أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - سيكولوجية اللغة بين أسرار النفوس وصدق الكلام














المزيد.....

سيكولوجية اللغة بين أسرار النفوس وصدق الكلام


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تستخدم اللغة كأداة فعالة في نقل المعلومات من عقل إلى أخر , فاللغة وسيلة اتصالية فعالة تقوم على نشاط عقلي راقا ووسيط حتمي بين مرسل ومستقبل يتم على أساسه الفهم والتعبير وتبادل الخبرات , ولكن ليس كل كلام ينقل من خلال اللغة هو كلام صادق وصحيح , فأحيانا قد يبني على الكذب أو التهويل في بت الحقيقة , بقصد أخفاء حقيقة ما لا نريد أن نعلم بها أو بقصد الخوف والرهبة منا و علينا ، أو يكون ناتج عن الشعور بالنقص وقلة الثقة بالنفس , ولكن كيف لنا أن نعرف أو نكشف حقيقة قول المرسل أو المتكلم ألينا ؟ وكيف نخترق تلك الدفاعات الحصينة أو الحواجز التي وضعت أمام الحقيقة التي أخفيت ؟ .
أن اللغة هي سلوك يحتوي على الكثير من الأفكار والمعلومات والأحاسيس والمشاعر المنتظمة في داخلها ,أذ أنها ليست مجرد رسالة لفظية ينطق بها المرسل فحسب, وإنما هي تحتوي على جوانب غير لفظية (لا ننطق بها وإنما نعبر عنها عن طريق حركات ووضعيات نغمة الصوت وحركات الجسم) أيضا, فالفرد عندما يواجه موقف مخيف ويسأله احد الأشخاص عن حاله فيقول له (أنا هادئ ومطمئن ) فهنا قد أوصل هذا الشخص رسالة لفظية يعكس فيها عن حالته الانفعالية والعقلية والجسمية ولكن هذا الشخص قد يوصل رسالة أخرى غير لفظية يفطن لها الشخص الذي لديه مرونة وقوة في اكتشاف هذه الرسائل , فقد تعبر هذه الرسالة الغير لفظية بقوله (أنا خائف) وذلك من خلال نبرة الصوت ونغمته وصمته أو ما يعبر به الجسم أثناء نطقه من ارتجاف الجسم وعدم الاستقرار في مكان واحد أضافه إلى التغيرات التي تصيبه من شحوب وتعرق وسرعة في التنفس وألم البطن..., فالرسالة الغير لفظية هي السلاح المهم الذي بواسطته نخترق دفاعات الآخرين لان التعبيرات غير اللفظية قد تكون اصدق من الكلمات كثيرا من الأحيان, فهي أكثر انتصافا وصدقا في نقل المعلومات والأفكار والأحاسيس والعواطف. ويطلق غالبية علماء الاتصال على مفهوم الرسالة الغير لفظية ب(نظائر اللغة) التي هي نبرة الصوت ، ونغمته ، والتغير في مقام الأصوات ، والوقفات التي تتخلل إلقاء عبارات معينة ، ودرجة الخشونة والليونة ، وغيرها من العناصر الغير لفظية المصاحبة للكلام المنطوق ,فكلمة (نعم) مثلا وهي كلمة بسيطة يمكن ان تعبر في صورتها المنطوقة عن الكثير من المشاعر كالغضب والإحباط والتحدي أو التمني والموافقة أو اللامبالاة وذلك بحسب الطريقة التي تنطق بها أو الأسلوب اللغوي الذي نستخدم عندما ننطق به هذه الكلمة , أذ أن هذه الطريقة أو هذا الأسلوب يساعدنا بصوره شبه مؤكدة في تحديد اتجاه الفرد من اللغة اللفظية (كلام الفرد أو المرسل) فقد أوضح العالمان( مهراباين ومنر) ذلك بقوليهما أننا أذا أردنا إن نتعرف على اتجاه الفرد فيمكننا ذلك من خلال ارتباط المعلومات المتاحة أي (ما يريد نقله) مع نغمة الصوت فعندما يتعارض الاتجاه في المحتوى مع سلبية النغمة نحكم على المتحدث بأنه غير صادق ويخفي علينا امرأ ما .
