أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عزيز العرباوي - التقدم عندهم والتخلف عندنا :














المزيد.....


التقدم عندهم والتخلف عندنا :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 01:17
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عندما يتوجه أغلب المغاربة إلى الأضرخة والأسياد لطلب الرزق والنسل والسعادة والزواج ، أليس هذا قمة التخلف ؟ وعندما يزور معظم المغاربة المشعوذين والأفاقين والسحرة الماكرين لطلب المعونة والمساعدة في أمور دنيوية زائلة أو باقية لا فرق ، أليس هذا من أعمق أعماق التخلف ؟ وعندما تجد كل من أطال لحيته وارتدى لباسا أفغانيا أو باكستانيا أو إيرانيا يفتي بقتل فلان وعلان وتدمير فندق أو مدرسة أو قطار بدعوى الانتقام لمسلمي العراق وفلسطين وأفغانستان ، أليس هذا من قبيل التخلف والرجعية ؟ وعندما تلبس أزياء اليوم ، يقولون هذا حرام ، أو تأكل الهمبورجر وتشرب الكوكاكولا يقولون هذا حرام ، وتقرأ الروايات والقصص والشعر والجرائد المستقلة يقولون هذا حرام ، أليس هذا من أغرب عوامل التخلف الذي عاشته الإنسانية في تاريخها ؟
هذه الأسئلة قد يطرحها أحد المنتسبين إلى التيار اللبرالي أو إلى التيار الحداثي الديمقراطي لا فرق ، ولكن أن تسمعها من لسان إنسان بسيط وفلاح لا يكاد يفقه شيئا في هذه الزوبعة الدموية التي يسمع بها ويراها بعينيه سوى أن ينطق بمثل هذه الأسئلة المحرجة والجارحة في آن .
ليس من قبيل الافتراء أن نسوق هذه الأسئلة التي طرحت على لسان شخص أمي لهذا الفلاح البسيط ، ولكن عملية نقلها وإسماعها لكل الناس واجب وضرورة حتى يتبين الجميع أن البسطاء يمكنهم أن يفهموا ويعوا ما يقع في عالم المتناقضات ويعبروا عنه بكل ما يملكون من قوة وجرأة . وجرأة البسطاء تكمن في إيمانهم بالحقيقة أكثر من أي شيء آخر .
في بادئ الأمر ، استغربت أن تطرح مثل هذه الأسئلة من قبل شخص كهذا ، ليس تقليلا من شأنه ، ولكننا دأبنا على أن مثل هذه القضايا لا يخوض فيها إلا الاعارفون بها أو المتملقون على حسابها . فالمجتمع العربي بصفة عامة لازال لم ينضج بعد إلى درجة الخوض في قضايا حساسة مثل الإرهاب والأمية والجهل والشعوذة والسحر . والدليل على ذلك أننا لازلنا نعيش شبه قطيعة في الكتابة مع مثل هذه الأمور باستثناء قضية الإرهاب ، وحتى هذه القضية رغم قدمها وتوغلها في تاريخ الإنسانية كان التطرق إليها ضعيفا أو منعدما حتى وقعت أحداث 11شتنبر ، وكأن الإنسانية كانت تنتظر هزة زلزالية كهذه لتتحرك في التنديد والإصلاح والتغيير .
والمشكلة التي تواجه المفكرين الحداثيين والمتنورين الذين يؤمنون بضرورة استحضار العقلية في مناقشة أي موضوع غيبي أو أسطوري أو غير عقلي هي البحث عن طريقة تمكنهم أن يعبروا إلى شاطئ الفكر الحر المعتمد على العقلانية والواقعية . وعلى أية حال فإنه لم يتم حتى الآن تحديد طرق هذه المعالجة الفكرية ، بحيث نجد أن الكثير من مثقفينا وكتابنا من يذهب إلى استحضار أمور وأحداث من الشعوذة والسحر داخل كتاباتهم وإنتاجاتهم الفكرية والإبداعية ، فيعملون على تكريس التخلف داخل الثقافة والإبداع مما يؤدي إلى استغباء القارئ ودفعه إلى الإيمان ببعض الظواهر الأسطورية والخرافية ، وخاصة إذا كان هذا القارئ ضعيف التبصر ولا يحسن القراءة النقدية لكل ما يقرأه .
