كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 11:09
المحور:
الصحافة والاعلام
حين بدأت بمطالعة افتتاحية مجلة الآداب التي كتبها السيد الدكتور سماح إدريس أعجبت بالنقد الموجه إلى ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في الدول العربية والتي ابتلت بها جمهرة من العاملين في حقل الصحافة والإعلام بشكل عام. وما أن قطعت شوطاً في القراءة وما أن انتهيت منه حتى تبينت لي بوضوح ثلاثة أمور , سماها السيد سماح لبّ المسألة التي يريد أثارتها , لا بد من تأشيرها قبل البدء بالكتابة عن الفكر والغاية أو الأهداف التي تقف وراء كتابة هذه المقالة في مجلة أدبية لبنانية كانت تتميز بالرصانة الأدبية حتى حين تطرح الفكر القومي اليميني أحياناً والمعتدل أحياناً كثيرة. وبعد مرور عدة أيام على نشر المقال وتداعياته القضائية , فوجئت بحملة منظمة وواسعة نسبياً , ولكنها مقتصرة على قوى معينة يقودها الدكتور سماح إدريس ذاته وتساهم فيها مجموعة من البعثيين الصداميين العراقيين وبعض العرب إضافة إلى جمهرة من القوميين اليمينيين المتطرفين , لجمع التواقيع وكتابة المزيد من المقالات بذات الاتجاه لتضييع القضية الأصلية ولمنع استمرار الدعوة القضائية أو التشويش عليها. وهي لم تمس الأخ والصديق السيد فخري كريم وحده , بل مست بالصميم الحزب الشيوعي العراقي والقضية الكردية واتهامات أخرى للحركة الكردية حول العلاقة بإسرائيل وما إلى ذلك. لا أملك حق الرد باسم الحزب الشيوعي العراقي ولا باسم الصديق فخري كريم أو قادة الحركة الوطنية والقومية الكردية , فهم قادرون على ذلك وهي مهمتهم , ولكني أملك حق الحوار مع الدكتور سماح إدريس باعتباري قارئاً اطلعت على هذا المقال وأعرف تلك الجهات الشخصية والعامة التي وجه ضدها السيد سماح هجومه وأدرك وقوع حيف كبير وإساءات شديدة غير مبررة ولا معنى لها نزلت بهؤلاء جميعاً. والمشكلة تبرز في ثلاث نقاط:
1. أن الأخ الدكتور سماح إدريس نشر معلومات مسيئة جداً واتهامات كبيرة لم يتيقن منها, رغم كونه إنساناً مطلعاً على أهمية وضرورات التيقن مما يكتب الإنسان باعتباره رئيساً لتحرير مجلة عربية محترمة وواسعة الانتشار في العالم العربي.
2. سمح الدكتور سماح إدريس لنفسه باعتماد كتابات لأشخاص قيل عنهم أنهم من الرفاق السابقين للسيد فخري كريم وهم الذين كتبوا ونشروا تلك المعلومات. وبالتالي فهو هنا لم يتيقن من صحة أو عدم صحة تلك المعلومات بل استند إلى كتابات أشخاص ربما لهم خلافات ومشكلات شخصية مع السيد فخري كريم ومع الحزب الشيوعي العراقي. وكلنا يعرف أن الصحافة يمكن أن تأتي بمعلومات غير مدققة وغير صحيحة والأكاذيب معروفة وكثيرة في هذا المجال لا يجوز اعتبارها وقائع فعلية.
3. كما أن الأخ سماح اعتبر كل ما قيل وكتب صحيحاً واعتمد تلك الإشاعات والمعلومات في إعطاء تقييمه لشخصية السيد فخري كريم ولبقية الجهات التي خصها بنقده.
للسيد الدكتور سماح إدريس كل الحق في النقد وتوجيه الاتهامات لمن يشاء شريطة أن يقدم كل ما لديه من وثائق للبرهنة على صحة ما كتبه وفي حالة عدم نشره وثائق فعليه تثبت تلك الاتهامات , يفترض فيه أن يتقبل برحابة صدر ودون أن يثير ضجة لا معنى لها حين تقام الدعوى عليه بسبب القدح الذي مارسه بحق شخصيات ومؤسسات عراقية. ولا شك بأن أمام السيد سماح إدريس أحد موقفين , وهما:
1. أن يجهد نفسه لتهيئة كل الوثائق الضرورية التي تثبت رأيه وإلا فمسئولية القضاء إعطاء الحكم بالقضية.
