أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر سالم - في ظل وبأسم المقدس















المزيد.....

في ظل وبأسم المقدس


ثائر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استغلال عواطف الناس ، القومية ، العقائدية ، و حتى مقدساتهم الدينية، وحسن نواياها، لخلق مشاعر توحد ، طائفي، مذهبي ، قومي ، يقفز فوق المصالح الاساسية ، الاجتماعية ، للناس والبلد، كانت دائما قرار سياسي ، لايمكن تحقيقه الا عبر الدولة . ويهدف لتحقيق مشروع سياسي ما ، بهذه الرؤية او تلك . فالدولة في الواقع ، هي صاحبة المشروع ، والقرار، وليست معبرة عنه ، كما يحاول الزعماء الطائفيون الادعاء، لاخفاء حقيقة مصالحهم الاقتصادية واهدافهم السياسية ، في السيطرة على الدولة والامساك بالحكم. ذلك ان مشروع الطائفة لا يمكنه ايجاد حل لتناقض المصالح الاجتماعية والسياسية ، ولا الغاء وجود تلك التناقضات في اطار الطائفة.
تلك الحقيقة يعيشها الناس يوميا. وهي تفضح وهم وكذب الطائفية. فمصالح الطفيليين، الفاسدين (التقدمي والرجعي منهم) ، البرجوازية الكومبرادورية، وكل شركاء الاحتلال وشركاته ومقاولاته ، حتى وان لبست ثوب الدين، الليبرالية ، القومية ، والماركسية ، لايمكنها التضحية بمصالحها، مع المحتل ،..ولا بآلية تحقيق اهدافها ، الاستحواذ على او سرقة حقوق وعمل الغير ...او حتى ثروات البلد والناس، مادام ذلك، ممكنا ومضمونا ، في ظل القانون، الذي صاغته هي ،.. والمعبر عن مصالحها، وبدعم واسع من المحتل، يقايض فيه ذلك، بالسيادة والاستقلال ، وثروة البلد.
ان عواطف التوحد القومي والطائفي ، تبقى افضل الاوهام ـ الادوات في لعبة المصالح والسياسة ..والامساك بالسلطة باي ثمن. فتلك الاوهام التي تزرعها، لا علاقة لها بالواقع، حتى باستثمارها، بقراءة تأولية ما، للجزء التاريخي، الواقعي منها. ولا علاقة لها ايضا، بقراءة ذلك القسم النبيل ، المحروم من مظاهر الحياة الكريمة .. الذي وجد في بعض الماضي ، تعويضا ومواساة ، عن ظالم يرزح تحته ، وسببا لامل في غد ، يحقق تلك القيم المجردة ، العادلة برمزية شخصية ، ينتجها التاريخ .
فحياة الناس اليومية ، وقسوتها بل بشاعتها ، وخوفهم على حياة ابنائهم ، ومن مجهول مستقبلهم ، ..هو الذي يوحدهم على مشروع يتخطى، كل الحدود الوهمية ، التي عاموا عليها ، او خدعوا بها، فترة من الزمن. فالتجربة كافية لان تضيء الطريق الى الحقيقة ...الى مشروعهم او مصالحهم الاجتماعية. فالفقراء والمظلومون والمحرومون، الذين تحملوا العبء الاكبر من المظالم ، لازالوا يعيشون حياة ابعد ما تكون عن ابسط متطلباتها.
بهذه المعاناة وباسمها ، خاضت الطفيلية وحلفائها وشركائها، من المثقفين " العضويين او الاجتماعيين" حتى ذلك الذي لبس العباءة " الدينية" مجازا او زورا، معركتها من اجل السلطة والثروة. ومارست اكبر ميكافيلية في تاريخ العراق الحديث،... فجردت الفعل السياسي ، من اية محددات ، قيمية ، انسانية عامة،.. فكانت ابشع جرائم القتل والاعتداء.. النهب والسرقة.. الفساد والافساد ..و بقاء اوضاع البؤساء تزداد سوء على سوء.
قد يتمكن البعض من الاستمرار في ، استغلال المقدس او العقائدي، وقرائته بتاويل خاص ، مخفيا منافعه او اهدافه الشخصية ،.. مستثمرا نزعة الايمان الصادق في الناس،..او مواصلا نهج التذرع بخطايا الاخر،... ولكن الحقائق على الارض... ستبقى حقيقة المشاريع والاهداف، التي قيلت او ستقال. وسيجد الناس الوسيلة ، لتقديم بديل من صلبهم ، يمكنه تقديم قراءة تكون:.. اولا: اصدق تعبيرا عن هذا المقدس،... وثانيا: بامكانها ان تكون نافعة لهم في دنياهم وليس في اخرتهم فقط.
حينما توحد الناس مصالحهم الحقيقية ، لا اوهام ، تأويلات ، او اكاذيب..يجرى فيها استثمارهم في تحقيق مشروع سياسي ضد مصالحهم.. يمنح السلطة والثروة ، لنهابون وسراق جدد، او لجهلة ، متعصبون ، لهويات لا يفقهون جوهرها ، ولا تاريخية ،اي معطى انساني لها. فمثل هؤلاء الوطن بالنسبة لهم، يعنيهم بمقدار تلبيته او تعبيره عن تلك الرؤية المتعصبة ، لهوية اصغر وافقر مضمونا. حينها يغدوا الانقسام واقعيا ، قائم على اسس اجتماعية ، لاتحمل اية امراض للتعصب والكراهية والعداوات اللامنطقية ، بين ابناء الوطن ، الشريحة ، الطبقات المتقاربة المصالح.
سيضم الخندق الاول ، عمال وفلاحون..كسبة واجراء ..عاطلون او عاملون مؤقتون ، كل الفقراء المعدمون. وكل محدودي الدخل من مثقفين " عضويين " مهنيون ، خبراء ، مهندسون ، وتكنيكيون ، واداريون ، ..موظفون نزهاء لا يقبلون سرقة بلدهم..علماء او مثقفين اجتماعيين ،..رجال سياسة وفكر ، ادب وثقافة ودين .. يحترمون الحقيقة والعدل ، ولن يبيعوا ضمائرهم . هذه الشريحة ، على تنوعها ، تتعرض لمن يسرق عملها او يظلمها وينهب ثروة بلدها ، ومستقبل ابنائها، من ابن قوميتها او طائفتها ، كما يفعل شبيهه في الطائفة الاخرى.
والمجموعة الاخرى تتكون من البرجوازية الكومبرادورية ، والفئات والطبقات والشرائح، الطفيلية. الفاسدون، فساد ذمة او تعصب، من كل الشرائح والفئات،..من المهنيين والفنيين ، المثقفين ورجال الفكر او السياسة .. ، هؤلاء لا يرون في الوطن، الطائفة، القومية، العقيدة اي كانت.....الا اداة تحقيق الطموح للاستحواذ على الثروة والسلطة او احدهما. هؤلاء لن يترددوا في التضحية بمصالح البلد ، ومصالح ُبناته الحقيقيون، المرتبطون به.. ضرورة اقتصادية او ادراكا تاريخيا، ولا في تجاوز اساسيات، منظومتها القيمية المدعاة.

