أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس الكامل - ظاهرة الانتحاريين ( عندما يختلط الدين بالسياسة )















المزيد.....

ظاهرة الانتحاريين ( عندما يختلط الدين بالسياسة )


فارس الكامل

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(( يحب الأمريكيون البيبسي كولا..ونحب نحن الموت ))
فتى مقاتل في طالبان
إلى كل شهدائنا من ضحايا الإرهاب في العراق
تسترعي ظاهرة الانتحاريين الكثير من اهتمام الباحثين وتدخل هذه الظاهرة ضمن اهتمام علم النفس والاجتماع والتاريخ والسياسة ويسلط كتاب ( جسدي سلاحا) للكاتب كريستوفر رويتر الضوء على هذه الظاهرة .
بدا اهتمام المؤلف بهذه الظاهرة منتصف التسعينات في إسرائيل ثم في لبنان وإيران وقام بتتبعها في التاريخ القديم والحديث وصولا إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحجم الدمار الذي خلفته هذه الحادثة على أمريكا وإستراتيجيتها تجاه العالم وركّزت اهتمامها على تنظيم القاعدة الذي دخل بقوة في استخدام هذا التكتيك وتدبيج الفتاوى في خدمة مصالحه وإعطاء صكوك الغفران لشهداء ال ( تي أن تي ).
ومن المعلوم ان هذه الظاهرة غير مقصورة على طائفة معينة أو دين معين بل هي ظاهرة عالمية تستخدمها الكثير من الفرق والأحزاب والحركات عندما يتيه الموت بين الغاية والوسيلة ، فقد استخدمها حسن الصباّح أمير الحشاشين في العصر العباسي وقام باستغلال قلة مستضعفة لإنزال الضربات القاتلة بالقوة الكبيرة وخلف عدد من الفدائيين الذين لايبالون بالموت بعد أن يتعاطوا الحشيش وكانوا يستخدمون الرماح لا السم والأقواس والسهام فكان الهدف يضرب من قريب ويتحاشون الهرب فالذي تحت تأثير المخدر لايهاب الموت وباستطاعته فعل أي شيء وبالتأكيد انه ذاهب إلى الجنة الوهمية التي جهزها الصبّاح لهم من دون حساب وتنتظره الحسناوات فيها ، واستخدمها الطيارون اليابانيون ( الكاميكاز ) في الحرب العالمية الثانية ضد الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر ومن قبلهم أجدادهم الساموراي في القرون الوسطى حين قرروا أن ينتحرون جميعا بعدما فشلوا في رد الشرف والكرامة فغرسوا سيوفهم في صدورهم بعدما أهين قائدهم وانتحر فماتوا جميعا ولاءً لتعاليم البوشيدو ، واستخدمها المجاهدين تحت قيادة عمر المختار في ليبيا ضد الاستعمار الايطالي عندما كانوا يربطون أرجلهم ويسددون بنادقهم حتى آخر رصاصة مع آخر نقطة دم ، .واستخدمت هذه الطريقة في اغتيال راجيف غاندي حين ركعت الفتاة التاميلية لدى قدمي راجيف غاندي وفجرت كمية هائلة من المواد المتفجرة داخل صدريتها التي يغطيها زيها الهندي وكانت هذه الحادثة واحدة فقط من عمليات انتحارية لاتحصى نفذها نمور التاميل في سيرالانكا ، واستخدمها أعضاء حزب العمال الكردي بقيادة عبد الله أوجلان . وما يفعله الانتحاريون اليوم في العراق ماهو إلا نتيجة لهذه التراكمات مع استخدام أبشع الوسائل في قتل الأبرياء.

أمثلة كثيرة نحتار في تصنيفها ...هل هي أمثلة على مدى التفاني والإخلاص ؟ أم هي دليل على نوايا انتحارية ناتجة عن اليأس ؟ وما أكثر ما يجتمع العدوان مع الانتحار في منظومة سلوكية واحدة .
ومن الملاحظ أن تاريخ العنف يتقاطع في عدة نقاط مع تاريخ الأديان ، فقد استخدم الوازع الديني لخدمة أغراض دينية ( دنيوية في الأصل ) والذي من المفترض أن يكون هذا الوازع أو الدافع الديني هو مصدر للخير والسلام ( مع التأكيد هنا أن هذا العنف السلوكي ينتسب إلى المنتسبين للدين لا إلى الدين نفسه )، لان المشكلة تزداد تعقيدا بمواقف لفيف من المنتسبين للدين يحملون تأويلات وتفسيرات لنصوصه وأصوله تلبس الإرهابيين من أتباعه ثياب المخلصين الأوفياء لدينهم وعقيدتهم ، ومما يذكر هنا ان الآشوريين كانوا يعلنون الحرب ضد أعداء الإله لكي يظهروا عظمة معبودهم ومجده مما يضفي القدسية على معاركهم وبالمقابل كان يسلب أي قدسية عن أعدائهم مما جعل الكثير من أعدائهم يستسلموا دون قتال لأنهم لايجرئون على محاربة الرب.وكان الكهنة هم وسيلة الإعلان والدعاية في هذه الحرب المقدسة وكان لحضور آلهة الحرب في ميدان المعركة الأثر الكبير في إضفاء الشرعية على أعمال وخطط القواد والجنود في ساحة المعركة .
وفي إسقاط معاصر لما جرى في العصور الغابرة قبل آلاف السنين يذكر الدكتور عدنان حب الله في كتابه القيم (جرثومة العنف ) كيف كان يستخدم الشباب الإيرانيين كأداة بشرية لتفجير حقول الألغام ليمهدوا الطريق لباقي قطعات الجيش للهجوم في حرب الخليج الأولى ( 1980 – 1988 ) فهم حقا كانوا حسب تعبير جان بودريار( يقاتلون بموتهم ) بعد أن حصلوا على صكوك الغفران أو ( مفاتيح الجنة ) من فقهائهم الذين اختلفوا في سؤال جوهري إلى فريقين وسألوا السؤال التالي من اجل تمرير الفتوى التي تبرر ذهاب من هم بعمر الزهور إلى حقول الألغام وهم باسمون ، وكان السؤال :-
حينما ذهب الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء .هل ذهب طلبا للشهادة في سبيل إعلاء كلمة الحق؟ . أم ذهب إلى معركة واستشهد فيها طيب الله ثراه ؟...
وكانت كفة العلماء الذين أفتوا بأنه ذهب إلى الشهادة أرجح من الثانية من اجل تمرير الفتوى بإرسال الشباب إلى حتفهم واللعب بالدين على السياسة لتحقيق مكاسب على الأرض ، ولو عرض على نفس هؤلاء الفقهاء الذهاب مع الشباب لما صدرت الفتوى أصلاً ، ومما يذكره الكاتب كريستوفر رويتر إن مفاتيح الجنة التي وزعت على الشباب في الوجبات الأولى للدروع البشرية كانت مصنوعة من المعدن ثم استبدلت في الوجبات اللاحقة بمفاتيح بلاستيكية لان لقطعة المعدن هذه ثمن ، وقد تتحول إلى رصاصة لتقتل جندي من العدو هو مسلم غالبا وإنسان دائما وهي اثمن من حياة القاتل والقتيل ..؟ !!!
وهذا اليأس واللعب بالسياسة على الدين يغذيه الآن فقهاء الإرهاب من منظرين للحركات السلفية المرتبطة من قريب أو بعيد بتنظيم القاعدة خصوصا وبالتنظيمات المتطرفة عموما والذين يصممون ولأسبابهم الخاصة على دفع الشباب المغرر بهم من اجل ممارسة الجنس مع حور العين .
وما كان محلل بالأمس أصبح من الكبائر اليوم والعكس بالعكس وبتدخل مباشر من أمريكا. فما كان جهاداً واستشهاداً قبل أحداث 11 سبتمبر أصبح محض انتحار بيّن وهذا ما أعلنه مفتي السعودية عبد العزيز آل شيخ وأعلنت المعارضة السعودية في الخارج على إن هذه الفتوى الأمريكية لم تكن لتصدر لولا الضغوطات الأمريكية.وهذا ما يؤكد تبدّل الفتوى وفقا للسياسة لا العكس،حسب وجهة نظر المعارضين ، وان الفتوى هدفها أسامة بن لادن وتنظيمه لا الفلسطينيين .

ووفقا لقواعد السلوك الإسلامي فان هناك فرقا حاسما بين الاستشهاد والانتحار ، ويضع الإسلام الانتحار على راس المحرمات . فمثلما يكون الموت في المعركة ، أي الموت بيد شخص آخر في سبيل قضية جديرة بالاحترام شرفاً ، فقد اعتبر قتل الإنسان لنفسه آمراً مخزياً تدينه كل المرجعيات الدينية ، فالعمليات الانتحارية ليست سوى تبديد للحياة البشرية والقتل الأعمى للأبرياء وتولد كراهية عامة وان أفضل طريقة هي إيجاد حلول سياسية واقتصادية لهذا اليأس الذي يغذيه فقهاء الإرهاب .

ومع كل هذه الاختلافات في التأويل وفي شرعية الموت اختيارا يضع علم النفس والعلوم الاجتماعية الظاهرة في سياقها الطبيعي مع الأخذ بنظر الاعتبار صعوبة الاتفاق على وصف واحد لشخصية الإرهابي أو المنتحر السلبي إذا جاز التعبير وإذا فرضنا أن المنتحر الايجابي هو من ينتحر من دون أن يتسبب في إيذاء الغير، فالقاسم المشترك لشخصية الإرهابي هو استعدادها لاستعمال العنف من اجل الوصول إلى هدف يحقق مكسبا سياسيا لفئة دينية أو عرقية أو اجتماعية بما ينطوي على فكرة سلب الآخر حقه في الوجود وهو شخص عصابي حاد المزاج يقوده السعي لملء الفراغ النفسي إلى الانضمام لتنظيمات أو تجمعات لها سمعتها وقوامها وخلفيتها الفكرية التي يجد فيها متنفس للضغط الحرمان والاضطهاد الذي يسلط عليه من عدة جهات.

فالإرهاب هو حيلة العاجز وهو كراهية وقبح صريح لكل قيم الحب والجمال وهو انتحار عقلي وجسدي لكل أمل في الحياة وهو وسيله متخلفة لاتعيق تقدم الحضارة بأي صورة من الصور .




- جسدي سلاحا- تأليف كريستوفر رويتر ترجمة د.فاطمة نصر إصدارات سطور/مصر



#فارس_الكامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاكسي خالد الخميسي وتاكسي البصرة


المزيد.....




- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس الكامل - ظاهرة الانتحاريين ( عندما يختلط الدين بالسياسة )