دريد الأمين
الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 00:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
السيد وليد الحلي , عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية , مسؤول مكتب حقوق الإنسان في حزب الدعوة , يقول في حفل بمناسبة عيد الجيش العراقي وعودة السيد نوري المالكي من لندن بعد فحوصاً طبية ( قدوم قائد هذه الأمة وزعيمها ...... الخ ) , الحفل نقل قسم منه على قناة العراقية الفضائية مساء يوم الأحد الموافق 6/1/2008 .
كلام وحديث السيد وليد الحلي حول قائد الأمة وزعيمها , نكتة زمجة وسخيفة لا يمكن تحملها واستساغتها بظروف العراق المحتل , بعراق الميليشيات الطائفية والعرقية والصحوات العشائرية والمناطقية , بعراق يحتل المراتب المتدنية جدا بسلم الفساد المالي والإداري وحسب منظمات دولية عديدة . عراق مواطنيه يهجروه ويجبرون على الهجرة داخليا وخارجيا , بعراق اغلب مواطنيه يعيشون الكفاف وملاذهم البطاقة التموينية , عراق مسلح حتى التخمة , أمسى معسكر تتقاسمه الطوائف والأعراق ودول الجوار وقوات احتلال غاشمة , الباقي من المواطنين العراقيين فاقدين للأمن والأمان والاستقرار وهو أهم ركن من أركان حقوق الإنسان السوي الذي تناساه السيد الحلي بزحمة الحديث عن قائد وزعيم لهذه الأمة ! , عراق قاب قوسين أو أدنى من التقسيم والتجزئة الفعلية والحقيقية نتيجة صراع ديكه السياسية العراقية .
العراق وقبل سقوط النظام الديكتاتوري بالجهد العسكري الأمريكي , ابتلى بالخطاب البعثي الفاشي الذي نفخ من شخص المقبور ( صدام حسين ) ومنحه من الألقاب والأسماء الكثير حتى أنها زاحمت أسماء الله الحسنى , وجعلت من حسبه ونسبه يمتد إلى بيت النبوة والعترة الطاهرة الشريفة , هالة التضخيم والتعظيم ل( صدام حسين ) حولته الى كلب مسعور ينهش هذا ويعض ذاك ويجعل من العراق خاصيته ومن المواطنين العراقيين جنوده , خاض بهم حروبه الداخلية والخارجية إضافة الى استبداد وتعسف وبطش قل نظيره في التأريخ الحديث , الى أن أوصل العراق الى ساحة الصراع الأولى في العالم مما استدعت للولايات المتحدة وحلفائها الفرصة بالحرب والغزو والاحتلال للخلاص من النظام الديكتاتوري .
السيد وليد الحلي تناسى انه عضو في حزب إسلامي شيعي وبخصوصية طائفية , يعرف قبل غيره كم هي زحمة الأسماء التي تتنافس على زعامة هذا الوطن وهذه الأمة ,أن كان داخل حزب الدعوة الإسلامية ذاته أو باقي الأحزاب الشيعية والسنية العراقية وباقي الأطياف السياسية العراقية كردية وعربية . السيد إبراهيم الجعفري عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية مثالا على ذلك , فشغله الشاغل ألان العودة الى الحكم لقيادة وزعامة هذه الأمة . منافسة الجعفري للمالكي إشكالية وظاهرة سياسية تبين الجهل والأمية في السلوك والأخلاق عندما تمسي السلطة داخل الحزب وخارجه هي الغاية وكل الوسائل متاحة ومسموح بها , هتا تفتقد الزعامة أهم عناصرها أساس ديمومتها عندما تتقاطع برغبة القريب الرفيق بإزاحة الأخ الشقيق .. فكيف وأنت ترغب بأن يكون المالكي قائد للأمة ؟ عليك أيها السيد الحلي ومعك الجعفري والمالكي ذاته والآخرين من الدعوة ترتيب بيت الدعوة أولا واختيار المناسب ليكون ممثلكم الحقيقي وباستحقاقات شرعية ومنافسة شريفة وقبل فوات الأوان , حزب الدعوة معرض كما غيره من الأحزاب للتشذرم والانقسام وحسب مصالح وأغراض المتنافسين . بمناسبة الحديث عن الزعامة والقيادة فحزبكم والجعفري كرئيس وزراء سابق تتحملون ويتحمل مسؤولية أخلاقية وحتى قانونية أمام عوائل ضحايا جسر الأئمة وأمام الشعب العراقي نتيجة الإخفاق بتحديد المسؤولية عن الجريمة أولا وثانيا بالوعود التي أطلقت بتعويض المتضررين ماديا ( توزيع مبالغ مالية وتوزيع قطع أراضى ) ومعنويا ( إقامة تمثال ونصب للضحايا ) وأخيرا كيف تم التصرف بقيمة التبرعات التي جمعت باسم الضحايا وهي مبالغ كبيرة لان بعض التبرعات والمساهمات جاءت من دولة الكويت والدولة الليبية ؟ نحن نستطيع أن نؤكد أن اغلب عوائل الضحايا لازالت تعاني وتقاسي جور حزبكم ورئيس وزراءكم السابق الجعفري الذي استغل وانتهز المناسبة إعلاميا لإشباع غروره ونرجسيته والمحيطين به لفطوا ولغفوا المال والذهب . الجعفري أسس للفساد المالي والتصرف بالمال العام وقضية منحه أملاك الدولة في محافظة النجف لعائلة الحكيم بثمن بخس لازالت ماثلة .
