كم من مرة كان الغضب يستبد بي لفعل فعله السلبي في وعيي وذاكرتي، بعد أن كنت أقرأ مقالات جارحة هنا وهناك لكتاب عراقيين تهاجم شعبي الكوردي بدون مناسبة وتكيل التهم جزافاً وتنشر كلاماً سخيفاً تأتي بنتائج سلبية وكارثية لجوهر العلاقة بين أبناء الشعبين العربي والكوردي في العراق وحتى على مستوى العلاقة بين الأمتين خارج الحدود العراقية، لكن ما كان يخفف من غلواء وقع تلك الكتابات، هي كتاباتك أنت أيها السيد الكريم، وآخرين من المثقفين العراقيين العرب الذين يحملون حباً كبيراً ومقدساً للعراق وإهله، نعم أن كتاباتك التي تنبض بالحكمة والحب الفياض الذي تنشره بسخاء على الجميع بدون استثناء كانت بمثابة حليب الأم التي ترضعه وليدها الصغير لتغذيه وتصلب من عوده ولتزوده بالمناعة الطبيعية ضد الأمراض والفيروسات التي تنشرها تلك العقول المريضة ، أن فعل ووقع كتاباتكم التي يحتاجها العراق وأهله هي التي ستدمل الجرح النازف، وهي التي ستمحي آثار الممارسات الشوفينية والطائفية التي مورست بحق أبناء العراق، أنها هي التي ستشجع عودة الطيور إلى أعشاشها، وأنها هي التي ستعمر البلد، وهي التي ستعيد البسمة إلى الشفاه، وإلى العيون الذابلة من كثرة الدموع التي سكبت، وهي التي ستبني جسور المحبة من جديد بعد أن نسفتها العقول الهمجية بأحقادها وعنجهيتها وكراهيتها لأسمى مخلوق على الارض، وكما تعلم سيدي الفاضل، بأن مهمة البناء أصعب بكثير من الذي يهدم ويدمر وينسف ، فشتان ما بين الأثنين .
فلا تتركنا وحدنا أيها الصوت الفراتي الأصيل، فكلنا بحاجة لحكمتك وعقلك الراجح وسمو خلقك وأصالة معدنك .
أما بالنسبة لهؤلاء الأقزام الذين ينشرون الشر، فواحدهم كما قال العرب سابقاً للتافه والسفيه من البشر ليس أكثر من " بعرة في أست شاة مدلاة ، والشاة تمشي "
عوني الداوودي ـ السويد