|
ايران وطرق الحوار معها
اثير الخاقاني
الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الحكمة ان تتعامل الدول ذات القرار الدولي (امريكا ـ الاتحاد الاوروبي ـ روسيا ـ الصين) فيما يخص الشأن الإيراني وملفها النووي الملتهب وان تتخذ حركة الحوار أساسا من الاعتراف بحق ايران في امتلاك مصادر القوة والطاقة المؤمّنة بالضمانات الدولية بنسب تحددها طبيعة الحوار المقترح، ليحد من حالة التحدي التي تطفو على السطح بين الحين والآخر لتهدد عملية السلام برمتها في الشرق الاوسط والطرق الناجحة في مد الحوار بعد نجاحه كفكرة أخمدت لهيب المعارك التي استسلم امامها احدث الطائرات واقوي القذائف واشجع المارينز واكثر المرتزقة وحشية !! هو في تغيير الخطاب الامريكي بالذات تجاه ايران من لغة الإنذار بالضربة العسكرية او بفتح ملفات الديون المسبقة على إيران من أيام الشاه والتي تبلغ مئات الملايين من الدولارات وهي بزيادة مستمرة من حيث الفوائد، الى تحريك مجلس الامن بشكل معلن لاتخاذ قرارات حاسمة لفرض عقوبات اقتصادية وتكنولوجية على ايران. وهذه اللغة "المحاسبية" تشجع على أسلوب المناورة والتمرد على القرارات الدولية التي تتخذها السياسة الإيرانية باتجاه تلك السياسة، يضاف الى ذلك ما لدى ايران من اوراق للضغط قد تؤدي الى هزات عنيفة في الخليج والعراق ولبنان والقارة الافريقية من خلال امتداداتها القوية في تلك الدول، ان مجرد الفرض بجعل ايران في مأمن من عملية التحييد الدولي التي تمارسها السياسة الامريكية والاوروبية ضد ما يسمى "محور الشر" او الدول المارقة، ربما تؤدي في نهاية المطاف الى تقليل واضح في تسارع ردود الفعل الناجمة عن الاحساس بالخطر لدى ايران، وهذا اتجاه ظهر واضحاً لدى بعض الكتاب في الولايات المتحدة كـ "توماس فريدمان" الذي كتب مقالا بعنوان من ينصح ايران النووية، يذكر فيه : ان روبرت زويلك المساعد الاسبق لوزيرة الخارجية الامريكية رايس ألقى خطابا امام اللجنة القومية للعلاقات الامريكية الصينية حث فيها الصين مرارا وتكراراً على ان تصبح (صاحبة مصلحة) في النظام الدولي، وانتهى الأمر الى انه لا توجد كلمة في اللغة الصينية مقابلة كلمة (صاحبة مصلحة) وكان رد الفعل الصيني المباشر هي الحيرة والتوجه الى القاموس...ربما كان الفهم الصيني لها هو في ادراك اللعبة واداء الدور الواضح في دعم السياسة الدولية والامريكية بالخصوص لتساعد على فك بعض الازمات التي تواجه سياسة بوش مثلا بازاء ما يقابلها من دعم امريكي فيما تواجه الصين من ازمات تملك امريكا الحلول لها، ان هذا الفهم من الممكن تطبيقه مع ايران التي تمتلك حجما يضاهي الصين في الحيز الذي تلعب فيه دور القطب الذي لاينافسه الا اسرائيل من بعض النواحي كذلك فان الحوار على مستوى العراق من الممكن ان يساعد على حل مشاكل عالقة بين ايران وامريكا والاتحاد الاوروبي قد لاتمت الى الازمة العراقية بصلة الا من ناحية ان العراق حينئذ سيشكل طاولة للحوار والذريعة التي لاتفقد امريكا هيبتها لو جلست مع ايران لتصفية حساباتهما بلغة الدبلوماسية بعيدا عن التلويح بالحل العسكري، لماذا ينبغي ان نلجا في طريقة الحوار الى اسلوب احادي وهو الذي قد تتردد منه كلا الدولتين (ايران وامريكا) ذلك الاسلوب الذي يعتمد جانب الخضوع من احد الطرفين للآخر، كلا فهناك من الاساليب السياسية التي قد تنشأ من مشتركات بعيدة عن خدش السيادة او التقليل من الهيبة، فمن الممكن ان يعتبر الساسة في البيت الابيض ازمة العراق منفذا لقيام حوار بصيغ متعددة فهناك حملة اعادة اعمار العراق والعملية السياسية الجارية فيه وسبل دعم الحكومة ونشر مبادئ الاسلام المعتدل او ديمقراطية الاسلام، وغيرها من الصيغ التي توسع باب الخيارات للحوار بين الطرفين بلا تنازلات ثم هناك في الساحة العراقية العديد من الوصلات السياسية المتمثلة بالقيادات الحزبية الاسلامية ذات العلاقة الطيبة مع ايران كالمجلس الاعلى بزعامة الحكيم وحزب الدعوة بقياداته المتعددة كالمالكي والجعفري والاديب وغيرهم.. وحتى الطرف الكردي الذي يمثله جلال الطالباني لديه القدرة على تفعيل الحوار مع ايران وبالخصوص صلاته مع احمدي نجاد التي تمتد الى سنوات القتال ضد النظام البائد في العراق، والتي الفت بينهما علاقات جيدة، كل تلك الرموز من الطبيعي لها ان تلعب دورا مهما في هذا المجال وهذا مابدا واضحا لا مريكا بعد جلسات الحوار التي جرت في بغداد هذه الايام باقامة الحوار بعيدا عن الاملاءات والقيود وارجأت الضغط الاقليمي قليلا عن ساحة العراق وبالمقابل كانت الاجواء مقبوله لدى ايران وادى الى كسب المعركة في العراق وهدات بغداد وانزاح كابوس الحرب الاهلية عنها وخف الدعم عن المليشيات ... أليس هذا ثمرة مطمئنة لفعالية الحوار، وكما يذهب رويل مارك غيريشت (زميل مقيم في معهد امريكان انتربرايز بواشطن العاصمة) : "ان البعض ـ ومعظمهم الالمان والبريطانيون ـ يعبرون عن املهم في ان تكون ادارة بوش اوسع صدراً واكثر مبادرة في حوافزها لايران مثل الغاء جميع العقوبات فورا وعرض مغريات تجارية اخرى والتحدث بصوت اعلى وبسخاء اكثر عن وضع حل نهائي لجميع المشاكل المتعلقة بديون ايران في عهد الشاه، بعض كبار المسؤولين الامريكيين يأملون بان مشاركتهم في حوار المجموعة الثلاثية الاوروبية مع الايرانيين سيوفر للنظام الديني شيئا يريده وهو الاتصال المنتظم المباشر ان لم يكن اعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية...
#اثير_الخاقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوتو وانتخاب الموت
المزيد.....
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
-
الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز
...
-
استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
-
كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به
...
-
الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي
...
-
-التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
-
أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
-
سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ
...
-
منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|