أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني















المزيد.....


المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 669 - 2003 / 12 / 1 - 02:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عمر الدولة العباسية
يقول الحميري صاحب (الروض المعطار) أن دولة بني العباس استمرت من مبايعة السفاح بالكوفة  يوم الخميس لثلاث عشرة خلون من ربيع الآخر سنة إثنين و ثلاثين و مائة ( /1 كانون الأول/749 م) الى أن ملكها التتر حين دخلوا و استولوا على تلك الآفاق و قتلوا الخليفة المستعصم.
و كانت مدة خلافة بني العباس ، حسب مايذكر النويري في ( نهاية الأرب) ، منذ أن بويع أبو العباس السفاح  إلى أن قتل المستعصم بالله خمسمائة و ثلاثا و عشرين سنة و عشرة أشهر و ستة أيام. و إنقرضت الدولة العباسية و انقطعت دعوتهم.

أول الخلفاء العباسيين
أبو العباس السفاح  نزل من نفس رحم الإجرام، فاستعمل السيوف في تقطيع رقاب المسلمين. و كلمة السفاح كانت تعني السخاء و العطاء و الكرم، الاّ أن أبا العباس السفاح كان قد حولها بإجرامه الى ما تعنيه اليوم: إراقة الدماء و سفحها.
لقد حوَّل السفاح أرض العراق الى أرض غارقة في الدماء، و تشـبـَّه به صاحبه الجديد، المجرم صدام التكريتي البعثي، الذي سفح دماء المسلمين و غيرهم، من العراقيين و الإيرانيين و الكويتيين، و تحولت بلادنا، بلاد الخير و الكرم، الى بلاد الفقر و القفر، و تحول اسم بغداد من مدينة السلام الى مدينة الإغتيالات و الحروب و الإجرام.
يذكر ابو الفرج الإصفهاني في أغانيه عن النضر بن عمرو عن المُعَيطي :
إن أبا العباس دعا للغداء مجموعة من الأمويين، فقتلهم، ثم أمر ببساط فبُسط عليهم، و جلس فوقه يأكل و هم يضطربون تحته. فلما فرغ من الأكل قال: ما أعلمني أكلت أكلة قطُّ أهنأ و لا أطيب لنفسي منها. فلما فرغ  قال: جروا بأرجلهم، فأُلقوا في الطريق يلعنهم الناس أمواتا كما لعنوهم أحياء. قال: فرأيت الكلاب تجر بأرجلهم و عليهم سراويلات الوشي حتى أُنْـتِـنوا، ثم حفرت لهم بئر فأُلقوا فيها.
أنا أنتظر أن أقرأ تعليقا، من أولئك الذين يدافعون عن السلف الطالح، ليريني فيه موقفهم من فِعل العباسيين في تقتيل الأمويين. إن الإرهابيين المجرمين الذين يدَّعون بالإسلام يقولون عن الخلفاء الأمويين و العباسيين أنهم خلفاء الله على الأرض. و لا أعلم كيف يقتل هؤلاء الخلفاء، خلفاء الله،  بعضهم البعض.
لقد وصل اضطهاد العباسيين الى درجة من الوحشية و الفضاعة و الدناءة جعلت أحد  الشعراء يقول:
الا ليت ظلم بني مروان يعود لنا….. و يا ليت عدل بني العباس في النار.

الخلفاء العباسيون بين الخلع و القتل
المؤرخون كالمسعودي في كتابه (مروج الذهب)، و إبن الأثير في (الكامل)، و السيوطي في (تاريخ الخلفاء) و غيرهم، كتبواعن حياة  الخلفاء العباسيين، و عن الذين مرت برقابهم السيوف و الخناجر فقُـتلوا، أو تم إطعامهم  بالسم فسمموا حتى الموت.
 و لو كان في أيدي الخلفاء العباسيين ذلك الغاز الذي استعمله المجرم صدام ضد الشعب العراقي، لكان هؤلاء الخلفاء قد استعملوه أيضا بدون تفكير و بدون رحمة و لا ضمير. يقتلون الأبرياء، معارضين كانوا أو ليس بمعارضين،  من الناس البسطاء أو من الأمراء و القواد أو من الخلفاء أنفسهم.
