهربي المخدرات. وهكذا امتدت حقول الخشخاش من الديوانية في جنوب العراق إلى محافظة ديالى. أكدت وكالة الأخبار العراقية al-Malaf Press سرعة تحول المزارعين نحو الخشخاش، وقالت أن إنتاج الأفيون انتشر حول مدن الخالص، السعدية، دينيه Dainya وجنوب بلدروز.
وكيل المدن agency cities، مهندس زراعي، عرّف نفسه باسم M S Alazawi، ذكر بأن المزارعين أصبحوا محرومين من الدعم الحكومي (في ظل الاحتل) ولا يستطيعون منافسة الواردات الأجنبية الرخيصة من الخضر والفواكه، وفي ظروف تصاعد أسعار السماد الكيمياوي والوقود بشكل حاد، قال عزاوي "إن زراعة محصول الأفيون أصبح الحل المُتاح (لمعالجة هذه الصعوبات)."
لم يكن العراق مستهلكاً معروفاً للمخدرات، لكن الهيروين كانت تُنقل من أفغانستان عبر إيران والبصرة نحو الأسواق الغنية في السعودية والخليج. وفرضت أجهزة أمن البصرة في ظل النظام السابق سيطرتها بشكل واسع ضد تهريب المخدرات في الميناء.
إن تحرك لوردات الحرب/ قادة المليشيات للطائفتين المذهبيتين نحو زراعة حقول الأفيون يُشكل تطوراً خطيراً في العراق. ذلك أن القادة السياسيين المحليين هم في تحالف، عادة، مع العصابات. كما إن سرقة النفط، التهريب، وفرض السيطرة على المؤسسات العامة مثل خدمات المرافئ، يعني أن هذه العصابات غنية وقوية جداً. إنهم هم، وليس الفلاحون الفقراء، ممن أخذوا مبادرة قيادة وتمويل وتنظيم إنتاج الأفيون في العراق.
فشلت محاولات زراعة الخشخاش وإنتاج الأفيون في الأراضي الخصبة غرب وجنوب الديوانية: الشامية، الجماس، والشينافية، لأنها واجهت الحرارة الشديدة والرطوبة العالية، في حين ذكرت وكالة الملف أن زراعة خشخاش الأفيون نجحت في محافظة ديالى.
رغم غياب زراعة الأفيون في التاريخ العراقي الحديث، إلا أن هذه الزراعة كانت معروفة لدى السومريين القدماء، وجاء ذكرها في الكتابات الطينية بمدينة نيبور السومرية Nippor الواقعة شرق الديوانية منذ 3400 ق.م.
مممممممممممممممممممممممـ
Opium fields spread across Iraq as farmers try to make ends meet By Patrick Cockburn, The Independent, 17 January 2008.
لمزيد من التفصيل، أنظر- الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!، 23/5/2007، ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد، نُشرتْ في مواقع إلكترونية عديدة.

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات