أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالحسين الساعدي - نحو جبهة وطنية عريضة















المزيد.....

نحو جبهة وطنية عريضة


عبدالحسين الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لقد شهدت الساحة السياسية العراقية ومنذ نشأة الدولة الحديثة في مطلع القرن العشرين وحتى سقوط النظام الشمولي في نيسان من عام الفين وثلاثة جملة من الصراعات الطبقية والقومية والأثنية والطائفية نتيجة سياسة الحكومات التي توالت على حكم العراق ، ونظراً الى منهجيتها وأيديولوجاتها ومصالحها التي تحكمها ، ما حتم على القوى والأحزاب والأطراف الوطنية والقومية والديموقراطية أن تدخل بينها في تحالفات جبهوية تساعدهم على تجميع قواهم ورص صفوفهم لكي يواجهوا الدولة وأجهزتها الحكومية .
كان للوضع الأقليمي والعالمي وما يمران به من تحولات آجتماعية وسياسية وإقتصادية سيما بعد بروز المعسكرين الأشتراكي و الرأسمالي ، وظهور حركات التحرر الوطني وحركة عدم الأنحياز ، وما أملته من تجاذبات وأصطفافات للقوى السياسية في العالم لهذا المعسكر أو ذاك ، أثره الكبير في عملية الصراع الداخلي مع الدولة وأجهزتها ومؤسساتها الحكومية .
في مطلع الأربعينيات من القرن العشرين وما تلاها أخذت حدة الصراع والتناقضات في العراق تظهر وبشكل واضح وجلي أنعكس من خلال أتجاه الحكومات المتوالية الى الدخول في تحالفات وإقامة علاقات إقتصادية وسياسية مع الدول الكبرى مثل بريطانيا وأمريكا وغيرها ، فضلاً عما تبنته من شعارات تتقاطع مع الحركة المتنامية والمتصاعدة للتوجه الأشتراكي آنذاك وماتشهده حركات التحرر الوطني من نمو وآتساع مطردين ، ما أنعكس على نمو وأزدياد المعارضة الوطنية العراقية لهذا التوجه الذي أقر المشاريع الآستعمارية كحلف بغداد والأتفاقيات العسكرية والسياسية والأقتصادية الأستعمارية والقيام بالمؤامرات على الدول العربية المجاورة ، وتحويل العراق الى قاعدة للعدوان على المعسكر الأشتراكي وحركات التحرر الوطني .
لقد أتسم الوضع السياسي آنذاك بالآضطراب ، وعطلت الحياة البرلمانية والدستورية وصودرت الحريات الديمقراطية ، وتم غلق الأحزاب والنقابات والجمعيات ومنع الصحف اليومية من الصدور ، هذا كله وما سبقه حتم على الأحزاب والقوى الوطنية والقومية الدخول في جبهات سياسية تقف في وجه الحكومة ، وذلك من خلال تجربة ( لجنة التعاون ) في كانون الثاني من عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين في أثناء وثبة الشعب، و( الجبهة الأنتخابية ) عام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين ، ثم ( جبهة الآتحاد الوطني ) عام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين ، والتي تعاونت معها ( اللجنة العليا للضباط الأحرار ) وكان من ثمارها قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين .
بالرغم من التباين في المنطلقات النظرية والفكرية والأيديولوجية لكل الأحزاب والقوى المؤتلفة في تلك الجبهات فأن هذا الخلاف لم يصل في يوم من الأيام الى حد الصراع والقتال الدموي والتصفية الجسدية وأقصاء الآخر ، بيد أن تدخل القوى الدولية والأقليمية التي شعرت بالخوف والرعب من التغيير الحاصل بعد ثورة الرابع عشر من تموز التحررية وما ستئول إليه الأوضاع في بلدانهم ، فقد سعوا الى شق الحركة الوطنية وزرع روح العداء والتناحر والصراع بينهم ، ما أدى الى التآمر على الثورة والعمل على قلب نظام الحكم ، وإدخال العراق في نفق مظلم لم يجنِ منه العراقيون غير حمامات الدم والسجون والقتل والبطش والنفي ، وبات المشهد السياسي يشوبه السواد والدم والأحباط وبدأت الردة تفعل فعلها والى يوم غير معلوم .
جاء البعث الى السلطة بأنقلاب عسكري في السابع عشر من تموز عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين ، وأستهل عهده الجديد بحملة أعدامات وأعتقالات طالت القوى الوطنية والقومية ، وشرع بملء السجون بخيرة أبناء هذا البلد ما جعله في عزلة داخلية وعربية وعالمية ، أطلقت على أثرها حملة عالمية للتضامن مع القوى الوطنية والقومية والديمقراطية العراقية ، ما أجبر النظام على تحسين صورته وتغيير سياسته فأنفتح على المعسكر الأشتراكي وحركات التحرر الوطني والقيام بجملة من الأجراءات السياسية والأقتصادية والأجتماعية ذات الطابع التقدمي ، بعدها بادر الى طرح مشروع قيام جبهة وطنية تضم القوى الوطنية والقومية والديمقراطية ، وبالفعل قامت ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين والتي ضمت الى جانب حزب البعث ، الحزب الشيوعي العراقي ، وقوى كوردية ، إلا أن صعود الجناح اليميني المتطرف في حزب البعث المتمثل بصدام وبطانته أشر ملامح الردة السوداء في تاريخ العراق الجديد حيث عمل على ضرب الجبهة الوطنية عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين ، والقيام بعمليات أعتقال المناضلون وتصفيتهم جسدياً والزج بالآلاف من الباقين منهم في السجون وآضطرار الكثير على مغادرة البلاد ليعلن عن حكم القرية المتعطش للدماء والدمار .
بعد مسلسل الآعتقالات والتصفيات والبطش وهروب المناضلون وقيادة الأحزاب الى خارج البلاد وألتحاق القسم الكبير منهم الى العمل المسلح في جبال أقليم كوردستان العراق نضجت الظروف الذاتية والموضوعية أمام القوى والأحزاب الى أن تجتمع في جبهة نضال مشترك من أجل أسقاط الدكتاتورية ، فكانت ولادة ( الجبهة الوطنية والقومية الديموقراطية "جوقد " ) وذلك في مطلع عام ألف وتسعمائة وثمانين وقد ضمت الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الأشتراكي جناح سوريا ، والأتحاد الوطني الكوردستاني ، والحركة الأشتراكية العربية والشخصيات الوطنية والتقدمية والديموقراطية المستقلة ، وقد تخلفت بعض الأحزاب والقوى عن هذه الجبهة لأسباب خاصة في حينها .
لقد كانت الساحة السياسية العراقية بعد عام ألف وتسعمائة وأثنين وثمانين تشهد تصاعداً في النضال من أجل أسقاط الحكم الشمولي الذي أخذ يشدد في قبضته الإرهابية على كل ماهو تقدمي ، وآستمراره في الحرب المجنونة مع إيران التي أخذت تحصد أرواح الآلاف من أبناء العراق الأبرياء ، ونظراً للحاجة الى توحيد الجهود وتظافرها وبغية ضم جميع القوى والفصائل الفاعلة على الساحة السياسية والساحة الكوردستانية التي تشهد تصاعد العمليات العسكرية ضد النظام ، كانت الحاجة تدعو الى قيام جبهة أكثر دقة وتعبيراً في شعاراتها وأوسع تمثيلاً للقوى والأحزاب المعارضة كافة لنظام صدام الدموي فأنبثقت ( الجبهة الوطنية الديموقراطية "جود " ) ، التي كان لها الدور الريادي والفاعل في توجيه النضال السياسي والعسكري والآرتقاء بأساليب النضال الى مستويات أعلى ، وبذلك آنطوت صفحة ( جوقد ) لتحل محلها ( جود ) .
إن حروب الدكتاتور مع إيران والكويت ، ومن قبلها سياسته الأرهابية ضد أبناء شعبنا ، لا سيما أبناء أقليم كوردستان العراق فضلا ً عن أرهابه المنظم لعموم أبناء الشعب وقواه الوطنية جعلت هذا النظام يدق المسمار الأخير في نعش الدكتاتورية ، وبات يترنح من الضربات التي أخذت توجه له من الداخل والخارج ، وفي ظل هذا الوضع المتصاعد والمتطور دعت الحاجة الى تطوير أشكال نضال القوى الوطنية والقومية الى إنضاج الظروف الذاتية والموضوعية من أجل أنبثاق جبهة أكثر شمولاً وأوسع تمثيلاً بعد إن أستفادت من تجارب الجبهات السابقة متجاوزة بذلك كل النواقص والثغرات والخلافات ، فكانت ولادة ( الجبهة الكوردستانية ) التي قادت النضال السياسي والعسكري وعلى حدٍ سواء فكانت من ثمارها قيادة الأنتفاضة البطلة في آذار من عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين ، وتحرير أقليم كوردستان من أيدي القوات الصدامية ، ومن ثم إدارة الإقليم منذ ذلك الحين ولحد الآن.