فلنقرأ سوية، و باختصار، عن الخلفاء العباسيين الذين لم يموتوا موتا طبيعيا.
*المهدي:
أخذ له البيعة بمكة الربيع مولاه، يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان و خمسين و مائة (تشرين الأول/775 م).
مات في قرية يقال لها ردين ليلة الخميس لسبع بقين من المحرم سنة تسع و ستين و مائة ( تموز / 785 م)، فكانت خلافته عشر سنين و شهرا و خمس عشر يوما و قبض و له ثلاث و أربعون سنة.
و قيل أنه مات مسموما في قطائف أكلها.
*الهادي:
يقول السيوطي في (تاريخ الخلفاء) أن الهادي مات في ربيع الآخر سنة سبعين ومائة ( تشرين الأول/786م) واختلف في سبب موته فقيل إنه دفع نديماً له من جرف على أصول قصب قد قطع فتعلق النديم به فوقع فدخلت قصبة في منخره فماتا جميعاً، وقيل أصابته قرحة في جوفه، وقيل سمته أمه الخيزران لما عزم على قتل الرشيد ليعهد إلى ولده، وقيل كانت أمه حاكمة مستبدة بالأمور الكبار وكانت المواكب تغدو إلى بابها فزجرهم عن ذلك وكلمها بكلام وقح وقال: لئن وقف ببابك أمير لأضربن عنقه أما لك مغزل يشغلك أو مصحف يذكرك أو سبحة ؟ فقامت ما تعقل من الغضب فقيل إنه بعث إليها بطعام مسموم فأطعمت منه كلباً فانتثر فعملت على قتله فلما وعك أمرت بأن يغموا وجهه ببساط و يجلسوا على جوانبه.
أم الهادي هي نفس أم الرشيد، بربرية إسمها الخيزران.
* الأمين:
بويع الأمين، محمد بن هارون، في اليوم الذي مات فيه أبوه هارون الرشيد، و هو يوم السبت لأربع ليال خلون من جمادى الأولى، بطوس، سنة ثلاث و تسعين و مائة (28/شباط/809 )، و تقدم ببيعته رجاء الخادم.
كان مولده بالرصافة، وقتل و هو إبن ثلاث و ثلاثين سنة و ستة أشهر و ثلاثة عشر يوما. و دفنت جثته ببغداد. و حمل رأسه الى خراسان.
إنتهت خلافة الأمين بعد أربع سنين و ستة أشهر، وقد قتل بأمر من أخيه المأمون.
إن محمدا أفضت إليه الخلافة و هو إبن اثنين و عشرين سنة و سبعة أشهر و أحد عشر يوما، و كان أصغر من المأمون بستة أشهر، و كانت مدة أيامه في الحصار منذ خلعه الى مقتله سنة  و نصفا و ثلاثة عشر يوما، حبس فيها يومين.
أمه زبيدة ابنة جعفر بن أبي جعفر المنصور.
يقول السيوطي أن خلفاء بين العباس، كلهم، هم أبناء سراري الا السفاح و المهدي و الأمين.
*الواثق بالله:
يذكر السيوطي في تاريخه: أن الواثق عندما مات، تُـرِك وحده و اشتغل الناس بالبيعة للمتوكل، فجاءه جرذون فاستل عينه و أكلها.
أم الواثق ، أم ولد رومية إسمها قراطيس.
و هنا أتساءل لأتذكر: عندما توفي النبي محمد (ص)، فمن الذي بقي الى جانب جثمانه؟ و من الذي ترك جثمانه و ذهب الى سقيفة بني ساعدة ليأخذ البيعة؟
* المتوكل على الله:
بويع جعفر بن محمد بن هارون، و لقب المنتصر بالله، فلما كان في اليوم الثاني لقـَّبه أحمد بن أبي دواد "المتوكل على الله"، و ذلك في اليوم الذي مات فيه الواثق أخوه.
