محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:10
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تماماً كما توقع المراقبون والمهتمون بالشأن العراقي ان التحالف الثلاثي بين الحزبين
القوميين الكرديين والحزب الاسلامي لن يعيش اكثر من فترة الاحتفالية له,حيث وُلدَ
مُشوهاً بسبب التكتيكات وهد فها لازالة المالكي او على اقل تقدير الضغط عليه لتلبية
شروطهم في القضايا العالقة والتي يُسمونها غير قابلة للتأجيل ويعتبرون ان المالكي
يقف حجر عثرة امام هذه المطالب.وقد بنى ابطال هذا التحالف الثلاثي امالاً كبيرة
لتحقيق مأربهم لكن الاعتراض على هذا التحالف الذي لم يحسبوا حساباً له قلب موازين
القوى واصبح هذا التحالف في مهب الريح.واصبح موقف الهاشمي صعب للغاية حيث
تصرف بعيداُ عن حلفائه في جبهة التوافق.فحضر العليان بعد طول غياب و زار المالكي
"لسلامته"الصحية او لبقاء وزارته لحد الآن بالرغم من انسحابهم منها,واجتماع الهاشمي
مع المطلك وباقي الكتل المنسحبة ليعلنوا انهم ليسوا ضد المالكي وانما ضد تلكئ عمل الوزارة,
ويعلنوا بنفس الوقت عن تشكيل تكتل سياسي جديد لتصحيح مسار الحكومة,
عبر"ايصال الوزارة بجهاز"كَي.بي.اس"الجديد الذي يعطي السائق المسار الجديد ويتبع
ارشادات المتحدث_ة.املاً بأن هذا التحالف الجديد قد يُقلص الهوة مع الحكومة وعزل الاكراد.
والحقيقة التقط الاذكياء هذه الاشارة فصدر نصريح جديد من احد القادة البرلمانيين
الاكراد فقال ان الاكراد(يقصد السياسيين)لايريدون الاطاحة بالمالكي!!اذا صحّ ذلك فلمَ
التحالف الثلاثي اذن في وقت كان بينهم تحالف خماسي وقبله رُباعي؟
الان وقد اتفقت القوائم المعارضة كلها على اسناد المالكي,ليس حباً به, وانما خوف
الهاشمي وحلفاءه من استيزار بعض المرشحين من اهل الانبارفي الحكومة الذين قدموا
للوطن في طرد القاعدة من المنطقة الغربية اكثر مما قدم الهاشمي وحلفائه للاستقرار
وللامن في العراق.وحتى لا تذهب جهودهم مع الرياح جاؤا واجتمعوا ليتفقوا لدعم
المالكي لان سقف طلبات الاكراد تعدى المألوف,ومن بين ذلك ان نيجرفان يجتمع مع
المسؤولين في كركوك والموصل لبحث اوضاعها اظافة الى مسؤولي الاقليم هذا من
ناحية ,ومن ناحية اُخرى ان لا تذهب الحقائب الوزارية منهم الى اهل الانبار. اما ومن
طرف المالكي وحلقته من المُستشارين الواسعة والتي تبين فيها ان مريم الريس مازالت
طرفاً فيها,استخدمت ورقة الوزارات لاهل الصحوة بوجه التوافق ,وهذا ليس موقفاً
اخلاقياً وسوف يُسبب له,للمالكي,احراجاً كبيراً,لكن في النهاية انها السياسة,انها مصالح
لاغير وليست اخلاق!
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