ويترتب عن هذا كله أن يجد القارئ نفسه موزعا بين الفكر الخرافي والمتخلف من جهة وبين الفكر الحداثي التنويري من جهة أخرى ، أو بين الرجعية والتقليدية وبين المعاصرة والحداثة ، أو ما بين العلمي والعقلاني وبين الخيالي والغيبي ، فيعيش حياة ثقافية متناقضة يعطينا الحق في نعتها بالحياة الصعبة والشاقة . فيتولد عن هذا التناقض الثقافي عقل مليء بالضغوط والتوترات والتردد والتضارب في المواقف والآراء حسب الأزمنة والأمكنة .
وهناك من يرى أن الكتابة التي تعتمد في أساليبها أمورا غيبية وخرافية وأسطورية لها ما يبررها ، بحيث تعتمد هذه الأساليب لاستمالة القارئ البسيط الذي يؤمن بالفرجة والجاذبية واالخرافة في القراءة ، وهناك من يدعي أن المؤلفات الأكثر مقرؤئية في العالم ، وخاصة عند الغرب ، هي هذه المؤلفات التي تعتمد مثل هذه الأساليب في الكتابة ، وحتى إن فصلنا أكثر سنجد أنه في السينما تطغى مشاهدة أفلام الخيال العلمي وأفلام الرعب والدجل والشعوذة على أغلب المشاهدين . ولكن ، ليس كل هذا دليلا قاطعا على الادعاء المجاني الذي يعطي الحق للكاتب أو المثقف أو المفكر في تكريس هذه الثقافة . فهذه السينما التي تعتمد على مثل هذه المواضيع إنما تعمل على تقد هذه الثقافة المجتمعية وليس تكريسها لأن الفن هو رسالة النقد والتصحيح .
يحتل التخلف مكانة مهمة في حياتنا نحن العرب خاصة ، ونجده متوغلا في كل مجالات حياتنا ، في أكلنا وشربنا ، في نومنا واستيقاظنا ، في الزرع والضرع واالحرث والنسل والولادة واللاجنس ، ....فكل جميل في حياتنا نعيد سبب حصوله إلى أشياء تافهة من قبل زيارة الأضرحة أو الإيمان بالشعوذة ، وكل قبيح في عيشنا نعيده إلى العكس . وكلها حمولات ثقافية مدمرة تؤدي إلى غيقاف عجلة تطور المجتمع والحد من انطلاقته إلى الأمام هدفا في الخروج من قوقعة التخلف والفقر والظلم ، هذه العناصر الثلاثة التي إن اجتمعت في أي مجتمع لن تكون إلا وبالا عليه .
هل نحن في حاجة إلى ثقافة جديدة تنتقد سلوكات التخلف والتقهقر والرجعية التي بتنا موصومين بها ، بل أصبحت من هم أفضل منا وأكثر منا رؤية للواقع الحياتي المفترض عيشه في قرون التطور والتحديث ؟...



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي من العقل الزراعي إلى العقل الصناعي :
- عن المؤسسة الدينية مرة أخرى : الأزهر نموذجا :
- لا تبخسوها حقها ...!! :
- الأزهر وقرارته الزائفة :
- ازدواجية في الشخصية
- هل انتهى حزب الاتحاد الاشتراكي ؟
- مع أمي في رسالة
- - ولكم في الحياة قصاص- :
- التقليد الأعمى طريق حياتنا :
- الغزو الإعلامي الغربي وبعض الأبواق المبررة له :
- الكونغريس الأمريكي يرقص على إيقاع النفاق :
- سيرة ..... : قصة قصيرة :
- هيفاء وهبي تؤمن على جسدها وأغنياء العرب يمولون :
- الشاعر والسماء
- - أول المنفى - مجموعة شعرية لعلي العلوي : استنجاد الموت والم ...
- أشهر حكومة في تاريخ المغرب :
- المثقف والإرهاب :
- التجديد الديني ومستقبل الإسلام :
- - مدين لقاتلتي بالحياة - لسعيد التاشفيني : نقد ... :
- الشبكة العلائقية العائلية وورطة عباس الفاسي : رأي :


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عزيز العرباوي - التقدم عندهم والتخلف عندنا :