بويع له و هو إبن إحدى و أربعين سنة، فكانت خلافته أربع عشرة سنة و تسع أشهر، و قتل ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة سبع و أربعين و مائتين (14/كانون الأول/861 م). قتله المملوك التركي بغا الصغير بسيف أهداه إليه المتوكل نفسه. إن الموضع الذي قُـتل فيه المتوكل هو الموضع الذي قَـتَـلَ فيه شيرويه أباه كسرى أبرويز، و كان الموضع يعرف بالماخورة.
أم المتوكل أم ولد خوازمية يقال لها شجاع.
*المنتصر بالله:
بويع في صبيحة الليلة التي قتل فيها المتوكل.
استخلف و هو إبن خمس و عشرين سنة، و مات سنة ثمان و اربعين و مائتين (862 م)، و كانت مدة خلافته ستة أشهر.
و ذكر السيوطي في تاريخه  إن المنتصر جلس في بعض الأيام للهو وقد استخرج من خزائن أبيه فرشاً فأمر بفرشها في المجلس فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس وعليه تاج وحوله كتابة فارسية فطلب من يقرأ ذلك فأحضر رجل فنظره فقطّب فقال: ما هذه؟  قال: لا معنى لها فألح عليه فقال: أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز قتلت أبي فلم أتمتع بالملك إلا ستة أشهر فتغير وجه المنتصر وأمر بإحراق البساط وكان منسوجاً بالذهب
و هناك خلاف في سبب موت المنتصر فقد قيل أن الطيفوري الطبيب سمَّه في مشراط حَجَمَه به ، و قد كان عزم على تفريق الأتراك. و قد شكا ذات يوم حرارة، فأراد الحجامة، فخرج له من الدم ثلاثمائة درهم، و شرب شربة بعد ذلك فحلت قواه، و يقال أن السم كان في مبضع الطبيب حين فصده.
أمه أم ولد حبشية، رومية .
* المستعين بالله:
بويع أحمد بن محمد بن المعتصم في اليوم الذي توفي فيه المنتصر، و هو يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و مائتين (حزيران/862).
و خلع المستعين نفسه و سلَّم الخلافة الى المعتز، فكانت خلافته ثلاث سنين و ثمانية أشهر.
كانت وفاته يوم الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة إثنين و خمسين و مائتين (آب/823 م)، و قتل و هو إبن خمس و ثلاثين.
كانت أمه صقلبية يقال لها مخارق.
* المعتز  بالله:
بويع المعتز بالله، و هو الزبير بن جعفر المتوكل، و له يومئذ ثمان عشرة سنة، بعد خلع المستعين لنفسه، و ذلك يوم الخميس لليلتين خلتا من المحرم، سنة إثنين و خمسين و مائتين (كانون الثاني/866 م). و بايعه القواد و الموالي و الشاكرية و أهل بغداد، و خطب له في المسجد الجامع في الجانبين.
ثم خلع المعتز نفسه يوم الإثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس و خمسين و مائتين (15/تموز/869 م). و مات بعد أن خلع نفسه بستة أيام. و توفي و له أربع و عشرون سنة.
أمه أم ولد يقال لها قبيحة.
*المهتدي بالله:
بويع المهتدي محمد بن الواثق قبل الظهر من يوم الأربعاء، لليلة بقيت من رجب من سنة خمس و خمسين و مائتين (17/تموز/869 م)، و له يومئذ سبع و ثلاثون سنة، و قيل تسع و ثلاثون، و إنه قتل في سنة ست وخمسين و مائتين (870 م)، و لم يستكمل الأربعين سنة. فكانت  ولايته أحد عشر شهرا، و دفن بسامراء. و قيل أن مولده كان في سنة ثماني عشرة و مائتين(833 م) .
و قد تنوزع في طريقة قتل المهتدي فمنهم من ذكر أن قتله كان بالخناجر، و منهم من رأى أنه عصرت مذاكيره حتى مات، و منهم من رأى أنه جعل بين لوحين عظيمين و شد بالحبال الى أن مات، و قيل قتل خنقا، وقيل كبس عليه بالبسط و الوسائد حتى مات.
