أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كاظم حبيب - بعض الدول النفطية العربية تهيمن على أجهزة الإعلام العربية















المزيد.....

بعض الدول النفطية العربية تهيمن على أجهزة الإعلام العربية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 11:53
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ أن تعاظمت موارد النفط المالية وتساقطت مثل زخات مطر كثيفة وغير منقطعة على رؤوس بعض الأنظمة العربية , تفاقم معها السباق بين هذه النظم للسيطرة على أجهزة الإعلام لا في دولها حسب , بل وفي الدول العربية والإسلامية الأخرى وبعض الدول الأوروبية وحيثما أمكن من أجل الحصول على صحفيين مستعدين لبيع أقلامهم وضمائرهم لمن يدفع أكثر. وقد برع النظام العراقي في هذا المجال منذ البدء وتفاقم منذ النصف الثاني من العقد الثامن حتى سقوطه , إذ لم يترك بلداً عربياً واحداً دون أن يكون قد زرع في أجهزة إعلامه , دعْ عنك الأجهزة الأمنية قدر الإمكان , من يعمل بأساليب شتى للدفاع عن النظام العراقي وترويج أفكاره وسياساته والتحري عن أتباع له. وكان في مقدور المتتبع أن يلاحظ ذلك بوضوح لا بشراء مجموعات من الصحفيين العرب والأجانب حسب , بل شراء كتاب وشعراء وروائيين مثقفين عرب , إذ تحولت مجموعات غير قليلة وفي فترة قصيرة إلى أبواق ناعقة ومرتزقة تسعى إلى تبييض وجه النظام وطاغيته مقابل حقائب سمسونايت مليئة بالأموال والحلي الذهبية التي كانت تقتطع من لقمة عيش الشعب العراقي. وقد برز ذلك بوضوح كبير في فترة الحرب العراقية – الإيرانية وفي الفترة التي تلتها. كما استخدم كوبونات النفط العراقي لهذا الغرض بعد أن تقلصت الأموال في خزينة النظام. ولن أنسى الشكوى المريرة المقرونة بحشرجة الصوت وقطرات من الدمع تسيل على خدي الصديق الراحل الأستاذ الدكتور فؤاد مرسي قبل وفاته المفاجئة بفترة وجيزة (حادث سيارة على طريق الإسكندرية) حين تحدث لي في بيته في محلة العجوزة بالقاهرة عن الأموال الغزيرة وسيارات المرسيدس وغيرها التي تنساب من بغداد إلى جمهرة من الصحفيين والكتاب والسياسيين لكي يقفوا إلى جانبه ويدافعوا عن سياساته حتى في فترة احتلال الكويت وما بعدها رغم ما جره على المواطن المصري من مصاعب خلال فترة الحرب العراقية – الإيرانية وما بعدها. ولم يكن صدام حسين يدفع للصحفيين والكتاب والشعراء العرب وغير العرب فحسب , بل كان يمنح الأموال الكثيرة لدور النشر ومراكز الدراسات والأبحاث لكي تمنع صدور كتب عنها ضد النظام أو تقف إلى جانبه وتصدر الكتب وتنشر الأبحاث لصالحه. وحين كان للنظام باع طويل في لبنان , كان يهدد دور النشر بتهديمها على رؤوس أصحابها إن تجرأت على نشر ما يسيء إلى النظام العراقي. كما اغتال العديد من الكتاب والصحفيين المثقفين العراقيين في العديد من الدول العربية خلال ذات الفترة. وعلينا أن لا ننسى في هذا الصدد دور النظام الليبي الذي سار على ذات النهج ألصدامي لسنوات طويلة وفرط بأموال الشعب الليبي بتوزيعها على تنظيمات وشخصيات ودور نشر وصحف وإذاعات وتلفزة , ولم يكف عن ذلك حتى الآن.
إلا أن هذه السيرة التدميرية لكرامة وضمير الصحفي والكاتب والشاعر وحرية وأمانة الكلمة الحرة والعقلانية والجريئة لم تتوقف عند حدود النظام العراقي والنظام الليبي الاستبداديين حسب , بل تجاوزتهما إلى نظم عربية أخرى لها من الأموال والقدرات ما فاق النظام العراقي , الذي كان قد تورط بمزيد من الحروب الداخلية والخارجية , لتمارس , إضافة إلى شراء أقلام وضمائر جمهرة من الصحفيين والكتاب والشعراء والسياسيين , شراء الجرائد والمجلات ومحطات إذاعة وقنوات التلفزة لتسخرها دفاعاً عن نظمها السياسية وتكريساً لوجودها في السلطة وتجميلاً لسياساتها ومواقفها البشعة إزاء الإنسان وسكوتاً عن مظالمها إزاء شعوبها ومصادرة الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية وحقوق المرأة على نحو خاص وإزاء تفاقم الفجوة بين الفقراء والأغنياء في بلدانها.
ولم يعد هناك أي حياء في الإعلان عن قيام هذه الدولة أو تلك بتمويل هذه الجريدة أو تلك الإذاعة أو هذه القناة التلفزيونية , بل أصبح الإعلان عن الملايين الجديدة من الدولارات التي تصب في خزائن جمهرة من أصحاب دور النشر وقنوات التلفزة والمجلات الأسبوعية والشهرية والجرائد أو الكتب التي تصدر عن دور النشر في الدول العربية والإسلامية والأوروبية وفي الولايات المتحدة. وأصبح عدد الصحف والمجلات الديمقراطية المستقلة القادرة على البقاء وممارسة العمل الصحفي والنشر من خلال تمويلها الذاتي لإصدار صحافتها ودور نشرها نادرة جداً ومهددة في كل لحظة بالكساد والإفلاس والإغلاق , حتى أن البعض من القوى الديمقراطية والتقدمية أضطر على بيع جريدته إلى من يستطيع إصدارها وفقد أي تأثير فعلي عليها. ويمكن أن يكون الحديث عن المواقع الإلكترونية أكثر بروزاً في هذا المجال أيضاً نتيجة قدرة الكثير من البشر على الدخول إلى تلك المواقع للاستزادة بالأخبار والمعلومات , ولكنهم يفاجئون بحجب القدرة على الدخول إلى المواقع التقدمية , وتبقى المواقع الدينية السلفية والرجعية واليمينية هي المهيمنة على الساحة , أو تبذل الجهود لشراء تلك المواقع وتحويلها لصالحهم.
