اعلي عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:00
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
سيادة الأمين العام للأمم المتحدة
نحن يا سيادة الأمين العام مجموعة من المواطنين الصحراويين أو إن شئت قبيلة من القبائل المكونة للشعب الصحراوي تدعى قبيلة أولاد بورحيم
خرجنا ذات يوم من سنة 1975(معظمنا ) من وطننا الصحراء الغربية مجبرين , فارين بجلودنا من أمام الاحتلال المغربي وقصفه الوحشي بالنابالم والفسفور وغيرهما من أدوات الفناء , و خوفا من همجيتهم التي فاقت كل وصف .
سيادة الأمين العام
لجأنا إلى الأراضي الجزائرية – كما تعلمون سيادتكم – بحثا عن الأمن والتقاطا لأنفاسنا , انضوينا تحت لواء البوليساريو كغيرنا من القبائل الصحراوية , التي وعدتنا باستعادة الأرض والعرض وبالنصر والتمكين , انخرطنا في جميع الأعمال التي تتيحها وقمنا بكل ما نراه واجبا أو قيل لنا انه كذلك ,وقدمنا كغيرنا أيضا العشرات من الشهداء والجرحى ومثلهم من الأرامل وضعف ذلك من الأيتام , فاتورة باهضة لم نندم يوما ونحن ندفعها , حالمين في إطار البوليساريو باستعادة الأرض وبناء دولة عصرية لكل مواطنيها , الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان المتضمنة في الإعلان العالمي من اخص خصائصها , دولة تمنح الأولوية للجد والاجتهاد وتعطي فرصا متساوية لمواطنيها دون تمييز من أي نوع كان . أفقنا من الحلم على واقع آخر صادم , الاحتلال لازال رابضا و يتجذر يوما بعد الآخر والدولة التي أردناها حاضرا ومستقبلا خنقتها القبلية المتطرفة في المهد.
سيادة الأمين العام
تبين لنا في السنوات الأولى نوعا من التهميش , ظنناه – عن حسن نية – غير مقصود لكن مع الزمن تبين بجلاء وأسفرت قيادة البوليساريو عن وجه قبلي موغل في القبلية إلى حد التطرف .
لقد عانت هذه القبيلة من اللجوء مرتين الأولى خروجا من وطنها مضطرة بسبب الحراب المغربية وفظاعة المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الأبرياء العزل ,والثانية حرمانا وإقصاء وتهميشا من قبل البوليساريو . وسنشرح لسيادتكم معاني هذه الكلمات ومرادنا بها , لقد حرمنا أفرادا ومجتمعين من الكثير من المساعدات الإنسانية غذائية كانت أو طبية أو سكن – خيم – أو وسائل نقل , وتم إقصائنا من الوظائف المهمة , حتى وجد شبابنا نفسه – بعد وقف إطلاق النار - امام خيارين إما البطالة المطلقة القاتلة و المهينة أو العتالة مقابل اجر زهيد رغم مشقة العمل و قساوته . كما تم كذلك تهميشنا سياسيا إذ لا يشغل أي من أفراد هذه القبيلة أي منصب سياسي أو إداري ورغم كثرة ( الحكومات) المتعاقبة لم يعين وزيرا واحدا منها - أكثر من هذا - لقد لجأت البوليساريو ذات يوم بعيد وقف إطلاق النار إلى خلق هيئة سياسية ( الأمانة الوطنية ) ضمت جميع مكونات الشعب الصحراوي , حتى القبائل الني لا يوجد منها إلا النفر القليل الذي يعد على الأصابع وجدت لها مكانا تحت سقف البوليساريو , إلا هذه القبيلة بل لقد تم إقصاء حتى الذين سقطوا من اجل الوطن إذ لا توجد مؤسسة مدنية أو عسكرية كبيرة أو صغيرة وطنية أو جهوية أو محلية , تحمل أيا من أسماء شهدا ء الوطن المنتمين لهذه القبيلة , هل هو عقاب جما عي لا ندري ولا ندري ما هي الأسباب , إذ يفترض العكس , فنحن دون أن نثقل عليكم سيادتكم بأمور قد لا تعنيكم تماما أو بتفاصيل قد يقفز منها الشيطان هنا بين الصحراويين , نحن القبيلة الوحيدة !!!!! نعم الوحيدة التي إلى كتابة هذه السطور لم يلجأ احد منها إلى المغرب ولم يوجد واحدا منها في يوم من الأيام يؤيد المغرب في مساعيه لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا , وهذا ليس من اجل البوليساريو بل واجب وعقيدة ومبدأ.
نحن صحراويون ما في ذلك أدنى شك , لاجئون بسبب الاحتلال المغربي كنا ومازلنا , نرفض جميع الحلول المغربية و آخرها الحكم الذاتي هذا صحيح .
سيادة الأمين العام
كل هذه التفاصيل غرضنا منها ومن هذه الرسالة المفتوحة هو أن نحيطكم علما بأنه يوجد هنا في مخيمات اللاجئين الصحراويين , قبيلة تريد أن تخرج من تحت ربقة البوليساريو ومن قبول تمثيلها , قبيلة لم تعد البوليساريو تمثلها أو تعنيها في شيء , نريد من سيادتكم أن تجدوا لنا حلا يمكن من خلاله إيصال المساعدات الإنسانية - من مواد غذائية وطبية وغيرها – إلينا مباشرة دون وساطة البوليساريو الني أرهقتنا , وان تعمد سيادتكم أو من خلال ممثليكم هنا في المينورصو إلى إيجاد حل عاجل لوضعنا المتأزم , وذلك بمنحنا بطاقات لاجئين أو ما شابه لكي يتمكن أبنائنا من الدراسة والسفر والعمل - بكرامة - وهي كلها من أساسيات حقوق الإنسان , التي تعنى بها المنظمة التي انتم توجدون في أعلى هرمها .
سيادة الأمين العام
الرجاء أن تولوا هذه الرسالة العناية التي تستحق وان لا تتأخروا في اتخاذ التدابير اللازمة , فان أي تأخر سيزيد من معاناة هذه الشريحة البشرية (القبيلة) ويعمقها و أي حل لا يتعلق بالمغرب ولا بالبوليساريو ويحفظ الكرامة نحن نقبل به من فوره
وكل عام وانتم بخير
#اعلي_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