أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - الأمام الحسين ...مقتولاً عام 2008 !!!














المزيد.....

الأمام الحسين ...مقتولاً عام 2008 !!!


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 08:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرتبط الأمام الحسين وذكرى عاشوراء في ذهن الكثير من المسلمين عموماً والشيعة خصوصاً بالشعائر الكلاسيكية والعادات المتوارثة والتقاليد المتبعة في شهر محرم والتي تتجسد في أقامة مجالس العزاء واللطم والمحاضرات والتشابيه وطبخ بعض الماكولات وتوزيعها مجاناً على الفقراء وضرب الزناجيل على الظهور وغيرها من مظاهر الحزن التقليدي والأسى على ذكرى فاجعة كربلاء الدامية التي نُحر فيها مع اصحابه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله.
وفي هذه الشعائر والمحاضرات يردد الجميع كباراً وصغاراً عن ظهر قلب مقولة الحسين الشهيرة التي علّل فيها سبب خروجه ووقوفه بوجه يزيد وحكمه الجائر ,وهي جزء من وصيته التي كتبها قبل طلوعه وسلمها لأخوه محمد بن الحنفيه , والتي جاء فيها " ........واني لم أخرج أشرا ولابطرا ولامفسدا ولاظالما ، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي . أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر وأسير بسيرة جدي رسول الله وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين ".
ولم تكن في الواقع هذه الوصية الرائعة المضمون لمسلمي عصره والمشككين بخروجه وقتاله فقط , بل كانت أيضاً لمن ياتي بعده لكي يعيها ويتمثل معناها ويتطلع الى مصاديقها ... فالحسين خرج " لطلب الأصلاح " على حد تعبيره وهو غايته الكبرى ومراده الحقيقي واساس دعوته وجوهر قضيته الذي قدم نفسه الغالية قرباناً على محرابها ,وهو بهذا قد صنع موقفاً لابد لغيره أن ينظر فيه ويتمثله ويحاول السير على هديه وأن بطرق مختلفة , موقف يمكن ان يكون _ للعراقيين مثلاً _ الضوء الساطع في النفق المظلم الذي يعيشون في داخله , موقف بمثابة الضوء الذي يظهر في سماءنا والذي يًرشدنا الى طرق الخروج نحو نهار الازدهار والوحدة والأنسجام وألأصلاح والتغيير , فالموقف الأصلاحي الصائب يمكن أن يُبدل حياتنا ,كما اوضح وليم جيمس حينما قال أن اعظم اكتشاف للجيل هو ان الكينونة البشرية يمكن ان تغير مسار حياتها بواسطة تغيير مواقفها .
فالحسين أراد ألأصلاح في امته , والتغيير في سلوكها ...ولهذا علينا أن ننظر للحسين بهذه العين , ننظر له كمشروع نهضوي أو أصلاحي حاول ان يُعدل ويُغير ويُصلح النظام الفاسد في عصره , ولكننا لكل اسف لم نفهم معنى الأصلاح الذي يجب ان تكون ذكرى عاشوراء مناسبة لقراءة هذا المصطلح والعمل به وتطبيقه . ومثلما طالب أحد أبرز المراجع في العالم الأسلامي السيد محمد حسين فضل الله الشيعة في العالم الإسلامي، بالاستفادة من ذكرى عاشوراء لـ" تكون مناسبة إسلاميّة منفتحة على قضايا الوحدة، برفض كل أساليب الإثارة التي تسيء إلى قوّة الإسلام في وحدته ومستقبله... فانا اطالب أن تكون ذكرى عاشوراء هذه السنة مناسبة للبدء بشكل فوري بالأصلاح _ في العراق _ الذي يتشرف بان يكون جسد الحسين راقداً في ارضه فألأصلاح هو جوهر قضية الحسين , وهكذا علينا فهمه وقراءته وتصوره , بل يجب أن نفهم الأصلاح في ضوء التساؤلات التالي :
ما المعنى الأصطلاحي للأصلاح في العراق ؟
ماهي عناصره ؟
ما الشي الذي يحدده ؟
وما هي مشكلاته ومعوقاته التي تُعرقل تنفيذه ؟
وأي نوع من الأصلاح هذا الذي نحتاج اليه في العراق ؟ هل هو سياسي أم حكومي أم قضائي أم برلماني أم ثقافي أم اجتماعي .
وهل يتاثر الأصلاح بالتجاذبات السياسية والفئوية والجهوية والحزبية ؟
هل يمكن ان نتفق على اولويات الأصلاح ؟
وهل يمكن أن نحدد بدقة مصدر الأصلاح ؟ خصوصا ان هنالك خلاف كبير حول المصدر الذي يجب ان ينبع منها منه الأصلاح ,هل هو داخلي أرادي أم خارجي قسري , وهي اشكالية كبرى وخطيرة ناقشها الباحثان حاييم مالكا وجون ألترمان في دراسة صدرت عن عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية CSIS .
ان المتتبع الحالي للوضع في العراق يرى أن هذا البلد وبعد خمسة سنوات من سقوط النظام السابق وبدء مرحلة جديدة من الحياة السياسية , لايزال يعاني من ازمات ومشكلات سياسية واجتماعية واقتصادية على الرغم من وجود تطور واستقرار امني ملحوظ فيه , فالمشكلات والفساد الأداري والمالي مازال يخترق مفاصل الدولة ومواطنه يعيش بلا كهرباء وسط ضعف اداء الوزارت الخدمية التي تعجز عن توفير مايطمح اليه المواطن العراقي المسكين .
ولاشك اليوم _أستناداً الى هذه المعطيات _ أن العراق يحتاج الى ثورة اصلاحية ربما تقترب من نسق الثورة الأصلاحية في اوربا في القرن التاسع عشر والثورة الهائلة المعروفة بالميجي ايشن في اليابان والتي عُدت بحق من أهم الحركات السياسية في القرن التاسع عشر , مع الأخذ بنظر الأعتبار النظر الى ضرورة مواءمة هذه الثورة الأصلاحية مع خصوصيتنا الواقعية التي يعيشها العراقيون , بالأضافة الى أن هذه العملية يجب ان تكون مدروسة ومبرمجة وفورية تتجاوز الحزبية والطائفية والعرقية والمصالح الضيقة الفردية ...
أن السياسة العراقية والعملية الجارية في مطابخها اليوم تحتاج الى كنس كلي لكل القذارات والأوساخ التي ترسبت فيها من اجل البدء الفوري سنة 2008 بالأصلاح السياسي والبرلماني والأجتماعي والأقتصادي والحكومة , فالحسين قد اغتسل بالدم من أجل الأصلاح في مجتمعه , وعلى السياسيين في العراق أن يغتسلوا بالأصلاح من اجل الشعب العراقي والأ فسوف تتكرر مأساة كربلاء ويُقتل الأمام الحسين من جديد بأيدي المفسدين سنة 2008 !!!