نحن أمام ظاهرة سلبية في حياتنا اليومية. فالإعلام الأصفر المناهض لحقوق وحريات الإنسان وحقوق المرأة وحرياتها والعلمانية والحياة الديمقراطية يزداد هيمنة بفعل أموال السعودية وقطر وليبيا وإيران وقوى إسلامية سياسية أخرى تأتي لها الأموال من قوى حكومية أو غير حكومية يهمها السيطرة على نهج أجهزة الإعلام وتوجيهها الوجهة التي تخدم مصالحها. ويكفي أن نلقي نظرة على الصحف العربية الصادرة في لندن أو المواقع الإلكترونية أو القنوات التلفزيونية التي يمكننا الوصول إليها , سنجد أنها خاضعة بالكامل لممولين حكوميين أو من العائلات الحاكمة في بلدانها أو من قوى من أمثال القاعدة والأخوان المسلمين والقوميين الشوفينيين , أو ممولة من قوى خارجية متحالفة بصيغة ما مع بعض أو أغلب أو حتى جميع هذه القوى. ورغم الوضع المالي الصعب لسوريا عموماً فإنها لا تبخل بهذا الاتجاه أيضاً وخاصة دورها في لبنان.
إن القوى الديمقراطية والتقدمية في العراق وفي الدول العربية بحاجة ماسة إلى تفعيل قدراتها لمواجهة هذا السيل الجارف من الإعلام الأصفر والديني المتخلف والطائفي المسموم والمناهض للتنوير والتوعية العقلانية والمدافع عن مصالح الشعوب , إلى التفكير بالسبل المناسبة لكي تكون لها أكثر من قناة تلفزيونية وإذاعة وموقع وجريدة ومجلة توظف لها أفضل الكفاءات المتوفرة وتضع لها برنامج يؤثر ويكسب له المزيد من البشر بدلاً من اللجوء إلى تلك المواقع الصفراء بأمل إيصال كلمة حرة شريفة مسربة بطرق مختلفة إلى الناس.
هل يمكن أن ينشأ مشروع إعلامي ثقافي وسياسي حر وديمقراطي وعلماني مستقل حقاً ينهض به واحد أو أكثر من الإعلاميين من أصحاب الكفاءات والقدرات الفنية والعلمية لتنظيم وإدارة قناة تلفزة علمانية ديمقراطية واعية وفعالة ومؤثرة ؟ وهل سنجد أكثر من إنسان قادر على المشاركة بأمواله لتمويل مثل هذا المشروع مقابل شرط واحد هو أن تكون هذه القناة ديمقراطية مستقلة ومفتوحة وتضع نصب عينيها التنوير الفكري والديني واستنهاض الجماهير للدفاع عن روح المواطنة الحرة والمتساوية للنساء والرجال بدلاً من الطائفية والإثنية الضيقة ؟ هل يمكن أن ينبري أحد أو مجموعة من الإعلاميين الأكثر تواضعاً ومسئولية إلى النهوض بمشروع من هذا النوع على أساس شركة مساهمة يشتري كل الراغبين أسهمها لتظهر إلى الوجود وتحمل على صفحاتها راية الحرة والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة والمرأة والطفل وحماية كرامة الإنسان وتقدمه؟
أتمنى وأرجو ذلك , وأملي أن لا يكون هذا التمني راس مال المفلس!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تطبيق إنساني وعقلاني لقانون المساءلة والعدالة
- بين نقد الوعي النقدي والتجريح الشخصي
- ملف خاص في الذكرى العشرينية لمجازر الأنفال وحلبچة ضد الإنسان ...
- ماذا تمخض عن اجتماع قيادتي الحزبين , الحزب الديمقراطي الكردس ...
- ماذا تمخض عن اجتماع قيادتي الحزبين , الحزب الديمقراطي الكردس ...
- حصاد عام مضى وآمال بعام بدأ لتوه!
- العراق وعام جديد , فهل من أمل قريب بالأمن والاستقرار والسلام ...
- موضوعات للمناقشة : هل من صراعات فعلية حول مستقبل العراق الدي ...
- هل لمهزلة العلم البعثي الدموي من نهاية؟
- تركيا والمسألة الكردية والعدوان على العراق!
- متابعة لأحداث سياسية ملتهبة تثير قلق العالم
- هل من مخاطر للتحالف الإيراني – السوري على شعوب المنطقة؟
- المنجزات والواقع العراقي المعاش!
- هل بين القوى الإسلامية السياسية المتطرفة فاشيون؟
- أحذروا النوم على إكليل الغار في بغداد .. ! 2-2
- رسالة ثانية مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر
- أحذروا النوم على إكليل الغار في بغداد .. !1-2
- عودة إلى مقالي عن السيد أحمد الحسني البغدادي
- هل من جديد في العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة ...
- الحوار المتمدن على طريق النضوج والتطور


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كاظم حبيب - بعض الدول النفطية العربية تهيمن على أجهزة الإعلام العربية