2. أو أن يقدم اعتذاره عن تلك الإساءات ويسحب كل الاتهامات التي وجهها بصورة اعتباطية , وأن يتعهد بعدم تكرار توجيه تلك الاتهامات الباطلة.
كم كان بودي أن لا يتورط الدكتور سماح إدريس بمثل هذا المقال التعس الذي لا يمت إلى النقد ولا الوعي النقدي بصلة , بل يَغيب عنه الوعي النقدي العقلاني ومليء بوعي مزيف ومشوه ويحاول تشويه الآخر. كما يجسد حقداً وكراهية غير معهودتين في إنسان أديب ورئيس تحرير مجلة الآداب التي يفترض أن تدعو إلى المحبة والاحترام المتبادل واحترام حقوق الإنسان , كما أنه يثير ضد السيد فخري كريم مشاعر الحقد والكراهية لدى الآخرين من جراء التهم ذات الوزن الثقيل التي يوجهها له , في حين أنها كلها بالونات فارغة مثيرة للسخرية. ويبدو أن هذا هو المطلوب من السيد سماح إدريس.
من يعرف القوى البعثية الصدامية يدرك دون أدنى ريب أن السيد سماح إدريس استخدم نفس الأسلوب في توجيه الاتهامات بكلمات نارية نابية وجارحة الهدف منها قتل شخصية السيد فخري كريم معنوياً في المحافل العربية والدولية , تماماً كما فعل جلاوزة صدام حسين حين حاولوا اغتيال فخري كريم في بيروت في العام 1980 وخابت فعلتهم.
سأحاول فيما يلي أن أتناول بعض النقاط التي أثارها السيد سماح إدريس:
حول أسبوع المدى الثقافي في أربيل
كنت من المشاركين في أسبوع المدى الثقافي في أربيل , وقد كان تظاهرة عراقية حقيقية للثقافة العراقية الديمقراطية وحضرته مجموعة كبيرة من مثقفي العراق والدول العربية وشاركوا في النقاشات حول مسائل ذات أهمية فائقة لحياة الشعب العراقي بشكل خاص , ولكن لها أهميتها للشعوب العربية أيضاً مثل قضايا الديمقراطية والمجتمع المدني , والعلاقة بين الدين والدولة وأهمية إقامة دولة علمانية , وحول مسائل الاقتصاد العراق واقتصاد النفط ودوره وأهمية بقاء هذه الثروة في يد قطاع الدولة , ثم قضايا الإرهاب والمليشيات ومشكلات الثقافة والمثقفين , إضافة إلى ندوات شعرية وقراءات أدبية وأفلام ومسرحيات وفرق موسيقية وغنائية ومعرض للكتاب , إضافة إلى الإطلاع على واقع الإقليم ومجموعة كبيرة من الفعاليات الفنية الأخرى . فما هو السبب في إدانة مثل هذا المهرجان؟ لقد عقد مثل هذا المهرجان ولعدة سنوات في دمشق ولم يوجه السيد سماح إدريس أي نقد له أو لمنظمه السيد فخري كريم , فلِمَ هذا النقد الشديد لأسبوع المدى الثقافي الذي عقد في رحاب إقليم كُردستان العراق وفي أحضان الشعب الكردي وقوميات أخرى؟ هل هذا الموقف ينطلق من ذهنية عربية شوفينية تجلت في هذه المقالة بشكل صارخ ؟ من الممكن أن ينتقد الإنسان مفردات المهرجان أو الجانب الفكري في هذه الندوة أو تلك , ولكن أن يهاجم المهرجان الثقافي لأنه عقد في كُردستان ولأن بعض الكتاب الذين شاركوا فيه امتدح بعضهم بمقالات هذه الفعاليات الكبيرة والقائم بتنظيمها والممولين لها , فهو الأمر الغريب وغير المسئول حقاً.من حق السيد سميح أن ينتقد , ولكن لا أن يشتم ويتجاوز حق الإنسان في حماية كرامته ورفض التجاوز عليها.
يتجاهل السيد سماح مسألتين مهمتين , وهما:
1. ضرورة التمييز بين الثقافة الديمقراطية التي قدمت في المهرجان من مثقفات ومثقفين عراقيين وعرب , وبين الثقافة الصفراء التي سادت في المجتمع العراقي لعقود عدة والتي هي نتيجة منطقية ل 35 عاماً من ثقافة فاشية وعنصرية وطائفية روج لها ونشرها حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة الطاغية صدام حسين من جهة , ونتيجة الفكر الديني الطائفي والسلفي الذي يحاول أن يحل محل ثقافة البعث الشوفينية من جهة أخرى. ولكن هناك كثرة كبيرة ن المثقفين العراقيين , سواء من تسنى له المشاركة في المهرجان أم لم يشارك فيه , تساهم بفعالية في نشر الثقافة الديمقراطية في العراق ويواجهون مصاعب جمة في هذا الصدد.