اليوم وبعد سقوط الصنم في نيسان عام ألفين وثلاثة ، ودخول البلاد في تجربة البناء الديمقراطي حيث تعتري هذه المسيرة تجاذبات وأستقطابات سياسية وصراعات طائفية وأثنية تهدد المسيرة الديمقراطية التي دفع الشعب العراقي الثمن غالياً من آجل أن يرى هذه التجربة وهي تشق طريقها الى النجاح ، تكون الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى قيام جبهة وطنية ديموقراطية عريضة تأخذ على عاتقها قيادة البلاد الى شاطىء الأمان ومن أجل القضاء على الأرهاب وتوفير الأمن والأمان والسعي الى إعادة بناء العراق على أساس ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد .



#عبدالحسين_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة الطف قراءة من وجهة نظر أخرى
- سميرة مزعل إمرأة من هذا الزمان *
- معارك الأهوار ( معركة أبو الروس) الحلقة الخامسة
- الشهيد البروفسور صفاء الحافظ ( 1 )
- معارك الأهوار ( معركة أم الغزلان ) الحلقة الرابعة
- معارك الأهوار ( معركة الحَمَّارَة ) الحلقة الثالثة
- معارك الأهوار ( معركة الزورة ) الحلقة الثانية
- معارك الأهوار ( معارك هور الغموكة ) الحلقة الأولى
- مقاومة مدينة الكاظمية عام 1963
- سجن الكوت وداعاً والى الأبد
- - سيدة الأعصر - مهداة الى مهناز (1)
- المتحف
- إنتفاضة الحي 1956 .... ذاكرة تتجدد
- المجد لذكرى أنتفاضة تشرين الثاني عام 1952
- أي قنون للآستثمار نريد ؟
- كابوس
- ذاكرة
- في ذكرى منفى بدرة الحدودي
- العراق _الإدارة والدولة الحديثة
- مقصلة الفجر


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالحسين الساعدي - نحو جبهة وطنية عريضة