أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - المدرسة الابتدائية وضرورة تطويرها















المزيد.....

المدرسة الابتدائية وضرورة تطويرها


تركي البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 07:31
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


المدرسة: مؤسسة تربوية قديمة النشأة موغلة في القدم يعود تاريخ نشؤها إلى البابليين إلى مرحلة ماقبل ظهور مسلة حمورابي -2342-2288 ق.م وكانت الدولة تتولى مسؤولية الإنفاق على الطلبة وكان الملك يرعى في قصره مدرسة عليا مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات في هذه المدرسة تلقى النبي دانيال وأصحابه علوم زمانه 42:4 كما انشأ البيزنطيون أول مدرسة ابتدائية عام425 قبل الميلاد أو قبل ذلك بقليل 1: : إن نشوء المدارس يعد ثورة في مجال التربية والتعليم لما جاءت به من أساليب وإجراءات تختلف عما اعتاد علية الناس آنذاك في تربية وتعليم أبنائهم سواء كان داخل البيت أو في العمل أو في الحياة . وكان ن للعرب في الجاهلية مدارسهم الابتدائية وخاصة في المدن يدرسون الأطفال الهجاء والمطالعة والحساب وقواعد اللغة136:4 و في المجتمع العربي الإسلامي كان للدين الجديد دور في إنشاء المدارس بدأ بالمسجد حيث كان له دور في تنشيط ثقافة المجتمع لان دوره لم يقتصر على العبادة فحسب بل كان له دور في عملية التعليم والتعلم وظهر مايعرف ب (المسجدرسة) وهو بناء يجمع بين وظيفتين المدرسة والمسجد معا مما يدل على اهتمام الدين الجديد بالتعلم وكانت المدارس تبنى بقرب المساجد ويعود قرار هذا البناء إلى عمر بن الخطاب وأكد على ذلك هارون الرشيد786-808 م ولم تنفصل المدارس عن المساجد إلا بعد ذلك بعهد طويل عند إنشاء المدرسة النظامية 311:2 وكان الهدف من وراء انشاءهذه المد رسة تدريس المذاهب الأربعة من اجل نشر المذهب السني في المقابل انشاءت مدارس مستقلة عن سياسة الدولة في المدن التي كان يطلق عليها دار العلم –النجف-الحلة-كربلاء- وكانت المدارس في هذه الحقبة تقام في أركان المساجد والجوامع وكان القليل منها له بناية خاصة وكان مجموع المدارس الابتدائية في نهاية العهد العثماني في كافة ولايات العراق 65 مدرسة 83:5 وفي عام1920-1921كان هناك 88 مدرسة ابتدائية للبنين و(5 مدارس) للبنات. 255:6 لقد كان للمدارس دور متميز في تطوير ثقافة الإنسان في المجال الفكري والتقني ومازال هذا الدور قائما على الرغم من تعالي أصوات كثيرة من هنا وهناك تدعو إلى أعادة النظر بدور المدرسة وأهدافها ووسائلها وتسمها بالمحافظة والتقليدية وبكونها أداة للأتمتة وتعمل على سلب إرادة المتعلمين ودفعهم إلى التخلي عن طموحاتهم بحب الاستطلاع والاستكشاف والابتكار ودفعهم إلى التشابه والتماثل مع الآخرين والى الطاعة والخنوع لإرادة الآخرين وتنفيذ ما يراد منهم تنفيذه بكلمة أخرى التخلي عن استعداداتهم الذاتية وتحويل ذاكرتهم إلى مخزن لحفظ المعلومات اوكثلاجة لحفظ الأطعمة وإخراجها عند الحاجة –الامتحان- إن الاتجاه الثوري الذي خلقته المدرسة لم تستمر جذوته كغيره من الجذ وات التي خلقتها الثورات بل تحول إلى اتجاه محافظ لم يستطع مواكبة المتغيرات المتسارعة في حقول المعرفة المختلفة لهذا ظهرت العديد من الأصوات المنادية بالتغير البعض منها شديدة التطرف تدعو إلى إلغاء النظام المدرسي وأخرى تدعو إلىout door education والى مدارس بلا جدران و مدارس بلا رسوب في المقابل ظهرت أصوات تدعو إلى تغير النظام المدرسي من خلال تغير فلسفته واهدافه ومناهجه وإجراءاته في مقدمة من دعا إلى ذلك جون دوي الذي ارسي نظرية التعلم من خلال النشاط والعمل وطبق نظريته هذه في المدرسة التجريبية التي أنشأها مع زوجته في شيكاغو وسمى منهجها بمنهج النشاط والخبرة ويعتمد أساسا على نشاط المتعلم واستعداده الذاتي وربط المدرسة بالحياة من خلال تأكيدها على متطلبات الحيات اليومية فهو يعتقد ( إن المدرسة مكان يذهب إليه الأطفال ليكتسبوا نمطا معينا للحياة.وعلى هذا يجب إن تختلف المناهج باختلاف المكان والزمان) 365:3 إذن مهمة المدرسة من وجهة النظر هذه المساعدة في اكتشاف الاستعدادات الذاتية للمتعلم وتلبية حاجاته من خلال خلق الظروف التي تمكن المتعلم من تشخيص قدراته الذاتية من اجل تنميتها من خلال دوره الفاعل والنشط في مجريات العملية التعليمية .إن المبادئ التي أرست أسسها المدرسة التقدمية في التربية والمتمثلة في التعلم بالعمل والتجريب والمنفعة تعد حجر الأساس لكل الاتجاهات الحديثة في التربية كالتدريس الفعال والتعليم التعاوني ومراكز مصادر التعلم التي ظهرت في نهاية ستينيات القرن العشرين والتي تؤكد على التعلم الذاتي والتعلم من اجل الإتقان وتفريد التعليم والتعليم عن طريق الحواسيب.....ا وكذلك المدارس الحديثة كالمدرسة الذكيةsmart school كل هذه المدارس وغيرها الكثير تجد جذورها في مدرسة النشاط والخبرة. إضافة لهذا كله يعتقد العديد من التربويين إن مدرسة القرن الحادي والعشرين يجب إن تؤكد على أداء المتعلمين والعمل الميداني من خلال المشاريع والبحوث والتعلم الذاتي والحقائب التعليمية والتقويم من خلال الإقران والتقويم الذاتي أين مدارسنا من هذه التحولات المتسارعة يمكن القول إن مدارسنا مازالت كما كانت قبل ثلاث عقود أو أكثر أ نها مدار س تقليدية بكل معنى الكلمة بدءا بأهدافها ومناهجها واجر ائتها وصولا إلى مخرجاتها أنها مازالت تعيش في أحضان القرن التاسع عشر وكأنها لاتريد الطلاق منه على الرغم من كل التحولات والمتغيرات المتسارعة لا بل على الرغم من كل الكوارث التي مربها هذا البلد العظيم آما آن الاون لمدارسنا إن تتخلى عن دورها في تنمية الخنوع والتقليد واللامبالات وتعمل على الإسهام في خلق المواطن ذو العقل النير والمتفتح والناقد والمنتج ولكي تحقق مدارسنا هذا الهدف فإنها بحاجة ماسة. إلى ثورة التربية وليس تربية الثورة ومن المؤكد إن هذا ليس بالأمر ا لمستطاع في ظل الظروف التي تعيشها المدارس. ومع كل الصعوبات والمعوقات التي تواجهها عملية تطوير النظام المدرسي ألا أننا ملزمون إن نبدأ عملية التغير هذه كما بدأت العديد من الدول التي عاشت ظروف كظروفنا كاليابان وكوريا ودول جنوب شرق أسيا الأخرى وان نبدأ الخطوة الأولى على طريق التغير والتحديث ومن خلال التخلي عن نظرية بنك المعلومات التي تتعامل مع ذاكرةابنائنا وكأنها مخازن اوثلاجات لتجميد الأطعمة وإخراجها عند -الامتحان- ناسين أو متناسين إن الذكاء عملة صعبة يجب الاحتفاظ فيه وعدم تضيعه في معلومات غير نافعة ميدانيا وان نعتمد مدرسة النشاط والخبرة كأساس لنظامنا المدرسي . ولكي تستطيع المدرسة الابتدائية تلبية حاجات الأطفال ومتطلبات المجتمع المحلي ومواكبة متطلبات القرن الحادي والعشرين علينا:
1-التعامل مع المدرسة الابتدائية كنظام وجزء من نظام له مدخلاته واجر ائته ومن متطلبات ذلك التعامل النظر إلى المدخلات والإجراءات كعناصر تربطها علاقة دينامية وان إصلاح احد هذه المداخلات دون الأخرى لايؤدي إلى عملية التطوير والتجديد بل يمكن اعتباره عملية ترقيعية محدودة الفائدة
2-النظر إلى العملية الإدارية كعملية تطوير لاتسير من مهامها الأساسية الاهتمام ببناء شخصية المتعلم بناء تكامليا أضافة لاهتمامها بتطوير المجتمع المحلي
3-إعطاء الإدارة حرية اتخاذ القرارات ذات العلاقة بالعملية التربوية داخل المدرسة
4-ضرورة اختيار الإدارات المدرسية من ذوي الخبرة والاختصاص ويفضل حملت شهادة التربية وعلم النفس أو على الأقل من حملت البكالوريوس من خريجي التربية الأساسية اوكليات التربية
5- مد اليوم المدرسي بقدر الإمكان ويتطلب ذلك التخلص من ازدواجية المدارس
6-تجاوز الجدول المدرسي التقليدي وحفز المعلمين والمتعلمين على تغير مكان التعلم وأساليبه وتقنياته
7- بناء المدارس الجديدة وفقا للمواصفات التربوية والصحية
8- العمل على خلق بيئة مدرسية منتقاة من حيث النظافة والتنظيم والالتزام بالوقت والتعامل الإنساني والعمل الجمعي التعاوني
9- التأكيد على دور المكتبة المدرسية في عملية التعليم والتعلم وتوفير المتطلبات الأساسية لها كالحاسوب والانترنيت
10- إيجاد مختبرات وورش صغيرة واستخدامها بطريقة فعالة
11-توفير الظروف الفيزيقية المناسبة داخل الصف
12- تأنيث التعليم الابتدائي
13- جعل التعليم الابتدائي مختلطا
14- تعين خريجو التربية الأساسية كمعلمين في هذه المرحلة
15- اعتماد معلم الصف بدلا من معلم المادة
16- تجاوز الاتجاه التقليدي في التعليم والمتمثل بحشو أذهان المتعلمين بكل شئ وأي شئ غير وظيفي إلى التعليم الوظيفي من خلال العمل وحل المشكلات والاستقصاء والحوار والتجريب
17-التحول من التعلم بالعقل إلى التعلم بالحواس
18- التحول من المصادر التقليدية للمعرفة-الكتاب والمعلم- إلى مراكز مصادر التعلم
19- تركيز المقررات الدراسية على الثقافة العامة المشتركة وعلى المفردات الحياتية التي يتعامل بها الطفل في حياته اليومية
20- الابتعاد عن تدريس المفاهيم المجردة
21- تدريس اللغة الانجليزية ومن الصف الثالث
22- ضرورة إتقان المعلم للتقنيات الحديثة
23- توفير فرص التعلم المستمر من خلال الدورات التدريبية للمعلمين
24- العمل على رفع مستوى المعلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وان يأخذ رأيه في القرارات ذات العلاقة بالمجتمع المحلي الذي يتواجد فيه باعتباره قائد ميدانيا.
25- الإقلال من العطل الرسمية والدينية وتوحيدها
أدناه بعض المدارس في العالم التي يمكن الافاده منها في تحسين أداء مدارسنا الابتدائية : 1- مدرسة شيكاغو


المراجع
1 المدرسة قراءة في مفهومها وأنظمتها ترجمة عادل حمود جريدة الصباح
2- الإسلام بين الشرق والغرب علي عزت بيجوفيتش مؤسسة الصادق للطباعة 1994
3-تطور النظرية التربوية صالح عبد العزيز دار المعارف 1964 ط2
4- التربية عبر التاريخ عبدا لله عبد الدائم دار العلم للملاين 1981ط4
5- التعليم في العهد العثماني الأخير جمال موسى النجار بغداد 2002
6- تاريخ التعليم في العراق في عهد الاحتلال البريطاني 1914-1921 عبد الرزاق الهلالي بغداد 1975



#تركي_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ومستلزمات المواجة 3
- ( 2 )العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
- العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
- التربية من وجهة نظر براجماتية
- فلسفة التربية
- البرجماتية فلسفة وتربية
- المناهج العراقية بين الواقع والطموح
- تجويد التعليم الجامعي في العراق
- النتائج الكارثية للمحاصصة على التعليم في العراق
- القيادة وامن المجتمع
- المعلم وتقنيات المواجهة
- الجامعات العراقيه الواقع والطموح
- التعليم غير قابل للمحاصصة
- تصورات لمعالجة هجرة الكفاءات


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - المدرسة الابتدائية وضرورة تطويرها