أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس(2).















المزيد.....

وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس(2).


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الوثيقة التي أصدرتها جماعة العدل والإحسان بتوقيع المجلس القطري للدائرة السياسية تحمل أسباب نزولها ومراميها وغاياتها . ومن ثم فكل الذين يُجْرُون قراءات تجميلية للوثيقة أو يراهنون على مراجعات جوهرية لقناعات الجماعة ، إنما هم يروجون أوهاما أو يعيشونها . ذلك أن الوثيقة تكرس توجهات الجماعة وخياراتها الأصلية التي وضعها الشيخ ياسين ولا زال يرسخها عقائد ثابتة . ومن ثم لا تزيد الوثيقة عن كونها ترجمة لثوابت الجماعة وعقائدها إلى مواقف وتصريفها إلى تكتيكات يُراد من بعضها المناورة ومن بعضها الآخر المكر والاستغفال . لهذا فكل قراءة تعزل الوثيقة عن إطارها المرجعي بمحدداته العقائدية والمذهبية ، كما هي مثبتة في كتب المرشد ، ستسقط ـ في الغالب ـ ضحية مكر الوثيقة . فالوثيقة لم تصدر عرضا ولم يكن أبدا من أهدافها فك العزلة عن الجماعة ، كما ذهبت بعض القراءات . ذلك أن الوثيقة جاءت تعبر عن مسعى الجماعة لاستغلال ظرف سياسي محدد لتحقيق مآرب شتى ، سواء تلك المرتبطة بمبادئ الجماعة وكلياتها ، أو التي تقتضيها المناورة والخدعة . ففيما يتعلق بالظرف السياسي أعلنته الوثيقة كالتالي ( إن يوم 07/09/2007 وما سبقه وما لحقه علامة من العلامات البارزة في تاريخ الخراب السياسي الذي تعيشه البلاد منذ عقود طويلة، حيث أثبتت انتخابات شتنبر المعلومة وما تلاها من فصول غير مُشَوِّقَةٍ وغير مُشَرِّفَة لتشكيل الحكومة أن الوضع في البلاد لا يزداد على مر الشهور والسنين إلا ترديا وانحطاطا، وأن الهوة بين الشعب وبين الحاكمين لا تزداد إلا اتساعا وانسحاقا. حوالي 80% من المواطنين عبَّروا عن رفضهم للَّعِبِ) . بالتأكيد لم يكن همّ الجماعة هو ردم "الهوة بين الشعب وبين الحاكمين" ، إذ لو أن الأمر كذلك لسلكت الجماعة مسلكا مغايرا في الخطاب والممارسة . بل الجماعة أرادت بوثيقتها استغلال "الهوة" لتمرير خطابها وحشد التأييد لمشروعها الانقلابي ( إن جماعة العدل والإحسان تتوجه في هذه الظروف بهذه الرسالة إلى الشعب المغربي المسلم وإلى مختلف قواه الحية.. تحديدا مباشرا للمسؤوليات فيما جرى ويجري، وتسليطا للأضواء على بؤر الانحرافات الكبرى التي تنخر كيان هذا الوطن، وتريد أن تهده هدا، وتأكيدا على المطالب المشروعة ليعيش أبناء وبنات هذا البلد الحبيب في كفاف وأمن وكرامة ). فالجماعة تجعل من أسس إستراتيجيتها خلق "هوة" بين الشعب والحاكمين لعزل النظام وإضعافه ، ومن ثم الانقضاض عليه . وأية وسيلة تحقق للجماعة مرادها هذا لن تتردد في استعمالها مهما كانت خطورتها ، كما هو بيّن في البرنامج العام الذي سطره المرشد ( نبرز بمشروعنا ، ونعلنه ، ونحارب دونه بأساليب السياسة ما انفتح لنا فجوة ، وبكل الأساليب إن اضطهدنا )(ص 27 المنهاج ) . وتنزيلا لهذه الأساليب يقول الشيخ ( مقاومة الظلم حتى الموت ولو نشرا بالمناشير .. ثم مقاطعة الظالمين : لا نواكلهم ولا نشاربهم ولا نجالسهم . وهذه هي الصيغة المثلى للقومة . فلو قدرنا أن نتجنب استعمال السلاح ضد الأنظمة الفاسدة ، ونقاطعها حتى تشل حركتها ، ويسقط سلطانها ، وترذل كلمتها )(ص 36 رجال القومة والإصلاح). وبذلك لا تسعى الجماعة أبدا إلى إصلاح النظام السياسي من داخل مؤسساته . والذين تعاطوا بتفاؤل مع وثيقة الجماعة وآنسوا فيها استعداد الجماعة للمشاركة السياسية ضمن الإطار القانوني والدستوري الحالي ، سيكون من المفيد تذكيرهم بمبادئ الجماعة وثوابتها التالية :
1 ـ النظام الملكي يمثل الحكم "العاض والجبري" ، وكل مشاركة سياسية في ظله هي "ترميم لصدعه" ( ليكن واضحا أننا لسنا نرمي لترميم صدع الأنظمة المنهارة معنويا ، المنتظرة ساعتها ليجرفها الطوفان .. يندك ما كان يظنه الغافلون عن الله الجاهلون بسنته في القرى الظالم أهلها حصونا منيعة وقلاعا حصينة ، وتندثر وتغرق )(ص576 العدل).
2 ـ رفض أية مصالحة مع النظام ( ليكن واضحا جليا أننا لا نخطب ود الأنظمة الفاسدة الكاذبة الخاطئة . وليكن واضحا أن خطة بعض المترددين من فلول الحركة الإسلامية المتكسرين إلى مصالحة مع المزورين ليست خطتنا )(ص 571 العدل ) .
3 ـ الإصرار على رفض الاعتراف بالملك أميرا للمؤمنين . وهذا ما أكده الشيخ ياسين بنفسه لجريدة البايس كالتالي ( سنة 1991، حينما كنت في بداية إقامتي الجبرية، اقتربت منا السلطة وعرضت علينا الاعتراف بنا كحزب سياسي بل وعدتنا بمنحنا كرسيا في البرلمان، في مقابل التزامنا الاعتراف ب.... لكننا رفضنا هذه العروض ومازلنا نرفضها إلى اليوم متشبثين بموقفنا) . وأي اعتراف من الشيخ بإمارة المؤمنين سيضعه في تناقض مع ما أضفاه على شخصه من قداسة لما ارتقى بنفسه إلى مقام الإحسان فتجسدت فيه "المشيخة الربانية" التي جعلها شرط بناء وقيادة دولة الخلافة ( لن تكون كذلك إلا إن قادها الربانيون أولياء الله )(ص251 الإحسان1). وليس بمقدور أي جماعة إسلامية أن تقيم دولة القرآن ، حسب الشيخ ، إذ ( ينبغي أن تكون نقطة الانطلاق ، أولى الأولويات ، من وجود قائم ، قائم مؤمن بالله وباليوم الآخر ، عالم بما فرض الله عليه .. منبعث للتنفيذ مخلص صادق ، منتظم في جماعة المؤمنين )(ص 346 العدل) . والشيخ ، بهذه المواصفات التي يخص نفسه بها ، لن يقبل الانخراط في مؤسسات "دولة السلطان" التي يزعم أنه "منبعث" لهدم أسسها . كما لن يرضى بمصالحة الملك والشيخُ وجماعته يتهمانه بمحاربة الدين وتخريب الأخلاق . فقد كتب أحد أعضاء الجماعة في حق الملك ( أن من كان عليه أن يحمي حمى الملة والدين هو مصدر كل مآسي الشعب المغربي والراعي لذلك ). وهو نفس الاتهام الذي جاءت به وثيقة الجماعة (زد على ذلك جهود النظام الخبيثة وبرامجه المعلنة والسرية في الإفساد الممنهج للمجتمع واستهداف الأسرة المغربية المسلمة في قاعدتها الأساس ) .
4 ـ أن الشيخ مبعوث لإقامة "دولة القرآن" وموعود بالنصر . ومن ثم فهو يتطلع إلى اليوم الذي يصير فيه حاكما فعليا للمغرب وليس مجرد مرشد جماعة . ومما يزيده إصرارا على رفض أي توافق مع النظام الملكي اعتقاده أنه وأتباعه أصبحوا( على عتبة المسؤولية عن الحكم ) .إذن فالجماعة لن تتنازل عن خيار "القومة" ولن تتخلى عن إستراتيجية تغيير النظام الملكي بأي أسلوب كان . وطالما لا تمتلك الجماعة القوة الضاربة التي تزحف بها على السلطة ، فإنها تناور من أجل تشكيل تكتل يضم القوى الفاعلة . وفي هذا الإطار جاءت وثيقة "جميعا من أجل الخلاص" . فهل حقا تحمل الجماعة "خلاصا" للقوى الفاعلة ؟ وهل الشيخ سيغير نظاما يحكم عليه بالعض والجبر بنظام غير إسلامي وإن كان ديمقراطيا ؟ وهل المتحالفون مع الشيخ سيقبلون بالنظام البديل الذي يرتضيه ؟ للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم القاعدة وإستراتيجية أفغنة شمال إفريقيا
- وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس (1).
- هل ستنتقل جماعة العدل والإحسان من الأبواب المفتوحة إلى الموا ...
- حول مراجعات المتطرفين
- المسعى الانقلابي لجماعة العدل والإحسان .
- هل حقا الدولة تستهدف جماعة العدل والإحسان ؟
- الحوار المتمدن ساحة للحرية وضوء في آخر النفق .
- من يبيع المغرب بالملايين ومن يبيعه بالملاليم .
- محاربة الإرهاب تبدأ من عقائده .
- الإنتربول وشروط مكافحة الإرهاب .
- السعودية والمقاربة الشمولية لمواجهة الإرهاب .
- المنهجية الديمقراطية إستراتيجية لم تبلغ بعد مداها .
- الأحزاب السياسية ورهان الملكية الدستورية .
- أية ديمقراطية لأية ملكية ؟
- هل أحزاب الأغلبية تحترم -المنهجية الديمقراطية- ؟
- الأخ الحنفي : الشمس لا يحجبها الغربال .
- المنهجية الديمقراطية كل لا يتجزأ .
- فوز الهمة وفشل بن جلون أية دلالة ؟
- بين إدريسين يتشكل المغرب الجديد
- الأوصياء على الدين أول من يخرق تعاليمه.


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس(2).