ضرورة المطالبة بدولة عراقية ديمقراطية مدنية

عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لماذا ضرورة ؟ لأن هناك خطورة قيام دولة دينية ارهابية , يقودها تنظيم القاعدة ويدعو لها انصاره في بعض مناطق العراق . ولو ان اهالي تلك المناطق المخلصين , اكتشفوا خطورة هذا التنظيم , وبدؤا يقاومونه ويطردون انصاره واتباعه من مناطقهم . ولأن هناك خطورة عودة الاستبداد والدكتاتورية , لأن بقايا النظام السابق المتعاونين مع انصار القاعدة , يحملون السلاح ويستخدمون العنف لتغيرالوضع الحالي لصالحهم , تدعمهم قوى سياسية ودينية طائفية , بعضها مشارك في العملية السياسية , وممثلوهم موجودون تحت قبة البرلمان , وهم يقدمون الدعم السياسي والاعلامي لما يسمى بالمقاومة المسلحة , ممن لا يؤمنون بالتعددية والديمقراطية الموعودة . ولأن هناك احتلال امريكي للعراق , الذي لا تهمه كثيرا نشوء دولة عراقية ديمقراطية مدنية مستقرة , بل ان همه الاول والاساسي تحقيق مصالحه الستراتيجية الدولية في المنطقة والعالم . ولأن هناك حكومة طائفية ضيقة الأفق , تتخبط في اطار صراع طائفي وقومي اوسع . فأما ان تنتصر بطائفيتها الضيقة وهنا خطورتها . او تفلت منها زمام الامور وتتجه الحالة نحو حرب اهلية طائفية وقومية عرقية مدمرة . لذا لم يبق امام الشعب في سبيل نجاته وخلاصة الا حكومة وطنية , تعمل من اجل تثبيت دعائم الدولة العراقية الديمقراطية المدنية . ولكي يشارك المواطن في بنائها . علينا ان نفهمه بمعاني هذه المفاهيم والمصطلحات بشكل تفصيلي ومبسط كي يتحمل مسؤؤلياته ويشارك بهمة وفعالية في انجاحها .
ضرورة = وتعني مهم جدا , لأن هناك خطورة تهدد الشعب والوطن وقد ذكرناها بأطرافها الاربعة وهم 1.الارهاب والاسلاميين السلفيين التكفيريين و 2. بقايا النظام السابق المستبدين الدكتاتوريين و3 . الاحتلال الامريكي و 4. القومية والطائفية السياسية.وهذه الاطراف والعوامل الاربعه تهدد نشوء الدولة الديمقراطية المدنية.
المطالبة = بمعنى النضال المستمر وبكل صوره . من القيام بالمظاهرات الجماهرية الحاشدة والاعتصامات الاحتجاجية المهنية , وعقد الندوات الجماهيرية لتوعية ابناء الشعب , حول حقوقهم في العيش الكريم والقضاء على البطالة , واطلاعهم على مصادر ثرواتهم وخيراتهم الوطنية , وكيفية استثمارها والمحافظة عليها , والحذر من الشركات الاجنبية التي تهدف الى سرقتها واستثمارها ضد مصلحة الشعب. كذلك توعية الشعب حول اهمية الوحدة الوطنية ومخاطر الانقسام على اساس قومس او فئوي او طائفي . وتهيئتهم لأي طاري ولأي مستجد, والوقوف بوجه اعمال العنف ضد الشعب وضد الابرياء وخاصة النساء , وضد سرقة المال العام والفساد الاداري وما شابه ذلك.
دولة = ان الاحتلال الامريكي قد اسقط دولة العراق , ومؤؤسساتها الرئيسية من جيش وشرطة ووزارات ودوائر رسمية , وحرق المكتبة الوطنية وسرق الاثار و المتاحف واشاع الفوضى . اذن من واجب الشعب ان يعيد بناء دولته على اسس وطنية قوية ثابتة.
عراقية = بمعني عدم قبول التجزئة والتقسيم لبلدنا العراق , كما حصل في معظم دول المعسكر الاشتراكي , ودول البلقان التي عاشت الحرب والاقتتال , ورفض النفس الطائفي والقومي الذي يؤدي حتما الى التجزئة والتقسيم , كما نلاحظه في اطروحات بعض قادة احزاب الاسلام السياسي , التي شوهت مفهوم الفيدرالية وافرغته من محتواه المتقدم وحولته الى محتوى طائفي وعنصري.
ديمقراطية = بمعني حرية الرأي وتعددية الاحزاب السياسية والسلطة للشعب والحكم للاغلبية عبر الانتخابات ودون قمع الاقلية.
المدنية = بمعنى الحضارية والتمدن , لا التخلف المبني على العشائرية والقبلية والفئوية والطائفية او القومية والدينية .. كل هذه المفاهيم تتعارض مع صفة المدنية , التي اساسها القانون المتطور حسب الازمنة والظروف , والسلطات للشعب وهي سلطات تشريعية متمثلة ببرلمان منتخب , وسلطات تنفيذية معبر عنها بحكومة وطنية منتخبة بكفآت سياسية وفنية مناسبة ,وسلطات قضائية , بقضاء مستقل .
كل هذا غير متوفر الان .. لذا يجب على المواطن الواعي والمخلص ان يدعم اية دعوة او حملة من اجل المطالبة بهكذا دولة تحمي حقوق المواطن وتصون حرياته واختياراته.
عبد العالي الحراك 14-1-2008

#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات