|
بين الثابت والمتحجر: اتحاد المغرب نموذجاً
زهير مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 00:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
يأتي الحديث عن اتحاد المغرب العربي كتجربة من ضمن التجارب الوحدوية العديدة التي قامت في الوطن العربي، وتنبع أهمية دراسة "الاتحاد" لأنه يشكل جزءا جغرافيا وتاريخيا من الوطن العربي، وان قيام أي وحدة إقليمية عربية لا بد من دراستها بعمق لكي نستطيع معرفة دورها وأهميتها من حيث وجودها وانعكاسها على قيام وحدة عربية في المستقبل. كما يكمن الغرض من هذه الدراسة الإجابة على العديد من التساؤلات التي تدور حول هذا الموضوع ومن أهمها : ما هي المشتركة التي أدت إلى قيام اتحاد المغرب العربي. والى أي مدى استطاع "الاتحاد" تحقيق الأهداف التي أنشأ من أجلها. وهل الاتحاد يشكل مرحلة من سلسلة المحاولات الاتحادية العربية الفاشلة. وأخيراً، إلى أي مدى يمكن أن يساهم "الاتحاد" في تدعيم قيام الوحدة العربية الشاملة. واقع المغرب العربي قبل قيام الاتحاد لقد تعرضت أقطار المغرب العربي لحملات استعمارية متتالية، فقد سعت الدول الاستعمارية على بسط نفوذها على هذه البلاد، وفي الجانب الآخر كانت المقاومة ضد الاستعمار في سبيل الحرية، وقد عملت الدول الاستعمارية على الاستفادة من " عوامل الضعف والتفتيت والتفرقة وتفوقها العسكري لتجد لنفسها ثغرة تنفذ منها وتثبت أقدامها في البلاد". وقد حصلت بلدان المغرب العربي على استقلالها، ولكن ذلك كان مقابل ثمن باهظ من أرواح شهدائها ومن جهود أبنائها . ورغم وقوع أقطار المغرب العربي تحت الاستعمار ولفترات طويلة ، إلا أن ذلك لم يغيب كون الوطن العربي عموما مكون امة مرتبطة بكل عربي، وهذا جعل المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي وضد " محاولاته الهادفة إلى المس بالهوية الإسلامية العربية لسكانها، وبالتالي فصلهم عن العالم العربي _ الإسلامي الذي يتخذونه إطارا مرجعيا لمطامحهم التحررية". ولم يغب عن هذا كله مطامح شعوب المغرب العربي السعي " لإنجاز نهضة عصرية متقدمة" ، وقد كان للارتباط الإسلامي والعروبة إقرار وحدة الهدف والحرص على تنسيق الأعمال ذلك هو " مضمون فكرة المغرب العربي" التي افرزها الكفاح المشترك ضد الاحتلال الفرنسي. وقد كان ذلك مصدر لإلهاب مشاعر الشعوب المقاومة للاستعمار. كما شكلت فكرة المغرب العربي الإطار المرجعي لحركة تحريرية مسلحة تستمد قوتها من السابق ذكره كما أن " فكرة المغرب العربي التي وحدت الحركات الوطنية في شمال إفريقيا هو هدف (الاستقلال التام) قد ألزمتها بتحقيق هذا الهدف في كل بقعة من أرض المغرب العربي ولو على التوالي". في عام 1958م عقد مؤتمر طنجة، والذي كان تحت شعار ( مؤتمر الوحدة). تكمن الأهمية في هذا المؤتمر انه شكل مضمون واضح لفكرة المغرب العربي، حيث تم التركيز على عدة قضايا من أهمها ، مساندة الثورة الجزائرية ، وكذلك إصدار قرار يوصي " بتصفية بقايا السيطرة الاستعمارية في المغرب العربي"، كما تم إصدار قرار يختص بالجانب الوحدوي للمغرب العربي وقد جاء ذلك من خلال التأكيد على أن " إجماع شعوب المغرب العربي بتوحيد مصيرها في دائرة التضامن المتين لمصالحها " ، كما أوصى المؤتمر حكومات أقطار المغرب العربي بأن لا ترتبط منفردة مصير شمال إفريقيا بميدان العلاقات الخارجية والدفاع إلى أن تتم إقامة المؤسسات الفدرالية. يأتي اقتباس مؤتمر الوحدة كنموذج من عدة نماذج تركز حتى وهي تحت الاستعمار على وحدة المغرب العربي ومصيره المشترك، ولم تكن كل دولة من دول المغرب العربي الكبير تفكر في ذاتها وفي معزل عن غيرها من الدول الأخرى. لقد كانت وحدة المغرب العربي أثناء الاستعمار " وحدة العمل وليس وحدة الهوية" مع العلم أن الأخذ بتوحيد المغرب كان موجه ضد الاستعمار الفرنسي وليس ضد " الأخر الداخلي" والمقصود هنا الوحدة السورية _ المصرية. وهذا ما سنأتي لاحقا عند الحديث عن ارتباط المغرب العربي بالوحدة العربية. على صعيد الشعار المرفوع بالنسبة لوحدة المغرب العربي كان موجود منذ البدايات، ولكن ذلك (فكرة بناء المغرب العربي) أمر ليس بالهين فشعوب المغرب حديثة الخروج من الحقبة الاستعمارية، ومن التخلف الشامل، ومعالم الطريق أمامها لم تتضح بعد، ولكن هذا ليس بالضرورة يشكل عاملا سلبيا في مسيرة بناء المغرب العربي.
ومن الملاحظ أن التحديات التي يتعرض لها شعوب المغرب خلق حالة من الشعور القوي بالوحدة وهو ليس عاطفيا فقط، بل إن هذه " الشعوب بدأت تدرك أن وراء هذه الوحدة تحقيق المصالح" . وهذا تجاوز للعاطفة وتضعها (دول المغرب العربي) تحت تأثير الشعارات وخارج القدرة على الوعي العميق بفكرة الوحدة. وفي جانب آخر من التحديات وهي على الصعيد الاقتصادي، حيث اخذ التقارب بين بلدان المغرب، ولكن هذا لم يخرجها من نطاق " القطيعة" ذلك أنها تشعر أن عملية حل الإشكاليات الاقتصادية سوف يكون على حساب القطر مع تقدم مشروع المغرب العربي، وهذا يعني أن النخب الحاكمة سوف تضطر إلى قبول وحدة المغرب العربي، وفي هذا الإطار فان فكرة الوحدة أصبحت تدخل في الخطاب السياسي لدول المغرب ولو على سبيل المزايدة، ولكي لا تظهر بمظهر القطرية في حال وقوفها ضد الوحدة ولو بشكل نظري. إن المطلع إلى الحدود السياسية المصطنعة في بلدان المغرب العربي يرى أنها "تثبت لنا أنها فصل لما وصلته الطبيعة فهي تشكل جزيرة تحيط بها بحار المياه من جهة، وبحار الرمال من جهة أخرى". ونتيجة لعامل الترابط السابق فان ذلك يدعونا إلى القناعة بوجوب التخلص من الحدود المصطنعة، والعمل باتجاه الوحدة، ذلك أنها تشكل ضرورة تاريخية وحضارية، ولهذا فانه ونتيجة للحاجة السابقة فان الحديث عن موضوع وحدة المعرب العربي " يتطلب الوعي بواقع التجزئة الذي تعيشه منطقتنا بشكل يزداد استفحالا مع الأيام". وفي الجانب الآخر للتلاقي والشعور الوحدوي فقد أخذت الخلافات التي تتميز بأنها مزمنة، وهذا أدى إلى زيادة التباعد بين الأنظمة السياسية سواء على مستوى التوجهات الاقتصادية أو الاختيارات الإيديولوجية أو الثقافية، ومن ناحية ثانية فان " نضال حركات التحرير الوطني يؤمن بوحدة العمل من أجل الاستقلال، ابتغاء تحقيق الوحدة إلا انه بمجرد ما أفضى النضال إلى الاستقلال الوطني قامت في كل قطر بنية الدولة الأمة لتعبر بشكل أو بآخر عن قومية قطرية تحتوي كل نتائج النضال".
التصور السابق يبرهن على حالة تعمق الخلاف بين أقطار المغرب العربي فكل قطر أصبح امة ، والمطلوب توحيد الشعوب لتشكل شعبا واحدا ، وليس امة لان مفهوم الأمة اشمل (الأمة العربية) ، وهذا يشكل تحديا واضحا لتعزيز هذا التصور. يعيد البعض حالة تعمق التجزئة وتبلور النزعة القطرية في المغرب العربي الى انه بعد استقلال أقطاره أخذت الاتجاهات السياسية والاقتصادية،تظهر نوع من التناقض فيما بينها، وقد كان خلف ذلك الأنظمة الحاكمة التي رسخت هذا التوجه، وبالتالي أصبحت الفجوة كبيرة مما خلق حالة من الخلافات والصراعات في بعض الأحيان، كذلك أصبح التوجه الوحدوي بشكل نظري فقط دون وجود مرتكزات فعلية حقيقية للوحدة. من هنا، يوجد ثلاث قضايا كان لها الأثر الكبير في تعزيز القطرية في المغرب العربي وهذه المرتكزات كان لها الأثر السلبي في تعزيز القطرية وانعدام التطور على صعيد الوحدة، وبالتالي فانه كما سنرى لاحقا حتى عند قيام اتحاد المغرب العربي كان بشكل صوري دون إحداث تغيير حقيقي داخل بلدان الاتحاد، وهذه القضايا كما يجملها محمد الحسيني هي : " 1. لم تضع حركة التحرير الوطني استراتيجية موحدة ترتكز على الربط الجدلي بين الاستقلال والوحدة، الشيء الذي جعل الهدف المتوخى هو تحقيق الاستقلال الوطني بمفهومه الضيق. 2. أدى إقرار مبدأ عدم المساس بالحدود الموروثة من الاستعمار إلى تكريس النزعة القطرية الضيقة بل وفتح المجال أمام المواجهات المباشرة بين أقطار المغرب العربي. 3. تحويل الطاقات الشعبية من النضال للوحدة إلى التعصب للنزعة القطرية والإقليمية الضيقة". تأسيسا لما سبق ندرك أن بلدان المغرب العربي وأثناء وجود الاستعمار لم تكن تتعامل مع التناقضات الاجتماعية والاقتصادية ، ويعود ذلك إلى أنها كانت ترتكز على طرد المستعمر " دون التركيز على البديل الوحدوي"، وقد جاء الاستقلال السياسي لدى الأقطار المغربية متزامنا مع استمرارية الانعزال والتقوقع داخل الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهذا أدى إلى تغذية التناقضات التي لم يكن من إمكانية لخوضها ، وقد أدى ذلك إلى تطوير مزيد من التعقيدات والتعارض ، وإذا بقيت الأنظمة السياسية ، والتوجهات الاقتصادية على حالها المتصفة بالتناقض فانه من الصعب تحقيق الوحدة السياسية. صحيح أننا نتحدث عن اتحاد المعرب العربي القائم فعليا، ولكن سنرى إلى أي مدى استطاع تحقيق الأهداف المرجوة من وجوده.
يوجد صفتان متلازمتين لدى المغرب العربي الأولى، "انقسامية" والثانية، "التحامية"، وهاتان الصفتان يمثلان وجهان الأول، سلبي والثاني، ايجابي ومن الواضح أن الصفة الأولى هي السائدة، ولهذا فان حالة التعثر الموجودة تاريخيا في المغرب العربي هي التي تعيق حالة الوحدة بشكل عملي. إضافة إلى ما سبق فان المغرب العربي يمثل " متسع جغرافي متصل المفاصل متجانس الخصائص المناخية والسمات الطبيعية متكافئ في الموارد وطبيعة الأرض، ومن التفاعل مع تيارات المد والجزر على عرض المنطقة منها من العصر القرطاجي إلى الغزو اللاتيني الأول إلى الفتوحات العربية ، وما ترتب عنها انطلاقات من الحوافز المغاربية من توسع ثقافي وتوطيد لقدم الدين والحضارة العربية واللغة هذه خصائص ثابتة في الأفق الجغرافي والتاريخي لبلدان المغرب العربي وفي الفترات الحاسمة من تاريخه وشرعية حضارية تخلع علية براءة المشاريع التاريخية الحاسمة". قلنا سابقا بان الوحدة كانت مرتبطة بالاستقلال، ولكن مع التركيز على الاستقلال، وعند التخلص منه (الاستعمار) أخذت مبادرات وحدوية تبرز لدى الأقطار المغاربية ففي عام 1964م كان هناك مشروع يشمل اربعة بلدان مغربية باستثناء موريتانيا ، ثم انحدر إلى ثلاثة بانفصال ليبيا من بداية عهدها الجديد عام 1970م ، ثم عاد الى أربعة دول عام 1975م بانضمام موريتانيا ، ومنذ عام 1979م لم يعد يشمل الا ثلاثة دول ، وذلك بسبب تجميد الجزائر ومنعها من المشاركة في المؤسسات المغاربية ، ويعود ذلك إلى النزاع على الصحراء الغربية ودور الجزائر فيه. من هنا، فإننا نرى أن مشروع البناء المغاربي كان محاطا بالإبهام في تركيبة وفي عدد الدول المشاركة وخريطة الأحلاف المتغيرة. وفي عام 1988م تم التوقيع على اتفاقية بين الجزائر والمغرب تم بموجبها إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، وقد ركزت الاتفاقية على " وحدة المصير والرغبة في بناء المغرب العربي وتوحيد الصف العربي " كما تم التركيز على العمل على إنجاح الجهود المبذولة لإنهاء النزاع على الصحراء الغربية. من الملاحظ ان عملية ظهور اتحاد المغرب العربي الذي على صورته الحالية لم يكن وليد الصدفة بل جاء بصورة تدريجية ، ونتيجة لمخاض عدة محاولات اتحادية ولو بصورة مجتزأة بين بعض دول المغرب العربي. "بغض النظر عن وحدة اللغة والدين والثقافة والتاريخ وهي كلها دعائم تساند التعاون والاندماج" ، ولو من الناحية النظرية، لكن الأقطار المغربية تواجه صعوبات على الصعيد الاقتصادي ، وعليه ولأهمية هذا الجانب في إنجاح الواقع الوحدوي فانه لا بد من التركيز على الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاندماج ، والسبب في التركيز على هذه القضية تكرار التجارب الفاشلة في بناء المغرب العربي سواء منها الثنائية أو المتعددة الأطراف ، وهذا جعل شعوب المغرب العربي يفقدون الآمال في " خلق كيان موحد واقتصاد قوي ". لابد أن يشعر المواطن المغربي بأنه بأمس الحاجة إلى هذه الوحدة وانه يمكن أن يكون لها الأثر الكبير في تغيير حياته نحو الأفضل. إن الجانب الاقتصادي والتركيز عليه يشكل ركيزة ليست ببسيطة لوحدة المغرب العربي ، فهو أمر في غاية الأهمية، ذلك انه يعكس الانتقال من مبادئ التضامن والمساندة في مواجهة الاستعمار إلى حيز إنضاج المشروع الوحدوي على معطيات واقعية ، وهذا يعني ايجاد مجالات للتعاون والتقارب والتكامل على المستوى الاقتصادي بناءا على مصالح مشتركة واضحة ومحددة الأطراف كافة. إن المكونات العامة للإطار التاريخي والجغرافي يحمل في ثناياه صعوبات وتحديات لاي اتحاد في المغرب العربي. وفي المقابل، يوجد محفزات، وعوامل مشتركة تدعو وتشجع على قيام اتحاد أو إطار وحدوي بين دول المغرب العربي. نشأت اتحاد المغرب العربي تحدثنا في السابق عن واقع المغرب العربي قبل قيام اتحاد المغرب والصعوبات والإشكاليات التي تلم بأقطار المغرب والنزاعات التي وجدت فيما بينهم، ولكن ذلك لم يمنع من قيام بعض الاتفاقيات الثنائية فيما بينها ، ويمكن أن يكون ذلك احد العوامل التي أدت إلى قيام "الاتحاد" . ما أود الحديث عنه في هذا المحور من الدراسة تحديدا عن بداية نشأة الاتحاد والأجهزة التي تكون منها مع التطرق لطبيعة تركيبة الاتحاد ، وما احتوته معاهدة اتحاد المغرب العربي. في العاشر من حزيران من عام 1988م كانت القمة العربية التي عقدت في الجزائر، وقد كانت الجامعة العربية قد أنهت أعمالها، حيث كان حاضرا القمة دول المغرب العربي وهي ( المغرب، الجزائر ، تونس ، ليبيا، موريتانيا ) ، وتم الاتفاق بين قادة هذه الدول على المصالحة في لقاء بين الأنظمة المغاربية و" قرروا تكوين لجنة تضبط وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي التي اجتمعت بمدينة الجزائر بتاريخ 13/7/1988م، وقد خرج بيان بهذا الخصوص من الدول الخمسة عرف ببيان زرالدة ( ضاحية العاصمة الجزائر)". كما ورد في البيان العمل على " إقرار التوافق بين الجزائر والمغرب الأقصى وبين المغرب وليبيا وبين ليبيا وتونس" كما تقرر إنشاء مجموعة مغاربية بين الأقطار الخمسة " تجسيدا لإرادتنا المشتركة للبحث عن أفضل السبل والوسائل المؤدية إلى بناء صرح المغرب العربي...". وفي 17/2/1989م أصدر قادة المغرب العربي معاهدة مراكش أو ما سمي بإعلان مراكش، الذي تم فيه الإعلان عن قيام " اتحاد المغرب العربي". هذا وقد وقع على المعاهدة كلا من الملك الحسن الثاني ملك المغرب(سابقا)، وزين العابدين بن علي رئيس تونس، والشاذلي بن جديد رئيس الجزائر(سابقا) ، ومعمر القذافي رئيس ليبيا، ومعاوية ولد سيدي الطايع رئيس موريتانيا (سابقا) كما تم الإعلان عن إصدار 19 مادة شملتها المعاهدة ركزت على جميع المناحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . وقد نصت ديباجة المعاهدة على أن دول المغرب العربي اتفقوا على إقامة الاتحاد " إيمانا منهم بما يجمع شعوب المغرب العربي من أواصر متينة قوامها الاشتراك في التاريخ والدين واللغة ، واستجابة لما لهذه الشعوب وقادتها من تطلع عميق ثابت إلى إقامة اتحاد بينها يعزز ما يربطها من علاقات ويتيح لها السبل الملائمة لتسير تدريجيا نحو تحقيق اندماج اشمل فيما بينها". ومن الملاحظ انه على صعيد الاندماج فقد كانت حاجة ملحة للانتقال إليها من مراحل التعاون والنزاع التي كانت حاضرة في اغلب الأحيان، ولكن سنرى في ما بعد إلى أي مدى كانت أقطار المغرب العربي ملتزمة بذلك. وكما قلنا سابقا فان المعاهدة تكونت من 19 مادة تم فيها الإعلان عن وضع الأهداف ، وتصنيف عناصر السياسة المشتركة في الميدان الدولي وميادين الدفاع والاقتصاد والثقافة، كما تم وضع الأجهزة المشتركة المكونة من مجلس الرئاسة ومجلس رؤساء الحكومات ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة والجان الوزارية المتخصصة، ثم الأجهزة الاتحادية المتفرغة أو شبه المتفرغة، وهي الأمانة العامة ومجلس الشورى والهيئة القضائية. كما تم الحديث المعاهدة عن التضامن ضد العدوان والأمن الداخلي ، وهو الأمر الذي لم يطبق خصوصا عند حصار ليبيا، كما تم الحديث عن عقد اتفاقيات مع أطراف أخرى ...الخ من هذه التفاصيل إلى الوصول عن الإعلان عن دخول حيز التنفيذ. ان المطلع على بنود المعاهدة يلاحظ الشمولية وكأن الحديث يسير نحو إقامة دولة واحدة ، ولكن هذا لم يكن كافيا فمجرد وجود اجهزة وتصفية النوايا لا يكفي للوصول لمرحلة الاندماج والوحدة الشاملة . ذلك انه وكما سنرى أن بنود المعاهدة لم تخرج عن نطاق الورق الذي كتبت عليه. كان من المنتظر على سبيل المثال لا الحصر إيجاد امن غذائي مغربي شامل، ذلك أن الأمن الغذائي يشكل " أهمية مشتركة بين البلدان الأعضاء التي تشكو الزراعة المغاربية عموما من اختلال الميزان الغذائي، وتفاقم العجز في المحاصيل الوطنية دون إشباع حاجات الاستهلاك". وكذلك الحال بالنسبة للصناعة . وعليه، فإننا نلاحظ أن اللجان التي خضعت لحل هذه الإشكاليات لم تكن بالمستوى المطلوب. إن اتحاد المغرب العربي لم يعمق لدى الرأي العام العربي المغربي، ذلك انه حتى على الصعيد الإعلامي في حينة تم إهماله، وبالتالي فان الأجهزة الإعلامية العربية كانت دون المستوى المفترض أن تكون عليه لتعميم ودعم هذه التجربة وتشجيعها ، وهذ مؤشر مثل احد بوادر الفشل الذي مني ويمنى به اتحاد المغرب العربي. إن المغرب العربي " بصفته فضاء اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ، وليس اتحاد المغرب العربي إلا مجرد إطار قانوني له محدوديته، ويمكن تعديله والتصرف فيه". وهذا يعود إلى شيء أساسي إلا وهو أن حاجة المغرب العربي للوحدة ومدى تطبيقها لذلك يعود إلى أقطار المغرب العربي، وما يخرج عنها ينعكس على اتحاد المغرب العربي. ورغم الصعوبات وحالة الفشل والتهميش التي يمنى بها الاتحاد ، إلا انه كمشروع وحدوي يعتبر أفضل من غيره قياسا بالمحاولات السابقة للمغرب العربي التي تطرقنا لها سابقا ، وحتى يمكن أن تكون أفضل من تجارب التوحيد الإقليمي القائمة حاليا في الوطن العربي ، ويعود ذلك إلى أن "الاتحاد" المغربي قائم على " هياكل مستقرة قد لا تتزعزع في المستقبل "، ولكن رغم ذلك فان ما سبق لا يشكل حالة تدعو إلى التفاؤل ذلك أن الاتحاد يمكن وصف المرحلة التي يمر بها أنها مرحلة خمول وعدم إنجاز سواء على صعيد تحقيق الأهداف التي تم وضعها أو الاندماج أو الوحدة الشاملة في المغرب العربي.
