|
حزب العمال الكردستاني : حق ’ وعدوان جائر ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بـؤس الأمران يكون الحـق مقلـوباً حـد الفضيحة ’ مـن يغتصب حق الشعـوب مـن خارج العنصر المتسلط ’ ثـم يتهـم الضحـايا بالأرهـاب والتمرد والأنفصال وحتى العمالة للأجنبي’ لمـجـرد ان يطالبـوا ببعـض مــن حقوقهـم الطبيعيـة ’ وكمـا يقول المثـل " رمتنـي بـداءهـا وانسلت " . اعضـاء حـزب العمال الكردستاني ــ ولم أأتــي الأمـر مـن فـراغ ـــ فقـد تعـرفت على بعضهـم وخبرتهـم فـي بـدايـة الثمانينيـات فـي بيروت ’ ثـوار مـن طـراز آخــر ’ وبقـدر تمسكهـم بحقوق شعبهـم ’ فهـم يكرهـون العنف ولون الـدم مسفوكاً ’ وبقدر ما يحبون وطنهم وشعبهـم وقضيتهـم ’ يخترمـون ويدعمـون نضال الأخـرين لأسترجاع حقوقهـم ايضاً ’ ومقتننعـون كذلك’ ان اي نصـر يحققه شعب ما على طريق التحرر والديموقراطية هـو نصـر لشعب كردستان ’ لهـذا دعمـونـا وقدمـوا لنـا الكثيـر نحـن العراقيون المعارضون للنظام البعثـي السابق ’ الذين اتخـذنـا بيروت محطـة اضافيـة نحتمـي بهـا مـن بطش وهمجيـة البعث ’ كانـوا يتقاسمـوا معنـا حـتى القليـل ممـا يمتلكون واستضافونـا فـي بيوتهـم وفتحـوا لنـا مكتباتهــم ’ كانـوا بأكثريتهـم يتقنون اللغـة العـربيـة كتابـة وقـراءة وحديثـاً وثقافــة ’ فبهـا يكتبون احيانـاً الشعر والروايـة والمقالـة السياسيـة ’ كانـوا متعلميـن بأغلبيتهـم وهـذا مـا نجده نادراً احيانـاً فـي ظـروف الثـوار ’ اعضـاء وكـوادر مسالمـون يكرهـون العنف ويـدينـوا الأرهـاب ’ يحترمـون ويتعاطفون مـع كادحـي ومظلومـي الشعب التركـي ويرفضون الحاق الأذى بالفقـراء والكسبـة ’ فهـم يتألمـون ويدينون الأعمال الوحشيـة التي ترتكبهـا المخابرات التركيـة بتفجيـر بعـض المحلات والمتاجروقتـل العاملين فيهـا ’ ثم تصـدر بيانات كاذبة تتهم فيها حزب العمال الكردستاني ’ او تقتـل جندياً علـى حدودهـا مـع العراق لتثيـر اعلاميـاً حفيظـة وعواطف البسطاء مـن الشعب التركـي ’ ان الحكومـة التركيـة وعسكريهـا وكذلك دول المنطقـة التي تتقاسـم ظلمـاً واجحافـاً وخـديعـة تاريخيـة ارض كردستـان وشعبهـا ’ وتـواصـل عدوانهـا وتنكيلهـا وابتلاعهـا لكردستان ارضـاً وشعبــاً مستندة على ركائـز الكراهيـة والأحقاد وتأجيـج الأفكار العنصريـة والنزعات القوميـة المـدمـرة فـي نفـوس شعوبهـا فـي بيئـة مـن الجهـل والتضليل والتغبيــة الشاملـة . حزب العمال الكردستاني ’ يبغـض العنف ويشمئز مـن النزعات العدوانيـة ويدين الأرهاب بشدة مهمـا كان لـونـه ودوافعـه دوليـاً او فئويـاً مافيويـاً ’ ويتول الأخرين فـي الرجـوع الى العقـل والحكمـة والعدل للأقـرار بحقوقهـم ومساعدتهـم للخـروج مـن مـربـع الدرجات المتـدنيـة فـي مجال الحقوق الوطنيـة والأنسانيـة ’ وفـي غمار الدفاع عـن انفسهـم تتطلـع عيونهـم الى يقضـة الشعوب المجاورة لتستعيـد وعيهـا وانسانيتهـا وقيمتهـا الأجتماعيـة ثـم تتعامـل ايجابيـاً وتضامنـاً مـع مـن اغتصـبت ارضـه وحقوقـه وتاريخـه وثقافتـه وانجازاتـه الحضاريـة مـن الشعـوب المجـاورة فـي اجـواء مـن التسامـح والمحبـة واحقاق الحـق وفهـم الآخـر وقبولـه جاراً وصـديقاً نافعـاً ’ ان اسلوب العنف وثقافـة الألغـاء والألحاق وتدميـر الآخـر ’ تلك عيـوب تاريخيـة متبقيـة مـن ازمنـة الأحقاد والأنانيـة وهمجيـة التعنصـر القومـي . علـى شعوب المنطقـة ان تدرك ’ بأنه اي انجاز يحققـه حزب العمال الكردستاني فـي نضالـه مـن اجـل التحرر والديموقاطيـة ’ هـو مكسب لهـا وخطوات حاسمـة فـي طريق تحررهـا مـن عبوديتهـا ومآساتهـا وعذاباتهـا فـي ظـل التسلط الشمولي للأنظمـة الدكتاتوريـة ’ عليهـم ان يدركوا ايضـاً انهـم اشقـاء لحزب العمال الكردستاني فـي نضالـه المرير ’ وان دمـاء مناضليـه وارواحهـم هـي ليس مـن اجـل كردستان فقـط ’ بـل مـن اجـل خلاص شعوب المنطقـة مـن ثقافـة الكراهيـة والأحقاد والعبوديـة ’ عليهـا ان تدرك حقيقـة الأبعاد الأنسانيـة والوطنيـة لنضال حزب العمال الكردستاني وعليها ايضـاً ان تفتح ثغـرات فـي جـدار الأعلام المشبوه للأرهـاب الدولي . علـى المـرء السوي : ان يشعـر بالخجـل عندمـا يتجـراء سذاجـة ام قصـداً لأتهـام حزب العمال الكردستاني بالأرهـب ’ انهـا حالـة استسلام معيبـة لتأثيرات اعلام الأرهاب الدولـي ’ ان حـزب العمال الكردستاني يدافـع عـن اهـداف وحقوق قوميـة ووطنيـة مغتصبـة وعـن شعب مجـزاء مضطهـد ’ يناضـل داخـل اطـار مـن القيـم الأنسانيـة والسلوكات الوطنيـوة مـدافعـاً وليس هجوميـاً علـى الأطلاق ’ لكنـه يرفض قطعـاً اغتصاب وطنـه واستعباد شعبـه ’ انـه يـريد الحريـة والأزدهـار لشعبـه وشعوب المنطقـة ’ هـذا هـو حـزب العمال الكردستاني ومـن يطلع علـى دفـاع قائـده السيـد عبـد اللـه اوجلان امام المحاكـم التركيـة’ سيدرك انـه لايدافع فقط عـن شعب كردستان وحقوقـه ’ بـل عـن الهويـة التاريخيـة المغيبـة لشعـوب المنطقـة ’ ويـدرك حالاً حجـم القيم والمباديء الأنسانيـة لهـذا الحـزب ’ وهنـا علينـا ان نبذل جهـداً مستقلاً كـي نفهمـه كمـا هــو ونـدعمـه شقيقـاً لنـا فـي النضال مـن اجـل التحـرر والديموقاطيـة . نحاول هنـا ان نشير الى حقيقـة غائبـة او مغيبـة عـن البعض ’ هـي ان حـزب العمال الكردستاني ليـس عبئـاً علـى احـد او جهـة ’ فهـو يناضـل داخـل جغرافيتـه المغتصبـة تركيـاً وبين اهلـه هناك وان اضطـرتـه همجيـة العـدوان والأبادة احيانـاً للأحتمـاء داخل بعض الجبال الحدوديـة التـي هـي خـارج السيادة الفعليـة للدول المجاورة ’ فهـذا لا يعنـي اطلاقـاً انـه يعمـل مـن داخل الأراضي العراقيـة او الأيرانيـة ’ وليس فـي الأمـر مبـرراً ان تقصف قـرى كردستان فـي