حلم زعامة الأمة وقيادتها لا ينحصر بحزب الدعوة فهناك السيد عبد العزيز الحكيم ونجله عمار وما يحاولانه من جهود مدعومة من إيران بالذات لتبؤ مركز السيادة والزعامة ولو على محافظة واحدة من محافظات العراق وعلى حساب استقرار الوضع العراقي واستتاب الأمن فيه وبحجة تأسيس إقليم جنوب بغداد . وهناك السيد جلال الطالباني وحزبه ( اوك ) وصراعه مع السيد مسعود البرزاني وعائلته حول رقعة جغرافية ( منطقة كردستان العراق ) , صراع من اجل الزعامة وقيادة الأمة الكردية العراقية وهو صراع قد كلف آلاف الضحايا من المواطنين الأكراد العراقيين . مسعى السيد أياد علاوي ورهطه من مخلفات الفاشية البعثية للعودة للسلطة والحكم و بالتالي زعامة وقيادة الأمة ! . هناك الأهم في الخارطة العراقية , الزعامات الدينية أن كانت سنية أو شيعية كلها تدعي الأحقية بزعامة هذه الأمة ... زحمة , أليس كذلك يا سيد وليد الحلي ؟ العراق زاخر الآن بأكثر من اثنا عشر ألف زعيم قبلي وعشائري إضافة لزعامة المناطق والأحياء .. إلا تعتقد أن هناك تنافس في مجال الزعامة في العراق ؟ . إنها البلية والمصاب الأكبر أن يبتلي العراق بجهلة يتولون الأمر ويراكمون مخلفات الديكتاتورية بمشروع موت مجاني للعراقيين كمواطنين وللعراق كبلد . اغلب المشاركين بالعملية السياسية والذين يدعون القدرة على القيادة والزعامة ومنذ سقوط الفاشية عام 2003 ولحد اللحظة متهمين بالفساد المالي وسرقة ثروات وخيرات العراق شانهم شأن رموز النظام الديكتاتوري ورئيسه المقبور ( صدام حسين ) .
الفحوص الطبية التي أجراها السيد نوري المالكي في لندن , كان يمكن للكوادر الطبية العراقية أجراءها في العراق رغم كل الظروف الصعبة والمؤلمة التي تحيط بالكفاءات العراقية من ملاحقة واغتيال وإجبار على الهجرة , أن لم تستطع هذه الكوادر الطبية معالجة الحالة والفحص فهناك كادر الاحتلال الأمريكي الطبي , الذي يستطيع ان يقدم هذه الخدمة مجانا ولا يحمل الخزينة (العراقية ) فلسا واحدا , وان أنكرت أيها السيد الحلي عدم وجود وتوفر هذه الإمكانيات فانك والله تخدش حياء قائد الأمة وزعيمها , فالأمة التي تفتقد الرعاية الصحية والإمكانيات الطبية والخدمية لا تتحمل نفاقك وكلامك .
عودة السيد المالكي من لندن وإجراءات الاستقبال رافقتها مظاهر استنساخ الظاهرة البعثية باستغلال الطفولة وبراءتها حين كان المقبور ( صدام ) يستعرض الأطفال في مناسباته المختلفة للتمجيد والغناء والتصفيق للقائد الضرورة , إلا تعتقد بالمخاطر التي كان يمكن ان يتعرض لها الأطفال أثناء تواجدهم بالمطار أو حين ذهابهم وعودتهم منه ؟ المناسبة لا تستحق كل هذا الاهتمام والاحتفالية ومظاهرها المقرفة من رفع اللافتات وطبع الصور والتطبيل لظاهرة بعثية فاشية كلفت العراق والعراقيين جراح لم تندمل يحاول حزب الدعوة الإسلامية أحياءها ومن خلال أحلام مريضة للسيد وليد الحلي عضو المكتب السياسي , مسؤول مكتب حقوق الإنسان فيه .
#دريد_الأمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