أما النظائر الأخرى للغة :أولا نجد أن معدل سرعة الكلام يشير الى الأختلاف في سرعة القاء الفرد للحديث ، فالفرد الذي ليس لديه الاطلاع على الاختلاف في معدل سرعة الكلام يفقد عناصر هامة في مغزى الرسالة ، أذ أن سرعة الكلام تشير إلى سرعة نفاذ الصبر أو انه يريد إن ينهي كلامه بسرعة ويذهب ، أو انه في حالة من الخوف والقلق ، فعندما يكون الفرد في حالة انفعالية حادة من غضب وخوف وقلق يزداد لديه معدل الكلام ولكن أحيانا قد يقل . أما البطء في سرعة الكلام فيشير إلى حالات التأمل والحزن والضجر, ثانيا (الخشونة والليونة) فالخشونة في الكلام تدل على الغضب والعدوان والرفض والمعارضة. وعلى عكسها الليونة التي تدل على الهدوء والسكينة و مشاعر الحب ووسائل الإقناع وغيرها من المظاهر المشابهة لها , ثالثا (النبر) يستخدم النبر الذي هو ارتفاع درجات الصوت و انخفاضه عند كلمات أو جمل معينة ، أذ قد يدل على تأكيد الأفكار والمشاعر الخاصة أو توضيح الكلمات التي تبدو غامضة ومبهمة , رابعا(العازلات الصوتية)وتتمثل في الأصوات الصامتة مثل (أ...)ووقفات الصمت ، وهذه معناها إذا جاءت في وسط الكلام فان الشخص لا يزال يختبر نفسه (لديه كلام يريد قوله)ولا يود إن يقاطعه أحد ,أما أذا وقف أثناء الكلام للحظات ونظر إلى الفرد المقابل فانه ربما يعطي إشارة بمقاطعته , خامسا (الضحك والبكاء) أذ ان الضحك قد يعبر عن منحيين أول وثاني الأول يعبر عن الشعور بالسعادة والرضا والتقبل وغيرها من المشاعر الايجابية أما الثاني قد يعبر عن العداء الذي يتمثل في الاستهزاء ومشاعره الكره والحقد والانتقاص من شخصية الأخر ، وجرحه أمام الآخرين ، وأشعاره بالنقص وفقدان الثقة, هذا بشان الضحك أما البكاء، فهو دليل على الشعور بالحزن والكآبة وفقدان الأمل.
أما أنت عزيزي القارئ فعليك أن تولي اهتمامك الكامل بهذه المفاتيح التي عن طريقها تستطيع أن تحسن اتصالك وتكشف ما في نفوس الآخرين من إسرار ، يحاول الأخر بكل جهده أن يخفيها، ويكتمها عليك ، فأنت بذلك ستفهم الرسالة الموجه إليك بالكامل دون تشويه أو نقص .



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنسان و الخرافة و الطب النفسي
- المستوى الإدراكي للطالب الجامعي اتجاه الوجود الأمريكي في الع ...
- العقاب المدرسي الطريق للهرب من المدرسة
- الاقتدار الاجتماعي سيكولوجية العيش و احترام الآخر
- قلق الموت هل أصبح هاجساً لدى الفرد العراقي ؟
- الذات الجسمانية سيكولوجية التوافق مع الجسد
- الرغبة في الزواج سيكولوجية الحاجة للجنس الآخر
- الاهتمام الاجتماعي سيكولوجية الصداقة و الحب
- الشعور بالوحدة سيكولوجية الانسحاب الاجتماعي
- لغة الأعراض سيكولوجية الشكوى الوجودية


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - سيكولوجية اللغة بين أسرار النفوس وصدق الكلام