ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 02:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ممارسة غريبة في بلادي من قبل أصحاب السعة والنفوذ ذكّرتني بأيام شبابي في الخمسينات من القرن الماضي عندما كنت عاملاً في إحدى شركات النفط في واحدة من الألوية العراقية . كنت أرى بعض العمال يسوّفون ساعات العمل ويشغلون أنفسهم بمناسك الصلاة التي ليس للمشرفين الإنكليز الحقّ في الإعتراض عليها حسب تعليمات إدارية . فالوضوء عند الواحد منهم يستغرق أكثر من ربع الساعة والصلاة تطول ركعاتها بقراءة أطول السور من القرآن الكريم من جهة وبزيادة عددها وربّما تزيد على عدد ركعات تراويح شهر رمضان المبارك . كنتُ أسائل نفسي هل أن مثل هذه الصلاة مقبولة لدى رب العالمين ؟ إنّ التظاهر بالدين وصلاة المخادعين قد يصدقها بنو البشر ولكن حاشا أن تمرّ الخديعة على ربّ البشر .
في هذه الحقبة الجديدة نرى أصحاب السعة والنفوذ يحجّون إلى بيت الله الحرام أكثر من مرّة فما سبب ذلك ؟ حتى ولو أن الحجّ ركنٌ من أركان الإسلام ، لمن إستطاع إليه سبيلاً ؟ فالمرءُ يحجّ مرّة ويتطهّر من ذنوبه إذ هو يتوب إلى الله ولا يعود إلى المعاصي ، فما الذي يجعل الفرد يكرر الحجّ ويحرم غيره الذي قدّم طلباً للحصول على فرصة قبوله ضمن الكوتة المخصصة ولعدة سنوات ولم يحصل عليها ؟ لماذا يكرر الحجّ إن كان صان توبته و لم يرتكب إثماً ؟ ألم تكن له الثقة الكافية بأن ذنوبه السابقات قد غُسلت في الحجة الأولى ؟ أم أنه شكّ في مصدر ماله وكونه حلالاً فزكّى وحلل ما تبقى منه ليستخدمه في الحجة الثانية أو الثالثة ؟
الملاحظ أنّ معظم ممارسي هذه العملية هم من المسؤولين الذين لم يصدّقوا أن يأتي اليوم الذي يكونون فيه في موقع النفوذ ، فأخذوا يستخدمونه بالأسلوب الذي لا يقدرُ أحدٌ على الإعتراض عليه . فلا عجب أن لا يكتمل نصاب البرلمان في فترة التهيؤ للحجّ والرحيل إليه والعودة منه .
اسائل نفسي هل أنّ الحجّ بهذا الأسلوب يمكن أن يقبل ؟ وهل أن الحجّ يُختصر بتنفيذ السفرة فحسب ؟ أم يجب أن يكون هناك إيمانٌ وتوبة .
أنا لا أرى في عمل هؤلاء شيئاً يقنعني بصحة حجتهم وأنا أضعفُ البشر فهل أن الله بعزته وجلاله يقبلها ؟
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