الفارق سيكون جليا بين ، ثقافة هاتين الشريحتين . الاولى ثقافة بناء الوطن والمواطن واحترام حقوقهما وكرامتهما وصيانة السيادة والاستقلال وحماية ثروات البلد . اما الفئة الثانية ، فان مصالحها ، الخاصة ، الشخصية على الاغلب ، هي الفساد والافساد ..وفي اسقاط او تشويه، كل قيم الاستقلال وحماية ثروات البلد من النهب والتبديد. رغم ان مصالح الناس، تلعب الدور الاساسي في افشال تلك المشاريع ، الضارة بهم وببلدهم، الا ان موقف المثقفين ، يبقى هاما في تعرية تلك الفئات ، التي لا يهمها غير مصالحها الخاصة ، حتى لو كانت على حساب مستقبل البلد.
زرع ثقافة العجز ، والتشكيك بقدرات الوطن والشعب ...،وتضخيم قدرات المحتل ، او اي طامع بالبلد ..، امر تفعله دوما هذه الفئة، المرتبط وجودها ومصالحها،..بالمحتل والطامع . فبقراءة كاذبة ولا اخلاقية ، للمقدس، بكل اشكاله الديني، الماركسي ، القومي، الليبرالي... جرى تدمير بلد ونهبه ، وتحطيم مقومات تطوره واستقلاله. وقتل مئات آلاف الابرياء وتهجير الملايين ، داخله وخارجه ..علماء وفنيين ومثقفين وعوائل واناس ابرياء .
تفجير الجوامع والحسينيات والكنائس واماكن العبادة الاخرى التي ظلت دوما آمنة ، في كل العصور...المدارس والمستشفيات ..وقتل الاطفال والشيوخ في الاسواق والمستشفيات.. قتل بعض المسلمين لبعضهم، وغيرهم من المتدينين، ومن غير المتدينين... سلب ثروة البلد وموارده وتهريب ممتلكاته وآثاره..كل هذا وكثير غيره من جرائم عصابات، الخطف والسرقة والقتل، تم في ظل هذا المقدس ، بكل اشكاله ، بل وجرت ايضا عملية تظليل ، وتبرير الاحتلال ، والدفاع عن الكثير من سياساته المنافية لابسط حقوق الانسان ، التي جاء من اجل اقامتها او حمايتها، والتي قوبلت باستهجان في بلده ومن لدن شعبه ذاته...حتى باتت جهنم التي يخشاها الناس.. حقيقة اقامها لهم الاحتلال على الارض،.. يعيشها المواطن في يومه ،.. في حريته واسره،... .



#ثائر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاوطان لا يبنيها الخائفون على تعصبهم اومن تعصب غيرهم
- الليبرالية ..حضارة واجندة نظام صاعد ام محاصر؟
- لحظة مفصلية في مستقبل العراق
- اتفاق المالكي بوش ...تحرير الامريكي واحتلال العراقي
- اتفاق مهين لتاريخ الشعب وكفاحه الوطني
- العملية السياسية ..تغيير في الاسس ام اعادة انتاج
- العراق....بوابة العالم الجديد ام محطة حاسمة في موت مشروع
- الحوار المتمدن..تجربة ..اوسع من الحوار وارحب من التمدن
- الديموقراطية ..التي تضيق ذرعا ..بذاتها وحتى بهوامشها
- االشيوعية بين..الحلقة 2
- الشيوعية...بين.. رومانسية الحلم ... ومشروع العدالة... وواقعي ...
- شعلة اكتوبر
- المصداقية ...الموضوعية.. في الممارسة السياسية
- ّالمصداقية ...الموضوعية ...في الممارسة السياسية
- درس بالغ الدلالة
- حول قانون تقسيم العراق
- قراءة هادئة ..في مشروع تقسيم العراق
- الوطن..صناعة تاريخ ام ارادة جماعة
- قراءة هادئة في... قانون تقسيم العراق
- الانسان والاوطان في سياسة الامريكان


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر سالم - في ظل وبأسم المقدس