فلما مات داروا به ينوحون ويبكون عليه.
أمه أم ولد رومية يقال لها قرب.
*المعتضد بالله:
بويع أبو العباس أحمد بن طلحة المعتضد بالله في اليوم الذي مات فيه المعتمد على الله، عمه، و هو يوم الثلاثاء لإثني عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع و سبعين و مائتين ( تشرين الأول/892 م).
كانت وفاته يوم الأحد لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع و ثمانين و مائتين (9/نيسان/902 م)، فكانت خلافته تسع سنين و تسعة أشهر و يومين. توفي في مدينة السلام وله سبع و أربعون سنة.
قيل أن وفاته كانت بسـُمّ إسماعيل بن بلبل قبل قتله إياه، فكان السم يسري في جسده، و منهم من ذكر أن جسمه تحلل. و منهم من رأى أن بعض جواريه سمَّـته في منديل أعطته إياه يتنشف به.
أمه أم ولد رومية يقال لها ضرار.
إن تسميم المعتضد يجلب الى الذاكرة ما كان يفعله البعثيون الذين كانوا يسممون معارضيهم و يسمم بعضهم البعض الآخر بسم الثاليوم، و أذكر ما اعترف به حسين كامل عن طريقة إغتيال أحمد حسن البكر بتسميمه بالشاي.
*المقتدر بالله:
بويع المقتدر بالله جعفر بن أحمد في اليوم الذي توفي فيه أخوه المكتفي بالله، و كان يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس و تسعين و مائتين 19/آب/908 م). وكان له يوم بويع ثلاث عشرة سنة.
قتل ببغداد بعد صلاة العصر يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال سنة عشرين و ثلاثمائة (5/تشرين الثاني/932 م). فكانت خلافته أربعا و عشرين سنة و أحد عشر شهرا و ستة عشر يوما، و بلغ من السن ثمانية و ثلاثين سنة و خمسة عشر يوما.
أمه أم ولد يقال لها شغب، و أما أم المكتفي فكان يقال لها ظلوم.
*القاهر بالله:
بويع القاهر محمد بن أحمد المعتضد بالله يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين و ثلاثمائة (6/تشرين الثاني/932 م)، ثم خلع يوم الأربعاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة إثنين و عشرين و ثلاثمائة (28/نيسان/934 م)، و سملت عيناه، و كانت خلافته سنة و ستة أشهر و ستة أيام.
*المتقي بالله:
هو أبو إسحاق إبراهيم المقتدر. بويع لعشر خلون من ربيع الأول سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة (18/12/940 م)، و خلع و سملت عيناه يوم السبت لثلاث خلون من صفر سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة (26/أيلول/944 م) ، و كانت خلافته ثلاث سنين و أحد عشر شهرا و ثلاثة و عشرين يوما.
المستكفي بالله:
هو أبو القاسم عبد الله بن علي المكتفي، بويع يوم السبت لثلاث خلون من صفر سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة (26/9/944 م)، و خلع في شعبان سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة  لسبع بقين من هذا الشهر ( الخميس 26/12/954 م) ، فكانت خلافته سنة و أربعة أشهر إلا أياما.
أمه أم ولد، إسمها غصن.
و يقول إبن الأثير في تاريخه أنه لما بويع المطيع لله، سُلِّم إليه المستكفي، فسمله و أعماه، و بقي محبوسا الى أن مات سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.
*المطيع لله:
في سنة 363 هـ ، منتصف ذي القعدة، خلع المطيع لله (الثلاثاء 9/8/974 م)، و كان به مرض الفالج و قد ثقل لسانه و تعذرت الحركة عليه، و هو يخفي ذلك. فانكشف حاله لسكتكين هذه الدفعة فدعاه الى أن يخلع نفسه  من الخلافة و يسلمها الى ولده الطائع لله، و اسمه أبو الفضل بن عبد الكريم، ففعل ذلك و أشهر على نفسه بالخلع ثالث عشر ذي القعدة. و كانت خلافته تسعا و عشرين سنة و خمسة أشهر غير أيام.
*المقتدي بأمر الله:
يذكر إبن الأثير أنه في سنة 487هـ، في يوم الخامس عشر من المحرم (الجمعة 9/شباك/1094 م) توفي المقتدي بأمر الله فجأة. و كان قد أحضر عنده تقليد السلطان بركياق ليعلم فيه، فقرأه و تدبره و علم فيه. ثم قدم إليه الطعام فأكل منه و غسل يديه و عنده قهرمانته شمس النهار، فقال لها: ما هذه الأشخاص التي دخلت عليَّ بغير إذن؟ قالت: فالتفت فلم أر شيئا و رأيته قد تغيرت حالته و استرخت يداه و رجلاه و انحلت قوته و سقط على الأرض فظننتها غشية قد لحقته، فحللت أزار ثوبه فوجدته قد ظهرت عليه إمارات الموت و مات لوقته. قالت: فتماسكت و قلت لجارية عندي: ليس هذا وقت إظهار الجزع و البكاء فإن صِحت قتلتُـكِ، و أحضرت الوزير فأعلمته الحال فشرعوا في البيعة لولي العهد و جهزوا المقتدي و صلى عليه إبنه المستظهر بالله، و دفنوه و كان عمره ثماني و ثلاثين سنة و ثمانية أشهر و سبعة أيام. و كانت خلافته تسع عشر سنة غير يومين.
أمه أم ولد أرمنية تسمى أرجوان، و تدعى قرة العين.
أخفي موته ثلاثة أيام حتى توطدت البيعة لابنه المستظهر بالله.
*المسترشد بالله:
أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله ولد في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وأربعمائة (نيسان/1092 م) وأمه أم ولد وبويع له بالخلافة عند موت أبيه في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة (آب/1118 م). اسر في حرب له مع السلطان مسعود بن محمد السلجوقي في بهرزان، و حمل الى السلطان مسعود فأنزله خيمته و وكل به من يحفظه, فارق الخليفة من كان موكلا به، و كانت خيمته منفردة عن العسكر، فدخل عليه رجال مسلحون فقتلوه.
قتل المسترشد بمراغة يوم الخميس سادس عشر ذي القعدة سنة تسع وعشرين و خمسمائة (أيلول/1135 م)
الراشد:
أبو جعفر منصور بن المسترشد ولد في سنة اثنتين وخمسمائة (1109م)وأمه أم ولد ويقال إنه ولد مسدوداً فأحضروا الأطباء فأشاروا بأن يفتح له مخرج بآلة من ذهب ففعل به ذلك فنفع.
و لنا في الحجاج مثلا آخر مشابها للراشد، إذ أن الحجاج أيضا، و كما يذكر المسعودي، ولد بدون نقب فنقب عنه.
وخطب له أبوه بولاية العهد سنة ثلاث عشرة و خمسمائة وبويع له بالخلافة عند قتل أبيه في ذي القعدة سنة تسع وعشرين و خمسمائة (أيلول/ 1135 م) ، و بايعه السلطان مسعود السلجوقي، ثم اختلف معه لما بلغه أنه جعل الخطبة للملك داود إبن أخيه السلطان محمود، و كان الراشد قد حلف أن تكون الخطبة لمسعود.
جهز مسعود جيشا و توجه الى بغداد فهرب الخليفة منها و التجأ الى عماد الدين زنكي أمير الموصل.فجمع السلطان مسعود الأمراء و العلماء فقدحوا بالراشد، وكتبوا محضرا فيه شهادة طائفة منهم بما جرى من الراشد من الظلم وأخذ الأموال و سفك الدماء و شرب الخمر، و تقدم السلطان مسعود بطلب خلعه، فخلع سنة 530هـ (1135 م).
ومرض الراشد بظاهر أصبهان مرضاً شديداً فدخل عليه جماعة من العجم كانوا فراشين معه فقتلوه بالسكاكين ثم قتلوا كلهم وذلك في سادس عشر رمضان سنة اثنتين وثلاثين و خمسمائة (6/تموز/1135 م) وجاء الخبر إلى بغداد فقعدوا للعزاء يوماً واحداً.
كانت خلافته أحد عشر شهرا و أحد عشر يوما.
المستنجد بالله:
ولد في مستهل ربيع الآخر سنة 510 هـ (آب/1116 م)، و توفي في سنة  (1171 م)566 هـ.
يقول إبن الأثير أنه عندما  بويع المستنجد بالله أمير المؤمنين، واسمه يوسف، بعد موت والده؛ كان لأبيه  المقتفي حظية، وهي أم ولده أبي علي، فلما اشتد مرض المقتفي وأيست منه أرسلت إلى جماعة من الأمراء وبذلت لهم الإقطاعات الكثيرة والأموال الجزيلة ليساعدوها على أن يكون ولدها الأمير أبوعلي خليفة .            قالوا:: كيف الحيلة مع ولي العهد ؟  فقالت: إذا دخل على والده قبضت عليه. وكان يدخل على أبيه كل يوم. فقالوا: لا بد لنا من أحد من أرباب الدولة؛ فوقع اختيارهم على ابي المعالي ابن الكيا الهراسي، فدعوه إلى ذلك، فأجابهم على أن يكون وزيراً، فبذلوا له ما طلب.
فلما استقرت القاعدة بينهم وعلمت أم أبي علي أحضرت عددا من الجواري وأعطتهن السكاكين، وأمرتهن بقتل ولي العهد المستنجد بالله. وكان له خصي صغير يرسله كل وقت يتعرف أخبار والده، فرأى الجواري بأيديهن السكاكين، ورأى بيد أبي علي وأمه سيفين، فعاد إلى المستنجد فأخبره، وأرسلت هي إلى المستنجد تقول له إن والده قد حضره الموت ليحضر ويشاهده، فاستدعى أستاذ الدار عضد الدين وأخذه معه وجماعة من الفراشين، ودخل الدار وقد لبس الدرع وأخذ بيده السيف، فلما دخل ثارت به الجواري، فضرب واحدة منهن فجرحها، وكذلك أخرى، فصاح ودخل أستاذ الدار ومعه الفراشون، فهربت الجواري وأخذ أخاه أبا علي وأمه فسجنهما، وأخذ الجواري فقتل منهن، وغرق منهن ودفع الله عنه.
و يذكر إبن الأثير أن  سبب موت المستنجد أنه مرض، و اشتد مرضه، و كان قد خافه استاذ الدار عضد الدين ابو الفرج إبن رئيس الرؤساء، و قطب الدين قايماز المقتفوي و هو حينئذ أكبر أمير ببغداد ، فلما اشتد
مرض الخليفة، اتفقا  و وضعا الطبيب على أن يصف له ما يؤذيه، فوصف له دخول الحمام، فامتنع الخليفة لضعفه، ثم إنه دخل، و أُغلق عليه بابه، فمات. و يذكر إبن الأثير رواية أخرى عن مقتل الخليفة فيقول:  أنه دخل على المستنجد بالله يزدن و قايماز  فحملاه الى الحمام، و هو يستغيث، و ألقياه، و أغلقا عليه الباب وهو يصيح، الى أن مات.
أم المستنجد أم ولد، رومية،  إسمها طاووس، وقيل نرجس.

يتبع
محيي هادي -أسبانيا
[email protected]
تشرين الثاني/2003



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول
- با?ـر العيد
- شبيهو سالفوهم
- العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم با ...
- هل أجبر المتدينون البعثيين على شرب الخمر؟
- سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين
- آلمني إزالة قبر عفلق
- تنبيه و اعتذار و اضافة
- العنصريون لا يخدمون الوطن بل يقتلونه
- نص كلمة بعد الكلمة و النصف
- ياقوت الحموي ذكر اسم الأهواز أكثر من ثمانين مرة
- الأهواز أم الأحواز أم الأخواز
- الأهواز أم الأحواز
- تهنئة لأمينة عواد النيجيرية
- سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية
- باختصار: عرفات وسيف ديمقلوص
- لا العنصرية و لا الطائفية تمنعان الحب
- الأردن المنشار الذي لا ينقطع عن النشارة ذهابا ولا إيابا


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني