عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 07:34
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
من حين لآخر توافينا وسائل الإعلام بحوادث الاعتداء المتكررة على الأقباط والتي تأخذ في كثير من الأحيان طابعا دراميا وذلك أمام مرأى ومسمع من العالم وصمت و تقاعس النظام الرسمي المحقون بإكراميات السحت وعطايا آل سعود الحرام ، وسكوت الكنيسة التي يكتفي رهبانها بالدموع ورفع أعينهم نحو السماء....وترديد الكيريلايسون..
ظاهرة الترويع و الحرائق و خطف البنات في واضحة النهار ليست بالظاهرة الجديدة كما يظن البعض بل كانت وما زالت تقليدا و عرفا أصيلا دأب عليه بنو جهل منذ أن وطأت عساكر عمرو ابن العاص أرض مصر لتنكل بأهلها ولتجعل من أبناء البلد خدما للسخرة ، ولولا دماء القديسين وصمود الأديرة التي حفظت وأبقت لنا بعضا من هوية مصر الأصيلة لما سمعنا اليوم عن القضية القبطية رغم تراجع أعداد المسيحيين والذين كانوا ذات يوم أغلبية دخل أجدادهم الأقباط (...دين الله الحق الذي يعلو و لا يعلا عليه...) حقنا للدم وصونا لعرض بناتهم وتشبثا بأرضهم ، الاعتداء على المسيحي المصري أورثه المجرمون القدامى للمتوهبـيــن والمنومة ضمائرهم من أبناء مصر ليمارسوه بعض كل صلاة جمعة ولو بالكلمة النابية الجارحة ، فمن لم يستطع أن يقتل فليحرق، وإن لم يستطع فليسرق، و إن لم يستطع فليبصق، و إن لم يستطع فليسب أو يلعن، وذلك أضعف الإيمان..
في عصرنا الحاضر ومع تنامي دور المنظمات الحقوقية وتطور وسائل الإعلام تمكنت الحركة القبطية من تكثيف نضالاتها و إسماع صوتها جيدا للمنتظم الدولي الشيء الذي سبب الكثير من الحرج وصداع الرأس للنظام الرسمي، هذا الأخير ما زال يرفض أن ينصت لمطالب الأقباط العادلة لأنه مكبل بقيود الإخوان وأغلال الوهابية، فالغربان يهددونه بجيش من الأميين و أنصاف المتعلمين والتي تراهن عليها عصابة مهدي عاكف في الوصول لدفة الحكم أو لنيل حصة من السلط و الامتيازات عندما يتولى جمال مبارك الحكم ، أما أمراء السعودية فقد اشتروا المحروسة بثمن بخس لتمرير مخططاتهم الرامية للقضاء على كل دين و ملة في بلدان الجوار حماية لأمنهم القومي ...( لا يجتمع فيها دينان... ولا يتناطح فيه عنزان ...فأينما سمعت صوت أم قرفة فلتشطر الشمطاء سليلة الشيطان ...فبأي آلاء ربكما تكذبان... )
كبير الأقباط المهندس عدلي أبادير استطاع بحدق و مهنية فائقة من وضع أصبعه على الورم فتبين أنه ورم وهابي سعودي صرف من النوع الخطير والمعدي ليس لشعب مصر وحده بل لكل شعوب المنطقة، ولذا يجب استئصاله من الجذور في أقرب الأوقات لكي لا يتفشى أكثر فأكثر فيصيب كل العالم بأنفلونزا الظلامية القاتلة، فمتى سيستمع العالم لنصيحة هذا الرجل التي لا تقدر بثمن و متى ستتكاثف مجتمعاتنا لاستئصال هذا الورم الخبيث من أصوله حفاظا على أجيالنا و حضارتنا الإنسانية من الطامة الكبرى ؟؟
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