2. وأن هذا المهرجان الثقافي يهدف إلى نشر الثقافة الديمقراطية والتقدمية ومناهضة الفكر الشوفيني والثقافة الصفراء والثقافة الدينية والطائفية السلفية المتعصبة.
وكان عليه أن يفكر بهذا الأمر وأن يفكر عن سبب تأييد الكثير من المثقفين العرب لهذا المهرجان.
حول إقليم كُردستان
يعتقد السيد سماح إدريس أن العراقيات والعراقيين لا يعرفون ما يجري في كُردستان. يفترض أن نتحدث بكل صراحة , وأتمنى على الدكتور سماح أن يعيد النظر بوجهة تفكيره:
* لقد تخلص إقليم وشعب كُردستان من سيطرة النظام البعثي على الدولة العراقية ومن هيمنة القوى البعثية الدموية ومن أولئك الذين نفذوا مجازر الأنفال وقصف حلبچة بالكيماوي وقتل الألوف من الناس الكُرد هناك , إضافة إلى خطف ومن ثم قتل وتهجير ثم دفن الناس بالمقابر الجماعية حتى بلغ عددهم أكثر من 180 ألف إنسان.
* وأقام الشعب الكردي فيدراليته الكردستانية في العام 1992 , وظل مصراً على البقاء في إطار الجمهورية العراقية إلى حين تشكلت هذه الجمهورية الاتحادية فعلاً. والإقليم يحكم من قبل أبناء الإقليم من الكُرد وغير الكُرد.
* والواقع الجديد أنهى مشكلة عمرها أكثر من 80 سنة , أي منذ أن ألحقت ولاية الموصل بالعراق في العام 1926 وفق قرار مجلس عصبة الأمم. وبالتالي سيوفر الأرضية المناسبة لتعميق الأخوة والتضامن بين العرب والكُرد وبين بقية القوميات حين تنجز حقوق القوميات الأخرى في العراق بشكل عام.
وهناك حركة عمرانية واسعة جداً في كُردستان لتعويض التهميش الذي عاشته طوال عقود من جانب الحكم المركزي في بغداد , كما أسست مجموعة من الجامعات ومن النشاطات الثقافية التي سيكون لها دورها في تغيير واقع المجتمع الكردستاني.
ولكن نعرف وندرك أيضاً بأن هناك جملة من النواقص والسلبيات التي يفترض أن تزول من المجتمع الكردستاني ومن المجتمع العراقي عموماً , ومنها ضعف الديمقراطية ووجود سجناء سياسيين وعمليات قتل للمرأة تحت واجهة غسل العار التي تمارس في الكثير من الدول العربية وفي عموم العراق بشكل مخزي وإجرامي , إضافة إلى ممارستها في البصرة , وفق تصريحات مدير شرطة المدنية والمحافظة التي لم يتحدث عنها السيد سماح إدريس , وكذلك وجود الفساد المالي والإداري والمحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة ... الخ. حبذا لو تسنى له الإطلاع على مقال لي كتبته عن كُردستان بعد زيارتي لها في ربيع العام 2007 لكي تعرف أن العراقيين لا يسكتون عن النواقص حين يتلمسوها , وقد نشرت تلك السلسلة النقدية من المقالات في مجلة رؤية في السليمانية وجريدة المدى وفي جريدة الاتحاد في بغداد , وكذلك في جريدة التآخي وفي عشرات المواقع الإلكترونية بما فيها مواقع الحوار المتمدن وصوت العراق والجيران.
إقليم كُردستان وإسرائيل
أعلم علم اليقين بأن جل ما قيل عن علاقات إقليم كُردستان بإسرائيل محض افتراء , ولكن دعونا نقبل هذا الادعاء بوجود علاقات بين إقليم كُردستان وإسرائيل في الفترة التي أعقبت سقوط نظام البعث. فماذا في ذلك؟ هل نسى السيد سماح إدريس أن مصر تقيم أوسع العلاقات مع إسرائيل وعلى مختلف المستويات؟ وهل نسى أيضاً أن المملكة الأردنية تقيم علاقات متقدمة مع إسرائيل؟ وهل غابت عنه علاقات دولة قطر الحميمة بإسرائيل , وكذلك الدول التركية المسلمة مثلاً؟ هل يمكن أن يكون الأخ مصاب بعمي في العين اليمنى ؟ لم يا رجل تنسى كل هؤلاء وتوجه اتهامك إلى الشعب الكردي وحكومته. لا شك في أن الدول العربية كلها ستقيم علاقات , بل سوف تتسابق على إقامة العلاقات مع إسرائيل حال حصول حراك نسبي في القضية الفلسطينية , ولكن نهجكم القومي اليميني والشوفيني لا يمكن قبوله فهو نهج تدميري يدعو إلى رمي إسرائيل في البحر , وهو أمر ليس فقط صبياني بل مستحيل التحقيق , وبالتالي تسلمون ما تبقى من فلسطين تدريجاً إلى إسرائيل. هذا هو موقف البعثيين والقوميين العرب من اليمينيين المتطرفين وموقف قوى الإسلام السياسي المتطرفة واللصيقة بالسياسات الإيرانية , كما في حالة حزب الله في لبنان , وبتنظيم القاعدة كما في حالة حماس , إضافة إلى إيران. علينا أن ندعم الجهود لحل المسألة الفلسطينية بالطرق السلمية رغم كل الصعوبات التي تواجه هذا الحل من جانب الدولة الإسرائيلية وقواها الصهيونية وقوى الإسلام السياسي المتطرفة في فلسطين وفي العالم العربي. لم يبق من فلسطين سواء 22 % من أصل الأرض الفلسطينية في عام التقسيم , وهذه النسبة مليئة بالمستوطنات اليهودية. وعليكم أن تفكروا بالشعب الفلسطيني لا بشعارات القوى البائسة التي ساهمت في ضياع الكثير من الأرض العربية ولكي لا يفقد هذا الشعب الأبي المزيد من الأرض لصالح إسرائيل.
ولهذا أملي أن تكفوا عن هذه اللعبة البائسة في محاولة إلحاق الضرر بإقليم كُردستان من خلال تهييج جماهير عربية ما تزال تتحرك بعواطفها وليس بعقلها لأن هؤلاء يحملون وعياً مزيفاً تساهم القوى القومية اليمينية والمتطرفة والشوفينية وقوى الإسلام السياسي السلفية والمتطرفة بنشرة وتكريسه في أذهان الناس.
أما بشأن أحداث بشت آشان , فهي أحداث مؤلمة حقاً وكارثة كبيرة حلت بالحركة الوطنية العراقية المعارضة لنظام صدام حسين في العام 1983 , وخاصة في صفوف رفاق الحزب الشيوعي العراقي. ولكن دراستها الجيدة والهادئة يمكنه تحديد ثلاث نقاط مهمة , وهي:
1. إنها تشكل جزءاً من الصراعات اللامبدئية بين القوى الأحزاب السياسية العراقية عموماً والكردستانية على وجه خاص في حينها , والتي يفترض أن يتعلم منها الجميع. ولم يستفد منها سوى النظام ألصدامي.
2. إن كل القوى السياسية التي خاضت المعارك تساهم في تحمل المسئولية وبشكل خاص الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني , إذ كانا في صراع غير عقلاني تواصل حتى العام 1995 , ولكن منذ العام 1998 قد توقف الصراع العسكري وتحول إلى مفاوضات.
3. كل حزب يحمل الطرف الآخر مسئولية ما حصل من معارك واستشهاد الكثير من الشيوعيين والديمقراطيين وبعض الاتحاديين. والدراسة التي أنجزتها ولم تنشر حتى الآن فتحمل الحزبين , ولكن بشكل خاص الاتحاد الوطني مسئولية , ولكنها لا تقلل من مسئولية الحزب الديمقراطي ومقدمات الصراعات التي سبقتها , كما يتحمل بعض كوادر الحزب الشيوعي مسئولية ذلك أيضاً. ولهذا السبب وجهت في وقت ما من العام 2005/2006 رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطالباني اقترحت عليه توجيه رسالة اعتذار عن كل الضحايا التي سقطت في أحداث بشت آشان وجميع المعارك التي وقعت بين القوى السياسية العراقية من موقعه كرئيس للجمهورية وكرئيس للاتحاد الوطني الكردستاني التي ستسهم في أن تبادر بقية الأحزاب إلى ممارسة الموقف ذاته لصالح مصالحة وطنية مع الاهتمام بعائلات أولئك الشهداء جميعاً.
