التكامل الاجتماعي

جواد كاظم ردام

الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 09:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الملاحظ في مجتمعنا إن هناك استعلاءً مهنياً إذا جاز لنا التعبير. لذلك يصدر من بعض او اغلب ممن يمتهن مهناً قد تكون فيها سطوة اجتماعية او سياسية او مالية فينظر الى مجتمعه كمن ارتقى جبلا فهو يرى الناس صغاراً وفاته انهم يرونه صغيرا ايضا .فعند السؤال عن المقياس الموضوعي الذي وفقه تتحدد شرفية المهنه التي يمارسها أي شخص والتي وفقها تتحدد مكانته الاجتماعيه قد يذهب الناس في الاجابه مذاهب شتى وكل حسب مذهبه وعلمه.
فعندما يطرح هذا السؤال على عوام الناس قد يجيبون بجواب واضح وساذج وهو ان المهنه التي تدر على صاحبها اوالاص كثيرة او تعطيه سطوة اجتماعية او سياسية هي اشرف المهن على الاطلاق.
والذين يجيبون بهذه الاجابة يرون من حيث لا يشعرون او لا يشعرون ان الذي يشغل هذه المهنه كانه ظل الله على الارض وبالتالي فان هذا الشعور سيجعل هؤلاء ينظرون الى الناس باستعلاء وكانهم شعب الله المختار والناس عبيدا لهم ، وهذا ما نراه في واقعنا المعاش ، وهنا قد تصح المقولة المشهورة( ان الشعوب هي التي تصنع الظلمة)فهي التي تعطيهماكثر من حجومهم. ولكن قد تجيبك طبقة اخرى من المجتمع باجابة مختلفة عن سابقتها فيقولون مثلاً ان الطبقة المتعلمة هي اشرف طبقة ، فتكون المهن الناتجة منها اشرف المهن كالطبيب والمهندس والمحامي والمدرس وغيرها. وقد يساء استخدام هذا الفهم من البعض فيشمخ بانفه وينظر في عطفه.وقد تاتي اجابة اخرى من بعض العلماء المتخصصين في هذا المجال كما فعل الغزالي في بعض كتبه التربويه حيث يقول ما مضمونه(( المقياس في شرف المهنه هو مع أي شيء تتعامل المهنه او مع أي مادة ، فمثلا مهنة الصياغة هي اشرف من مهنة الدباغة وذلك لان الصائغ يتعامل مع الذهب والدباغ يتعامل مع الجلد . والذهب ااغلى واشرف من الجلد ، فتكون مهنة الصياغة تبعا لذلك اشرف من مهنة الدباغة)). فيستمر الغزالي في قياسه هذا حتى يصل الى نتيجة نهائية مفادها ان مهنة التعليم او التربية هي اشرف المهن لان المعلم يتعامل مع النفس الانسانية ولا يوجد اشرف من النفس الانسانية في الوجود بحسب تعبير الغزالي حتى انها اشرف من مهنة الطب لان الطبيب يتعامل مع اجهزة الانسان الحية وليس مع نفسه. وعلى فرض هذه الاجوبة الثلاثة نرى ان الايمان والتمسك بها يزرع الطبقية المقيته في المجتمع ولو من الناحية المعنوية فتجعل افراد المجتمع يستعلي بعضهم على بعض بعنوان شرف المهنه والبعض الاخرتتولد عنده عقدة الشعور بالنقص او الحقارة كما يصطلح علماء النفس . ولكننا عكسنا السؤال السابق بشكل اخر وقلنا هل تستطيع أي مهنة مهما كان خطرها ان تستغني عن المهن الاخرى بمجموعها الكلي او النسبي فمثلاًهل يستطيع الطبيب ان يستغني عن المهندس الذي يصنع ادواته الطبية وهل يستطيع المهندس ان يستغني عن ذلك الذي يوفر له المادة الاولية التي يصنع منها قطعه الهندسية الجميلة وهكذا حتى نستطيع ان نقول هل يستطيع المجتمع باكمله ان يستغني عن ذلك الانسان البسيط الذي يعمل في الشارع لغرض التنظيف ؟ والجواب للقاريء الكريم. والذي نريد ان نصل اليه ان المجتمع البشري في حالة تكامل من كا الجهات بما فيها

#جواد_كاظم_ردام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات