أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - استحقاقات ما بعد القبض على مجرم تفجير سامراء..؛؛














المزيد.....


استحقاقات ما بعد القبض على مجرم تفجير سامراء..؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القاء القبض على المتهم بتفجير قبتي الاماميين العسكريين في سامراء حدث ذي دلالات في غاية الاهمية. فاعترافات المتهم بجريمته المشينة قد بعثت بعدة رسائل في آن:
1- رسالة للعراقيين الذين لا يملكون زمام امرهم، ممن يرقص في كل عرس، ويلطم في كل عزاء حسب الطلب. فهذه الشريحة كانت وما تزال مشكلة بحد ذاتها، كونها وراء كل الافعا ل غير المسؤولة التي شهدتها بعض الاحياء في بغداد وغيرها من المدن. حيث ينسب لها اعمالا وتصرفات خرقاء تجاه جيرانهم وابناء حيهم من اخوتهم السنة، محملينهم مسؤولية ما حدث في سامراء في حينها.
هذه الشريحة البائسة لم يسعفها وعيها وثقافتها للبحث عن حقيقة ما جرى والجهات التي اشاعت التفاصيل المفبركة عن الذين قاموا بالتفجير والمتواطئين معهم ، حتى بات من شبه المؤكد لبعض المغفلين والجهلة واصحاب السوابق الاجرامية ان الاعداء على الابواب ولابد من التصدي لهم والثأر منهم . ولم يسأل الجهلة انفسهم قبل أن يتهموا أي جهة ، لماذا جارهم السني من يسائل او يسأل، ولماذا على الجار أن يدفع ثمن فعل لم يرتكبه وليس له علم بمن قام بتنفيذه؟؟.
وللحقيقة والتاريخ فقد صدرعن ادارة الوقف السني اشد بيانات الادانة والاستنكارالتي بثت على الهواء مباشرة الى المشاهدين في انحاء العالم، وعبرت عن الموقف نفسه شخصيات سياسية واجتماعية في بغداد وسامراء وانحاء اخرى من العراق.

و في غياب الحكمة والتعقل، غدا الانحدارسريعا صوب الهاوية التي اريد للعراقيين السقوط فيها. فقد افتعلت المعارك الجهادية وما رافقها من جرائم قتل وتهجير وتخريب لعلاقات الجيرة والسلام الاجتماعي الذي ترسخت جذورها عميقا في ضمير المجتمع عبر مئات السنين. وكان لهذه الافعال ردود فعل مضادة، اتخذت نفس اساليب القتل والتهجير لتدمير الطرف الاخر وردعه. لقد وفر الفعل ورد الفعل الجسر للحرب الطائفية التي حلم بها اعداء العراق والتي اوشك تفجير سامراء أن يكون الشرارة التي تشعل فتيلها.
وها نحن شهودا على خيبتهم ،فهل يفيد هذا الدرس الجهلة والسذج فيتعلموا أن لا يكونوا مرة اخرى ادواة طيعة بأيدي ذوي النفوس المريضة والحاقدة، وهل يشعرون بالندم على ما اقترفت اياديهم من جرم مشهود، وهل سيدفعهم الدرس الثمين هذا، لشد الرحال بحثا عن الجار الذي هجر عنوة من محل سكناه مخلفا ممتلكاته الشخصية العزيزة على نفسه، من ملابس وحلي واثاث ولعب وحقائب اطفالهم المدرسية. هل سيقدمون له الاعتذار وطلب المغفرة ؟ وهل يكفي الاعتذار لنسيان ما حدث، واعادة المودة المجروحة الى مكانها في القلب كما كانت وكما يجب أن تكون؟

2- أن اعترافات المتهم بمسؤوليته عما حدث ، يوجه رسالة قوية الى قادة الميليشيات الشيعية والسنية على حد سواء ، ينذرهم بالكف عن اللعب بعقول وعواطف الاحداث والشباب واستغلال حالة الفقر التي يرزحون تحتها، بفعل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به اقتصاد البلد وانتشار البطالة وقلة فرص العمل. ويذكرهم باَن ما قاموا به من حرق متبادل للمساجد وتهجير وتخويف للمواطنين العزل وما رافقه من قتل متبادل، لم يأتي بالمنفعة لاي طرف ، بل بالعكس اوقد نيران الفرقة بين ابناء الحي الواحد والبلد الواحد، وكبد المواطن مزيدا من المعاناة والفقر والحرمان والحسرةعلى الضحايا البشرية والخسائر المادية. ويذكرهم ايضا بان مرتكبي تلك الجرائم مهما اختلقوا لها من تبريرات لن تنجيهم من العقاب وملاحقة القانون. وان ما ارتكب من افعال لا يجد له تفسيرآ في قاموس المصطلحات النضالية، فهو بكل المقاييس والثقافات الانسانية يندرج في قائمة الجرائم المخلة بالشرف و يوصم مرتكبيها بالمجرمين والاشرار.

3- كما وجهت ايضا رسالة واضحة للمرتزقة الارهابيين، بأن مقاومة الاحتلال ، لم تكن الا ستارا لاخفاء حقيقة اهدافهم الشريرة المدفوعة الثمن لخدمة مصالح جهات اجنبية، لخلق الفوضى وتأجيج الصراع الطائفي داخل المجتمع العراقي. ومهما تنوعت اساليب التمويه و مهما طال الزمن، فأن العراقيين سيزدادون وعيا وتصميما للتوحد في النضال المشترك، لاعادة بناء بلدهم واستئصال الارهاب الوافد من خارج الحدود، والقضاء على منابع تمويله وحواضنه في أي جزء من البلاد.

4- والاهم والاكثرمدعاة للدراسة والعبر، هي الرسالة الموجهة للقوى الدينية في الائتلاف الشيعي، التي كان لبعض اطرافها دورا فوضويا في خلق اجواء التوترالخطيرة التي تصاعدت بعد حادثة التفجير المأساوي في سامراء. تلك الاحداث المؤسفة التي لامبرر لها،كان من الممكن والمفترض الوقوف ضدها بحزم لايلين واستخدام كل وسائل الاعلام المتاحة والعلاقات الحزبية وغير الحزبية للجمها وكبح جماحها. لقد كانت غير مبررة وما كان لها أن تحدث ابدا لو وظف العقل السليم لمعالجتها.
لقد ذهب ضحيتها ابرياء لا تتوفرلنا عنها اي احصائية عن اعدادهم وافراد عوائلهم الذين تركوا بدون عون او تعويض عما لحق بهم. ولا يعرف فيما اذا اضطلعت السلطات الحكومية باية مسؤولية في متابعة قضاياهم وشمولهم بمعونة الضمان الاجتماعي، او أي معونة اخرى يتكفلها القانون في مثل هذه الاحوال لانصاف الضحايا وذويهم. ولذا سيكون من الواجب الاخلاقي أن تبدأ الجهات القيادية في الائتلاف الموحد بمبادرة لشمول ذوي الضحايا بكل مساعدة ممكنة للتخفيف مما اصابها واعادة دمجهم مع بقية افراد مجتمعهم.
وعلى الشرفاء في جيش المهدي وغيره من التجمعات، أن يعترفوا، بان ما ارتكب باسمهم من قتل وتهجير بحق اخوة لهم من السنة بعد تفجير سامراء، كان اعتداءً اجراميا يدينوه بكل قوة وصراحة ، ويتحملون المسؤولية الكاملة عما حدث. وان الاعتذار لذوي الضحايا يعتبر السبيل الافضل لغسل اثار ما حدث، وهو وحده الكفيل باعادة وشائج المودة والاخوة بين افراد الشعب الواحد.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرزاني والطلباني يلعبان بالنارفيما سيادة العراق تنتهك..؛؛
- التحالف الثلاثي الجديد نذير شؤم ام بارقةأمل..؟؟
- من وراء نهاية زواج المتعة بين الكورد والشيعة..؟
- ما حاجة خطة فرض القانون للدعاية لها في الفضائيات
- الا يخجل الصدريون كونهم...صدريين؟؟
- دولة نصف حكومتها وبرلمانها يتخم في عمان وطهران والخليج
- تفكيك التكتلات الطائفية شرط لتفعيل دور البرلمان
- ليت للحقيقة قدرة النطق...يا دولة رئيس الوزراء ؛؛
- ليت للحقيقة القدرة على النطق...يادولة رئيس الوزراء ؛؛
- الفنانون العراقيون... الصورة المنسية عن العراقي الاخر
- يارخص الوطن من ينشرى وينباع..؛؛
- الباحثون عن الجنة في برك الدماء
- محنة المرأة البصرية وصمت سلطة القانون؛؛ بمناسبة اليوم العالم ...
- من المسؤول عن العاطلين عن العمل؟؟
- الاعدام جريمة قتل لا ينبغي لدستورنا ان يجيزها؛؛
- فيدرالية ديمقراطية ام نسخة معدلة لنظام طالبان الافغا-ايراني
- تشويه صورة المعارضة سياسة مآلهاالفشل يا حكومة؛؛
- لماذا ننتقد مشروع قانون النفط
- سماحة المرشد الاعلى لفدرالية الجنوب السيد عمار الحكيم المحتر ...
- رسالة من مواطن الى السادةفي الحكومة والمعارضة الافاضل


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - استحقاقات ما بعد القبض على مجرم تفجير سامراء..؛؛