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاشمي العميل يلتقي المالكي العميل !!!
- حول بيان الشيخ اليعقوبي الأخير
- التيارات السياسية الشيعية في العراق !!!
- رهانات الأنتصار بين السيد المالكي وبن لادن !!!
- اياد علاوي هاجس ام طيف؟
- التيارات السياسية السنية في العراق !!!
- الدكتور طارق الهاشمي والمصاهرة الوطنية !
- إستراتيجية الأمن القومي العراقي
- المرأة السعودية بين صورة الثقافة وثقافة الصورة
- أخطأت هنا ....سيادة المالكي
- يونس الإرهابي ونور ألصفوي وهوار العميل !!!
- حبيبتي في الأعظمية !!!
- مقال للكاتب الالكتروني فقط
- جورج بوش...أنها وقاحة وليس صراحة
- حزب الدعوة الإسلامية... والمأزق الحالي
- عندما تكون نقاط القوة نقاط الضعف السيد المالكي نموذجا
- المسكوت عنه في الأرهاب السُني
- متى ستصدر الفتوى الشيعية المرتقبة ؟
- لاتحاسبوا الفضيلة فقط حاسبوا قبلها أنفسكم
- التفخيذ ونقد الدكتور عبد الخالق حسين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - الأمام الحسين ...مقتولاً عام 2008 !!!