أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - أمهات بلاقيمة














المزيد.....

أمهات بلاقيمة


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 12:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما شرعت في الكتابة اليوم ترددت كثيراً أمام العنوان وهو "أمهات بلا قيمة" وذلك لشعوري ومن حولي كذلك أن العنوان قاسي جداً، فالأم هي رمز وتجسيد لكل معاني الحنان والحب والعطاء في مخيلتنا وواقعنا، وكل هذا جميل وصحيح، ولكن يبقى السؤال: هل نحتاج من الأم الحب والعطاء والحنان فقط، أم نحتاج مع كل هذا للعقل والحوار والمنطق؟؟ برأيي أننا نحتاج من الأم كل تلك الصفات السالفة الذكر مجتمعة. فالحنان وحده لن يأتي بثمار نجاح حقيقي مع أبناء اليوم ولدي أمثلة كثيرة من الحياة لأمهات أخذوا لقب"أم" بالصدفة ولم يدركوا خطورة وحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم كأمهات.
المثال الأول:- سيدة رزقها الله بابنتين وولد وبالطبع الولد هو ثالث الأبناء لأنها لو كانت أنجبته قبل المرة الثالثة لما أنجبت بعده، أي أنها أنجبت البنتين لتحصل على المزيد من فرص تجريب الحظ لإنجاب الولد، المهم جاء الولد وهي تعلمت ببيت أسرتها أن الولد هو السند وهو العزوة وامتداد اسم العائلة، أي أن هذا الولد كل شيء بالحياة فأعطته كل الاهتمام والحب ومساحات التسامح وتطور كل هذا ليصبح نوع رديء من الدلع والميوعه ولم تعطى بناتها أي مساحة تسامح، كما لم توليهم ذات القدر من الحب والاهتمام بل على العكس كانت البنات تخدم وتدعم وتدلع هذا الرجل السند كما تقول الأم، ومرت الأيام وكبر الولد وتعدى عمره الخامسة والعشرين ولم يحصل بعد على شهادته الجامعية لتكرار مرات رسوبه كما لم يحصل على عمل مناسب يدر عليه ولو قدر بسيط من المال يغطي احتياجاته، والعجيب أن الأم تتقبل هذا الوضع بهدوء بال غير عادي، بل تتلمس لهذا الفاشل كل الأعذار فهي ترى أن التعليم صعب وليس عقل ابنها هو الذي لا يستوعب!! كما أنها ترى أن فرص العمل محدودة وليس أن ابنها هو الذي لا يسعى للعمل!! والطامة الكبرى أنها تشعر أن ابنها متعكر المزاج لأنه لم يتزوج لذلك هي ستساعده في أن يتزوج وتقوم هي بالصرف عليه هو وبيته!!! هل هذه أم؟؟ ما معنى الأمومة لدى تلك السيدة؟؟ وهل معنى حنان الأمومة أن نفسد قدرات أبنائنا في التفاعل مع الحياة بإيجابية واشتباك حقيقي؟؟
المثال الثاني:- عندما أشاهد على الفضائيات الأمهات المكلومات وهن يبكين بفعل هروب بناتهن القصر وزواجهن من شباب من غير عقيدتهن الدينية وتبعات ذلك الزواج من حمل وأطفال، أشعر ببعض الأسى والحزن لكنني سرعان ما أفيق من هذا الشعور لأسأل وأين كانت الأم عندما دق قلب إبنتها لشاب؟؟ كانت مشغولة على ما يبدو بإعداد الطعام وتنظيف المنزل وتجهيز ملاءات وأكواب وأواني لجهاز إبنتها، كانت مشغولة بكل ما تحتاجه إبنتها من أمور مادية، لكنها لم تنشغل وسط كل هذا بالإبنة ذاتها وبمشاعرها وببنائها من الداخل لتكون شابة قوية ... لم تصارع هذه الأم مع إبنتها هجوم المشاعر وتدفقها بلا حساب في فترة النمو بأخطر مراحل العمر. لذلك هي أم لا تستحق أيضاً لقب "أم" لأنها أخلت بواجباتها وأدوارها التي يجب أن تلعبها في حياة بناتها، ومهما كانت المخططات التي نسمعها للإيقاع بهؤلاء الفتيات فإن الأسر وخاصة الأمهات تتحمل مسؤولية أكثر من تسعين بالمائة من الخطأ.
المثال الثالث :- في أي علاقة زوجية حتماً تحدث خلافات ليست هناك مشكلة في ذلك، المشكلة في الطريقة التي تتعامل بها بعض النساء الأمهات مع تلك الخلافات، ولكن للأسف وكما رأيت في الكثير النساء من حولي أن بعضهن يقمن بشحن الأطفال ضد الوالد بكل ما يمكن من وسائل لكراهية الأب والحط من قيمته ودوره، ثم ينتهي الخلاف وتعود هي –الأم- لزوجها لكن لا يعود الأبناء لأبيهم بشكل طبيعي، حيث يعاملونه بشكل متدني متدرج بمعنى وهم صغار سيكون عدم احترامهم له غير واضح في سلوكيات كبيرة لكن عندما يكبرون ويكون هو في موضع طالب الدعم والمساعدة النفسية منهم تظهر فجاجتهم وسوء تربيتهم بصورة واضحة قد تقضي على حياة الأب. هل أمثال هؤلاء السيدات المتهورات الغير قادرات على ضبط انفعالتهن يستحققن لقب "أم"؟ بالطبع لا، بل يستحققن لقب متهورات فاسدات أضعن أبنائهن تحت وطأة انفعالاتهن.

تلك أمثلة من نساء قادتهم الظروف وحدها ليبقوا أمهات فدمروا الكثير من الأشياء الجميلة تحت وطأة جهلهم. وصدقت حقاً مقولة "الأم هي اللي بتربي مش اللي تخلف بس" وحقاً فالحشرات والحيوانات كلها تنجب وكذلك النساء كلهن قد يستطعن الإنجاب، لكن من تعلم وتبني قلة منهن وقد لا ينجبن بالضرورة.




#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزي يا نواعم
- أسطوانة وجمهور يطلب النجدة
- الرجل والمرأة بعين النقد
- في انتظار ميكروباص
- الخلع دراسات تحليلية 1-2
- الحياة خارج المألوف
- الشاعرة الكُردية فينوس فائق
- رجل مهزوم
- إلى ماذا يهدف منهج المواد الفلسفية بالثانوية العامة المصرية؟ ...
- بين الحب والكراهية
- قراءة في كتاب الرجل والجنس للدكتورة نوال السعداوي
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 3-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 2-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 1-3
- لا ليس حب
- الحب بين الحاجة والحقيقة
- كاتبات في محنة
- يسعدني البقاء وحيدة
- قراءة في كتاب - هؤلاء علموني - للراحل سلامة موسى
- الأغتصاب جريمة خرق الكيان الإنساني


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - أمهات بلاقيمة