موقف السيد سماح إدريس من السيد فخري كريم
يمكن أن يختلف الإنسان أو يتفق مع السيد فخري كريم لأي سبب كان , سواء في الفكر أو في المواقف السياسية أو أن يمارس النقد الصريح والجريء لما يراه غير مناسب لدى السيد فخري كريم ثانياً. ولكن هذا التوجه يجب أن يتجنب القدح والتجريح والشتم وتوجيه اتهامات باطلة من جانب , وأن لا نختلف على عدد من المسائل , ومنها:
1. لقد ناضل بعناد وصلابة متميزة وشجاعة عالية ضد نظام الحكم الملكي وهو ما يزال شاباً يافعاً , ثم ضد النظم البعثية والقومية الشوفينية , وخاصة الحكم ألصدامي الدموي ودخل السجن واعتقل ثم جرت محاولة لاغتياله من جانب جلاوزة صدام حسين الجبناء.
2. لقد كان عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي , وهو حزب معروف بنضاليته العالية وتضحياته الكبيرة.
3. وقد ساهم بفعالية في دعم حركة التحرر الفلسطينية وله علاقات واسعة مع قادتها من مختلف فصائل الحركة.
4. لقد لعب دوراً مهماً في الحياة الثقافية العراقية والعربية , سواء حين كان في العراق وفي ظروف صعبة , وكان مدير تحرير جريدة طريق الشعب , جريدة الحزب الشيوعي العراقي ورئيس تحرير النهج ومجلة المدى في دمشق , ثم جريدة المدى العراقية. وأسس دار المدى التي تلعب دوراً كبيراً في الثقافة العربية , غضافة إلى مركز الدراسات الاشتراكية في دمشق.
5. ولعدة سنوات نظم السيد فخري كريم مهرجان المدى الثقافي في دمشق وكان له دوره الفكري التقدمي في الحياة الفكرية السورية.
ولهذا فالاتهام بالتجسس والعمل لصالح وكالات تجسس دولية هو محض افتراء بائس ولا يثير إلا السخرية. وكان على هؤلاء العودة للحزب الشيوعي العراقي للاستفسار منه عن المهمات التي اضطلع بها السيد فخري في إطار القيادة الحزبية وليس شن هجوم شديد غير مبرر. يفترض العودة إلى الحزب الشيوعي أيضاً في المسألة المالية والاستفسار منه عن مدى الخطأ أو الصواب في الادعاء الوارد في رسالة السيد سماح والذي يعتمد على كتابات أناس يكنون الكراهية للسيد فخري كريم ولهم مشكلات مع الحزب وليس مع السيد فخري كريم وحده.
ليس فخري كريم دون أخطاء , فهو إنسان كبقية البشر , له جوانبه الإيجابية وجانبه السلبية , كما أرى وكبقية البشر , له أخطاءه في العلاقة مع هذا الشخص أو ذاك ومع هذه القضية أو تلك , ولكن المسألة ليست من جانب واحد , فالطرف الآخر يتحمل مسئولية ذلك أيضاً. ولكن إذا كان في من يكتب لم يرتكب أخطاءً في علاقاته السياسية , دعْ عنك الشخصية , فليرمني ويرمي فخري كريم بحجر. هل يمكن أن نتصور أن شخصاً مثل السيد فخري كريم يعمل طوال خمسة عقود تقريباً في السياسة يبقى دون أخطاء وفي بلد كالعراق ؟
ولكن دعوني أهمس بأذن السيد سماح إدريس وأقول له أن المقالة التي كتبتها واحدة من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها إنسان بحق آخرين, فهل أنت واع لهذا الخطأ الفادح ؟ أرجو ذلك بعد رغم فوات الأوان. وهو يمارس هذا الخطأ , يقوم بنقد الآخرين على الأخطاء التي ارتكبوها , كما يعتقد. إنه يرمي الناس بالحجارة التي يمكن أن ترتد إليه. البعثيون والقوميون اليمينيون أو من لف لفهم والذين يسودون الصفحات حالياً , عليهم أن ينتبهوا إلى المثل المعروف "من كان بيته من زجاج , لا يرمي الناس بالحجر".
لست راغباً في تقديم ملف النظام العراقي ألصدامي إلى الشعب العراقي والشعوب العربية أو إلى السيد سماح إدريس , فهو ليس مريراً فحسب , بل ومخجلاً حقاً. وهو السبب في ما يعاني منه العراق حالياً بما في ذلك وجود قوات الاحتلال في العراق. ولكن على أتباعه ومريديه أن يدركوا بأن محاولات تشويه سمعة الآخرين لن تنفع أحداً ولن تعود بالنفع على أحد.
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