الصعوبات والتحديات التي تواجه اتحاد المغرب العربي يواجه " الاتحاد" صعوبات وتحديات منذ قيامه وما قبله، وهذه التحديات على جميع الصعد ، فعلى الصعيد الاقتصادي فإنها ما زالت تمتاز بالفشل في هذا النطاق فحالة التعاون الاقتصادي بين دول " الاتحاد" محدودة ، حيث أنها لجأت إلى التبعية للدول الأجنبية ، وهذا يعكس ضعف التبادل التجاري بين الدول المغاربية إلى ابعد الحدود ، وقد استمر الحال على وصف الوضع بالعجز التجاري حيث أن واردات المغرب العربي اكبر من الصادرات، ومعظم الواردات هي مواد استهلاكية تقدر بأكثر من نصف الواردات ، وهذا يعني زيادة الضغط الذي يؤدي إلى زيادة التبيعة ، يأتي ذلك سعيا من اجل الحصول على المواد الاستهلاكية لتلبية الحاجات الأساسية. من المعلوم جليا أن الأنظمة السياسية المغربية مختلفة التوجهات ، وعند قيام "الاتحاد" لم تتغير الأسس التي كانت في السابق، وهذا انعكس على اختلاف الأنظمة الاقتصادية ، مشكلا وما زال " حجر عثرة أمام الاندماج الاقتصادي" الذي يعتبر من أهم عوامل الاندماج التي يمكن ان توصل " الاتحاد" إلى الاندماج الكامل على الصعد كافة. كان يمكن الاستفادة من الأخطاء السابقة التي وقعت وخصوصا على صعيد المغرب العربي، وقد يكون ذلك من خلال " رصد ومعرفة العقبات والأخطار حتى يتم تطويقها ، ولكن الذي حدث ويحدث دائما على مستوى التجارب الوحدوية عموما أن يتم معرفة الأخطاء والعقبات، ولكن لا يتم بشكل جدي العمل على تذليلها". كما يوجد عدة تحديات تواجه "الاتحاد" فعلى الصعيد السياسي يعاني " الاتحاد" من أزمة في الديمقراطية فمن الملاحظ عندما تم الحديث سابقا عن الموقعين على معاهدة الوحدة حتى يومنا هذا لم يذهب احد عن الحكم إلا بسبب الموت أو انقلاب عسكري ، كما أن الأمر لا يتعلق في ذلك فقط بل إنها جميعا تعاني من وجود أزمة نظام الحزب الواحد، وهذا يعني لا تغيير في الافق ما دام الحل على ما هو عليه. ويعاني " الاتحاد" من خلال وجود عدة مؤشرات على ذلك تدل على أن التنمية تعاني من تعثرات كثيرة في بلدان المغرب العربي فدول " الاتحاد" تعاني من مشكلة المديونية كما أن الفجوة الغذائية الرهيبة في كل بلدان المغرب العربي التي لا يبدو أن السياسات المتبعة قادرة على سدها أو تقليصها. كما أن الخلاف على الصحراء الغربية ، والذي يتصف بين المد والجزر لم تحل هذه القضية مما أدى إلى أن تشكل تحدي لاتحاد فكيف يكون اتحاد ناجح والنزاع الداخلي مستمر مع العلم ان الجزائر أخذت تظهر اهتماما اقل بهذه القضية، ولكن الجديد في هذا السياق ان مواقف اطراف الاتحاد لم تعد متناقضة كما كان عليه أمرها في الماضي، الأمر الذي نجم عنه باستمرار تعثر محاولات بعث مشروع المغرب العربي وإخراجه إلى الوجود بل أصبحت ذات قابلية للالتفاف حوله أو على الأقل لتحيده في علاقاتها، وهذا ما يقلل الدليل على وجود نوع من الاستقلالية لملف اتحاد المغرب العربي عن ملف الصحراء . ولكن عملية التحييد هذه يمكن ان تشكل حالة استقرار مؤقتة، ولكن لا تمنع تجدد الخلاف بين الدول الأعضاء مستقبلا. لم يخلو " الاتحاد" من مواجهة التحديات منذ قيامه فعلى مستوى التفاعل والعلاقة بين أعضاء الاتحاد كانت الخلافات تنشب والاتهامات تظهر مع ظهور الإشكاليات التي تواجه الاتحاد ففي عام 2004م كانت ليبيا تتولى رئاسة الاتحاد ، ولكنها تخلت عن هذا المنصب ، فقد أعادت ليبيا ذلك إلى عدة قضايا. فقد وجه القرار الليبي ضربة موجعة جديدة للعمل المغربي الذي يعاني أصلا منذ عشر سنوات من الخلافات بين الجارتين الجزائر والمغرب، وقد برر ت ليبيا تركها لمنصب الرئاسة في بيان رسمي قالت فيه" إن ليبيا تولت رئاسة اتحاد المغرب العربي هذا العام [2004] وبذلت جهودا كبيرة ومتواصلة للقيام بأعباء هذه المسؤولية وفقا للأهداف التي قام لتحقيقها ، وما نصت عليه المعاهدة عند إنشائه والمواثيق والاتفاقات التي أبرمت بين أعضائه قبل ان تتعثر مسيرته نتيجة للخروقات الكثير ة من قبل بعض الدول الأعضاء". وقد تم الحديث عن هذه الخروقات التي خرجت من الدول الأعضاء ، والتي حددتها ليبيا بمقاطعة الدول الأعضاء ليبيا عندما كان الخطر واقعا عليها حيث رأت ليبيا أنهم نفذوا " ما لم يكونوا ملزمين بتنفيذه خصوصا انه نص [الاتحاد] صراحة على وحدة الفضاء المغاربي" ، كما نقدت ليبيا موريتانيا بعد اعترافها " بإسرائيل" ، وهذا يشكل " مخالفة واضحة للمقتضيات والمصالح الاستراتيجية للاتحاد ، وتهديد لأمن وسلامة بقية الدول الأعضاء في الاتحاد ، وتجميد أعمال الاتحاد واليات أعماله وانعدام فعالية مجالسه المتخصصة ولجانه وانقطاع اجتماعات معظمها" ، أضف إلى ذلك تعمق الأزمة بين ليبيا وموريتانيا بعد اتهام ليبيا من قبل موريتانيا بالمساعدة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في موريتانيا ، ونجحت لاحقا . هذه المعطيات مجتمعة شكلت تحديات حقيقية وضعت الاتحاد على مفترق طرق إما الانهيار وإما النهوض لتضميد الجراح التي يعاني منها الاتحاد. إن الخلاف بين المغرب والجزائر يشكل " العنوان الأكبر للعطب الذي يعيشه الاتحاد"، وبسبب هذا الخلاف ألغيت اجتماعات بين دول الاتحاد كما حدث عام 1994م. كما أن الاتحاد يواجه ضغوطات من الاتحاد الأوروبي بقصد التحكم بالهجرة التي أصبحت تقلق أوروبا بشكل كبير خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، وهذا يشكل تحدي خارجي لا تستطيع دول المغرب العربي مواجهته. عموما نستطيع أن ندرك أن اتحاد المغرب العربي يشكل حالة من الترهل والعطب والسير المتعثر إلى حد انه لم يعش إلا وقتا قصيرا، ما لبث أن ادخل إلى غرفة الإنعاش وحتى هذه المدة القصيرة لم يحقق شيئا مما سطر له مؤتمر التأسيس في فبراير 89م لان عوامل الفشل فيه كانت اكبر من عوامل النجاح ولان أهداف التأسيس لم تكن تحقيق التعاون والتكامل بين بلدانه بقدر ما كانت محاولة لإيجاد إطار لتذويب الخلافات المغربية _ الجزائرية. هذا وقد فشل الاتحاد في حل الخلافات كالخلاف سابق الذكر الذي كان من المفترض أن يتم حله بعد إقامة الاتحاد " لكن المفارقة أنها التي تغلبت على الاتحاد وأدت إلى تجميده عام 1994م" فقد تم تبادل التهم بين البلدين (الجزائر والمغرب) حول تمويل الجماعات المسلحة في الصحراء الغربية حدث على أثرها طلب ملك المغرب تجميد مؤسسات الاتحاد مؤقتا إلى حين تصفية المشكل مع الجزائر ثم ما لبث المؤقت أن أصبح دائما حتى اليوم. من الواضحة أن أزمة الاتحاد ، في اغلبها، " تكمن في قضية الصحراء الغربية التي يجب حلها بطريقة قانونية وشرعية... وبدون حل لقضية الصحراء الغربية فالكلام على اتحاد مغاربي يبقى ضربا من الخيال والوهم. وشعوب المنطقة لا تستحق الوعود الكاذبة والآمال الزائفة". إذا كان لنا الحق في إجمال الصعوبات والتحديات ومسببها فإننا نستطيع القول: ان النخب الحاكمة في دول المغرب تلعب الدور الأكبر في إعاقة مشروع الوحدة، فهي غير قادرة على حل المشاكل الاقتصادية المختلفة أو وضع حد للخلافات السياسية بل على العكس تعمل على تعميقها وتعزيزها، وهذا ما أدى بالاتحاد إلى الوصول إلى ما وصل إليه من ترهل وعطب وانكسار . إن اتحاد المغرب العربي في الوقت الحاضر هو عبارة عن جسد بلا روح ويعود ذلك إلى أن حالة التوافق للوصول للأهداف المتوخاة لم تأخذ بالاعتبار، ذلك أن ما حدث أن كل دولة تتشبث وتتمسك بقناعاتها وتوجهاتها وتتقوقع على نفسها، وكل دولة غلب عليها طابع الأنانية ، وبذلك كثرت الشعارت على حساب التوصيات العملية. وهذا جعل دول الاتحاد تتصف بالضعف في مواجهة التحالفات والتكتلات في العالم . ورغم كل ذلك يبقى الأمل في أن تقوم العوامل المشتركة على مواجهة التحديات ، وان تكون الآمال التي عقدت على الاتحاد في محلها بدل خيبة الأمل التي يشعر بها شعوب الاتحاد نتيجة لانعدام التبادل البيني ولا بد من إقامة تعاون تكاملي بينها في المجالات المختلفة حتى يمكن ذلك شعوب المنطقة أن تستفيد من التكامل والإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها دول المغرب العربي.
اتحاد المغرب العربي والوحدة العربية إن الاتجاهات الوحدوية التي ظهرت على الساحة العربية عديدة ، والحقيقة ان عوامل الفشل التي ألمت بها عديدة أيضا، منها ما تم القضاء عليه وهو في المهد ومنها( التجارب الوحدوية) ما تم قتلها حتى قبل أن تخلق. ولكن رغم ذلك يبقى الشيء الأساسي الحي وهو " حتمية قيام الوحدة العربية الشاملة" لما لها من أهمية كبرى للأمة العربية . من هنا، يأتي الحديث عن اتحاد المغرب العربي لنرى إلى مدى يمكن أن يساهم في قيام الوحدة العربية ، والى أي مدى يشكل "الاتحاد" وحدة إقليمية على نطاق ضيق فقط ليشكل ما يمكن تسميته " بالقطرية الموسعة" إن جاز التعبير ليضم خمسة دول مغربية فقط، والتي كما رأينا انه لم يتم الاتفاق فيما بينهم، أم أن المؤشر الحقيقي لوجود "الاتحاد" هو المساهمة في بناء وقيام الوحدة العربية. ما العلاقة بين اتحاد المغرب العربي والوحدة العربية؟ مما لا شك فيه أن العلاقة متينة فالوطن العربي ككل يمثل جسد واحد لأمة واحدة ، ذلك انه تم الإشارة في السابق إلى أن المغرب العربي يشكل مواصفات من الوحدة الجغرافية واللغة والتاريخ المشترك والحضارة المشتركة ، وهذه العوامل المشتركة هي جزء من كل الوطن العربي ، ذلك أن الآليات التي تربط بين المغرب العربي وباقي أجنحة الوطن العربي واحدة، والإشكاليات واحدة مع الاختلاف في بعض التفاصيل على الصعد كافة ، فعلى الصعيد لاقتصادي ومدى توزيع الثروة ، ومفهوم التكامل الاقتصادي من حيث قبوله عند أطراف ورفضه عند أطراف أخرى. إن الخلاف والعقبات التي تواجه دول المغرب العربي هي حالة من مجموع عقبات لدى باقي الوطن العربي. إن المغرب العربي يدرك مدى ارتباطه بالأمة العربية والأدلة على ذلك عديدة فمنذ وجود الاستعمار وما قبله وما بعده ، والمؤشرات تدل على هذا، وقد تم تعزيز هذه الرؤية عند دول المغرب العربي عندما قاموا بالتوقيع على "معاهدة اتحاد المغرب العربي" حيث تم الحديث في ديباجة المعاهدة عن مدى ارتباط دول المغرب العربي بالوطن العربي وان قيام اتحاد المغرب العربي خطوة نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة . إذا فدول المغرب لم يغب عن ذهنها الوحدة العربية ورأت أنها مطلب ضروري لهم ولباقي الأمة العربية. إن الوحدة العربية تمر بتحدي جديد من جملة التحديات التي تمر بها ، فحالة الإقليمية ووجود النكسات التي يمر بها " المشروع القومي الوحدوي العربي" ، وحالة الانهيار التي تمر بها "النظام الإقليمي العربي" ، وخصوصا بعد حرب الخليج الثانية التي أعطت المجال لبعض المنادين " بفك الارتباط بين فكرة المغرب العربي(وتسميته المغرب العربي الكبير) وبين الفكرة العربية" وفي ظل هذا التحدي يأتي العمل من أجل صد هذا التصور لكي لا تنتصر إرادة الانكفاء الإقليمي على إرادة الاندماج القومي العربي لمنطقة المغرب العربي. اليوم يوجد بعض المنادين باستحالة الحديث عن " وحدة عربية في الأفق المنظور بعدما بلغت التناقضات العربية أعلى درجات تفاقمها وانفجارها، وبعد أن تراكمت أخطاء الوحدة إما بفعل التأثيرات الخارجية (الاستعمارية) أو بفعل سوء الإدارة السياسية الداخلية لشؤونها " كما أن فشل الوحدة السورية_ المصرية وغيرها من المشاريع الوحدوية اضعف الأمل في هذه الوحدة. ولكن هذا الحديث إن بقي في إطاره الضيق فهو يعبر عن حالة إحباط وفقدان للأمل بقيام الوحدة العربية ، والواقع انه لا يوجد منطقة سعت لقيام وحدة فيما بينها وكانت الأرض مفروشة بالورود ، إن حالة التعثر التي تمر بها الأمة العربية قد تحدث في أي مكان ولكن الأهم كيف يمكن تجاوز العقبات التي نتعرض لها ، وليس مجرد البكاء على الأطلال.
يبقى السؤال مطروحا هل وجود اتحاد المغرب العربي هو مرحلة مساندة لقيام الوحدة العربية ام هو عامل معيق لأنه يمكن أن يكرس الإقليمية . صحيح أن الإجابة على هذا التساؤل ليس بهذه البساطة ، ولكن التوجه لهذا " الاتحاد" ومجريات سيره هو الذي يقرر ماذا يكون . فقيام الوحدة الإيطالية مثل مرحلة من مراحل قيام الوحدة الأوروبية في المستقبل وكان يمكن أن تكون هذه الوحدة مرحلة نحو تعزيز القط
#زهير_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخطاب السياسي العربي وثقافة الاستبداد
-
مثقف السلطة ... الولاء المطلق
-
النفط العراقي بين الحقيقة والوهم الأمريكي
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|