الجانب العراقي وابادة وتشريـد اهلهـا ’ انـه ارهاب الدولـة وعنجهيتهـا واستهتارهـا وعدوانيتهـا بأمتيـاز . ان الأمـر يشكل حالـة ضغط غيـر عـادي على حكومـة اقليم كردستان وعلى الحكومـة المركزيـة فـي بغـداد بشكل عام’ بغيـة الأبتزاز والتدخل غيـر المشروع لأجهتاض تجـربة الفدرالية للأقليـم والتحولات الديموقراطيـة المرتقبـة على عمـوم العراق ’ وهـذا الأمـر يـدعـوا حكـومــة الأقليـم والمركز على حـد سواء الـى اليقضـة ازاء مخاطـر ذلك الأبتزاز والتـدخـلات الأقليميـة ومنهـا التركيـة بشكل خاص ’ وعليهمـا عـدم التدخـل سلبـاً فـي شؤون حزب العمال الكردستاني وتتجنـب مصائـد الضغـط عليـه ’ ومطالبـة تركيـا ان تتعـض وتتعلـم مـن تجربة العراق في التوجه الوطني الأنساني بأتجاه حـل مشاكل شعوبها بالطـرق السلميـة ديموقراطيـاً ’ واحتـرام حقوق الآخرين والأبتعاد نهاءيـاً عـن ثقافـة العنف والتعصب والأنانيـة واحتقار واضطهـاد الشعوب الآخرى وسلب حرياتهـا وتدميـر مستقبلهـا ومحاولـة الغـاء مجمـل مكونـات هـويتهـا ’ انهـا تركـة معيبـة لأنحـرافات الماضـي ’ وعلى الخيرين مـن مثقفـي وسياسيي وشعوب العـراق والمنطقـة ’ ان يقفـوا الـى جانب نضال حزب العمال الكردستاني مـن اجـل حقوق شعبـه المشروعـة فـي نظام اقليمـي ينبـذ العنف والكراهيـة والتعصب والأغتصاب والألحـاق للأنظمـة الشموليـة والعنصريـة ’ والسير تضامنـاً فـي الطريق المشترك للتحـرر والديمـوقراطيـة والبنـاء والتطور الأنساني فـي ظـل علاقات اقليميـة ودوليـة تحتـرم ارادة الشعوب وحقوقهـا ومستقبلهـا ’ وتعتمـد حسـن الجـوار وتبادل المنافـع ’ وتحترم كذل وتدعـم الشعب الكـردي فـي ان يكـون كالأخرين لـه كيانـه المستقـل المسالم على كامـل جغرافيتـه ’ لـه دولتـه وخصوصياتـه وانجازاتـه وحسـن جـواره مــع الأخريـن ’ لتجـد المنطقـة اخيـراً طريقهـا الأمثـل نحـو السلـم والأمـن والتعايش والأزدهـــار .11 / 01 / 2008
#حسن_حاتم__المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكرد الفيلية : جذور في وطن ...
-
المصالحة : ان يصالح الوطن اهله ...
المزيد.....
-
بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
-
فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران
...
-
مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو
...
-
دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
-
البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
-
ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد
...
-
بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
-
مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
-
مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو)
...
-
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|